ایکنا

IQNA

ندوة عن المصاحف القديمة والنادرة بالسعودية

11:13 - December 07, 2018
رمز الخبر: 3470935
نظّمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالعاصة السعودية الرياض، مساء الأربعاء 5 ديسمبر 2018، ندوة بعنوان "المصاحف القديمة والنادرة".

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، نظّمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالعاصة السعودية الرياض، مساء الأربعاء، ندوة بعنوان "المصاحف القديمة والنادرة"، استضافت فيها كلًّا من الدكتور بشير بن حسن الحميري، خبير المخطوطات المتخصص في الدراسات القرآنية، وصالح بن سليمان الحجي، مدير المخطوطات بجامعة الملك سعود، وأدارها نائب المشرف العامّ على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض الدكتور عبدالكريم الزيد.
 

وجرى -خلال الندوة- الحديث عن تاريخ طباعة المصحف، وأبرز المصاحف المخطوطة على مر التاريخ الإسلامي، وأبرز الخطوط التي كتبت بها والمكتبات العالمية والإسلامية التي تقتني أبرز مخطوطات المصاحف.
 

واستهلّ مدير المخطوطات بجامعة الملك سعود، صالح الحجي، الندوة بعرض مجموعة من صور المصاحف المخطوطة في عدة عصور، وأصولها محفوظة في جامعة الملك سعود، منها قطعة من الرق مكتوب على وجهيها آيات كريمة من سورة (الفرقان)، ونموذج لمصحف من القرن التاسع الهجري، (نسخ في 898هـ) وقد كتبت أسماء السور بماء الذهب في أول كل سورة، مع زخارف في أطراف الصفحات.
 

كما عرض لنسخة مكتوبة في العام 1072هـ، يصل عدد إلى (500) ورقة، وبين الحجي أن القاسم المشترك بين مختلف النسخ هو الزخرفة والتذهيب والخط، بينما عرض صورة لنسخة نادرة لصفحات من مصحف كتب في (31) ورقة، جميع سطورها تبدأ بحرف الألف، وهي نسخة نادرة تسمى نسخة (ألفية).
 

من جانبه؛ تساءل الدكتور بشير الحميري: لماذا ندرس المصاحف في العالم الإسلامي؟ ورأى أن لذلك بعدًا تاريخيًّا، يتمثل في قراءة تحولات الكتابة والنسخ، وكذلك هي محاولة لتثبيت دعائم الدين.
 

ورأى الحميري أن كتاب المصاحف عانوا أمورًا صعبة من حيث تجهيز الأحبار وصناعتها، وأن الخطاط كان يخط بروحه لا بيده فقط.
 

وعرض الحميري مجموعة من صور المصاحف النادرة وأشكال الكتابة في الصفحات، المزخرفة المذهبة. مشيرًا إلى أن هناك تناظرًا فنيًّا في كتابة الآيات، من ناحية البدء بحروف معينة والانتهاء بها، وقد كانت الكتابة من دون تنقيط، وكان المسلمون يعتمدون على الحفظ لا على الكتابة، كما عرض ورقة من مصحف موجود بجامعة كامبردج.
 

وكان الدكتور عبدالكريم الزيد قد رحب بالضيفين المشاركين، وعرض نبذة تاريخية عن المصاحف المخطوطة، والدور الثقافي الذي تقوم به مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في إثراء المشهد المعرفي بعديد من المنتجات الثقافية المتنوعة، وأن المكتبة هي أول مكتبة عربية قامت بتحويل مخطوطاتها إلى صيغة إلكترونية وهي متاحة للبحثين في جميع أنحاء العالم. مشيرًا إلى أن العالم الإسلامي يمتلك 2 مليون مخطوطة من المصاحف التي كتبت خلال الخمسة عشر قرنًا الماضية، حيث إن القرآن الكريم هو كتاب الله الأغلى والأثمن في حياة كل مسلم، ويحظى بمكانة كبيرة منذ ظهور الإسلام، وهذه المصاحف لم تنسخ كوسيلة للتجارة أو الإهداء، بل كانت وسيلة لإقامة الشريعة والإسلام وتطبيق المسلم لشرع دينه.
 

وأكد الزيد أن المصحف الشريف استحوذ على أكثر من نصف المخطوطات الإسلامية من الشرق إلى الغرب، وأن المصاحف كتبت بخطوط مختلفة، ووجدت فيها أشكال زخرفية منذ بدايات الإسلام حتى وقتنا الحاضر.
 

وقد صاحب الندوة معرض لنماذج صور المصاحف الموجودة بالمكتبة، حيث تقتني مجموعة نادرة من المصاحف المخطوطة منها مصحف شريف على شكل رول بطول 642.5 x 17.7 م تتخلله آية الكرسي وشيء من الزخرفة بشكل مفرغ بطول الرول، وقد زين بزخرفة نباتية ملونة ومذهبة في بدايته ونهايته وكتب المتن داخل إطارين مذهّبين، ونسخه فخر الدين السهروردي سنة 1284، وأيضًا مصحف شريف يقع في 30 ورقة، كل صفحتين متقابلتين تكونان جزءًا كاملًا من القرآن الكريم.
 

كما تم عرض عدد من المصاحف النوعية التي كتبت في عدد من البلدان العربية والإسلامية.

captcha