ایکنا

IQNA

دراسة الاعجاز العلمي في القرآن الكريم /

القرآن الكريم حوّل الإنسان من كائن حيواني الى كائن له خصوصية انسانية

9:08 - May 07, 2012
رمز الخبر: 2318855
بغداد ـ ايكنا: القرآن الكريم حاول ان يطرح الكثير من الحلول النفسية والأخلاقية وضمنها قد رسم معايير تحاول ان تضع الإنسان بين بعديه المادي والروحي، كما حاول تحويل الإنسان من كونه كائن حيواني الى كائن متفرد له هويته وخصوصيته الإنسانية بإنتمائه الى الأهداف والقيم التي هي اساسها الايمان بالله والإلتزام بالتقوى.
وأشار الأستاذ المساعد الدكتور حيدر مصطفى هجر، الباحث القرآني العراقي ورئيس قسم علوم القرآن الكريم في كلية الآداب في جامعة "ذي‌قار" بجنوب العراق في حديث خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية العالمية (ايكنا) الى هذا الموضوع عند تطرقه لما وهبه القرآن الكريم في مجال الأخلاق.
وقال ان هنالك الكثير من الحلول النفسية حاول القرآن الكريم ان يطرحها مضيفاً ان المجتمع في حالته الآن والتزامه بالبعد المادي واعتبار ان المادة هي منتهى وجود الإنسان قد جعلت الإنسان رهينة في وجود هذه المادة لا يستطيع التحرر من قيودها.
واستطرد ان القرآن الكريم رسم لنا معايير تحاول ان تضع الإنسان بين بعده المادي وبين بعده الروحي واعتبر ان البعد الروحي هو كينونة الإنسان الحقيقية لهذا حث القرآن الكريم اتباعه للتجرد من هذه الحالة التي هي الإنتماء الى الخلود والقيم العليا.
وأضاف ان القرآن الكريم سعى الى تحويل الإنسان من كونه كائن حيواني (بالمعنى العام للحيوان) الى كائن متفرد له هويته وخصوصيته الإنسانية التي تميزه عن غيره بإنتمائه الى الأهداف والقيم التي هي اساسها الايمان بالله والإلتزام بالتقوى وغير ذلك من الأمور التي تجعل للإنسان خصوصية التجرد وادراك الامور على اساس بعيد عن القضية الحسية والمادية وانما البحث عن المعنى المجرد والمعنى الأعظم والمعنى الأعلى.
وحول تاريخ الإعجاز العلمي للقرآن الكريم قال حيدر هجر: لا شك ان الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بشكل عام ابتدأ من منطقة معينة وهي لعلها كانت تنسجم مع معطيات عصرها الا وهو البحث اللغوي ثم بدأت موافد الإعجاز تفتح نافذة فنافذة الى ان وصل الدور في المراحل المتأخرة او في العصور المتأخرة الى البحث في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم وفي القرون المتأخرة بدأ الحديث عن الإعجاز العلمي بشكل واسع وبشكل واضح.
وأكد: هنالك لربما في الدراسات المتقدمة للمفسرين اشارات كما هو عند الرازي وغيره من اشارات في ما يتعلق بالهيئة وكشوفات القرآن الکريم الى ذلك غير ان الوضع في ما يتعلق بالإعجاز العلمي بشكل اكثر نجده في الدراسات المتأخرة عند الباحثين وفي مجالات مختلفة سواء كانت في المجال الطبي او في الجانب الفلكي او في الجانب الفيزيايي او في المجال الكيميائي او غيره.
وبين: لابد من الإشارة الى ان هذا التطور في قضية البحث القرآني في ما يتعلق بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم قد اخذ موجه في هذه المراحل بشكل حتى اصبحت هناك دراسات متخصصة تتناول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فصار هناك مؤلفات مثل الإعجاز الفلكي في القرآن الكريم او الاعجاز الكيميائي في القرآن الكريم وغيره من العناوين التي باتت الآن مستقله عن مواضعها.
وفي معرض رده على سؤال "ماهي اهم الأسباب التي دفعت الخبراء والباحثين الى طرح موضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؟" قال حيدر مصطفى هجر انه للرد على هذا السؤال يمكن الوقوف عند جانبين.
واستطرد: الجانب الأول، ان البحث في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم يمكن ان يكون استجابة لكشوفات العصر ومعطياته والقرآن الكريم كما ورد في الأخبار الواردة عن الرسول (ص) واهل البيت (عليهم السلام) يفسره الزمان وان القرآن الكريم لم يخلق لزمان دون زمان ولا لمكان دون مكان وان القرآن انما هو تجلي للحق سبحانه وتعالى ولا شك ان التجلي للحق لابد ان يأخذ سمة الإطلاقية والإطلاقية لاتنحصر عند بعد دون بعد.
واوضح ان القرآن الكريم كما يقول السيد الخوئي والأعلام الكبار من علماء الأمة معجزة للبليغ في بلاغته وللطبيب في طبه.
واستنتج هجر ان القرآن الكريم بدأ من جانب التأثر او كون هناك اضاءات جديدة فتحت الآفاق لقراءة النص القرآني في ضوء معطيات العصر، هذا جانب.
وحول الجانب الاخر، ذكر الأستاذ الجامعي العراقي: نستطيع ان نقول انها حركة دفاعية حاول البعض ممن لديهم مجال للعمل القرآني وممن تأثروا بالدراسات الغربية حول القرآن الكريم في مقام الدفاع عن القرآن الكريم حاولوا ان ينسبوا اليه بعض المعطيات العلمية وبناء على ذلك ان القرآن الكريم ولو كان يشير الى العينات العلمية في الإعجاز الا انه لم يكن كتاباً علمياً صرفاً واذا كان كذلك فالعينة هي كافية لإسقاط إعجازه من هذه الجهه.
وحول العلاقة او نوع العلاقة بين القرآن الكريم والعلوم التي يتصدرها في اكثر الأحيان العلماء الغربيون قال هجر: الواقع ان القرآن الكريم وان وقفنا عند بعض رشحاته في ما يتعلق بالإعجاز العلمي الا ان الوقوف على حقيقة ذلك الأمر يبقى من الأسرار الإلهية التي انها تحت تقدير المعصوم (ع) وانما نصل اليه فهو رشحات من ذلك.
وأوضح: وحول ما افاده الغرب لابد الإشارة الى نقطة معينة وهو يجب ان لا نفكر بتفكير ردة الفعل والبحث عن كون ان القرآن لابد ان ينسجم مع تلك التفكرات التي طرحها الغرب بل لابد ان نقوم بالبحث عن القرآن الكريم منطلقين من القرآن ولابد علينا استناداً الى الهية القرآن الكريم ان نكتشف نحن ما يمكن ان يكون مكنوناً من اسراره من العلوم التي لو حصلنا عليها لإستغنينا عن الكثير من المعطيات التي لربما نستجديها من غيرنا.
وبين: فالقرآن الكريم بإجتهاده تلك الدلالات وتلك المعاني انما يستطيع ان يكون مواجهاً لكثير من المعطيات في العصر الحديث او معطيات العالم الغربي ولكننا لإكتفائنا على تصوراتنا وانطوائنا على ذواتنا لم نفعل القرآن فبقينا نستفتيء العلوم منهم ثم نطبقها على القرآن الكريم (وفي الأصل انه توجيه للقرآن الكريم في ضوء تلك المعطيات).
وفي رده على سؤال "هل هنالك تأثر من جانب العلماء الغربيين بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم؟" أكد رئيس قسم علوم القرآن في كلية الآداب في جامعة ذي‌قار: لا شك ان الكثير ممن وقف وانصف وتجرد عن الكثير من الأهواء والأبعاد التي تتحكم في الإنسان في اختيار الطريق الصحيح وعرض عليه القرآن او كان لديه تصور من القرآن الكريم ولو في معطيات معينة وجد نفسه مضطراً الى الإمعان بالقرآن الكريم بأعلى ما يكون الإمعان.
وأضاف: نجد الكثير ممن وقف من العلماء ممن لديهم اختصاصات معينة وهنا لابد ان نشير الى نقطة مهمة وهو ليس بالضرورة ان يكون القرآن الكريم كتاب علم ولكن مقدار العينة كاف لإثبات البعد الإعجازي.
واستطرد قائلاً: جاء محمد (ص) بالقرآن الكريم وهو ما تحدث عن اصل خلقة الإنسان في رحم الأم الى ان وصل الى هنا ولم يكن هناك تصور ابداً عن حياة هذه المراحل والكثير من العلماء ممن وقفوا عند هذه الاية الكريمة وجدناهم يظهرون ايمانهم بالقرآن الكريم وكذلك نرى هذه الحالة عندما يصف القرآن الكريم البرزخ بين البحرين وكذلك ممن تحدث عن الفلك فوجد ان القرآن الكريم تحدث عن قضايا فلكية لم تكن منسجمة مع معطيات عصرها الذي نزل به بناء على انها امة أمية.
وقال الأستاذ المساعد الدكتور حيدر مصطفى هجر، الباحث القرآني العراقي ورئيس قسم علوم القرآن الكريم في كلية الآداب في جامعة "ذي‌قار" بجنوب العراق في ختام حواره: النتيجة ان الكثير من الجزئيات وجدت لها مجالاً عند علماء الغرب فعرفوا ان القرآن الكريم بناء على تلك المعطيات الجزئية والتي يمكن ان تكون كعينة تدل على انه معجز في ما يقول.
captcha