ایکنا

IQNA

مدير مركز الخير الإسلامي أوكرانيا:

وسائل الإعلام الغربية لم تستطع تشويه صورة المسلمين لدينا

16:01 - October 05, 2016
رمز الخبر: 3462027
كييف ـ إکنا: أكّد الشيخ أحمد رستم، مدير مركز الخير الإسلامي في مدينة أوديسا بأوكرانيا، أن الصورة السلبية التي تنقلها بعض وسائل الإعلام عن العرب والمسلمين لم تؤثّر على الشعب الأوكراني.
وسائل الإعلام الغربية لم تستطع تشويه صورة المسلمين لدينا

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، أكّد الشيخ أحمد رستم، مدير مركز الخير الإسلامي في مدينة أوديسا بأوكرانيا، أن المجتمع الأوكراني يحترم الإسلام والمسلمين، ويقدر العادات العربية والإسلامية، لافتاً إلى أن الصورة السلبية التي تنقلها بعض وسائل الإعلام عن العرب والمسلمين لم تؤثّر على الشعب الأوكراني، خاصة سكان مدينة أوديسا عاصمة التجارة والسياحة في أوكرانيا.

وقال الشيخ أحمد في لقاء مع وفد الصحافة القطرية، إن الجاليات الإسلامية في أوكرانيا تكوّنت من خلال الدراسة، حين كانت أوكرانيا ضمن منظومة الاتحاد السوفييتي وكانت تستقطب الطلاب والدارسين العرب والمسلمين، بسبب العلاقات الجيدة بين الاتحاد السوفييتي وغالبية الدول العربية، علاوة على أن العلاقات التجارية بين الجانبين أدّت إلى بقاء التجار العرب والمسلمين في أوكرانيا، وحدث الاندماج العربي والإسلامي في هذا المجتمع، ومع مرور السنين توسّعت الجاليات وزاد عددها.

الطلاب العرب

ونوّه بأن عدد الجالية العربية والإسلامية في أوكرانيا وصل إلى مليون شخص متوزعين على مختلف المناطق والمحافظات، مشيراً إلى أن أغلبهم متواجدون في كييف، وخاركوف، باعتبارها مدينة العلم والجامعات التي تجتذب آلاف الطلاب العرب والمسلمين من كل مكان. وكذلك في مدن لفيف، وركاسي، وأوديسا، وهذه الأخيرة يتواجد بها عدد كبير من العرب والمسلمين، حوالي 70 ألف شخص، لأنها مدينة ساحلية وميناء بحري مهم على البحر الأسود، وبالتالي تتواجد بها الفرص الكبيرة للتجارة والاستثمار والإقامة، فضلاً عن التنوع الثقافي والحضاري الذي تعرفه المدينة بصورة جلية.

علاقات جيدة

وأكّد أن العرب والمسلمين يتعايشون مع سكان أوديسا بشكل رائع وإيجابي للغاية، وذلك بسبب التعاملات الراقية والسلوك المنضبط من قبل أبناء الجالية، مؤكداً أن الصورة السلبية التي تنقلها وسائل الإعلام عن العرب والمسلمين لم تؤثر على سكان أوديسا، فالعلاقات جيدة والصورة جيدة تجاه المسلمين والإسلام.

وأشاد الشيخ أحمد بتعامل المجتمع الأوكراني مع الجالية المسلمة قائلاً إن المجتمع الأوكراني يحترم الإسلام والمسلمين، ويقدر العادات العربية والإسلامية، بفضل التقارب بين الثقافتين، والسلوك المنضبط من الجاليات العربية والإسلامية، موضحاً أن المركز مملوء بنسخ مترجمة من القرآن والكتب الإسلامية المترجمة إلى اللغة الروسية والأوكرانية تتعلق بالعقيدة والأخلاق والمرأة في الإسلام والأسرة المسلمة والتشريعات السماوية واحترام الأبوين وغير ذلك من الأمور، وكل هذه الكتب نقدّمها بالمجان للجميع، وهو ما يشكل عبئاً كبيراً على مصروفات المركز.

الأوكران والإسلام

وشدّد الشيخ أحمد على أن المواطن الأوكراني لم يربط مطلقاً بين الإسلام والإرهاب لأنه يرى يومياً سلوك وتصرفات المسلمين الإيجابية والرافضة للعنف والتطرف، منوهاً بأن أدويسا بها مساجد وكنائس متنوعة وعديدة. كما أن هناك العديد من الجمعيات الإسلامية في أوكرانيا تعمل وفق القانون، ومنها جمعية المسار، وهي تابعة لجمعية "الرائد" وهي الأهم والأكبر في البلاد. وهذه الجمعية لها تمويلها الخاص سواء من الشركات أو رجال الأعمال من الداخل والخارج.

مركز الخير

وعن مركز الخير الإسلامي وأنشطته، قال إنه قام بتأسيسه قبل 3 سنوات لخدمة الدعوة، وفق الأطر القانونية التي تضعها الحكومة الأوكرانية، ويتكون من مسجد صغير ومركز ثقافي لتعليم اللغة العربية وعلوم القرآن، مؤكداً أن هناك العديد من الأنشطة والفعاليات الإسلامية التي تحتاج إلى تمويل ثابت حتى نستطيع مواصلة طريق الدعوة.

وشدّد على أن المركز ينتهج طريقاً وسطياً وحضارياً في الدعوة وتعريف الأوكرانيين بالإسلام، مؤكداً أن هناك إقبالاً كبيراً للتعرف على الدين الإسلامي، ونحن من جانبنا نقوم بشرح كل ما يتعلق بالإسلام والشريعة الإسلامية، خاصة تلك المتعلقة بالنساء وحكمة تعدّد الزوجات، وهي من أهم المسائل التي تستفسر عنها المرأة الأوكرانية حتى يتم إقناعهن بالحكمة والفلسفة من ذلك.

اعتناق الإسلام

وكشف الشيخ أحمد رستم عن أن عدد الذين أسلموا على يديه في أوكرانيا وصل إلى 210 من جنسيات مختلفة، وذلك بفضل الدعوة المعتدلة والحكيمة التي ينتهجها. وقال إن السنة الماضية فقط أسلم 8 أشخاص في مركز الخير، وأغلبهم من الشباب، ونحن نقوم بإرشادهم وتوجيههم ومتابعتهم حتى يرسخ الإيمان في قلوبهم.

الدعم القطري

وناشد الشيخ رستم أهل الخير والجمعيات الخيرية في قطر بدعم المركز بمختلف الوسائل، قائلاً:" نحن في حاجة إلى مكان دائم وليس بالإيجار، فضلاً عن حاجتنا لتوسيع النشاط الدعوي من كتب وندوات تعريفية بالإسلام، وفعاليات دينية في مختلف المناسبات الدينية، والحقيقة أن المركز ينفق الآن حوالي 7 آلاف دولار شهرياً، وهذا مبلغ ضخم لا نستطيع تحمله بمفردنا". كما طالب بدعم تأسيس مسجد وروضة إسلامية وتخصيص وقف مالي لهما.

مسلمو القرم

وحول قضية مسلمي القرم، قال الشيخ أحمد، إن عددهم حوالي مليون ونصف المليون، ويتبعون الدولة الأوكرانية، ويعيشون بسلام وحرية تامة في ممارسة العبادات والطقوس الإسلامية، لدرجة أن مفتي أوكرانيا كان من القرم، وكان الانطلاق والتفويج لعملية الحج يتم من القرم، ولكن الآن الأمور مضطربة بعد استيلاء روسيا على شبه الجزيرة وضمها، حيث تتحدث التقارير عن مصير ليس جيداً يواجه المسلمين هناك.

مفاهيم سليمة

وقال إن المسلمين في أوكرانيا بحاجة لزيادة الحركة الإعلامية من المطبوعات والإعلام الإلكتروني المرئي والمقروء والمسموع لتوضيح المفاهيم السليمة عن الإسلام، لأن عامة الناس سواء أكان مسلماً أو غير مسلم نجده في برامج التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت وأغلب المطبوع والمرئي هو للأسف لجهات مسيسة للدين الإسلامي وتعطي فكرة سيئة عن الإسلام.

وأكّد أن مركز الخير من جانبه يقوم بإعادة المفاهيم الصحيحة وصياغة المؤلفات المبسطة لأمر الدين والنتيجة ممتازة، فالرأي العام في أوكرانيا أصبح يعي كل هذه المواضيع، لأنهم يميزون بين الإسلام وبين مدعي التدين، فالمجتمع الأوكراني متقبل للمفاهيم الوسطية للإسلام بشكل كبير.

المصدر: جريدة الراية القطرية

captcha