ایکنا

IQNA

السوق السوداء لـ"إجازات القرآن" في مصر

16:13 - February 07, 2017
رمز الخبر: 3463420
القاهرة ـ إکنا: كشفت جریدة "الدستور" المصرية الستار عن شيوخ وجمعيات وجامعات إسلامية ومجموعات إلكترونية في مصر تمنح شهادات إجازة حفظ وتلاوة القرآن الكريم للكسب المادى ولإعطاء الوجاهة الاجتماعية، مباشرة وعن بعد.
السوق السوداء لـ
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، عباءة ومقرأة وتلاوة رصينة، ومناهج مُتخصصة فى علم التجويد والقراءات، أحاديث شريفة وآيات كريمة «اقرأ باسم ربك الذى خلق»، و«خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، اتخذت مكانها فى إعلانات تروج لدروس فى حفظ وتلاوة القرآن الكريم والحصول على إجازة علمية تتيح لطالبها أن يكون قارئاً أو محفّظاً للقرآن الكريم، وتتيح له كذلك منحهاً لآخرين دون توقف.

وتكشف «الدستور» في هذا التحقيق الستار عن شيوخ وجمعيات وجامعات إسلامية ومجموعات إلكترونية تمنح شهادات إجازة حفظ وتلاوة القرآن الكريم للكسب المادى ولإعطاء الوجاهة الاجتماعية، مباشرة وعن بعد، وتحولها لبيزنس وتجارة علنية، دون أن يكون معترفاً بها من الأساس، فى غياب لرقابة الأزهر، خاصة أن مصر بها نحو 309 معاهد للقراءات على مستوى الجمهورية، حسبما قال دكتور حسن عبدالله، المشرف على قطاع معاهد القراءات بالأزهر الشريف.

ومُعدة التحقيق هى الشاهد والدليل، هى الضحية في تلاعب منح إجازات «تلاوة» القرآن الكريم، بعد تأكيد بعض الشيوخ وعلماء الدين لها أنها «بلا قيمة» وأن الاعتراف الحقيقى لإجازة «حفظ» القرآن الكريم على يد كبار علماء الدين أو المعاهد الإسلامية، لا يقتصر الأمر على ذلك بل تُمنح شهادات أخرى فى «منظومة تُحفة الأطفال» وهى أبيات شعر بطريقة التجويد للترغيب فى حفظ القرآن الكريم و«القاعدة النورانية» علم متعلق بدراسة أحكام تجويد القرآن الكريم والنطق باللغة العربية الصحيحة و«شرح لقواعد التجويد» مقابل مبالغ مالية من ذات الجهات دون رقابة.

نقيب المقرئين: الإنترنت وسيلة للحصول عليها

أوضح الشيخ محمد الطبلاوى، نقيب المقرئين المصريين، أن مصر بها سوق سوداء للإجازات منتشر في المحافظات وصفحات ومواقع الإنترنت، للحصول على تلك الاجازات عن طريق الإنترنت، مشدداً على أن هناك إجازات مضروبة وبدون سند عن النبى(ص)، وتلك هى مسئولية الأزهر فلابد أن تكون هناك إدارة مسئولة عن حماية الإجازات، خاصة أنها أصبحت وسيلة للعمل بالخارج كمحفظين وقراء.

وأضاف «الطبلاوى» لـ«الدستور» أن على طالب العلم التحرى قبل طلب السند، ضماناً لعدم تعرضه للنصب «لأنها مسئوليته كذلك»، مع ضرورة توجه الطلاب إلى نقابة قراء القرآن الكريم وإسناد حفظ القرآن من شيخ معروف لدى النقابة.

وعن السوق السوداء لإجازات حفظ القرآن الكريم على الإنترنت وعن بعد، يقول الطبلاوى: «هذا خاطئ وغير معترف به، ومن غشنا فليس منا، وكل سندات حفظ القرآن الكريم لابد أن تتبع نقابة القرآن الكريم ومن داخلها وليس من خارجها، ومن يستغل غيره بالخارج فهو مُحرم عليه».

وينصح «الطبلاوى» التلاميذ بالتوجه للنقابة والحصول على الإجازة منها أو من شيخ مشايخ المقارئ المصرية، حتى لا يقعوا فى فخ النصب باسم الدين ويدفعون آلاف الجنيهات، من أجل العمل كمحفظين بالدول الأوروبية والعربية، ولفت الانتباه بأنه لا حرمانية فى تقاضى الأجر عن تعليم وقراءة القرآن، والدليل على ذلك قول رسول الله(ص): «إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله»، وكذلك قول رسول الله(ص) «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، لكنه انتقد مغالاة شيوخ الإجازات فى تقاضى آلاف الجنيهات.

ورفض الطبلاوى ما يطلق عليه إجازة «الأون لاين» ويوضح أنه لا يجوز إعطاء الإجازة للتلميذ إلا بعد التلاوة مباشرة، وكذلك لابد من الحصول على الإجازة من الشيوخ المعروفين والمقيدين بالنقابة والحاصلين على سند الإجازة الصحيحة.

جروبات إلكترونية بشعار «هي لله»


ومئات المجموعات على مواقع التواصل الإجتماعى فيس بوك وتويتر تُعلن عن فتح الباب لتلقى الأعضاء الجُدد لنقل العلوم الشرعية الإسلامية وعلى يد خبراء وأساتذة ومتخصصين من الأزهر الشريف، وفق ادعائهم. تنتشر المجموعات الإسلامية على المواقع والمُنتديات ويستخدم القائمون عليها برامج السكايب وفايبر وإيمو والواتس آب للتواصل وحفظ القرآن واختبار الأعضاء لمتابعتهم واستصدار إجازات حفظ وترتيل القرآن الكريم عن بعد، عبر طبعها فى مراكز طبع مُتخصصة أو عبر ختم المُحفظ «المُجيز» وتوقيعه بخط اليد.

من ضمن إعلانات حفظ القرآن الكريم ومنح الإجازات عن بعد، إعلان لـ«دار اقرأ» غير الواضح ترخيصه من نقابة القرآن الكريم أم من الأزهر الشريف، تقول تفاصيله «تُعلن أول ﺩﺍﺭ لتحفيظ القرآن من خلال الإنترنت أون لاين «اقرأ» عن استقبال أعضاء جُدد، ﺍﺣﻔﻆ أنت وأسرتك ﺍﻟﻘﺮآﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻘﺮﺍءة الصحيحة وﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﺘﻼﻭة ﻭﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺪ واللغة، فى أى مُناسبة وأنت فى منزلك»، يتم حفظ القرآن ودراسة علم التجويد وشرح المُتون وإعطاء إجازات ـ كل شىء معنا ـ  المُحاضرة فى حدود ساعة مع ضمان الجدية والالتزام والتسجيل والبدء برسوم مالية، مع العلم أن أول مُحاضرة مجانية. للتواصل سكايب وتليفون».

وتواصلنا مع الشيخة أم أحمد، مؤسسة دار اقرأ أون لاين، والتى شرحت طريقة التواصل وأسعار الاشتراك فى الدروس الدينية بعد طلب إجازة لتلاوة وترتيل القرآن الكريم، تقول أم أحمد: «برنامج الحفظ عن طريق الإنترنت أو التليفون، والشروط إجادة التجويد والتلاوة، يتم تحديد الموعد وفقًا لما يناسبك، وسعر إجازة التلاوة بـ1500 جنيه يتم دفعها عن طريق البنك أو البريد، وتتم طباعة الإجازة فى مركز مُخصص وسعر الطبع والتوصيل 230 جنيهًا».

وعند الاختبار الأول لاستصدار إجازة تلاوة القرآن الكريم عن بعد، والذى تم تسجيله صوتاً وصورةً، قالت مُعدة التحقيق إنها ليست بدارسة لعلم التجويد، ونصحتها أم أحمد بتلقى دروس تلاوة قرآن كريم بحسب القدرة المالية قبل اختبار استصدار الإجازة والاختبار فيها، وأن حفظ وتلقى القرآن الكريم هو أمانة علمية يجب أن يكون الشخص على قدر مسئوليتها»، حسب قولها.

وإحدى المُحفظات نصحت باستصدار إجازة تلاوة القرآن الكريم مُشافهة «وجهًا لوجه»، وأن إجازات الإنترنت ليس لها أساس من الصحة، قائلة: «إنها أمانة علمية كبيرة ويجب على المُحفظة تصحيح مخارج الحروف والنطق، ومبلغ الإجازة يختلف من شيخ لآخر، وكلما اشتهر عالم الدين زاد السعر».
تحققت «الدستور» من المطابع المُتخصصة لإجازات القرآن الكريم وتواصلت مع مركز سوسى للدعاية وضبط وتحقيق وطباعة الأسانيد وتصميم الإجازات القرآنية بمحافظة الشرقية، إذ أرسل لنا صور لتصاميم الإجازات القرآنية، ولائحة بأسعارها من 150 إلى 1000 جنيه.

بورصة الأسعار عبر «سكايب» و«فيس بوك»

وإجازات حفظ وتلاوة القرآن الكريم لها أسعار مختلفة، وهو ما أكده الشيخ «هـ. ح» من مدينة طنطا بمحافظة الغربية صاحب إحدى دور نشر العلم الإسلامى ومدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف والمُجاز بالقراءات العشر، إذ يُعلن عن نفسه على صفحات التواصل الاجتماعى قائلاً: «الآن فرصتك تتعلم تلاوة القرآن الكريم، مهما كان مستواك فى إتقان تلاوة القرآن الكريم، وأيًا كانت الرواية التى تقرأ بها، ابدأ معنا تعلم تلاوة القرآن الكريم بإتقان الأحكام نظريًا وعمليًا مع الإجازة بالسند العالى المتصل إلى رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، التواصل مباشر عبر سكايب أو الفيس بوك أو أى برنامج محادثة على الهاتف رقم.....

تواصلنا مع الرجل هاتفيًا، وتحدثت إلينا زوجته عن جميع التفاصيل الخاصة بدفع 3000 جنيه لإجازة تلاوة القرآن الكريم عن بعد، ويتم دفع نصف المبلغ قبل البدء فى دروس التجويد، عبر البريد، باسم الشيخ هــ، ح فى المركز الرئيسى لمدينة طنطا بمحافظة الغربية، ولا يتقاضى الشيخ منها أى مبالغ، وتحدثنا للشيخ «هـ . ح» عبر سكايب وأرسل صورة تفصيلية ببيانات إرسال المبلغ عبر رقم الحساب بالبريد والاسم كاملاً.

تتبعت «الدستور» المواقع الخاصة بالرجل واتضح أنه مؤسس لجروب على الفيس بوك باسم «دار قرآنى نبض حياتى للدراسات القرآنية عن بعد» ويبلغ عدد أعضائها 2085 عضوًا يقول فيها: «قال عثمان بن عفان: لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم. وقال بعض السلف لأحد طلابه: أتحفظ القرآن؟ قال: لا. قال: لمؤمن لا يحفظ القرآن؟ فبم يتنعم؟ فبم يترنم؟ فبم يناجى ربه تعالى؟ حقق حلمك وأنت جالس فى بيتك وواصل حفظ القرآن الكريم ومراجعته بأى قراءة من القراءات العشر ببرامج معينة وطرق مبتكرة حديثة بدار قرآنى نبض حياتى أو احصل على إجازة فى القراءة التى تريدها عبر برنامج سكايب. انشر الرسالة، جزاك الله خيرًا». كما أنه مؤسس لأحد المنتديات الإسلامية باسم «الجامعة العالمية للقراءات القرآنية والتجويد» تحوى العديد من القاعات والروابط والغرف الإسلامية عن بعد لتحفيظ القرآن ومنح الإجازات.

معهد المعصراوى: لا يجوز طلب المال

فى زيارة ميدانية لـ«الدستور» إلى أحد فروع معهد الدكتور أحمد عيسى المعصراوى، شيخ عموم المقارىء المصرية الأسبق، بمدينة نصر للوصول لحقيقة منح الإجازات القرآنية بمبالغ مالية ومدى اعتمادها وتوثيقها من الأزهر الشريف، وبسؤال أحد الموظفين أكد أنه غالبًا ما تكون إجازات تلاوة القرآن الكريم غير معترف بها، لذا نمنح شهادات عادية فقط لحسن تلاوة القرآن الكريم، وإجازة القرآن الكريم بـ1000 جنيه وجلسات تحفيظ القرآن الكريم الشهرية بــ90 جنيهًا، وهى معترف بها والأزهر الشريف بأختام موثقة، ويتم الحفظ بالقراءات العشر أو بحسب قُدرة الطالب أو بأيسرها من الروايات بحسب تفضيله واختياره.

ويُعرف «المعصراوى» الشخصَ المجيز بأنه الشيخ القارئ المعلم المسند أى من يعطى السند لتلميذه، والمجاز هو التلميذ أو هو من يقرأ على الشيخ لأخذ السند أو الإجازة.

وعن طلب المال يقول «المعصراوى» لـ«الدستور»: لا يجوز طلب المال إلا إذا كان الشيخ لا دخل له غير الإقراء والتعليم بشرط ألا يحدد مبلغًا معينًا وهذا كله من باب الورع، فإذا حدد مبلغًا معينًا فلا يبالغ فيه.

وعن الأئمة السابقين يُضيف المعصراوى: كانوا لا يأخذون على الإقراء أجرًا، ولذلك مدح الإمام الشاطبى «الإمام حمزة الزيات» بقوله: «وحمزة ما أزكاه من متورع» حيث رفض شربة ماء فى وقت الحر وهو شديد العطش، حتى لا يكون ذلك فى مقابل القراءة.

وينتقد المعصراوى ما يحدث الآن على الساحة بين البعض ممن يقومون بالإقراء واستغلالهم هذا الأمر باشتراطهم مبالغ كبيرة قد يعجز عنها الكثير فهو بعيد كل البعد عن خُلق أهل القرآن.

وينصح «المعصراوى» من شذ عن تلك القاعدة قائلاً، لهؤلاء أن يتقوا الله فى دينهم وأن يعلموا أنهم غدًا سيلقون الله تعالى ولا ينفعهم هذه الأموال التى يشترطونها شيئاً، وأن يجعلوا ما يعطى لهم نظير أوقاتهم دون اشتراط مبالغ كبيرة حتى تكون أعمالهم خالصة لوجه الله تعالى ويكونون. من يقال لهم «اقرأ وارتق».

واعترض «المعصراوى» عن منح الإجازات بالإقراء عبر الهاتف بشرط أن يكون الطالب قد قرأ على يد نفس الشيخ قبل ذلك، والتأكد من حفظه تمام الحفظ، وعن صحة الإقراء عبر التليفون والوسائل التكنولوجية الحديثة يقول: «ليس هناك دليل يقطع بصحة ذلك من عدمه».

وعن مشروعية إعطاء إجازة على القرّاء من المصحف والإجازة لتلاوة القرآن الكريم يؤكد «المعصراوى»: «هى غير صحيحة ولم يقل أحد بذلك من الأئمة السابقين ولا المحدثين».

معهد ابن أبي كعب يمنحها للسيدات


ومن مدينة نصر إلى العتبة وتحديدًا فى مسجد قُبيلة فى شارع صغير بنفس الاسم، يأتى الأطفال والنساء لتلقى العلم الشرعى والإسلامى.
«الله أكبر»، وقت الآذان، يصطف النساء بملابس فضفاضة لأداء الصلاة، ولإمام المسجد صوت ربانى بآيات القرآن الكريم تُشعرك بأنك طائر فى سماء الله، بداخل الدار المُلاصقة للمسجد جمعية أنصار السنة المحمدية، وفى الأدوار العُليا معهد أبى بن كعب يجلس الفتيات قبل اختبار رسمى لتلقى إجازة القرآن الكريم حفظًا وتلاوة، قالت شيماء، طالبة حاصلة على إجازة القرآن الكريم، كان هدفى حفظ القرآن ولم أعلم ماهى الإجازة فى القرآن الكريم إلا بعد نهاية إتمام حفظى، وغالبًا ما تكون نية طالب العلم هى حفظ القرآن فقط وليس طلبًا للإجازة.

«أى نعم» إحدى المُعلمات المنتقبات ردت على مُعدة التحقيق بعد سؤالها عن طلب الإجازة من المعهد وما إذا كان معتمدًا من الأزهر أو من جهة مسئولة أم لا، وأضافت: الإجازة هى سند مُتصل من الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، وهى أمانة علمية كبيرة تتم عن طريق معاهد شرعية إسلامية أو بدونها على يد علماء الدين، ويمكن منحها من شخص لآخر شرط الحفظ والإتقان، أما فى معهد أبى بن كعب يتم منحها للحافظات من النساء، برسوم مالية، وبعد دراسة علم التجويد على يد مُتخصصات من خريجى المعاهد والكليات الأزهرية، ولا اعتراف بإجازة تلاوة القرآن الكريم ولا يتم إجازتها لدينا بالمعهد، ويمكنك التحصل عليها من شيخ أو عالم مُنفرد.

350 دولارًا في «الجامعة الإسلامية»

وهناك العديد من «الجامعات التعليمية» التى تمنح شهادات فى العلوم الشرعية، منها الجامعة الإسلامية العالمية للدراسات الشرعية والإنسانية للتعليم عن بعد، ولها فرع فى مدينة نصر وهى تابعة لوزارة التعليم العالى بدولة النيجر، وهى من ضمن 4 جامعات إسلامية تمنح الدكتوراة عبر أساتذة الأزهر وتعتمدها وزارة الخارجية ووزارة التعليم العالى ولا تعترف بها مؤسسة الأزهر الشريف، وهى جامعات موازية للأزهر تعطى درجات علمية متساوية معها.

تواصلت «الدستور» مع أحد مسئولى «الجامعة الإسلامية العالمية»، هاتفيًا، لكنه لم يرُد مباشرة عن منح الإجازات، وقال: «اسألى دار الإفتاء بالأزهر». فيما يعترف الموقع الرسمى للجامعة بمنح إجازات فى القرآن الكريم، مقابل 350 دولارًا، وبحسب قُدرة الطالب المادية، وفق الموقع.

دراز: يجب فرض رقابة من الأزهر

ويقول الدكتور محمود عبدالخالق دراز، أستاذ العقيدة بالأزهر الشريف، إن المتعارف عليه من إجازة القرآن الكريم أن تتم مراجعته أكثر من مرة أمام عالم جليل وهى متصلة السند بالرسول، صلى الله عليه وسلم، وهى ليست شهادة علمية معترفًا بها دوليًا أو حكومياً، بل هى طريقة للتواتر والإجازة لمن يستحق بعد إتمام حفظ القرآن لمن وُجد فيه التحلى بحسن الخُلق والتقوى، لأن القرآن يهذب ويُعدل السلوك.

ويستطرد «عبدالخالق»: يقرأ الحافظ للقرآن بالأحكام والإظهار والإدغام بطريقة صحيحة، ليس بالضرورة تقليدًا للشيوخ الكبار أمثال عبدالباسط عبدالصمد ولكن تتم القراءة بشكل صحيح وبحفظ تام، ويمكن لأى شخص أن يتحصل عليها ويجيزها لآخرين وفقًا لتلك الشروط.
ويضيف إن إجازة القرآن الكريم أمانة علمية، وأهون علينا أن نمنح درجة البكالوريوس على أن نمنح الإجازة لمن لا يستحق، واصفًا إياها بـ«المُصيبة الكبرى».

تحدثنا عن استغلال بعض الشيوخ فى إعطاء إجازات فى مقابل الربح المادي، قال: هى أمانة فى عُنق الشيخ، وليس لها رقابة من الأزهر، قد تكون المرة الأولى أسمع منكم هذا الأمر وغير معهود بين من يحملون سند الرسول، صلى الله عليه وسلم، الإجازة بغرض التربح المالي.

وعن إعطاء الإجازات عبر الإنترنت، قال عبد الخالق: لا مانع من ذلك طالما توفر الصوت الواضح والصورة تبعًا للتكنولوجيا الحديثة للتسهيل على طالب العلم، ومن الأفضل أن تتم الإجازة على يد عالم أزهرى أو شيخ قريب من منطقة السكن بالمشافهة، والاعتراف بإجازات حفظ القرآن الكريم هى الصحيحة وليس التلاوة.

المصدر: الدستور
captcha