ایکنا

IQNA

"الشعشاعي" أول من تلا القرآن بمكبر الصوت في مكة

8:22 - March 22, 2017
رمز الخبر: 3463883
القاهرة ـ إکنا: یعتبر الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي أول من تلا القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة المکرمة والمسجد النبوي.
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) أن الشيخ عبد الفتاح محمود الشعشاعي قرأ القرآن الكريم في مكة المكرمة على مسامع عشرات الآلاف من الحجاج، عندما كان ذاهباً لزيارة بيت الله الحرام وتأدية مناسك الحج، حيث يعتبر أول من تلا القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة والمسجد النبوي ووقفة عرفات من عام 1948م وكذلك سافر إلى العراق عام 1954م.

مولده ونشأته

وُلد الشيخ عبد الفتاح محمود الشعشاعي، يوم 21 مارس عام 1890، بقرية شعشاع بالمنوفية، وقد سُميت القرية باسم جده شعشاع، ووالده الشيخ محمود إبراهيم الشعشاعي.

وعلى يد والده حفظ القرآن الكريم في 10 سنوات، حيث أتم حفظ القرآن في عام 1900، وسافر بعد ذلك إلى طنطا لطلب العلم من المسجد الأحمدي، حيث تعلم التجويد وأصول المد بالطريقة العادية، في حين نصحه المشايخ بالسفر إلى القاهرة والالتحاق بالأزهر لتفوقه وتميزه بصوت عذب فقد.

وهاجر الشيخ الشعشاعي، إلى القاهرة وسكن بحي الدرب الأحمر؛ لالتحاقه بالأزهر الشريف، حيث درس القراءات على يد الشيخ بيومي والشيخ على سبيع، وكان ذلك عام 1914م.

ونظراً لصوته العذب وتفوقه بدأ صيته يذيع في القاهرة بين أساطين دولة التلاوة أمثال على محمود ومحمد رفعت، وعاد الشيخ إلى قريته ولديه إصرار عنيد على العودة إلى القاهرة مرة أخرى؛ ليشق طريقه في زحام عباقرة التلاوة،حيث بدأ الشيخ رحلته إلى العاصمة، وكان أكثر المتفائلين يشك أن الشيخ الشاب سينجح حتى في كسب عيشه.

شهرته

في ليلة ختامية لمولد الإمام الحسين(ع)، دخل الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي ليقرأ مع أعظم وأنبغ المقرئين في بداية القرن العشرين أمثال الشيخ محمد رفعت والشيخ أحمد ندا والشيخ على محمود والشيخ العيسوي والشيخ محمد جاد الله، وهنا انطلق صوته إلى العالم الإسلامي وأصبح له مكان في القمة وأصبح له مريدون وتلاميذ، منهم الشيخ محمود على البنا، والشيخ أبو العينين شعيشع، وغيرهما كثير.

تواشيحه الدينية

وأصبح له عشاق بالألوف بعدما كَوَّن الشيخ الشعشاعي فرقة للتواشيح الدينية، وكان في بطانته الشيخ زكريا أحمد والذي ذاع صيته فيما بعد، ورغم أنه بدأ يتألق ويلمع في التواشيح، إلا أنه سرعان ما غامر وألقى بنفسه في البحر الذي يتصارع فيه العمالقة في التلاوة، لأن فرقة التواشيح لم تكن ترضي طموحه، فقرأ في مآتم سعد زغلول باشا، وعدلي يكن باشا، وثروت باشا، حتى أصبح الشعشاعي الذي نعرفه الآن. 

و منذ عام 1930 لم يتفرغ الشيخ الشعشاعي إلا لتلاوة القرآن الكريم وترك التواشيح بدون رجعة لها، ومع ذلك لم ينسَ رفاقه في الدرب، حيث قرر تخصيص رواتب شهرية لهم حتى وفاتهم.

التحاقه بالإذاعة المصرية

وفِي عام 1934 افتتحت الإذاعة المصرية والتحق بها الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، حيث كان ثاني قارئ يقرأ بها بعد الشيخ محمد رفعت، رغم أنه كان قد رفض الالتحاق بالإذاعة فِي بادئ الأمر لكنه تراجع قراره وكان يتقاضى راتباً سنوياً قدره 500 جنيه.

المساجد التي قرأ بها

عُين الشيخ الشعشاعي قارئاً لـ"مسجد السيدة زينب" عام 1939 م، بعدما عُين في مسجد السيدة نفيسة.

الأوسمة التي حصل عليها

وفي عام 1990م منح الشيخ الشعشاعي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، من قبل الرئيس الأسبق حسني مبارك، تقديرًا لدوره في مجال تلاوة القرآن.

علمًا بأنه قد حاز من قبل على العديد من الأوسمة من وزارة الأوقاف المصرية.

وفاته

كانت حياة القارئ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي حافلة بالعطاء، حيث قضي 72 عامًا من عمره في خدمة القرآن الكريم، إلى أن وافته المنية في 11 نوفمبر عام 1962م، مخلفاً وراءه تراثًا قيمًا سيظل خالدًا خلود القرآن، ومكتبة صوتية للقرآن الكريم تضم أكثر من (400) تسجيل موجودة بالإذاعة المصرية، ونهج ابنه إبراهيم الشعشاعي على دربه فتألق وجابت شهرته الآفاق.

المصدر: المصريون
captcha