ایکنا

IQNA

معرض "كنوز الإسلام في افريقيا" يشهد إقبالاً كثيفاً من قبل الفرنسيين

16:44 - August 01, 2017
رمز الخبر: 3465390
باريس ـ إکنا: استقبل معهد العالم العربي في باريس على مدى أسابيع، معرضاً هو الأول من نوعه في فرنسا وفي أوروبا، حول «كنوز الإسلام في أفريقيا»، وشهد هذا المعرض إقبالاً كثيفاً من قبل الفرنسيين والأوروبيين.
معرض
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، استقبل معهد العالم العربي في باريس على مدى أسابيع، معرضاً هو الأول من نوعه في فرنسا وفي أوروبا، حول «كنوز الإسلام في أفريقيا»، وشهد هذا المعرض إقبالاً كثيفاً، وكان مناسبة لتعريف الفرنسيين والأوروبيين بالوجود الإسلامي في إفريقيا طوال ثلاثة عشر قرناً ولإبراز محطات من تاريخ الإسلام والمسلمين في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء من شنقيط إلى داكار ثم من زنجبار إلى تمبكتو وهرار. 

ويبرز المعرض أهمية الدور الروحي والتبادل الثقافي على مدى قرون بين إفريقيا والمشرق العربي، ويشرح كيف تطور الحضور الإسلامي في إفريقيا واتخذ طابعاً محلياً محضاً، في مجالات عدة أهمها العمارة والأزياء والفن والحرف اليدوية.

وكان المعرض مناسبة لإظهار الحضور الإسلامي والحضارة العربية في إفريقيا عبر ثلاث محطات رئيسية، حيث أظهرت المحطة الأولى كيفية انتشار الدين الإسلامي في مختلف بلدان جنوب الصحراء، أما المرحلة الثانية، فكشفت أشكال العبادات والمعتقدات لدى السكان المحليين عند اعتناقهم للدين الاسلامي، وفي محطة أخيرة، تم إبراز أشكال الحضارة الإسلامية في إفريقيا والطابع المحلي الذي اتخذته في مختلف المجالات ومناحي الحياة.

ويشار إلى أن هذا المعرض غير مسبوق، ولتنظيم التظاهرة الثقافية، قام معهد العالم العربي باستقدام وجمع أكثر من 300 تحفة فنية من أكبر المتاحف العالمية.

وفي تصريح لـ"القدس العربي"، قال رئيس المعهد العالم العربي جاك لانغ، إن الهدف من المعرض هو كسر الصور النمطية والجهل في فرنسا وفي الغرب عموما حول مزاعم انتشار الإسلام بالسيف على يد العرب والمسلمين في إفريقيا.

وأضاف أن المعرض شهد إقبالاً كثيفاً طيلة الأسابيع الماضية، وساهم في إبراز الوجه المشرق للإسلام كدين انتشر بشكل سلمي، وساهم في نشر الحضارة الإسلامية والثقافة العربية في هذه المجتمعات الإفريقية، ولم يكن ذلـك عبـر العنف كما تفعل حالـياً الجـماعات الإرهـابية المنتـشرة في دول السـاحل والصـحراء التـي تدمـر الأضـرحة والمـساجد وتنـشر الرعـب وتـقتل الأبـرياء والمـدنيين.

كما عبر رئيس معهد العالم العربي في باريس عن أمله في أن يكون المعرض قد أماط اللثام عن كنوز الحضارة الإسلامية في إفريقيا، من أجل الاعتناء بهذا الموروث الثقافي الذي تعود ملكيته للإنسانية جميعا. 

وأفاد جاك لانغ أن المعرض شهد حضور عدة زعماء دول عربية وإفريقية بينهم العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وعبروا عن دعمهم للتظاهرة الثقافية الفريدة من نوعها.

وأوضحت آنا بوغنيم مفوضة معرض «كنوز الإسلام في إفريقيا»، وهي تشير إلى المخطوطات أن الإسلام انتشر في إفريقيا عبر مراحل عدة، حيث بدأ مع التجار العرب، ثم جاء بعدها دور السلطات السياسية والدينية.

فمثلا في القرن السابع الهجري وقعت مصر الإسلامية اتفاقية مع مملكة دنقلا المسيحية في الحبشة لتنظيم التبادل التجاري بينهما ودامت هذه الاتفاقية ستة قرون. وفي المعرض قطعة من النسيج المطرز بالذهب يعود إلى القرن الثاني عشر، يوثق تنظيم التبادل التجاري بين الشعبين. وبعدها جاء الدور السياسي مع ظهور المملكات، وكان أبرزها مملكة سنار وهي أول دولة عربية إسلامية قامت في بلاد السودان.

كما أوضحت آنا بوغنيم، أن الوجود العربي في إفريقيا كان بسبب علاقات المصاهرة والزواج المختلط بين العرب والأفارقة وهو ما نتج عنه ظهور لغات محلية مثل «سواحيلي» وهي مزيج من اللغات المحلية واللغة العربية، كما أن عدة مملكات إفريقية قبلت اعتناق الدين الإسلامي عن طواعية وليس عبر الغزوات أو الحروب كما يمكن أن يعتقد البعض.

وفي القرن السادس عشر ظهرت المراكز العلمية والدينية على يد علماء أفارقة وعرب، في كل من تمبكتو، وهرار في إثيوبيا، وكانو في نيجيريا، حيث لعبت دورا مهما في نشر الفكر الإسلامي، إضافة إلى تعليم باقي العلوم الأخرى. 

وأشارت إلى مخطوطات نادرة تعرض لأول مرة لمصاحف وكـتب دينـية وعلـمية لهـذه الـحقبة.

كما ألقى المعرض الضوء أيضا على مفهوم الجهاد وظهور الجماعات المتطرفة في إفريقيا. وأكدت آنا بوغنيم، أن الإسلام انتشر في كل ربوع إفريقيا بشكل سلمي على مدى قرون، ولم يكن أبدا بقوة السلاح. كما أشارت إلى أن مفهوم الجهاد المسلح استخدم لأول مرة في القرن التاسع عشر على يد الزوايا الصوفية التي حثت المسلمين على الدفاع عن بلدانهم ضد المستعمر الأوروبي.

وخصص المعرض جناحاً خاصاً بالفن الإفريقي الإسلامي، يشرح فيه كيف أن المسلمين لم ينشروا فقط الدين الإسلامي ولكن ساهموا في نشر الحضارة العربية الإسلامية في إفريقيا، وتجلى ذلك من خلال فن العمارة، والأزياء والحرف اليدوية والنقش. وشددت مديرة المعرض على أن الثقافة العربية الإسلامية لم تأت لإلغاء ثقافة الأفارقة، بل على العكس، ساهمت في إثرائها وغناها، وظهرت، بنايات ومساجد ذات عمارة إفريقية محضة، كما ظهرت أشكال من الخطوط الإفريقية طورها مسلمون أفارقة لكتابة القرآن الكريم إضافة إلى ظهور نوع من السجاد الإفريقي والأزياء الإفريقية التي تحترم الذوق العام والدين والخصوصيات المحلية.

وخصص المعرض أيضاً أحد أجنحته للفن المعاصر في إفريقيا وكانت مناسبة لتكريم عدد من الفنانين أمثال حسن قرشي وعبدولاي كانوتيه ويوسف ليمود.

المصدر: القدس العربي
captcha