ایکنا

IQNA

أثري: مصحف "عثمان" موجود بالقاهرة منذ 1059 عاماً ومكتوب بالخط الكوفي

12:29 - August 22, 2017
رمز الخبر: 3465649
القاهرة ـ إکنا: مصحف عثمان الموجود حالياً بدار الكتب بالقاهرة، تم نقله إلى جامع عمرو بن العاص بالفسطاط في عام 347 من الهجرة (تقريبًا 958 ميلاديًا)، أي أنه موجود بالقاهرة منذ حوالي 1059 عاماً.
أثري: مصحف عثمان موجود بالقاهرة منذ 1059 عاما ومكتوب بالخط الكوفي
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، قال الأثري سامح الزهار المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية إن مصحف عثمان الموجود حاليًا بدار الكتب بالقاهرة، هو إحدى النسخ التي أمر ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان بنسخها وإرسالها إلى الأمصار الإسلامية في عام 25 من الهجرة، وتم نقله إلى جامع عمرو بن العاص بالفسطاط في عام 347 من الهجرة (تقريبًا 958 ميلاديًا)، أي أنه موجود بالقاهرة منذ حوالي 1059 عامًا، مشيرًا إلى أن المصحف من طراز المصاحف القديمة المكتوبة بالخط الكوفي والمكتوبة بدون تنقيط أو تشكيل. 

وأوضح الزهار في تصريح إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة الاحتفال بالانتهاء من ترميم مصحف عثمان بن عفان أن المحاولات الأولى القديمة لترميم المصحف الموجود بمصر كانت على يد الناسخ محمد بن عمر الطنبولي الشافعي الأزهري في عام 1246 من الهجرة، وذلك بناء على أمر تلقاه من الوزير محمد علي باشا لاستكمال نص المصحف، لافتًا إلى أنه تم نقله من جامع عمرو بن العاص إلى دار الكتب في شهر فبراير من عام 1884 ميلاديًا. 

وأشار إلى أن المقريزي في خططه يقول عن هذا المصحف المحفوظ بالقاهرة: "كان قد حضر إلى مصر رجل من أهل العراق، وأحضر مصحفًا ذكر أنه مصحف ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان وأنه كان بين يديه يوم الدار، وكان فيه أثر الدم، وذكر أنه استخرج من خزائن المقتدر، ودفع المصحف إلى عبد الله بن شعيب المعروف بابن بنت وليد القاضي فأخذه أبو بكر الخازن وجعله في الجامع، وشهره، وجعل عليه خشبًا منقوشًا، وكان الإمام يقرأ فيه يومًا وفي مصحف أسماء يومًا، ولم يزل على ذلك إلى أن رفع هذا المصحف واقتصر على القراءة في مصحف أسماء، وذلك في أيام العزيز بالله لخمس خلون من المحرم سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة". 

وأضاف الزهار أنه في عصر عثمان بن عفان قرر جمع القرآن في نسخ موحدة وأسند إلى زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام مهمة نسخ المصحف، وقد اختلف الباحثون والمؤرخون في عدد المصاحف العثمانية ولكن استقر جمهور العلماء على أنها أربعة أو خمسة فقط وهي: المصحف الإمام وهو المصحف الذي اختصه عثمان بن عفان لنفسه، والمصحف المدني وهو المصحف الذي كان مع أهل المدينة وعنه وقيل إن هذين "الإمام والمدني" هما مصحف واحد، وهو الأشهر والأصح، كما يوجد أيضًا المصحف الشامي، والمصحف الكوفي، والمصحف البصري، والمصحف المكي وهو مختلف فيه.
 
وتابع أنه يوجد بدار الكتب والوثائق المصرية مجموعة من أهم وأندر المصاحف في العالم، وأشار إليها الكاتب الكبير الراحل جمال الغيطاني في كتابه الشهير (ملامح القاهرة في ألف سنة)، حيث أكد أن بعضها يرجع إلى القرن الأول الهجري، وكتب بعضها فوق رق الغزال، والبعض الآخر فوق قطع عريضة من عظام الجمال، ونسخ أخرى من عصور شتى قديمة ومتوسطة وحديثة. 

وأوضح الزهار أن تلك المصاحف تتميز بأنها خطت في الزمن المملوكي، التي تجلت فيها آيات الجمال وروعة الفن العربي، وكان سلاطين المماليك يوقفون الأموال الطائلة على نسخ المصاحف، وتذهيبها، خاصة المصاحف التي خصصت للمساجد التي تحمل أسماءهم التي شيدوها أيضًا لتكون مقرًا لمثواهم الأبدي. 

وكان وزير الثقافة حلمي النمنم قد شهد مساء أمس الأول الأحد احتفالية الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بانتهاء أعمال ترميم مصحف عثمان، بحضور العديد من الشخصيات الثقافية، بمنى دار الكتب بالفسطاط.

المصدر: الأهرام

captcha