ایکنا

IQNA

مصحف "السلطان قايتباي" للبيع في مزاد الفن الإسلامي بلندن

14:46 - April 25, 2019
رمز الخبر: 3472324
لندن ـ إکنا: تنطلق غداً الجمعة 26 ابريل الجاري، فعاليات مزاد الفن الإسلامي بدار "كريستيز" الذي يضم بعض القطع، التي توزعت على عدد من القاعات في مقر "الدار بـ"كنغ ستريت" في لندن.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، تنطلق غدًا الجمعة، فعاليات مزاد الفن الإسلامي بدار "كريستيز" الذي يضم بعض القطع، التي توزعت على عدد من القاعات في مقر "الدار بـ"كنغ ستريت" في لندن"، حيث تجلت في الطابق الأول روعة صانعي السجاد في العالم الإسلامي، مع تنوع التاريخ خلف كل منها؛ حيث تضم الدار حججرة جانبية منخفضة الإضاء بها سجادتان وضعتا على منصتي عرض خشبتين، وفقًا للخبيرة لويز برودهيرست، مديرة قسم السجاد الشرقي بالدار، التي أكدت أنه في المعتاد، وفي حال وجود سجاد ثمين، له قيمة تاريخيةعالية، أن يعلق على الحائط، ولكنها قررت أن تعرضهما على هذا الشكل، ليرى الزائر التفاصيل الدقيقة لخيوط الحرير الملون، والأسلاك الفضية والمذهبة، التي لا تزال تحتفظ ببعض بريقها القديم.

تاريخياً، نعرف أن السجادتين نسجتا بطلب من البلاط الفارسي للشاه عباس الكبير في بداية القرن السابع عشر، وصنعتا في أصفهان في ورشة سجاد خاصة بالقصر كان الشاه يمنح منتجاتها للسفراء والقناصل والشخصيات الرفيعة. وهذا تحديداً ما أوصل تلك القطع لأوروبا، حيث إن السلطان أهداهما لملك بولندا أوغسطس الثاني، الذي أهداهما بدوره لفرانز فون شونبورن، مستشار الإمبراطورية الرومانية، حيث ظلّتا لأكثر من ثلاثمائة سنة محفوظتين ضمن واحدة من أهم مجموعات المقتنيات الفنية التي تعود لحقبة «الباروك» في ألمانيا.

وتؤكد برودهيرست على أن ملكية السجادتين مهمة في تقدير قيمتهما، وأنهما ظلتا سوياً لأكثر من 300 عام حتى عرضهما الحالي في المزاد، وتضيف: «في عام 1960 تم نقلهما للعرض في متحف (أنتاريو) بكندا، وفي العشرة أعوام الأخيرة بيعت السجادتان لأحد المقتنين. الأمر المهم هنا هو أنهما تظهران في السوق المفتوحة للمرة الأولى منذ صناعتهما في الورشة بأصفهان».

مصحف السلطان قايتباي
 
من السجاد ننتقل لقطعة أخرى لهما من الأهمية التاريخية والفنية الكثير، فنرافق بهناز مقدم، نائبة رئيس قسم الفن الإسلامي بالدار، ونرى مصحفاً ضخماً موضوعاً على طاولة جانبية؛ المجلد ضخم جداً، وحتى قبل أن تبدأ الخبيرة في فتح صفحاته تقول إنه يزن نحو 20 كيلوغراماً. أولى صفحاته المكتوبة تحمل اسم السلطان الأشرف قايتباي، آخر سلاطين المماليك، الذي حكم في الفترة ما بين 1468 و1496.

والمصحف كان نُسخ خصيصاً للسلطان قايتباي، ويتسم بنصه الأنيق وغناه بالزخرفة المذهّبة، ويقدّم مثالاً نادراً على المصاحف الفخمة التي انتشر نسخها خلال حقبة حكم المماليك، التي استمرت زهاء 300 عام؛ تلفت الخبيرة النظر إلى أن الخطاط زخرف أوائل السور بألوان وزخرفات على هيئة وردود ونباتات مختلفة: «يمارس الخطاط حرية كبيرة في استخدام الألوان والزخارف، كما يمكننا رؤية أنه لم يلتزم بأسلوب موحد في كتابة ربع الحزب ونصف الحزب، ولكن المصحف يتميز باستخدام التذهيب في الفواصل بين الآيات، ولا بد أن تأثير رؤية الصفحات على أضواء الشموع والقناديل كان مبهراً، فتلمع تلك الفواصل كأنها النجوم»، ويُعرض المصحف بسعر تقديري يتراوح بين 500 ألف و800 ألف جنيه إسترليني.
 
captcha