ایکنا

IQNA

دفن جثمان مرسي في مقبرة شرقي القاهرة

9:36 - June 18, 2019
رمز الخبر: 3472808
القاهرة ـ إکنا: دفن محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في مصر، في الخامسة صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي (03:00 تغ)، بأحد مقابر شرقي العاصمة القاهرة، بعد أقل من 24 ساعة على وفاته، حسبما كشف محاميه، عبد المنعم عبد المقصود.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، أوضح عبد المقصود، رئيس الفريق القانوني لمرسي الذي حضر مراسم الدفن أنه "تم دفن مرسي بمقبرة المرشدين السابقين لجماعة الإخوان بمدينة نصر شرقي القاهرة".

وأشار إلى أن أسرة مرسي حضرت مراسم الدفن، فيما لم يتمكن مناصرو مرسي من الحضور.

وأوضح أن السلطات سمحت لـ"أسامة مرسي"، نجله المحبوس حالياً بحضور مراسم الدفن، وكذلك زوجته وأولاده وشقيقين لمرسي.

وأكد عبد المقصود أنه وأفراد الأسرة، أتموا صلاتي فجر الثلاثاء، والجنازة على جثمان مرسي بمسجد سجن ليمان طره (جنوبي القاهرة)، قبل أن تنتقل سيارة تحمل الجثمان برفقة زوجته ونجله إلى المقابر شرقي العاصمة.

وأشار إلى أن الأسرة جلست قرابة الـ 3 ساعات في مستشفى سجن ليمان طره، حيث كان يرقد جثمان مرسي وحضرت مراسم الغسل والجنازة.

وأوضح أنه وهو والأسرة شاركوا في حضور مراسم الدفن، وتم دفن مرسي بجوار مقبرة المرشد السابق للإخوان، محمد مهدي عاكف، الذي توفي في سبتمبر/أيلول 2017 متأثرا بمرضه أيضاً.

وشهدت مراسم الدفن، شرقي القاهرة، تواجداً أمنيا مشدداً، وسط غياب كامل لمناصريه، نظراً للظروف الأمنية، وفق مصدر ثان مطلع تحدث للأناضول رافضاً ذكر اسمه. أوضح المصدر ذاته أن مراسم الجنازة استغرقت قرابة الساعة.

وفي وقت سابق الإثنين، أعلن التلفزيون الرسمي المصري، وفاة الرئيس الأسبق مرسي، أثناء جلسة محاكمته، وأوضح التلفزيون أن "مرسي" تعرض لنوبة إغماء أثناء المحاكمة، توفي على إثرها.
 
وأصدرت النيابة العامة المصرية في وقت سابق بياناً عن تفاصيل وفاة مرسي، جاء فيه أنها تلقت إخطاراً بوفاة مرسي أثناء حضوره جلسة المحاكمة في القضية رقم 56458 لسنة 2013 جنايات أول مدينة نصر.

وأشارت إلى أنه "أثناء المحاكمة وعقب انتهاء دفاع المتهمين الثاني والثالث من المرافعة، طلب المتوفي الحديث فسمحت له المحكمة بذلك، حيث تحدث لمدة خمس دقائق وعقب انتهائه من كلمته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة".

وأضاف البيان أنه "أثناء وجود المتهم محمد مرسي العياط وباقي المتهمين بداخل القفص سقط أرضا مغشيا عليه حيث تم نقله فورا للمستشفى وتبين وفاته".
دفن جثمان مرسي في مقبرة شرقي القاهرة
ووسط ردود فعل دولية ساخنة إثر وفاة مرسي، تنتاب حالة خفوت الأوساط الرسمية المصرية، ولم تصف الأخبار الرسمية مرسي بالرئيس الأسبق واكتفى بعضها باسمه وأخرى بـ"المتهم".

وكان مرسي يحاكم في 5 قضايا حصل على 3 أحكام نهائية بالسجن في أحداث الاتحادية 22 أكتوبر/تشرين الأول 2016 (حكم نهائي بالسجن 20 عامًا)، وقضية إهانة القضاء 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي (حكم نهائي بالسجن 3 سنوات)، وقضية التخابر مع قطر سبتمبر/أيلول 2017 (حكم نهائي بالسجن 25 عاما بتهمة قيادة جماعة عقب تبرئته من التخابر).

وكانت تتم إعادة محاكمته في قضيتي التخابر مع حماس (حكم أولي بالسجن 25 عاما) والتي أجلت لليوم، فضلاً عن قضية اقتحام الحدود والهروب من السجون (حكم أولي بالإعدام).

وكان مرسي المحبوس منذ الإطاحة به من الحكم في 3 يوليو/ تموز 2013، ينفي صحة الاتهامات الموجهة إليه في تلك القضايا، ويعتبر أنها محاكمات سياسية، وهو ما تنفيه السلطات، وتشدد على استقلال ونزاهة القضاء. 

ردود فعل واسعة

توالت ردود الأفعال الدولية والعربية والحقوقية على وفاة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي اليوم الاثنين إثر نوبة قلبية أثناء جلسة لمحاكمته.

وكتب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عبر حسابه على تويتر "تلقينا ببالغ الأسى نبأ الوفاة المفاجئة للرئيس السابق الدكتور محمد مرسي.. أتقدم إلى عائلته وإلى الشعب المصري الشقيق بخالص العزاء.. إنا لله وإنا إليه راجعون".

من جهتها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن وفاة مرسي "أمر فظيع لكنه متوقع، نظراً لفشل الحكومة في توفير الرعاية الطبية الكافية له، أو الزيارات العائلية اللازمة".
دفن جثمان مرسي في مقبرة شرقي القاهرة
جاء ذلك في تغريدة لرئيسة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة سارة ليا ويتسون، حيث صنفت مرسي بأنه الرئيس الوحيد المنتخب ديمقراطياً في مصر.

أما ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فقدّم التعازي لعائلة ومحبي الرئيس مرسي.

البرادعي يعزي

وغرد السياسي المصري محمد البرادعي عبر حسابه على تويتر "رحم الله الدكتور محمد مرسي وألهم آله وذويه الصبر والسلوان".

من جهته، عبر الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي عن بالغ الحزن عبر صفحته على فيسبوك وقال "إلى أهلنا في مصر الحبيبة الذين فقدوا اليوم رجلا قلّ نظيره، إلى كل الأمة العربية والإسلامية التي فقدت بموت الرئيس الشهيد شمعة كانت تنير الظلام الدامس الذي سلطه علينا الاستبداد والاستعمار".

بدورها نعت حركة النهضة التونسية الرئيس المصري المعزول، وأعربت عن أملها بأن تكون وفاته مدعاة لوضع حد لمعاناة آلاف السجناء السياسيين في مصر.

واعتبرت "عزيزة وان إسماعيل" نائبة رئيس الوزراء الماليزي أن "وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي تمثل خسارة كبيرة للديمقراطية"، معربة عن خالص تعازيها لأسرته ولشعب مصر.

كما نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مصر وشعبها، مؤكدة أن غزة وشعبها ستسطر مواقفه الخالدة والشجاعة تجاهها، والعمل على فك حصارها.

قتلوه ببطء

واتهمت جماعة الإخوان المسلمين السلطات المصرية "بقتله ببطء" في بيان نشره على موقع حزب الحرية والعدالة المنبثق عنها.

وفي إشارة إلى ظروف السجن القاسية التي تعرض لها مرسي، قال البيان "وضعوه في زنزانة انفرادية طوال مدة اعتقاله التي تخطت خمس سنوات، ومنعوا عنه الدواء وقدموا له طعاما سيئا ومنعوا عنه الأطباء والمحامين وحتى التواصل مع الأهل.. منعوه من أبسط حقوقه الإنسانية، فقد كان الهدف قتله بالبطيء".

أما وزير التخطيط والتعاون الدولي المصري السابق الدكتور عمرو دراج فقد اتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقتل مرسي عمداً.
دفن جثمان مرسي في مقبرة شرقي القاهرة
وأضاف دراج أن لديه شكوكا قوية بأنه تم استخدام أسلوب معين في قتل مرسي كالذي استخدم مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وقد أعلن التلفزيون الرسمي المصري عن وفاة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي أثناء حضوره جلسة محاكمته، وقال إن مرسي تعرض لنوبة إغماء بعد جلسة المحاكمة توفي على إثرها.

وقالت مصادر إعلامية إن "مرسي تحدث أمام المحكمة لمدة عشرين دقيقة، وانفعل ثم أغشي عليه، ونقل إلى المستشفى حيث توفي".
 
 من هو محمد مرسي؟

محمد مرسي عيسى العياط يعد أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، تولى حكم البلاد بعد ثورة 25 يناير 2011، لم يستمر حكمه أكثر من عام واحد، حيث انقلب عليه وزير دفاعه الفريق عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو 2013 بحجة الاستجابة لاحتجاجات شعبية.

ولد مرسي عام 1951 في قرية العدوة التابعة لمركز هِهْيا بمحافظة الشرقية شمال شرق القاهرة. حفظ القرآن الكريم في محافظة الشرقية، وتعلم في مدارسها، وانتقل إلى القاهرة للدراسة الجامعية في كلية الهندسة بجامعتها حيث تفوق، وحصل على بكالوريوس الهندسة عام 1975 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ما أهله للعمل معيدا بها.

خدم بالجيش المصري في 1975-1976 جنديا في سلاح الحرب الكيمياوية بالفرقة الثانية مشاة، وبعد انتهاء تجنيده بالجيش استأنف عمله معيدا بالكلية ونال درجة الماجستير في هندسة الفلزات جامعة القاهرة عام 1978.

عمل مدرسا مساعدا بالكلية قبل أن يحصل على منحة دراسية من جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة حيث نال درجتي الماجستير والدكتوراه في تخصص حماية محركات مركبات الفضاء عام 1982.

عاد من الولايات المتحدة إلى وطنه فعمل أستاذا ورئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة جامعة الزقازيق عام 1985 حتى العام 2010.

وكان قد درّس في عدة جامعات أميركية منها جنوب كاليفورنيا ونورث ردج ولوس أنجلوس، قبل أن يعود للتدريس بجامعة القاهرة ثم يغادرها ثانية للتدريس في جامعة الفاتح الليبية. بعد نجاحه في أول انتخابات رئاسية حرة في مصر، تولى منصب رئيس الجمهورية في 30 يونيو 2012.

اختار مرسي التوجه الإسلامي، وانتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1977. وانخرط في الهياكل التنظيمية لجماعة الإخوان المسلمين مبكرا، ونال عضوية قسمها السياسي منذ نشأته عام 1992 ثم عضوية مكتب الإرشاد أعلى هيئة قرار في الجماعة.

نشط في العمل الاجتماعي والخدمي ومقاومة التطبيع، وهو عضو في المؤتمر الدولي للأحزاب والقوى السياسية والنقابات المهنية. انتخب عضوا في مجلس الشعب المصري (البرلمان) لدورة واحدة 2000-2005، وترأس الهيئة البرلمانية للجماعة في مجلس الشعب واختير "أفضل برلماني في العالم" عبر أدائه البرلماني في تلك الفترة.

اشتهر في مجلس الشعب باستجواب عن حادثة قطار الصعيد. وشارك في تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير بالمشاركة مع الدكتور عزيز صدقي وغيرهم عام 2004. اعتقل عدة مرات، منها اعتقال سبعة أشهر في مايو/أيار 2006 من أمام محكمة شمال القاهرة ومجمع محاكم الجلاء بوسط القاهرة، بعد مشاركته في مظاهرات شعبية احتجاجا على تحويل قاضيين إلى لجنة الصلاحية لموقفهما من تزوير انتخابات مجلس الشعب 2005.

وشارك في تأسيس الجمعية المصرية للتغيير بالمشاركة مع الدكتور محمد البرادعي وآخرين عام 2010، وتأسيس التحالف الديمقراطي، واعتقل في سجن وادي النطرون صباح جمعة الغضب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2011 أثناء ثورة 25 يناير 2011 مع قيادات أخرى من جماعة الإخوان، حررهم الأهالي يوم 30 يناير 2011 بعد ترك قوات الأمن للسجون أثناء الثورة.

وساهم في تأسيس حزب الحرية والعدالة، وانتخبه مجلس شورى الإخوان في 30 أبريل/نيسان 2011 رئيسا للحزب. لم يكن مرسي المرشح الأول لجماعة الإخوان لمنصب الرئاسة، وجاء ترشيحه إجراء احتياطيا وبديلا لخيرت الشاطر حيث حل في الانتخابات الداخلية بين قادة الجماعة ثانيا بعد المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للجماعة.

وبعد استبعاد الشاطر من طرف لجنة الانتخابات الرئاسية ضمن عدد من الشخصيات من الترشح لمنصب رئيس البلاد، بات مرسي المرشح الرسمي للإخوان لانتخابات الرئاسة المصرية 2012، بعدما كان مرشحا احتياطيا.

وحصل مرسي في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية (جرت يومي 24 و25 مايو/أيار 2012 بين 13 مرشحا) على 5.764.952 صوتا وهي الأعلى، ولكنها لم تكن كافية لفوزه بمنصب الرئيس لعدم حصوله على نسبة 50% +1.

وخاض الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية أمام آخر رئيس حكومة في عهد مبارك الفريق أحمد شفيق الذي حل ثانيا في الجولة الأولى للانتخابات.

في 24 يونيو 2012 أعلنت لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية فوز محمد مرسي في الجولة الثانية من الانتخابات بنسبة 51.7%، بينما حصل أحمد شفيق على 48.3%. أدى مرسي اليمين الدستورية رئيسا لمصر أمام المحكمة الدستورية في 30 يونيو/حزيران 2012.

وكان لمرسي بعد توليه الرئاسة مواقف وصفت بالقوية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2012، ويعود له الفضل في وقفه عقب اتفاق بين المقاومة و"إسرائيل" برعاية مصرية.

وشدد مرسي  خلال العدوان بلهجة حازمة، على وقوف مصر إلى جانب قطاع غزة، مؤكدا أن "مصر اليوم مختلفة عن مصر الأمس وأن الثمن سيكون باهظا" في حال استمرار العدوان.

كما أوفد رئيس الوزراء هشام قنديل إلى غزة على رأس وفد يضم عدداً من مساعدي الرئيس ومستشاريه والوزراء. وهو ما فتح المجال لأن تقوم دول عربية وإقليمية أخرى بإيفاد وزراء خارجيتها إلى القطاع.

كما لوحظ تحسن في الإجراءات تجاه غزة، فقد تحسن عمل معبر رفح الواصل بين غزة والعالم الخارجي على مدار الساعة والسماح بعبور المساعدات الغذائية والطبية للقطاع، وفتح مستشفيات مدينة العريش المصرية لعلاج الجرحى الفلسطينيين.

لم تكد تمضي سنة على حكمه، حتى قادت القوات المسلحة المصرية في شخص الفريق عبد الفتاح السيسي انقلابا عليه في 3 يوليو/تموز 2013 وعلقت العمل بالدستور مؤقتا، وكلفت رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور بالإشراف على تسيير شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية، وكل ذلك بحجة الاستجابة للاحتجاجات الشعبية يوم 30 يونيو/حزيران 2013.

أحيل مرسي في مطلع سبتمبر 2013 على النيابة العامة لمحكمة الجنايات، ووجهت له اتهامات في قضايا مختلفة كالتحريض على القتل وأعمال العنف خلال المظاهرات التي جرت أمام قصر الاتحادية الرئاسي نهاية عام 2012، وقضية التخابر، وقضية اقتحام السجون.

رفض مرسي في البداية الرد على أسئلة المحققين، وتمسك بكونه الرئيس الشرعي المنتخب للبلاد. صدر بحقه يوم 21 أبريل 2015 حكم بالسجن لعشرين سنة في قضية الاتحادية، وبرأته المحكمة من تهمة القتل عمدا.

وفي 16 مايو 2015، أحالت محكمة جنايات القاهرة أوراقه إلى المفتي في قضيتي الهروب من سجن وادي النطرون، والتخابر مع حماس، ثم قضت في اليوم نفسه بإعدامه شنقا في القضية الأولى وبالسجن المؤبد في القضية الثانية. وبالسجن المؤبد في القضية الثانية.

المصدر: مواقع عربية
captcha