وقال ذلك، رئيس المجلس السياسي لحركة "النجباء"، حجة الاسلام والمسلمين الشيخ علي الاسدي، في حوار خاص له مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، مبيناً أن الشهيد الحاج قاسم سليماني ترك أثراً بأغلب دول المنطقة والعالم مما جعل واقعة شهادته أليمة على الشعوب الواعية التي مدّ يد العون لهم وسوف يكون هذا التاريخ الجهادي مدرسة ثورية سوف تدرس في جامعات العالم مثله مثل كل العظماء على مر التاريخ.
إلیکم النص الکامل للحوار الذي أجراه وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية مع الشيخ علي الأسدي:
ـــ ما هي طبيعة العلاقة التي تربط الشهيد الحاج قاسم سليماني بالأمين العام للمقاومة الاسلامية حركة النجباء؟
العلاقة بين الشهيد الحاج قاسم سليماني وبين الأمين العام لحركة النجباء علاقة الجندي بالقائد وعلاقة المريد بأستاذه وعلاقة المؤمن الواعي بممثل ولي أمر المسلمين وعلاقة محبة واحترام وتقدير.
وكان الشيخ أكرم الكعبي من أوائل المجاهدين الذين التقوا بالحاج وتبادلوا هموم الامة كما شهد بذلك الشهيد الحاج قاسم سليماني في اللقاء الاخير الذي جمع الامين العام وقيادات حركة النجباء مع الشهيد الكبير الحاج قاسم سليماني(رحمه الله).
واللطيف في الامر هو أن قائد فيلق القدس الشهيد سليماني كان هو المؤسس الحقيقي للمقاومة الاسلامية حركة النجباء.
ـــ ما هي السمة الشخصية التي إستطاع الشهيد سليماني من خلالها أن يبني علاقات ودية مع الشيعة والاكراد والسنة والتركمان والعرب وغير العرب وأدت الى تثبيت شخصيته بين مختلف الشرائح العراقية؟
طبعاً للشهيد القائد الكثير من السمات التي تميزه والتي جعلته يحتل هذه المكانة بين جميع أطياف الشعب العراقي. لكن أوضحها هي سمة الروح الكبيرة التي كانت بين جنبيه والصدق بينه وبين الله تعالى حتى جعل الله سبحانه وتعالى حبه واحترامه لدى كل هذه الجهات و"من كان مع الله كان الله معه".
ـــ البعض كانوا يزعمون أن استعادة الموصل من داعش مستحيل لكن قوات المقاومة الاسلامية تمكنت من الانتصار على داعش بدعم من هذين الشهيدين؟
إن الذين كانوا يزعمون أن استعادة الموصل من داعش مستحيل هؤلاء الذين لا يؤمنون بالله تعالى وبنفس الوقت كانوا يرون أن داعش تمتلك من المقومات التي يتسحيل من خلالها هزيمتهم وذلك فيه شيء من الصحة لدعم العالم بأجمعه لهذه العصابة.
ولكن هناك عوامل عدة أدت إلى هزيمة هذه العصابة من شذاذ الافاق وهي أولاً عزيمة المؤمنين المجاهدين التي استنهضها الشهيدان(رضوان الله تعالى عليهما) وهذا ما رأيته بأم عيني.
من ضمن هذه العوامل هي الفتوى المباركة للمرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد السيستاني (دام ظله العالي) ودعم الجمهورية الاسلامية رعاها الله تعالى ودفع عنها كل سوء وعلى رأسها سماحة السيد الامام القائد علي الخامنئي(دام الله ظله العالي).
وفي الحقيقة كان تخطيط القائد العظيم قاسم سليماني والشيء الكثير لحصول الانتصارات وكذلك جندي الاسلام الشهيد أبو مهدي المهندس رضوان الله تعالى عليهما.
ــــ إعتبر قائد الثورة الاسلامية الايرانية سماحة السيد القائد علي الخامنئي، الشهيد قاسم سليماني رمزاً دولياً للمقاومة الاسلامية، ماهو تحليلكم حول هذا الموقف من جانب السيد القائد؟
إن التاريخ الطويل في الجهاد للقائد الشهيد الحاج قاسم كان له الأثر والبصمة في الكثير من دول المنطقة ودعمه لحركات التحرر بالعالم جعله مصداقاً حقيقياً لوصف سماحة السيد القائد الخامنئي(حفظه الله).
وإن الشهيد ترك أثراً باغلب دول المنطقة والعالم مما جعل واقعة شهادته أليمة على الشعوب الواعية التي مدّ يد العون لهم وسوف يكون هذا التاريخ الجهادي مدرسة ثورية سوف تدرس في جامعات العالم مثله مثل كل العظماء على مر التاريخ.
ـــ كما تعلمون أن الشهيد سليماني والشهيد المهندس كانا تجسيداً لايات الجهاد كما كان لهما دور مثالي في مواجهة العدو بالمعنى الحقيقي للآية الكريمة (اشداء على الكفار)، ماهو رأيكم حول هذا الامر؟
ان الحديث عن هذين الشهيدين العظيمين كلام ذو شجون حيث كانا يمثلان كثيراً من القيم الاخلاقية من حيث الورع والتقوى والزهد الواضح في مسيرتهم العملية.
كما يظهر من سلوكهما اتجاه الكفار الشدة والبأس حيث جعلاهم مضطربين خائفين طيلة أربعين عاماً من عمرهما الجهادي وذلك واضح من حيث أسلوب اغتيالهما، فهم قاموا بعملية غادرة ليست لشخصين بل واجهوا جيشاً كاملاً فهذا دليل بئسهم وشدتهم على الكفار وفي المقابل كانوا رحماء بينهم والمؤمنين رضوان الله تعالى عليهم.
ــــ كما تعلمون أن الشهيد سليماني قد وقف في وجه الاستكبار العالمي وعملائه وأداواته في المنطقة ونجح في كسر هيبة أمريكا ومنعها من بسط نفوذها على العالم ماهو تحليلكم حول هذا الامر؟
إن الشهيد الحاج سليماني مرغ أنف الاستكبار العالمي وعملائه في أكثر من ساحة من ساحات الجهاد وليس فقط كسر هيبته وذلك لانه انطلق من مدرسة الامام الحسين الثائر وكذلك هو تلميذ ثورة الامام الخميني (قدس سره) يتحرك ببصيرة جعلته يدمر مخططات أمريكا وأذنابها.
هذا لم يأت من فراغ بل من اخلاص لله وللقضية الكبرى الا وهي قضية الامام(عجل الله فرجه الشريف) التي كانت حاضرة في كل تحركاته وكلماته والالتزام بتوجيهات السيد القائد حفظه الله.
ــــ لماذا شهدت مراسيم تشييع جثامين القادة الشهداء الحاج ابو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني ورفاقهما حضوراً شعبياً مهيباً وما هي رسالة هذه المراسيم المليونية؟
إن الحضور الجماهيري الواسع الذي شهده تشييع الشهداء القادة دليل الرفض الجماهيري للعملية الجبانة التي قامت بها القوات الامريكية وكذلك أراد الحضور ان يبلغ أمريكا وأذنابها ان هؤلاء قادتنا ونهجهم نهجنا، نحب ما يحبون ونبغض ما يبغضون.
إن هذا التشييع الكبير يحمل رسالة سياسية الى الذين يطبلون للتفريق بين الشعب العراقي والايراني ويهتفون (ايران برة برة)، ان هؤلاء لايمثلون الاغلبية الصامتة والمحبة لهذه الوشائج الايمانية التي تربط الشعبين الشقيقين.
ــــ كيف يمكن تعزيز قدرة المقاومة الاسلامية في مرحلة ما بعد استشهاد شخصيات كبيرة بحجم الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس؟
إن شهادة قادة كبار ربوا أجيال على الجهاد وعلى مقاومة الظلم والظالمين انبعاث جديد بروح المقاومة ودافع كبير لاستمرارية النهج المحمدي الاصيل وللخط الحسيني الذي خطه الامام الحسين(عليه السلام).
إن استشهاد هؤلاء القادة زادت المقاومة عزيمة لاجل انهاء الوجود الامريكي وربيبتهم اسرائيل وهو سر الدماء الزكية.
ــــ ما هو أفق محور المقاومة الاسلامية في ضوء تحولات المنطقة الاخيرة؟
والمقاومة الاسلامية هي جزء من محور المقاومة في المنطقة وكانت تعمل على تحرير الاراضي العراقية من الامريكان وأذنابهم الدواعش وقد فعلت.
أما مرحلة ما بعد اغتيال الشهداء القادة فقد اتسع افق المقاومة الى أبعد من حدود الوطن حتى صار الافق هو اخراج وطرد الامريكان من المنطقة باذن الله تعالى.