ایکنا

IQNA

إجراءات في دول ومنظمات عدة بعد إعلان كورونا وباءً عالمياً

13:30 - March 12, 2020
رمز الخبر: 3475805
عواصم ـ إکنا: اتخذت عدة دول إجراءات صارمة لوقف تفشي فيروس "كورونا الجديد"، مع إعلان منظمة الصحة العالمية أنه أصبح "وباء عالميا".

وأعلن مجلس الأمن تقليص جدول أعماله، فيما أوقفت الأمم المتحدة الزيارات لمقرها بنيويورك وأعلنت أن نصف موظفيها سيعملون من المنازل، فيما اتخذت إيطاليا إجراءات "صارمة" لمواجهة الفيروس، في البلد الأكثر معاناة من تفشيه في أوروبا.
 
ومساء الأربعاء، أعلنت منظمة الصحة العالمية تصنيف انتشار الفيروس "وباء عالميا"، رغم إعلان الصين، التي ظهر فيها أول مرة، السيطرة على الكارثة، التي أودت بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص بالبلاد، منذ مطلع العام الجاري.
 
وصباح الخميس، قال المتحدث الرسمي باسم لجنة الصحة الصينية، مي فنغ، إن ذروة تفشي فيروس كورونا في الصين قد انتهت.

وأضاف: "في الوقت الحاضر، باستثناء ووهان، في جميع مدن مقاطعة هوبي، لم يتم تسجيل أي حالة إصابة جديدة في هذا الأسبوع. وتم الكشف عن سبع حالات جديدة خارج مقاطعة هوبي".

وتابع: "تشير هذه البيانات إلى أن ذروة تفشي فيروس كورونا في الصين قد انتهت".

الأمم المتحدة ومجلس الأمن
 
أعلن مجلس الأمن الدولي، فجر الخميس، تقليص جدول أعماله خلال آذار/مارس الجاري، كإجراء احترازي.

وقال ممثل الصين، تشانغ جون، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر، إن الإجراء يضمن أن "نكون في وضع أفضل لحماية أنفسنا".

وأبلغ تشانغ الصحفيين بأنه لن يتم إلغاء جلسات مجلس الأمن، لكن الصين نصحت بـ"تقليص الاجتماعات"، وخفض أعداد الوفود.

وأضاف أن المشاورات غير الرسمية داخل المجلس قد يتم نقلها إلى قاعة أكبر "حيث يكون لدينا مساحة أكبر وعدد أقل من الأشخاص".

وأرجأت الأمم المتحدة مناسبات عدة كانت مقررة في شهري آذار ونيسان بسبب تفشي الفيروس، منها اجتماع حول التنوع البيئي البحري ومنتدى حول السكان الأصليين لبعض البلدان وآخر حول المرأة يشارك فيه نحو 12 ألف شخص في نيويورك.

واعتبر مسؤول في الأمم المتحدة لم يكشف عن هويته أن على المنظمة الأممية أن ترجئ أيضا المؤتمر الذي يعقد كل خمس سنوات لمراجعة معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية والمقرر في 27 نيسان/أبريل-22 أيار/مايو.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إنه لم يتم الإبلاغ عن إصابات بفيروس كوفيد-19 بين صفوف موظفي المنظمة الأممية البالغ عددهم 3 آلاف.
 
إلا أنه أعلن أن نصف العاملين بالمقر الرئيسي للمنظمة الدولية بنيويورك يعملون الآن من منازلهم تحوطا من فيروس كورونا.
 
وأوضح: "لدينا خطط قوية للغاية للتعامل مع الموقف الحالي، وهي تشبه الخطط التي أطلقناها إبان إعصار ساندي (الذي ضرب الولايات المتحدة عام 2012) والآن نصف أعداد العاملين في هذا المبنى يعملون من منازلهم".
 
وأضاف: "ندرس الآن تنفيذ هذا المؤتمر الصحفي عن بعد (عبر دائرة تليفزيونية) ونحن مستعدون لذلك".

ولم يحسم دوغاريك، ما إذا كان الأمين العام أنطونيو غوتيريش، يدرس إغلاق المقر الرئيسي للأمم المتحدة بنيويورك بشكل كامل.

وتابع: "نحن هنا نسترشد بتوصيات الإدارة الصحية لولاية نيويورك والسلطات المحلية الأخرى، نحن نريد أن نضمن سلامة كل شخص في هذا المبنى، ولكننا أيضا لا نريد أن نغذي مشاعر الهلع".

وحول ما إذا سبق أن أغلقت الأمم المتحدة مقرها الرئيسي بشكل كامل، أوضح المتحدث الأممي أن "الإغلاق الكامل لمبنى الأمم المتحدة بنيويورك حدث".

وأشار إلى أن "المرة الأولى عقب هجمات سبتمبر/أيلول 2001، والمرة الثانية عندما ضرب إعصار ساندي سواحل الولايات المتحدة عام 2012، إضافة إلى مرات قليلة عندما كانت تهب عواصف ثلجية شديدة على مدينة نيويورك".

وقررت الأمم المتحدة إغلاق مقرها في نيويورك، أمام الجمهور، اعتبارا من مساء الثلاثاء الماضي، وحتى إشعار آخر، ضمن تدابير وقائية.
 
أوروبا وأمريكا
 
وفي إيطاليا، الأكثر معاناة من انتشار الوباء في أوروبا، أعلن رئيس الوزراء جوزيب كونتي، مساء الأربعاء، إيقاف جميع الأنشطة التجارية في كافة أنحاء البلاد باستثناء الخدمات العامة بسبب فيروس "كورونا الجديد".

وفي كلمة بثها عبر "فيسبوك"، قال كونتي إنه سيتم إغلاق جميع متاجر التجزئة والمقاهي والحانات والمطاعم وصالونات تصفيف الشعر ومراكز التجميل.
 
وحثّ رئيس الوزراء الإيطالي القطاع الخاص على السماح للعاملين بالحصول على إجازات أو العمل من المنزل قدر الإمكان.

وأضاف كونتي أن "حالات الاستثناء من تلك الإجراءات تشمل فقط المتاجر الكبيرة والصيدليات والنقل العام ومكاتب البريد والبنوك والمزارع وصناعات إنتاج الغذاء، التي يجب أن تواصل عملها لضمان توفير الخدمات الأساسية للمواطنين".

كما أنه ألمح إلى إمكانية اتخاذ مزيد من التدابير الجديدة حال استمرار ارتفاع الإصابات والوفيات الناجمة عنها.

وتعد إيطاليا البلد الأكثر تأثرا بكورونا في القارة الأوروبية، ولقد فرضت حجرا صحيا على كامل البلاد، بعد أن سجلت 827 وفاة إثر الإصابة بالفيروس، ووصول عدد الإصابات إلى 10 آلاف و590 شخصا، منذ أول ظهور لكورونا بالبلاد يوم 21 فبراير/شباط الماضي.

وتهدف الإجراءات الصارمة الجديدة إلى وقف انتشار الفيروس وتفشيه أكثر من ذلك.
 
والأربعاء، أرسلت الصين وفدا مكونا من سبعة أطباء لمساعدة إيطاليا على احتواء انتشار فيروس كورونا، بعد مكالمة هاتفية بين مسؤولين من البلدين.

ونقلت وسائل إعلام صينية، أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، عرض على نظيره الإيطالي لويجي دي مايو، تقديم مساعدات وإرسال فريق طبي لمكافحة انتشار المرض. 

وقال دي مايو، إن بلاده تحتاج إلى معدات طبية، وأنها "تولي اهتماما كبيرا للتجربة الصينية، وتتعلم منها".

وتقود منظمة الصليب الأحمر الصينية الفريق الصيني، الذي يضم خبراء من مركز مكافحة العدوى، وأطباء متخصصين في أمراض الصدر من جامعة سيشوان الواقعة غرب الصين.

وفي الولايات المتحدة، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن بلاده ستعلق استقبال كافة الرحلات الجوية القادمة من أوروبا بأكملها، باستثناء بريطانيا، لمدة 30 يوما في محاولة لوقف انتشار وباء فيروس "كورونا الجديد".

جاء ذلك في خطاب وجهه إلى الأمريكيين، من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، في العاصمة، واشنطن.
 
واتهم ترامب الاتحاد الأوروبى بأنه فشل في اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع انتشار الفيروس، مؤكدا أن واشنطن قامت بخطوات جدية بهذا الصدد.

وقال: "من أجل منع الإصابات الجديدة من الوصول إلى شواطئنا، سوف نعلق جميع الرحلات من أوروبا إلى الولايات المتحدة للأيام الثلاثين المقبلة".
 
المصدر: عربي 21
captcha