ایکنا

IQNA

المدارس القرآنية تحول نشاطها الدعوي إلى الوسائط الحديثة بالجزائر

15:03 - May 14, 2020
رمز الخبر: 3476587
الجزائر ـ إکنا: يواصل مشايخ الزوايا والمدارس القرآنية في الجزائر نشاطاتهم الرمضانية الروحانية افتراضياً بعد أن أوقفت الجائحة سداً منيعاً بين الطلبة والمريدين.

ويواصل مشايخ الزوايا والمدارس القرآنية في الجزائر نشاطاتهم الرمضانية الروحانية افتراضياً بعد أن أوقفت الجائحة سداً منيعاً بين الطلبة والمريدين، وخلق الحجر حضور الذكرى والمناسبات الرمضانية جسدياً بسبب الإجراءات الاحترازية، التي أقرتها الدولة للوقاية من فيروس كورونا كوفيد 19 وتطبيقاً لتعليمات الحجر الصحي.
 
وكانت الزوايا والمدارس القرآنية من بين الأوائل الذين لبوا نداء السلطات بتعليق نشاطاتها وتسريح الطلبة الداخلين إلى منازلهم، إلا أن هذا الإجراء لم يثنهم عن التواصل مع طلبتهم ومريدهم عن طريق الانخراط في استعمال تكنولوجيا العصر أو ما يعرف بالوسائط الحديثة.

وتشهد معظم المواقع الرسمية للمدارس القرآنية، عبر صفحات الفيسبوك دروساً رمضانية يومية من تعليم لأحكام التجويد ومخارج الحروف، وتقديم نصائح وإرشادات رمضانية، فضلاً عن طرح الأسئلة عبر التعليقات أو إرسالها عبر الصفحة الشخصية، ليتم الرد على جميع الفتاوى والأسئلة في فقه الصيام وغيرها، والإجابة عن الأطروحات وما استشكل عليهم في مسائل الدين والحياة.

وترتبط هذه الأعمال والأنشطة الرمضانية الروحانية ارتباطاً وثيقاً برسالة المدرسة الدعوية القائمة على تربية النفوس وتهذيب العقول وإقناع الناس بضرورة اتباع نصائح وإرشادات الأطباء وعدم الاستهتار والاستهزاء بهذا الوباء، واستنباط الأدلة من ديننا الحنيف، بأن حفظ النفس يعد إحدى الكليات الخمس التي جاء الإسلام لحفظها.

وتقوم في هذا الصدد مدرسة الفرقان، للمرحوم الشيخ الحاج سالم بن براهيم، بإلقاء سلسلة من الدروس الرمضانية للشيخ، وسط إقبال كبير على المتابعة، تصل إلى حد الآلاف من المتابعين، لإعجابهم بأسلوب الشيخ في الإلقاء وتميز دروسه بالبساطة وخلوها من التكليف لتسهيل الفهم، وتتم متابعتها مع مختلف أفراد العائلة.

وتقوم إلى جانب ذلك مدرسة الشيخ سيد الحبيب بتسفاوت، بإلقاء سلسلة من الدروس اليومية على يد نجل الشيخ مولاي الحاج، في ذكر فضائل إحياء ليلة غزوة بدر وفتح مكة وكيفية تحصيل فضائل هذه الليالي، كما أعلنت مدرسة الشيخ الحاج الحسان الأنصاري عن اعتذارها عن إلغائها للمناسبتين المذكورتين التي كانت تحج إليها المئات للاحتفاء بها بمدرسته، العامرة بالعلم والطلبة والمحبين والمريدين، حيث قام بتوجيههم عبر الفيسبوك في كيفية تحصيل فضلها بالذكر والدعاء لله أن يرفع عنا هذا الوباء.

ويواصل الشيخ عبد الكريم الدباغي، عضو المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر، منذ بداية الوباء، في التحسيس والتوعية عبر صفحته الرسمية وإلقاء دروس يومية وضرورة الاستفادة من ذكرى الغزوات، التي وقعت في رمضان، وأخذ العبر منها في التحمل والصبر على الشدائد واغتنام ليالي العشر الأواخر بالدعاء والقيام والتضرع لله عز وجل لدفع البلاء.

وتواصل المدرسة العريقة للشيخ سيدي أحمد ديدي بتمنطيط، دروس شرح صحيح البخاري عبر الصفحة الرسمية للمدرسة، الذي انطلقت قراءته من منتصف شعبان، الذي يختتم صبيحة ليلة القدر المباركة والقيام ببعض المبادرات الإنسانية بتوزيع الأطعمة والمواد الاستهلاكية على الفقراء والمساكين، التزاما بوصايا وسيرة المصطفى- صلى الله عليه وآله وسلم- لأن الصدقة ترفع الوباء والبلاء، لاسيما في هذا الشهر الفضيل الذي يضاعف فيه المولى عز وجل الأجر والحسنات والثواب.

ولقيت هذه الخطوة إعجاب واستحسان شريحة كبيرة من المحبين والمواطنين الذين ألفوا إحياء نفحات الشهر الفضيل في رحاب العلم والعلماء والمدارس القرآنية والتنزه في جنات الإيمان الروحانية، إلا أن قدر الله هذه المرة حرمهم الحضور الجسدي، إلا أن القلوب والأرواح كانت حاضرة وفتحت لهم التكنولوجيا وصفحات الفيسبوك نافذة للإطلال بها على ذلك العالم المعهود افتراضياً.

وتواصل الزوايا والمدارس القرآنية رسالتها ودورها في مختلف الأزمات التي مر بها البلاد وتسجل حضورها الدائم.

captcha