ایکنا

IQNA

الكاتبة والباحثة "إيمان شمس الدين":

الامام الخميني(رض) يثبت بان الاسلام أعطى للمرأة حقها منذ 14 قرناً

12:07 - June 08, 2020
رمز الخبر: 3476857
بیروت ـ إکنا: أكدت الكاتبة والباحثة في الفكر الديني والسياسي من الكويت "ايمان شمس الدين" أن الامام الخميني(رض) ثبت بأن الاسلام أعطى للمرأة حقها منذ 14 قرناً وأثبت ذلك ليس فقط شعاراً، وانما حوّله الامام الى رؤية عملية بدأت من بدايات الثورة الى يومنا هذا.
الامام الخميني(رض) يثبت بان الاسلام أعطى للمرأة حقها منذ 14 قرناً
ونظمت المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان عصر الجمعة 5 يونيو / حزيران الجاري ندوة  إفتراضیة بعنوان "الأسرة في فكر الإمام الخميني‏ (رض)"  وذلك بالتعاون مع وکالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) وبمناسبة الذكرى السنوية الواحدة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني(رض).
 
وشاركت في هذه الندوة كل من  مدیرة مركز  دراسات المرأة في جامعة "الزهراء(س)" الايرانية "الدكتورة بتول مشكين فام"، والباحثة ومديرة مركز سكن للإرشاد والأسرة "الاستاذة الفاضلة الحاجة اميرة برغل" من لبنان، والناشطة في العمل النسوي الإسلامي "الاستاذة السيدة نورا بولحية" من الجزائر، و الأستاذة والباحثة، والكاتبة في علم الاجتماع "السيدة ايمان شمس الدين" من الكويت  بالاضافة الى كلمة كريمة الامام الخميني"قدس" السيدة الدكتورة زهراء مصطفوي، وأيضاً كلمة ترحيبية للمستشار الثقافي الايراني لدى لبنان الدكتور عباس خامه يار.
 
وأقيمت الندوة عبر تطبيق "Zoom Cloud Meeting" وأدارتها الأستاذة الجامعیة والإعلامیة اللبنانية د. ندی بدران.

وألقت الكاتبة والباحثة في الفكر الديني والسياسي من الكويت "ايمان شمس الدين" محاضرة في هذه الندوة بعنوان  "نظرة الإمام الخميني (قده) إلى دور المرأة كإنسانة فاعلة في المجتمع والحياة السياسية" واليكم النص الكامل للمحاضرة:

"بسم الله الرحمن الرحيم

بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اتقدم الى امام الامة عظيم الاجر بذكرى رحيل الامام الخميني، وخاصة الى فلسطين التي اعاد نبضها الامام الخميني وجعلها بوصلة كل العالم الاسلامي.

طبعا بداية عندما نتحدث عن شخصية عظيمة كالامام الخميني، نحتاج الى ان نتحدث وفق مقتضايت عصره، يعني معطيات العصر التي عاش بها ، والظروف التي كانت تحيط به، سواء كانت ظروف سياسية او اجتماعية، وحتى الظروف الدينية التي كان يعاصرها . طبعا الامام الخميني وكرجل دولة، وقبلها كرجل فقه واصول، طبعا يجب ان نركز على ان الامام الخميني هو رجل فقه واصول قبل ان يكون سياسياً، لانه لولا انه ابن الحوزة لما استطاع ان ينظم لمشروع الدولة وقيام الدولة، هو يتحرك بهدي النص وبصيرة العقل في فهمه للادوار والوظائف على مستوى الدولة في كافة مستوياتها السياسية، ويعرف ايضا وظيفة اعضاء المجتمع الضالعين في بناءه والتفاعل فيه والتاثير في بنيته الفكرية والاجتماعية، هذا فضلاً عن عمق نظرته في فهم نقاط الضعف والقوة والثغرات التي يجب ملؤها حتى يغلق الطريق امام لصوص الفكر والهوية.

من الزوايا التي ادركها الامام خلال تجربته سواء الفقهية او الاصولية او نضاله السياسي هي وظيفة المرأة، والدور المحوري المؤثر في بناء الدولة والمجتمع. دورها هو كدور محوري في ذلك.
 
طبعاً تميز الامام الخميني في زمانه، حيث كانت تهيمن نظرة تقليدية فقهية للمرأة، كما نعلم في الحوزات الدينية. تميز الامام هو بالذات في الخروج عن هذا الجو، هذا المألوف التقليدي والنظرة التقليدية لوظيفة المرأة، فقد بدأ في الخمسينيات من القرن الماضي مناقشة مسألة مهمة جداً، وهي ازمة الوعي لدى المرأة المسلمة، وكيفية وآلية استعادتها  لذاتها وهويتها.
 
ويقول الامام الخميني حول مصطلح السياسة، نبدأ الان من التعريف الاصطلاحي للسياسة للامام الخميني، حتى ندخل من خلاله الى رؤيته لعمل المرأة في المجال السياسي.

هو يوضح المصطلح السياسة في الرؤية الاسلامية، انه يطلق على نوع من الهداية في المجتمع السياسي، وهي تتم من خلاتل اعتماد افراد يمتلكون شروطا خاصة ومعينة، ولهم اهداف واصول وقيم ومبادئ اسلامية تخدم المصالح الاجتماعية.

اذن هو اعطى الهوية الاسلامية لفكره السياسي، وتقوّى ركائز المجتمع. يرادف هذا المفهوم مصطلح الامامة، والذي يعتبر تعبيراً آخر للسياسة، وهو يُبنى على المعرفة الجماعية وعلى ارتباط الافراد بالمصير المشترك، وكذلك مصطلح المجتمع الذي يرادف مصطلح الامة.

طبعا قضية المرأة لدى الامام الخميني، سواء كانت حقوق، واجبات، دور او مكانة، لاتنفصل عن تصوره للمجتمع الاسلامي عموما، المرأة بالنسبة للامام الخميني هي مفردة من مفردات مشروعه الفكري والاجتهادي. وفي كتابه الاشهر والذي اسس من خلاله نظرية الحكومة الاسلامية،..... يتسائل هنا الامام الخميني قائلاً: ان لم يحدد الله سبحانه وتعالى شخصاً للقيام بامر الحكومة في ظل غياب الامام، فهل يعني ذلك بان نتخلى عن الدين؟ طبعا هو يجيب بالنفي ضاربا مثلا بوجود صفات اساسية متى ماتوافرت وتحققت كفايةً للشخص اثبتت له الحكم وله الولاية. ويكون فيما يلي انه ولي على الامة، ولايختلف دوره عن دور المرأة( هنا يشبه دور الامام او الحاكم بدور المرأة القيّمة على الصغار من الناحية الوظيفية، والدور الجلل الذي تضطلع به، هنا يركّز على هذا الدور ويربط دور الحاكم بدور الام مجليا هذا الدور العظيم.)

طبعا اختلف نهج الامام الخميني الراحل عن نهج الجهات الاسلامية السائدة خارج ايران. اختلف من ناحيتين، نحن قلنا ان الامام الخميني جاء في بيئة تقليدية كانت تنظر الى المرأة نظرة تقليدية فقهية، لاترى لها دوراً في كثير من مؤسسات المجتمع، اي كانت تحصر الدور في بيئة اسرية ضيقة.

هذا في البعد الاول ، البعد الثاني الذي كان في عصر الامام الخميني، او الجهة الثانية التي كانت في عصر الامام الخميني وكانت معاكسة لهذا التيار، كانت تُنَضِّر وتقول ان الاسلام اعطى دورا للمرأة، الاسلام أوجد حقوقاً للمرأة ، ولكنها لم تترجم هذه المقولات العامة على واقع الارض، ولم تترجمها كآليات ونظريات عمل على واقع المجتمع.

والامام الخميني تميز بأنه رفع شعارات حقوق المراة ودور المرأة وبيّن بانها ليست مجرد شعارات. ففي مجال العمل السياسي قال: ان الاسلام اعطى حقوق المرأة منذ 14 قرناً ولم يميز بين المرأة والرجل، وميّز بينها وبين المرأة في الغرب، لان المرأة في الغرب لم تدخل المعترك السياسي الا بعد 140 عاماً من تأسيس الدستور الاول عام 1780 دستور ماستوشس، الذي عرّف المجتمع السياسي بانه تجمّع اختياري للافراد، ويعتبر عقداً إجتماعياً بين المواطن والمجتمع من اجل المصلحة العامة، وعرّف المواطنين بأنهم الذكور من بلغوا الحادية والعشرين، مقصيا بذلك المرأة عن الحياة السياسية ، وعن كونها مواطنا كغيرها من المواطنين.

لكن نضال المرأة استمرّ حوالي 140 عاماً ففي عام 1920 نالت المرأة حق الانتخاب السياسي. بينما الامام يثبت بان الاسلام اعطى للمرأة حقها منذ 14 قرناً  واثبت ذلك ليس فقط شعارا، وانما حوّله الامام الى رؤية عملية بدأت من بدايات الثورة الى يومنا هذا.

وشخّص الامام الخميني قضية المرأة تشخيصاً مركباً، مزج فيه بين مسؤولية النخبة والمجتمع معا عن وضع المرأة. ولهذا كان حديثه عن المرأة بنداً ثابتاً في كل كتبه ورسائله وخطبه المتعلقة بالاوضاع السياسية، وجاء طرحه في هذا السياق كاطروحة ضمن حركة تمكين المرأة التي بدأت مع نهايات القرن التاسع عشر واستمرّت الى يومنا هذا.

وطبعاً كان له دور بارز في بلورة الحقوق المتعلقة بالمرأة في خطوة متقدمة في زمانه على جيله كما قلنا. اثبتت الممارسة الاسلامية بعد مرور قرابة اربعين عاماً على الثورة الاسلامية. ما وعد به الامام هو ان وضع المرأة في الجمهورية الاسلامية سيكون وضعاً انسانياً سليماً، وان شخصيتها ستكون حرة على عكس الازمنة التي لم يكن فيها رجال ولانساء احرار.

وننتقل الان الى اليات تمكين المرأة، نحن قلنا ان الامام الخميني رفع شعارات تمكين المرأة ودورها، ونظر للاسلام وشخصية المرأة في الاسلام، لم تكن فقط مجرد شعارات ولم يستخدم المرأة كأداة.

والبعض عاب على الامام بأن له ازدواجية فقهية، بأنه حرّم على المرأة الخروج والتصويت في حكومة الشاه، الا انه اجاز لها ذلك بعد انتصار الثورة الاسلامية. طبعاً ان تحريم الامام كان تحريماً سياسياً، بسبب ان عدد الاناث اكثر من عدد الذكور، كان يريد سحب الشرعية عن حكومة الشاه، لانها كانت حكومة غير شرعية، وبالتالي لايحق للمرأة ان تشترك في حكومة تفرض الليبرالية والعلمانية على المرأة، وتريد ان تسلبها افضل ما تملك، وهو الحجاب والعفّة، لذلك لم يكن تحريمه تحريماً فقهياً، وانما كان تحريمه ذو بعد سياسي وبعد فقهي، اتكأ فيه على ان الدولة عندما لاتكون اسلامية وتفرض القيم العلمانية والقيم التي تسلب الهوية الاسلامية وبالتالي يجب سلب شرعيتها، من خلال منع العدد الاكبر الذي كان تمثله النساء كتعداد انتخابي من الذهاب واعطاء الشرعية لهذه الدولة.

نشير الان كيف تمكنت المرأة سياسياً عملانياً وتطبيق نظرية الامام الخميني التي لانظير لها؟

كان للمرأة الايرانية حضور فاعل في الحراك الاجتماعي السياسي قبل الثورة.

ــ شاركت في المسيرات، واجهت الرصاص.

ـــ  قدمت في السابع عشر من شهر شهريور وقدمت الاف النساء والاطفال شهداء.

ـــ  كان لها حضور فاعل في مسيرات التاسع والعاشر من محرم في عام 1978 حيث تحولت هذه المسيرات الى مظاهرات ضد نظام الشاهنشاهي.

ـــ كان لها دور فاعل وايجابي في نجاح الثورة، حيث عبّر الامام اكثر من مرة قائلاً: انتم اصحاب الثورة وانتم من انجحتم الثورة.

حتى نرى تمكين المرأة في العمل السياسي، نحتاج لان نرى تمكينها في مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة.

الجمعيات النسائية شاركت الى جنب الرجال في اعادة اعمار البلاد، وعمدت على تأسيس جمعيات نسائية خاصة، منها جمعية نساء ايران، وحثّت النساء على الانخراط في مؤسسة جهاد البناء.

ـــ شاركن النساء بعد نجاح الثورة الاسلامية في مواسم الحصاد.

اما المشاركة في مؤسسات المجتمع الاهلي، في عام 86 ورغم وجود حرب ضد ايران، تأسست جمعية النساء في الجمهورية الاسلامية، وصودق على نظامها الاساسي ونالت علماء وخبرا من وزارة الداخلية في عام 89  وكانت رئيستها السيدة زهراء مصطفوي ابنة الامام الراحل. واسست هذه الجمعية فروعا لنفسها في جميع انحاء ايران، وبدأت عملها بأقامة مؤتمرين عالميين، وكانوا يقومون بزيارات للاطلاع على تجارب الشعوب وتمكين المرأة.

وتم تأسيس اول مركز للتخطيط لقضايا المرأة الخاصة عام 82، وهو المجلس الثقافي والاجتماعي للنساء، وكان يعمل تحت اشراف المجلس الاعلى للثورة الاسلامية. في عام 94 انشأت الحكومة ادارة مركز التنسيق بين المنظمات النسائية الغير حكومية، تم دعوة عشرات المنظمات للاشتراك فيه، وتمت المصادقة على بيان تقرر النساء على انتخاب رئيستهن بأنفسهن.

على مستوى الحكومة، تم تعيين السيدة زهراء شجاعي مستشارة للرئيس خاتمي، وهي ترأس مكتب مشاركة المرأة الذي قام بتأسيس لجنة مؤتمر بكين، لدراسة برامج الخطة الخمسية للحكومة لتنفيذ مقررات مؤتمر بكين عام 95، هذا المركز هو الذي اعد تقريراً نشر مؤخرا والذي يتعلّق باوضاع المرأة الايرانية.

وتم انتخاب السيدة جوهر الشريعة دستغيب ثلاث مرّات متتالية في مجلس الشورى الاسلامي، عام 2001 تشكل في مجلس الشورى الاسلامي التكتل النسوي ترأسه النائبة فاطمة رافعي وهي عضو مؤسس في جمعية نساء ايران، وصرّحت بأن الدافع من وراء تشكيل التكتل في المجلس هو ضرورة بذل المزيد من الجهود للوصول بالمرأة الى مكانتها اللائقة في النظام الاسلامي.

وشاركت المرأة بعد نجاح الثورة في الاستفتاء على النظام الجمهوري من كلام الامام الخميني في هذا الصدد.

(اذّكركم ايها الاصدقاء الاعزاء بوجوب مشاركة النساء المناضلات الشجاعات في جميع انحاء البلاد في الاستفتاء في النساء اللواتي كان لهن تأثير أساسي الى جانب الرجال بل امامهم في انتصار الثورة، ستُضِمن مشاركتهن الفاعلة في الاستفتاء انتصار الامة الايرانية، ان المشاركة في الاستفتاء واجب ديني ووطني، وانتن ايتها السيدات احرار في اعطاء الرأي الذي ترونه) وهذا تعزيز لمشاركة المرأة في اهم محور من محاور قيام الدولة وهو الدستور الذي يعتبر منه تستلهم القوانين المنظمة لمؤسسات الدولة.

في تحضير لانتخابات المجلس التشريعي في الدورة الاولى والثانية، حضّ النساء بان يكنّ فاعلات في الانتخابات كالرجال، لان مستقبل ايران هو مستقبل للجميع. وفي اول انتخابات اجريت في مجلس الشورى عام1980 بعد نجاح الثورة مباشرة ، شارك حوالي 37 سيدة نجح منهن اربع سيدات للوصول الى هذا المجلس. في المجلس التشريعي الرابع ارتفع عدد النساء الى 9 نائبات وهذا دليل على نضج المجتمع تدريجياً في محورية دور المرأة في العمل الاسلامي، واستطاع الامام فعليا بأن ينتقل بالمرأة من عصر الجاهلية الذي كان يرفع شعار تحرير المرأة ولكن كان يسعى الى استعبادها واستغلال جسدها للاخرين، ان ينتقل بها ويُشّكل ويكّون مكانه خاصة للمرأة ويرسم المعالم الشخصية للمرأة في النظام الاسلامي، ليس على مستوى التنظير فقط كما فعل الكثر، بل على مستوى التطبيق ، واليوم نرى نجاح المرأة الايرانية في العمل السياسي وفي كافة المجالات الموجودة في الدولة.
captcha