ایکنا

IQNA

أكاديمية إیرانیة:

رؤية الإمام الخميني(رض) إلى مكانة المرأة في المجتمع هي رؤية الإسلام

10:00 - June 09, 2020
رمز الخبر: 3476859
بيروت ـ إکنا: أكدت الأكاديمية الايرانية والأستاذة في جامعة الزهراء(س) في طهران "الدكتورة بتول مشكين فام" أن رؤية الإمام الراحل(رض) الى مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي هي رؤية الإسلام، مبيناً أن الامام(ره) قد جمع بين الاصالة والمعاصرة، وحذّر من إنزلاق المرأة في أحضان الحضارة الغربية المزيفة.
رؤية الإمام الخميني(رض) إلى مكانة المرأة في المجتمع هي رؤية الإسلام
ونظمت المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان عصر الجمعة 5 يونيو / حزيران الجاري ندوة  إفتراضیة بعنوان "الأسرة في فكر الإمام الخميني‏ (رض)"  وذلك بالتعاون مع وکالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) وبمناسبة الذكرى السنوية الواحدة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني(رض).
 

وشاركت في هذه الندوة كل من  مدیرة مركز  دراسات المرأة في جامعة "الزهراء(س)" الايرانية "الدكتورة بتول مشكين فام"، والباحثة ومديرة مركز سكن للإرشاد والأسرة "الاستاذة الفاضلة الحاجة اميرة برغل" من لبنان، والناشطة في العمل النسوي الإسلامي "الاستاذة السيدة نورا بولحية" من الجزائر، و الأستاذة والباحثة، والكاتبة في علم الاجتماع "السيدة ايمان شمس الدين" من الكويت  بالاضافة الى كلمة كريمة الامام الخميني"قدس" السيدة الدكتورة زهراء مصطفوي، وأيضاً كلمة ترحيبية للمستشار الثقافي الايراني لدى لبنان الدكتور عباس خامه يار.
 
وأقيمت الندوة عبر تطبيق "Zoom Cloud Meeting" وأدارتها الأستاذة الجامعیة والإعلامیة اللبنانية د. ندی بدران.

 
وألقت الأستاذة في جامعة الزهراء(س) في العاصة الايرانية طهران وعميدة كلية الاداب واللغات سابقاً ومديرة مركز دراسات المرأة في جامعة الزهراء(س) "الدكتورة بتول مشكين فام" محاضرة في هذه الندوة بعنوان ""ماذا يقول الإمام الخميني (قده) عن المرأة وحقوقها" واليكم النص الكامل للمحاضرة:
 
"بسم الله الرحمن الرحيم 

( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا)

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قبل كل شئ أوجه شكري للفريق العامل هناك والمستشارية الثقافية الايرانية على هذه الاستضافة:

المداخلة ستكون حول المرأة في رؤية الامام الخميني(رض) وحقوق المراة، سوف اتحدث ضمن أربعة مباحث:

1)    المبحث الاول حول اليات التغيير، الذي كان يعيش عليه المجتمع الايراني والمرأة بالذات، كيف غير الامام واقع المجتمع، وغير مسار حركة المرأة الايرانية.

2)    المبحث الثاني سيكون ، من هي المرأة في رؤية الامام ، المرأة بشكل عام.

3)    المبحث الثالث سيتناول مسؤوليات المرأة في رؤية الامام الخميني.

4)    المبحث الرابع والاخير سيكون حول  حقوق المرأة في كلام الامام الخميني.

بالنسبة الى اليات التغيير، قد تحدثت الاستاذة ايمان ولها الشكر عن هذا المحور بشكل مفصل، وأنا سوف أشير الى بعض من هذه الاليات بشكل مختصر.

أولاً: الامام الخميني كما تفضل الاستاذ الدكتور خامه يار، اعتمد على كتاب الله وسنة نبيه محمد(ص) واهل بيته الاطهار(عليهم السلام) وكان الثقلين اي اعتمادة على كتاب الله والسنة مصدر حركته لتغيير المجتمع ولاسيما تغيير المرأة، ورؤية الامام كما تفضل الدكتور عباس هي رؤية الاسلام للمرأة. اذن المصدر الاول الذي نبحث حوله هو كتاب الله وسنته اهل بيته، ثم ان الامام قد جمع بين الاصالة والمعاصرة، الامام وكما تفضلت الاستاذة ايمان قد نبذ العادات البالية التي لم تكن تمس الى الدين بصلة، والتحجر الذي كان يمس المجتمع باسم الدين، ثم حذّر المجتمع ولاسيما المرأة من الانزلاق في أحضان مايسمى بالحضارة الغربية. اذن الامام قد جمع بين الاصالة والمعاصرة، نبذ التحجر وكذلك حذّر من الانزلاق في احضان الحضارة الغربية المزيفة.

وايضا من اليات التغيير عند الامام هي، انه اعاد الهوية الانسانية الاسلامية للمرأة وللامة واحيا المرأة من جديد وبثّ فيها روح الثقة بالذات والانتماء الديني المحمدي الحنيف.
ومن اليات التغيير ايضاً ان الامام ومن خلال كلماته وخطاباته والتي طُبعت وجُمعت ولا ادري هل ترجمت الى العربية ام لا، قد شجع المرأة على المشاركة الفعّالة والبنّاءة في صنع القرار، وطبعا مع الالتزام بما فرض عليها الاسلام من الحجاب ومراعات العفة والطهر، حيث كان يؤكد مرارا وتكرارا على دورها في الاسرة والتربية الاسرية ولاسيما الامومة، اذن شجع المرأة على المشاركة في صنع القرار، ولكن ضمن حدود الاسلام والموازين الشرعية. واخيرا قدّم لها القدوة والاسوة المتمثلة بسيدتنا فاطمة الزهراء"ع"، كان يرى الزهراء"ع" بانها فخر الكون وبيت الرسالة ومعجزة التاريخ، وقال عنها بانها المرأة الانموذج  المثالي الكامل السماوي، والمرأة التي جمعت ما امتاز به الانبياء والرسل  تعرفون باننا في ايران يعتبر يوم ولادة السيدة الزهراء "ع" هو يوم المرأة ، لماذا السيدة الزهراء"ع"؟ لان الامام رأها القدوة التي تستحق الاقتداء بها.
رؤية الإمام الخميني(رض) إلى مكانة المرأة في المجتمع هي رؤية الإسلام
والمبحث الثاني هو حول ماهي المرأة في رؤية الامام؟ قبل ان اتطرق الى من هي المرأة في رؤية الامام، اسمحوا لي بان اقول: ان الامام في كلماته يتحدّث عن صنّاع البشرية، وهذه مسألة مهمة جداً. من هم صنّاع البشرية، يقول اولا بأن القرآن هو من صنّاع البشرية، ثم الرسل والانبياء عليهم السلام، ثالثاً المرأة بشكل عام والام بشكل خاص والجامعة والمعلم، هؤلاء الستة في الواقع يراهم الامام صنّاع البشرية. اللطيف ان الامام يرى بان المرأة عدل للقرآن في صناعة البشرية، ويتحدث عن هذا الموضوع في خطاباته، ويرى بان عمل المرأة يضاهي عمل الانبياء والرسل.

بالنسبة الى ماقال الامام في المرأة، طبعا هذه الكلمات ربما تحتاج الى تفصيل، ولكنني سوف امرّ عليها مروراً عابراً سريعاً، واتمنى من الذين يتابعوننا ان يقرأوا حول ماتفضّل به الامام حول المرأة.

اولاً: يرى بان دور المرأة وعملها يفوق عمل الرجل، وهذا مهم جدا. اننا نطالب بالمساوات مع الرجل، الامام يقول المساوات محققة في اطار الاسلام ، لكن عمل المرأة ودورها جبّار وبنّاء بل ويفوق عمل الرجل.

ثانياً: يتحدث الامام ويقول بان المرأة صانعة للانسان والمجتمع.

ثالثا: المرأة هي ستحقق آمال البشرية ومايطمح اليه الانسان في المستقبل ( وهذا ما اخذته من كلام الامام)، اي كل مايطمح اليه الانسان يمكن للمرأة بان تحققه. وايضا المقولة المعروفة عن الامام ( من احضان المرأة يعرج الرجال الى السماء، وفي حضنها تربي الاجيال العظام). هذه من الكلمات النيرة التي تحدث عنها الامام واشار اليها في خطاباته.
وايضا يقول بان المرأة مصدر سعادة البشر وشقاءه، اي هي اساس كل الخيرات، لانرى زعيما من زعماء البشرية اليوم من الساسة وغير الساسة يتحدثون بهذه الطريقة عن المرأة. ثم يقول الامام:الى المرأة يعود بناء مستقبل الشعوب وتقدمها ويقول ايضا وبها (اي بالمرأة) يستقيم شأن الامم وتنال الامم كل القيم والمثاليات. اذن يعود للمرأة مستقبل الشعوب وكل ماتريده الشعوب من القيم والمثاليات.

عندما كنت اقرأ كلمات الامام حول الام تبادر الى ذهني هذا البيت ، الام مدرسة اذا اعددتها ، اعددت شعبا طيب الاعراق. حقيقة الامام يتبنى هذه الفكرة ويقول بأن المرأة يضاهي عملها عمل الانبياء، ومانهض به الانبياء، ويشير الى مسألة بأن الام اذا ربت ولو فردا واحدا في حجرها فان هذا الشخص لربما يربي مجتمعا بكامله. ان الامام هو ايضا تربى في حضن امرأة واستطاع بنفسه ان يصنع هذه الثورة ويقدم لنا نموذجا للثورات.

المبحث الثالث واشير اليه باختصار: اتناول فيه مسؤوليات المرأة في رؤية الامام الخميني، الامام يؤكد على ان المراة يجب ان تتعلم وتُعلّم وان تتثقف وتُثَقف ، وكما اشرنا سابقا عليها ان تصنع الانسان ، وكيف عليها ان تدافع عن الاسلام بالغالي والنفيس، بالفكر والمال والنفس. وايضا يؤكد الامام على  ضرورة تعلّم المرأة الفنون العسكرية، لان العدو متربص بنا الدوائر، وعلى المرأة إن اقتضت الضرورة ان تدخل الجهاد وتدافع عن الاسلام. ويشير الامام ايضا الى ان المرأة يجب ان تطهر روحها وتزكيها بالتقوى وان تلتزم الطهر والعفة، وان تراعي الحدود الاسلامية في الحجاب ، وان لاتنزلق وراء الشعارات الخلّابة التي يطلقها الغرب. وايضا ان تشارك الرجل في صنع القرار وتؤدي دورها البنّاء في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والافتصادية ولاسيما الثقافية، وان لاتنسى دورها في الاسرة وتربية الاولاد.

ان الهدف الاساسي من خلق المرأة هو تأسيس اسرة مثالية ثم تخرج الى المجتمع، هذه مسألة مهمة جدا. وان تقف الى جانب الولي الفقيه. واخيرا تحاول ان تصنع مصيرها ومستقبلها بنفسها ومستقبل بنات جنسها، اي ان تسعى في سبيل المجتمع بشكل عام وان تسعى بان تصنع مصيرها ومستقبلها ومستقبل بنات جنسها بشكل خاص.

المبحث الاخير اشير اليه باختصار جدا واقول: حقوق المرأة في رؤية الامام كما تفضل الدكتور عباس وكذلك الاستاذة ايمان، ان للمرأة ما للرجل من الحقوق وعليها ماعليه من الواجبات، هي حرّة في حدود ما كتب الله لها وعليها ، لها حق اختيار المهنة والعمل كلها ضمن مراعات العفة والطهروما اوجبه لها الاسلام . والسلام عليه يوم ولد ويوم رحل ويوم يبعث حيا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
captcha