ایکنا

IQNA

حفظ القرآن الكريم عند أهل البيت(ع)

16:29 - October 07, 2020
رمز الخبر: 3478513
عواصم ـ إکنا: التعامل مع القرآن يمر بمراتب مختلفة، فمنه التلاوة والاستماع والحفظ والتدبر والعمل، والمفترض من المؤمن المتبع لكتاب الله تعالى والسنة المطهرة أن يحرص على إيفاء هذه المراتب حقها، ولا شك أن أهمها هو العمل وهو الغاية من القرآن الكريم.
حفظ القرآن الكريم عند أهل البيت(ع)
والتعامل مع القرآن يمر بمراتب مختلفة، فمنه التلاوة والاستماع والحفظ والتدبر والعمل، والمفترض من المؤمن المتبع لكتاب الله تعالى والسنة المطهرة أن يحرص على إيفاء هذه المراتب حقها، ولا شك أن أهمها هو العمل وهو الغاية من القرآن الكريم، وكما عن أمير المؤمنين عليه السلام (الله الله بالقرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم)، وكل المراتب السابقة هي مراحل توصلك للعمل، ولعل إهمال إحداها يعتبر مصداقا من مصاديق الهجران كما في سورة الفرقان (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)، ولكل مرتبة نصوص دينية حاثة عليها، سواء نجدها في القرآن أم في الروايات.
 
وبخصوص الحفظ نجد كمية من الروايات الواردة الدالة على استحبابه ورجحانه، مثل (الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة) وكذلك (من استظهر القرآن، وحفظه وأحل حلاله وحرم حرامه أدخله الله الجنة به، وشفعه في عشرة من أهله) وكذا (إن الذي يعالج القرآن ويحفظه بمشقة منه وقلة حفظ له أجران) وأيضا بنفس السياق (ومن قرأ كثيراً وتعاهده بمشقة من شدة حفظه أعطاه الله عز وجل أجر هذا مرتين) والذي جاء في مقابل (من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه، وجعله الله عز وجل مع السفرة الكرام البررة) الدال على معنى القراءة بالحفظ وما هي مرتبة الحافظ مقابل غير الحافظ، فمثلا المؤمن بما له من مقام وأعمال صالحة وإيمان، تكون له درجة معينة، فهذا المؤمن وهو حافظ مقامه ودرجته أعلى من نفسه فيما لو كان غير حافظ للقرآن. مع ملاحظة الحافظ العامل كما قيدته الرواية الأولى التي أوردتها وليس الحفظ من غير عمل كما هو واضح. 

ويؤيد أن "القراءة" في بعض الروايات هي الحفظ لا مجرد القراءة، قول أحدهم للإمام الصادق عليه السلام (جعلت فداك، إني كنت قرأت القرآن ففلت مني، فادع الله عز وجل أن يعلمنيه)، فقوله "ففلت مني" الدال على النسيان يشير إلى أن "قرأت القرآن" دال على الحفظ كما يتبين من السياق. وأيضا ما روي عن الامام الصادق عليه السلام (السورة تكون مع الرجل قد قرأها، ثمّ تركها فتأتيه يوم القيامة في أحسن صورة وتسلم عليه فيقول: من أنت؟ فتقول: أنا سورة كذا وكذا فلو أنّك تمسكت بي وأخذت بي لأنزلتك هذه الدرجة. فعليكم بالقرآن) و"قرأها" هنا يعني حفظها، ومن هذه الرواية استفاد السيد الخوئي انه لا ينبغي نسيان ما حفظته من القرآن.

 وعلى أية حال ففي الحفظ أجر كبير لما فيه من ترداد الآيات، وأن يكون الصدر فيه القرآن كما في الرواية (الجوف الذي ليس فيه شيء من القرآن كالبيت الخرب)، فما بالك بمن كان فيه كل القرآن؟ وما لذلك من فائدة للمرء.

بالتالي نفهم من روايات العترة الطاهرة أن حفظ القرآن شيء أساسي وليس من فضول الأمور، بل إن الأمر الطبيعي عندهم هو حفظ القرآن.
 
 وعلى أية حال فلا يعني ذلك هو إهمال تدبره، فالتدبر من الأمور المطلوبة كما ورد (أفلا يتدبرون القرآن) و (أنزلناه مبارك ليدبروا آياته)، ولكن من المهم أن لا نتخذ ضرورة التدبر ذريعة في إهمال المراتب الأخرى، فكلها مطلوبة. 

والله أعلم

وهنيئا لمن جمع المراتب فكان من أهل القرآن الذين ورد عنهم كما في رواية الإمام الصادق عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إن أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ما خلا النبيين والمرسلين).

وفقنا الله وإياكم لحفظ القرآن وتدبره والعمل به اتباعا لسنة النبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين.
 
بقلم "عبدالله أحمد صفر أبل محمد حسن"، القارئ والأكاديمي الكويتي 
captcha