ایکنا

IQNA

ندوة إلكترونية في الذكرى العاشرة لثورة 14 فبراير في البحرين

14:09 - February 13, 2021
رمز الخبر: 3480131
المنامة ـ إکنا: ضمن سلسلة فعالياتها من مختلف العواصم في الذكرى السنوية العاشرة للحراك الديمقراطي في البحرين، نظمت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين بالتعاون مع منظمة WordBeyondWar ندوة إلكترونية من واشنطن، انضم إليها العديد من النشطاء البحرينيين وشهدت الفعالية حضور لافت.

وكانت الكلمة الأولى للفعالية للمدير التنفيذي لمنظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين ADHRB حسين عبد الله، الذي استذكر الانتفاضات الكبرى التي انطلقت في مختلف الدول العربية كمصر وتونس و البحرين، والتي كانت كلها سلمية وتسعى لإحداث تغييرات جذرية.

وقال عبد الله: على الرغم من أن البحرين هي دولة صغيرة، كانت ردة فعل السلطات شديدة جداً حيث اعتقل المتظاهرون وتعرضوا للتعذيب، والاخفاء القسري، والنفي خارج البحرين. ومع ازدياد عدد المتظاهرين، أوفقت السلطات العنف الممارس ضدهم، ولكن مع تدخل القوات العسكرية السعودية، ارتفعت أعداد المعتقلين من قادة سياسيين و مدافعين عن حقوق الإنسان، كما ارتفعت نسبة انتهاكات حقوق الانسان. أنشئت اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق (BICI) وقد قام شريف بسيوني بالتحقيقات، ومن بين الاستنتاجات التي توصل اليها: هذا الحراك هو حراك محلي ووطني من دون أي تدخل أجنبي، فضح الجرائم التي تحصل والتي تنتهك حقوق الانسان (التعذيب، الاعدام من دون محاكمة، عمليات التحرش والاغتصاب..,) . وتابع بالقول أن BICI ذكرت بعض التوصيات التي من الممكن أن يتحسن وضع البلد إذا التزمنا بها. "انا لا أقول ان هذه اللجنة ممتازة ولكن إذا نفذنا تلك التوصيات قد يتحسن الوضع ولكن لم تنفذ البحرين أي من تلك التوصيات".

"أين نحن اليوم؟ نحن في بلد تحكمه الشرطة. نحن في بلد قد تسجن فيه بسبب تغريدة ما تنتقد فيها الدولة وقراراتها وقد رأينا سابقاً مدنيين ونشطاء يسجنون بسبب تغريداتهم".

وسلط عبد الله الضوء أيضاً على ابتسام الصايغ ونجاح يوسف وهما مدافعتان عن حقوق الانسان تحدثتا عن تجاربهما و صورتا الانتهاكات التي تعرضتا لها في السجن.

وختم عبد الله بالتأكيد على أننا لدينا فرصة للتغيير ويجب خلق مساحة كافية لحقوق الانسان والديمقراطية ويجب وضع حدّ للتدخل الأجنبي والسياسات الاجنبية كما يجب وقف الدعم العسكري والاقتصادي التي تقدمه الولايات المتحدة للبحرين.

والكلمة الثانية كانت للناشط البحريني علي مشيمع الذي أكدّ أنه إذا كانت الثورة ضرورية فإن استمراريتها أهم بكثير، فرسالة نظام البحرين العدوانية ضد المواطنين، أكدت حقيقة واحدة هي أن النظام غير قابل للإصلاح، وأن الفساد المتراكم منذ عشرات السنين يحتاج إلى نضال متراكم أيضاً لإزالته.

وأوضح مشيمع أننا وصلنا إلى العام 2020 وآل خليفة يسيطرون على مقدرات دولة البحرين من خلال شراء الأراضي وخصخصتها بينما كانت الظروف المعيشية تتدهور لدى العديد من البحرينيين، كما ازداد قمع حرية التعبير. ورغم وجود برلمان وانتخابات شكلية كان المئات يقبعون في السجون على خلفية سياسية، وانتهجت السلطة سياسة سحب الجنسيات، وجعلت التمييز الطائفي أمراً طبيعياً، وأصدرت أحكاماً بالاعدام بحق الكثير من الاشخاص الأبرياء الذين عُذبوا حتى اعترفوا بالتهم المنسوبة إليهم، وتردى الوضع المعيشي. ومع كل ما ذكر، لا زالت الطبقة الحاكمة تحاول بشكل متزايد لاخفاء جرائمها، ولازالت تستمر منذ 2011 من دون نية التغيير. فإن القتل على الهوية، القتل في السجون، هدم المساجد، اعتقال النساء والأطفال وتعذيبهم، إسقاط الجنسية عن المواطنين، الإعتداء على الحريات الدينية، إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام ضد المعارضين، تعني ازدياد أسباب الثورة بعد أحداث 2011.

وعبّر مشيمع عن رفض أي تدخل خارجي، والتأكيد علي الإستمرار في القتال لتحقيق الديمقراطية، وطال الولايات المتحدة بالتوقف عن مساعدة آل خليفة، والكف دعم الديكتاتوريين.د

وقال مشيمع: "نحن نعاني منذ عقود، كنا ولا زلنا نحارب من أجل الحصول على حقوقنا وتحقيق الديمقراطية وحرية التعبير ولا يزال آل خليفة في مركزهم منذ أكثر من 50 سنة، ففي بلادنا لا يتغير الحاكم سوى عند موته".

وختم مشيمع بالقول أن بايدن تحدث بايدن كثيراً عن حقوق الإنسان، و باتصال واحد من بايدن لحكومة البحرين قد يؤدي الى التغيير فمن الممكن أن تحدث الولايات المتحدة تغيير اذا احترمت المبادئ والقيم التي تتحدث عنها دائماً.

والكلمة الثالثة كانت لميديا بنجامين أحد مؤسسي مجموعة “السلام بقيادة النساء” في منظمة CodePink التي بدأت كلمتها بالعودة إلى عام 2012، حيث منعت السلطات البحرينية الإعلاميين ومراقبي حقوق الإنسان من دخول البلد، وكشفت عن أنها استطعت الدخول إلى البحرين ومقابلة العديد من الأشخاص الذين اعتقلوا وعُذبوا، وقابلت أطباء سجنوا بسبب مساعدتهم للمتظاهرين المصابين، ذاكرةً أنّ السلطات البحرينية استخدمت القنابل المسيلة للدموع كأسلحة وكانت ترميها على المتظاهرين مباشرةً، وأن العديد من الأشخاص تم ترحيلهم من البلد فقط لأنهم شهدوا حدوث هذه الجرائم بحق المتظاهرين السلميين، ومع دعم الولايات المتحدة للحكام ساء الوضع أكثر وزاد القمع.

وحاولت السلطات نسب المتظاهرين الى إيران وكأن ايران هي من دفعتهم للتظاهر. وأوضحت بنجامين أنه على الرغم من ان الطائفة الشيعية كانت الاغلبية ولكن لم تكن الطائفة الوحيدة التي تسعى وراء الديمقراطية. وإن البحرين تصرف نقودها على شراء الاسلحة الاميركية، كما تقوم الولايات المتحدة بمساعدة البحرين على شراء هذه الأسلحة وقد أطاعت البحرين ترامب حين طلب منها بترسيم علاقتها مع اسرائيل (التطبيع) وفي ترك الاتفاق النووي الإيراني وفي الحرب ضد إيران، في حين تدخلت الحكومة الاميركية في شؤون البحرين الداخلية وقبلت البحرين بهذا التدخل. لهذا يجب الضغط على بايدن لتغيير هذه السياسات ومنع التدخل لمساندة الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان والاهم من ذلك وقف تدخل الولايات المتحدة التي تتصرف كأنها قرصان في البحر، فقد أوقفت مثلاً باخرة ايرانية وباعت الزيت التي كانت تحمله وأخذت النقود وتقوم بالتلاعب بباقي الدول.

وأشارت بنجامين إلى أن البحرين الدولة الصغيرة تقوم بتدريب آلاف العسكريين البحرينيين في الولايات المتحدة واضطرت للتطبيع مع إسرائيل، كما أجبرت الولايات المتحدة البحريين على الموافقة على شراء الاسلحة منها وإلا سيطيحون بالحكم، فاضطر الحاكم من صرف نقود البلد كلها على الاسلحة بدلاً من صرفها على الشعب. كما لا زالت السعودية والإمارات تدعمان البحرين مالياً.

آخر المتحدثين كانت الأستاذة في الجامعة الأمريكية والناشطة الحقوقية بربارا وين التي قالت أن ما تقوم به الولايات المتحدة في البحرين يخالف ما يجب أن تمثله بلدنا ودعت إلى تحريم استخدام الاسلحة والتعذيب، وتعزيز قوة الناس. إن الولايات المتحدة تدرس مئات الآلاف في الجامعات الأمريكية حول السلام وحل النزاعات، لكن الولايات المتحدة لا تزال تبيع أسلحة للبحرين. فيجب أن تطبق ما تقوم بتدريسه للطلاب في الجامعات الأمريكية.

وقالت: لا نريد نقود آل خليفة، نريد أن تزداد برامج دراسة السلام والتدرب غير العنيف ويجب أن نقوي وندعم التدخل المدني، وتبادل الطلاب والتبادل العالمي، يجب أن ندعم النشطاء في الصين وروسيا الذين يدافعون عن حقوق الإنسان، ويجب ان تتوقف الولايات المتحدة من بيع الأسلحة للخارج ويجب أن تستخدم تلك النقود في دعم المجتمع المدني، ما نشهده اليوم يختلف عما شهدناه في عهد أوباما، نحن اليوم اقوى بكثير، ونطالب بأناس أفضل في الكونغرس لنقوم بتحركات قوية لنُري البحرينيين أننا ندعمهم وندعم الحركات الديمقراطية.

المصدر: العالم
captcha