ایکنا

IQNA

ناشط سیاسي بحریني لـ"إکنا":

سجن السیاسیین في ظلّ کورونا "محاولة إغتیال سیاسي" / النظام یحاول تزییف تأریخ البحرین

13:13 - April 21, 2021
رمز الخبر: 3480875
قم المقدسة ـ إکنا: قال الشیخ "علي الکربابادي" إن إبقاء الرموز وقادة الحراك الشعبي في السجون في ظل الجائحة سیشکل علامة إستفهام کبیرة لایمکن الا أن تصنّف علی أنها محاولة إغتیال سیاسي ضد هذا الرمز أو هذا القائد أو هذا الناشط السیاسي المعتقل.
سجن السیاسیین في ظلّ کورونا
وتحدثت وکالة "إکنا" للأنباء القرآنیة الدولية إلی الناشط السیاسي والباحث الاسلامي البحریني، "الشیخ علي الکربابادي"، حول المعتقلین البحرینیین وظروفهم الصحیة بعد إستشهاد سجین بحریني إثر الإصابة بفیروس "کوفید 19" وأمور أخری وإلیکم فیما یلي نص المقابلة؛

ـ قضیة معتقلین الرأي في السجون لاتزال تخیم علی المشهد السياسي والحقوقي في البحرین وتشهد تفاعلاً دولياً لاسيما عقب الانتقادات الحادة للمنظمة الدولية المعنية بحقوق الانسان؛ ما هو وضع المعتقلین وما المخاوف حیالهم؟ 

إن السجون البحرینیة تمتلأ بالمعتقلین البحرینیین جمیعهم معتقلون سیاسیون حیث یبلغ عدد المعتقلین 5 آلاف تقریباً وفي بعض الفترات أقل أو أکثر وهم في حالة دوران بین إنتهاء فترة سجنهم والحکم علیهم من جدید.

ولازالت السلطات في البحرین تمارس حملات الإعتقال وتصدر أحکام بالسجن علی هؤلاء الشباب المطالبین بالمشارکة السیاسیة الذین یحملون مطالب سیاسیة ویطالبون بالحقوق الأساسیة التي تکفلها لهم مواثیق حقوق الإنسان التي وقعت علیها البحرین وکانت جزءا منها.

ولازلنا حتی هذا الیوم وبعد تفشي جائحة کورونا في السجون وإنتشار هذا الوباء بین المعتقلین نشاهد أن هذا النظام یصرّ علی إبقاء هؤلاء المعتقلین تحت وطأة الظروف القاسیة والغیر صحیة ولایسمح لهم بزیارة الأطباء والفحص الطبي، ویماطل في الإستجابة للنداءات العاجلة للحالات التي تسببت في إستشهاد الشهید "عباس مال الله" الذي طلب السجناء من السجان نقل هذا المعتقل إلی المستشفی وعرضه علی الطبیب لکنهم ماطلوا وأخّروا الأمر کثیراً ما أدّی في النهایة إلی إستشهاد هذا الشاب رحمة الله علیه.
 
سجن السیاسیین في ظلّ کورونا
ورغم وجود ومطالبة المنظمات الدولیة کـ منظمة العفو الدولیة ومنظمة حقوق الإنسان وأقصد بذلك الدولیة منها لأن هنا في البحرین لایسمح للمنظمات البحرینیة بالعمل والنشاط المستقل ورغم مطالبة المنظمات الدولیة والمناشدات من قبل بعض الجهات الا أن الإستجابة حتی الآن لم تحصل وهذا العدد القلیل من الذین أفرج عنهم من ذلك العدد الکبیر من المسجونین الذين ذکرناهم جاء تحت الضغط وضمن تغییر السیاسات الدولیة منها التغییر الذي حصل في الولایات المتحدة الأمریکیة والتي فرضت شیئاً من التعاطي من قبل السعودیة مع الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بشئ من اللحن والخطاب ما یکشف عن حصول تغییرات جدیدة وأن ما حصل في البحرین لم یکن نتیجة تلبیة الحکومة لمطالب الشارع البحریني ومراعاة بالحالة الصحیة وتفشي جائحة کورونا في السجون.

- طالب آية الله الشیخ "عیسی قاسم" في خطاب وجهه الى المتظاهرين بتفعيل الحراك الشعبي بشكل أقوى وأنظف لخروج آلاف المعتقلين من سجون النظام؛ ما هو تأثیر هذا الخطاب؟

إن خطاب سماحة الشیخ عیسى قاسم خطاب حکیم حیث وجدنا بعد الإفراج عن بعض المعتقلین إستمرار حالة التظاهر في الخارج حیث الأسر التي تخشی إصابة أبناءهم بالجائحة في السجون بدأت بالخروج إلی الشوارع والإعتصام وفي المقابل وجدنا أن أجهزة المخابرات البحرینیة تمارس حالات من البلطجة کـ تلك التي مارستها في 2011 حیث تأتي السیارات وتقتحم ساحة التظاهر بمن فیها خاصة النساء والأمهات وتستفز المتظاهرین وتوجه لهم الشتائم وهذا ما یکشف عن أن التوجه لدی النظام الدولي بالأخص النظام الأمریکي هو الذي یفرض علیهم هذا الحجم من التعاطي والا قد قاموا بقمع المظاهرات والمتظاهرین بالرصاص وبالغازات المسیلة للدموع کما کانت تعمل علی مدی السنوات الـ 10.
- تدوال بعض النشطاء تسجیلاً صوتیاً على مواقع التواصل الاجتماعي یؤکد أن إستشهاد المعتقل السياسي"عباس مال الله" کان بسبب إهمال السلطات لتقدیم الرعایة الصحیة له کیف یمکن منع حصول تکرار مثل هذا الأمر؟

السلطة لیست مؤتمنة إنما هي متهمة في إستهداف حیاة المعتقلین ولابد أن یسجل أي حادث وفاة في داخل المعتقلات لاسیما بعد تحذیرات آية الله الشیخ عیسی قاسم ومنظمات حقوق الإنسان ومن قبل الحرکات الثوریة والجمعیات السیاسیة وإن إستمرار الإحتفاظ بالمعتقلین في ظل تفشي الجائحة یمثل محاولة قتل خارج القانون کما قتل هذا الشهید الأخیر في حالة من المماطلة والتأخیر وعدم الإستجابة لنداءات المعتقلین.

وإستهداف حیاة الرموز وقادة الحراك الشعبی من خلال هذه الجائحة وإبقاءهم في السجون سیشکل علامة إستفهام کبیرة لایمکن الا أن تصنف علی أنها محاولة إغتیال سیاسي ضد هذا الرمز أو هذا القائد أو هذا الناشط السیاسي المعتقل.
 
- اتهمت منظمة العفو الدولية السلطات البحرینیة بأنها تستخدم جائحة كورونا لممارسة مزيد من القمع لحرية التعبير، وممارسات التعذيب في السجون لانتزاع الاعترافات من المعتقلين، هل توافق ذلك؟

إن السلطة في البحرین إستغلت جائحة کورونا لتفرض قیوداً إضافیةً علی المتظاهرین والمطالبین بالمشارکة السیاسیة کما أنها إستغلت الجائحة للتأثیر في الجانب الدیني.

هناك إستهداف للمکون الأکبر في البحرین وهو المکون الشیعي إستخدمت جائحة کورونا کـ عصا لقمع الشیعة کما إستخدمته لقمع المعتقلین في السجون علی سبیل المثال قامت السلطات بإغلاق المساجد والحسینیات والمآتم الدینیة تحت حجة منع تفشي الجائحة حیث تم منع حتی بث الخطابات المسجلة کما تم في محرم الماضی وهو في البحرین شهر الطاعة والعبادة.
هناك إستغلال لجائحة کورونا للتضییق علی هذا المتنفس الوحید للحریات الدینیة کما هو التضییق علی الإعتصامات والتجمعات السیاسیة ولانستبعد أن یکون هکذا الحال داخل السجون حیث یتم التضییق علی المساجین أو إحالة هذا المعتقل إلی السجن الإنفرادي تحت عنوان "الحجر الصحي".

- الحکومة البحرینية بعد هدمها للمساجد الشیعیة الآن تعمل علی فتح کنیسة یهودیة في المنامة، کیف یمکن تفسیر ذلك؟

هذا یذکرنا بـ کلمة لقائد الثورة الاسلامية الايرانية سماحة الامام الخامنئي (حفظه الله) حول بعض الأنظمة في المنطقة وأنها أنظمة إلحادیة وأن مشروعها مشروع إلحادي وأن الممارسات للسلطة البحرینیة تأتي في هذا السیاق فهي منسجمة مع مشروع الإلحاد وإنها لا تعتقد بل إنها تستخدم الدین وتستخدم هذه المحطات والأقلیات الدینیة من أجل أن تبقی علی عرش الحکم.

ما حصل في عام 2011 کان صورة صارخة لمحاربة الله حیث تم هدم مساجد تمثل أصالة وتأریخ عریق لمکون أساسي من مکونات الشعب البحریني والقیام بتطهیر طائفي وإستهداف عرقي أو دیني تم من خلاله القضاء علی محطة تأریخیة تعکس هویة هذا البلد منذ دخول هذا الشعب في الإسلام إستجابة لرسالة رسول الله (ص) التي أرسلها إلی شعب البحرین والتي أنکرها ملك البحرین وحاول تعتیمها ونسبة شعب البحرین إلی عدم الإیمان والترویج إلی أن هذا البلد تم فتحه علی ید "أحمد الفاتح" وهو جد العائلة الخلیفیة التي تنتمی إلیه.

وبعد هدم هذه المساجد أصبحوا یعملون علی تغییر تأریخ البلد خاصة بعد تغییر أسماء المناطق العریقة التي تکشف تأریخ هذا البلد علی غرار الخطة البریطانیة المستخدمة منذ تمکین آل خلیفة من الحکم علی البحرین بإلغاء ألقاب العوائل الکبیرة فی البحرین حیث أصبح یقتصر لقب "آل" علی آل خلیفة التی هي أسرة غیربحرینیة.

وفي هذا السیاق جاء هدم المساجد ومسح هویة البلد وتأریخه وإنتماءه وللأسف الشدید أننا نجد أن المصلحة السیاسیة بحسب تقییم هذه الأسرة الحاکمة دعتهم إلی أن یتحالفوا مع الکیان الإسرائیلي الغاصب ولیتحول کیان إسرائیل من عدو إلی صدیق.

وهنا أتذکر کلمة للکاتب والصحفي المخضرم "محمد حسنین هیکل" الذي نصح هذه الحکومات کثیراً وقال لها "إن عداوتکم لإیران هي مسئلة وهمیة" وإن إیران والتشیع لایمثل خطراً علی أحد في المنطقة وأن العدو الحقیقي هي إسرائیل التي تشکل الخطر الأکبر للحکومات العربیة والإسلامیة ولکنهم رفضوا تلك النصیحة وفتحوا المجال للتحالفات الکثیرة التي منها فتح الکنیسة الیهودیة في المنامة.
سجن السیاسیین في ظلّ کورونا
captcha