ایکنا

IQNA

رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله:

القرآن بإمكانه أن يحفِّز فينا السعي الدائم للعمل الصالح

9:27 - July 17, 2021
رمز الخبر: 3481896
بيروت ـ إکنا: أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله اللبناني، "سماحة السيد هاشم صفي الدين" أن القرآن بإمكانه أن يحفِّز فينا السعي الدائم للعمل الصالح والانتقال من كل مشاكلنا ومساوئنا ومصائبنا إلى ما هو أفضل لو أن المسلمين اتبعوا هذا القرآن.

وقال ذلك رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله اللبناني، "سماحة السيد هاشم صفي الدين" في الكلمة التي ألقاها مساء أمس الجمعة 16 يوليو / تموز الجاري في حفل اختتام مسابقة "أولى القبلتين" القرآنية الإلكترونية الدولية الأولى في لبنان لتلاوة القرآن وتجويده لعام 1442 هجریة 2021 للميلاد.

وأكد السيد هاشم صفي الدين الذي مثل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في هذا الحفل أن القرآن الكريم هو حاجة فردية وهو حاجة اجتماعية وهو ضرورة للمسلم، ضرورة أن يعرف المسلم ما هي الآيات؟ ما طبيعة هذه الآيات؟ ما طبيعة هذه المفاهيم؟ ما طبيعة هذا الوحي الذي جاء به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

وفيما يلي النص الكامل لكلمة رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله اللبناني، "سماحة السيد هاشم صفي الدين":

"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.

السادة الحضور جميعاً المشاهدون والمستمعون السلام عليكم جميعاً ورحمه الله وبركاته أولاً يشرفني أن أتحدث بينكم ومعكم في اختتام هذه المسابقة الدولية القرآنية الإلكترونية الأولى في لبنان باسم سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حفظه الله، لأنقل لكم شكره لكم وتقديره لجهودكم لجهود المنظمين في جمعية القرآن الكريم للتوجيه والارشاد وجمعية المعارف الثقافية الذين عملوا طوال كل الفترة الماضية لإنجاز وإنجاح هذه المسابقة ولكل المشاركين كما أنقل لكم تقديره الكبير لهذا الجهد المبارك والذي نسأل الله تعالى أن يزداد رونقاً وتألقاً وعطاءً في القادم من الأيام.

كما أبارك لكم العيد المبارك عيد الأضحى لأن هذه المسابقة في أجواء عيد الأضحى المبارك الذي يفصلنا عنه أيام مع دعائنا وابتهالنا إلى الله عز وجل أن يكون العام القادم عاماً يجمع المسلمين والملايين من جديد في رحاب بيت الله العتيق، وأن يكون هذا الوباء وهذه العوائق قد زالت جميعها، كما من المهم التوقف عند عنوان وشعار هذه المسابقة "أولى القبلتين" لكي تتوجه القلوب والعقول والأنفس إلى مسرى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن شاء الله الأعوام الآتية يكون حجنا جميعا وطوافنا حول البيت العتيق يتحقق المسرى مسرى كل الأمة إلى القدس الشريف وإلى المسجد الاقصى. كما أشكر الإخوه الأعزاء إدارة عاملين وقيمين في جمعية القرآن الكريم وفي جمعية المعارف الاسلامية الثقافية على هذا الجهد وإن شاء الله تكون هذه البادرة وهذه الاطلاقة هي بداية جهود في ترويج وتشجيع ثقافة الانتماء إلى القرآن الكريم والاهتمام بشؤون القرآن الكريم تلاوة وتجويداً وحفظاً وتفسيراً ومعرفة وهذه هي أهداف هذه الجمعية وهذه هي أهداف كل العاملين والمبلغين في سبيل رفعة الاسلام والدين.
 
وأزداد شرفاً بينكم حينما نتحدث عن القرآن الكريم هذا من نعم الله تعالى علي أن أقف بينكم في ختام هذه المسابقة لأتحدث ببضع كلمات عن القرآن الكريم وهو الذي يلهمنا ويعلمنا دائماً السبيل والطريق. 

ويقول تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم "ألم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) ".

هذه آيات قليلة تختصر كثيراً من السور والآيات والمعاني التي ذكرت في القرآن الكريم لأنها تختصر المآل والأهداف تتحدث عن العقيدة تتحدث عن الإيمان بالغيب تتحدث هذه الآيات القليلة جداً تتحدث عن الكتب السماوية تتحدث عن القرآن الكريم عن الهداية عن التقوى تتحدث عن طريق الفلاح تتحدث عن الصلاة تتحدث عن العبادة تتحدث عن اليقين تتحدث عن الآخرة، هذا من أهم موارد الإعجاز في القرآن الكريم هذا الإيجاز وهذا الاختصار  الذي تعجز فيه اللغات وتعجز فيه البشرية كافة أن تقدم كلاماً فيه الحلاوة وفيه القيم وفيه المعاني وفيه السبيل وفيه الهداية، والهداية في كل شيء من كل جانب ومن كل جهة في كل عصر وفي كل زمان في مختلف الأحوال والظروف وتبدل الأيام كان القرآن الكريم هو الكتاب الهادي والشافي، وبقي كذلك وسيبقى كذلك إلى يوم القيامة. هذا إعجاز ليس بعده إعجاز وهذه نعمة ليس بعدها نعمة نحن من نعمل الإلهية علينا بعد نعمة الإيمان والهداية هو أن هذا القرآن الكريم حُفِظ، والله تعالى حفظه للبشرية وللمسلمين ولكل الذين يتطلعون للمعرفة الحقيقية  في مختلف جوانب الحياة إلى ما شاء الله.

ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). كما ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): عليكم بالقرآن فاتخذوه إماماً وقائداً. هذه النعم الإلهية التي وفرها الله تعالى لنا يجب أن نعرف قيمتها أولاً، أحد موارد الأسف والحزن والألم والوجع أن كثيراً من المسلمين إلى يومنا لم يدركوا حجم هذه النعمة لم يدركوا ولم يلتفتوا إلى حجم هذه النعمة التي وفرها الله تعالى للبشرية وللمسلمين بشكل خاص، أن يلتفتوا إلى هذا القرآن إلى ما فيه من عظمة من معاني من قيم من أهمية من علاج لكل ما يمكن أن تصاب به الإنسانية والبشرية. 

هذا الكتاب كما هو الكتاب هدى هو كتاب شفاء: "قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء"، ومن أهم التوفيقات الإلهية بعد المعرفة هو الاهتمام بالقرآن تلاوةً وتجويداً قراءة صحيحة في الحد الأدنى، مؤسف أن بعض المسلمين وبعضهم من الذين مضى على عمره سنوات طويلة لا يحسن حتى القراءة الصحيحة، هذا أليس أحد مصاديق الهجران والابتعاد والحرمان من هذه النعمة؟

والتلاوة هي من مصاديق الحمل للقرآن وقد ورد في الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "حملة القرآن هم عرفاء أهل الجنة". حينما يتلى القرآن ونستمع إليه وننصت ونتدبر – أنا سأطرح مثلاً عشناه قبل قليل - حينما كنت أستمع إلى التلاوة العطرة للأخ العزيز لبداية سورة الإسراء، لطالما قرأنا سورة الإسراء صحيح، وقرأنا تفسيرها وربما شرحنا تفسيرها في بعض الأحيان، حينما كان القارئ يتلو هذه التلاوة الجميلة والعطرة والمهمة كانت تنفذ إلى القلب وكأني أستمع إليها مرة جديدة أو مرة أولى، كأني لم أستمع إلى هذه الآيات قبل ذلك ووجدت فيها الكثير من المعاني الجليلة، هذا على مستوى التجربة الشخصية التي عشتها قبل قليل، كلما قرأت في آيات الله كلما شعرت أنك تكتسب جديداً من المعرفة من الآفاق، من الأمور التي يمكن أن تقايس فيه كل شؤون حياتك لتخط مساراً جديداً لك ولنفسك ولعائلتك لإخوانك ولأحبائك هذه أيضاً من نعم القرآن الكريم.

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "حملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله المَلبوسون من نور الله عز وجلّ، هل هناك من أعظم من هذا أن يحلى الإنسان بأنوار الله عز وجل، نتيجة حمل القرآن والاهتمام بالقرآن وأن يقضي الإنسان حياته في خدمة القرآن الكريم في خدمة إيصال هذا الكلام الإلهي وهذا الوحي الإلهي إلى الناس. ومن شؤون القرآن أيضاً هو موضوع مسابقتكم: التلاوة والتجويد. في رواية عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): "إن حسن الصوت هو زينة القرآن"، وفي رواية أخرى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): "إن من أحسن الناس صوتاً بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله عز وجل، ولذا الجبال تتصدع من خشية الله نتيجة هذه الآيات بما فيها من حقائق تصعق من حقائق هي أعمق من أية حقيقة أخرى وهي تعبر عن كل هذه الحقائق التي نحن بأمسِّ الحاجة إليها في كل يوم".

لذا أيها الاعزاء، أعتبر هذه الخطوة خطوة مهمة جداً وهي توفيق وأسال الله تعالى أن تكون هذه المسابقة وأن يكون وغيرها من الأنشطة المماثلة أن تكون رسوماً سنوية وتقاليد ثابتة في حياتنا في كل عام، أن تكون هذه المسابقة مقررة للعام القادم، هذا العام كانت من خلال الاستفادة من وسائل التواصل الإلكتروني نتيجة الأسباب المعروفة إن شاء الله العام القادم ينعقد هذا المجلس هنا في لبنان ويكون كل القراء  مشاركين معنا هنا ونكون في خدمتهم هنا في لبنان العزيز.

والقرآن الكريم بإمكانه أن يحفِّز فينا السعي الدائم للعمل الصالح والانتقال من كل مشاكلنا ومساوئنا ومصائبنا إلى ما هو أفضل، إلى ما هو أحسن، لو أن المسلمين اتبعوا هذا القرآن، لو أن المسلمين عرفوا هذا القرآن، لما أصابهم الوهن ولما أصابهم الضعف ولما أصابهم التشتت ولما أصبح المسلمون في يومنا هذا لقمة سائغة بل ألعوبة بأيدي قوى الاستكبار في هذا العالم وقوى الطغيان. ما هي أمريكا؟ وما هي هذه الدول التي تتحكم بهذا العالم؟ التي أوجدت الغدة السرطانية إسرائيل والتي تتحكم بشعوب منطقتنا، ما هي صورتها وما هي قدرتها؟ ما هي ثقافتها وما هي حضارتها وما هي منابع القوة فيها ؟ هي قوى مادية فيها طغيان وغطرسة وظلم على مدى كل هذه العقود والقرون الماضية، مارست هذه الدول ظلماً ليس بعده ظلم وطغياناً ليس قبله أو بعده طغيان، أين هو طغيان فرعون والنمرود من طغيان أمريكا الشيطان الأكبر التي تهيمن على هذا العالم كله لتفرض ما تريد من ثقافة وشروط مالية وإقتصادية وإجتماعية لتتدخل في كل شيء في كل بلد في كل زاوية في هذا الكون وفي هذا العالم، هل وصلت أمريكا إلى هذا بغير الطغيان، هل ثقافتهم عظيمة إلى هذا الحد، هل منطقهم صائب ومقنع وفيه الحجة والقدرة والقوة إلى هذا الحد، أبداً، بينما نحن عندنا القرآن الكريم عندنا ما أوحي به على أفضل خلق الله بأفضل وحي بأتم رسالة فيها دساتير الحياة كلها الصائبة والمحقة فيها كل ما جاء به رسول الله من أجل البشرية كافة.

نعم حينما نترك هذا الجوهر العظيم وهذا الوحي المبارك ونركن إلى الذين ظلموا، الركون إلى الظالم ليس فقط الاستسلام للسياسي أيضاً الخنوع والخضوع، ثقافياً ومعرفياً وإجتماعياً ومالياً وإقتصادياً، هذا من مصاديق "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار" هذه هي آيات الله التي تنهانا عن هذا وتردعنا عن اتباع هؤلاء الطغاة وهؤلاء الشياطين. إذا اتبعنا القرآن وعرفنا ما في القرآن توحدنا "إن هذه أمتكم أمة واحدة" إذا اتبعنا القرآن تركنا التنازع والفشل "ولا تنازعوا فتفشلوا" إذا اتبعنا القرآن كنا نحن الأقوى "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون" إذا اتبعنا القرآن وجدنا كل هذه الآيات التي تدعونا إلى العظمة والعزة والفرادة لنكون "خير أمة أخرجت للناس" أيها الأعزاء هذا وحي، هذا كلام الله، نزل على قلب رسول الله هذه ليست نبوءة إنسان، وليست خيالاً وليست هدفاً لا يمكن أن يتحقق بل تحقق ويجب أن يبقى متحققاً لأنه وحي الله "كنتم خير أمة أخرجت للناس". هل نحن اليوم نمثل هذه الأمة خير الأمم؟ هل الحجة قائمة بأيدينا مرفوعة على مدى أعلام بلداننا وأقطارنا في عالمنا الإسلامي؟ أبداً، للأسف هذا محزن وهذا مؤلم وهذا الذي يدعونا دائماً لأن نلح الطلب في الاهتمام بالقرآن الكريم لكي نكون الأمة الجديرة بحمل هذا القرآن. لكي نكون من حملة القرآن الحقيقيين لكي نكون من الذين يتلون آيات الله عز وجل ولا يعرضون عنها. 

والقرآن دلنا على الطريق وهذا معنى "هدى للمتقين" هذا المعنى فيه الهدى وفيه الشفاء دلنا على الطريق، إذا أردنا أن نعرف في بلداننا في عالمنا الإسلامي من هو العدو ومن هو الصديق؟ القرآن دلنا "فقاتلوا أئمة الكفر، هؤلاء هم أئمة الطغيان وأئمة الكفر، اليوم أمريكا وإسرائيل. الذين يسيرون معهم هم من الذين تولوهم "ومن يتولهم منكم فإنه منهم" دلنا القرآن أن الذي يتولى هؤلاء فإنه منهم، الذي يعمل بوحي السياسات الأمريكية بالتطبيع وبفتح السفارات في الكيان الغاصب بمد جسور العلاقات بالضحك والافتخار بكل وقاحة أنهم يفتتحون سفارات في الكيان الصهيوني، في المقابل هناك ظلم يُمارس على أبناء عالمنا الإسلامي، هؤلاء منهم هذا هو نص القرآن الكريم"ومن يتولهم منكم فإنه منهم" القرآن الكريم دلنا على عدونا الداخلي دلنا على المنافقين "هم العدو فاحذرهم" وهؤلاء كُثُر اليوم، عدونا الداخلي هو ضعفنا ضعف أنفسنا الواهنة. ولذا نجد اليوم أن معركة سيف القدس التي خاضها المجاهدون وأهل فلسطين في كل فلسطين للدفاع عن أولى القبلتين أن هذه المعركة كانت هي معركة الحق ضد الباطل، هي معركة الدفاع عن القرآن وعن الدين وعن القيم وعن الإنسان وعن الفلسطينيين وعن المسلمين وعن المسيحيين وعن كل الشرفاء في هذا العالم. ومن وقف مع سيف القدس هو سيقف في المستقبل إن شاء الله مع الجماهير التي ستزحف وهي تحمل القرآن بيدها، وباليد الأخرى تحمل سيفاً لتحرير هذه الأرض وللنيل من كل هذه الطغاة، هؤلاء سيزحفون وسنزحف جميعاً بإذن الله تعالى إلى المسجد الأقصى وليتحقق هذا الوعد الإلهي الذي ننتظره، هذا يجب أن يكون من نتائج القرآن الكريم.

والقرآن الكريم دلنا على أولياء الشيطان ودلنا على المؤمنين، في كثير من الآيات القرآنية "الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور" أنظروا كم هي واضحة هذه الآية، هذه الآية لوحدها كافية لكي يخرج المسلمون من ظلمات الجهل والفقر والتشتت والضياع والشرذمة في كل بلدان عالمنا الإسلامي، إلى النور إلى أنوار الله عز وجل كيف؟ بولاية الله، الله ولي الذين آمنوا إذا والوه وأحبوه وآمنوا به والتزموا بأحكامه، الله تعالى هو وليهم "يخرجهم من الظلمات إلى النور" والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات". حيف، وموضع الأسى أن يكون المسلمون اليوم يعيشون في ظلماتٍ عدوهم أولى بها أولى بهذه الظلمات ويتبجح أعداؤنا بأنهم يريدون أن يساعدونا، يريدون أن يساعدوا شعوب منطقتنا يظلمون يقتلون يحتلون يسفكون الدماء يطغون ثم يقولون نحن نريد أن نساعد، كما يحصل اليوم في لبنان في بلدنا العزيز لبنان كما يحصل في كثير من دول العالم العربي والاسلامي، جاؤوا إلى أفغانستان ليخربوها وليزرعوا فيها فتنة نسأل الله تعالى أن يقي المسلمين شرها وأن لا تحصل. هذه هي نتائج احتلال افغانستان. هم جاؤوا بالمن والسلوى وبالديمقراطية المزعومة؟ جاؤوا إلى العراق ليخربوه وليزرعوا فيه الفتن المذهبية التي كانت أبعد ما تكون عن ثقافة أهل العراق. وهم اليوم يعطون السلاح والطائرات والصواريخ لتدمير اليمن وشعب اليمن وتراث اليمن وتاريخ اليمن. هم الذين جاؤوا إلى سوريا ليخربوا سوريا بأيدي جهلة مضلين ومضلِلين. وهم الذين أعطوا إسرائيل كل هذه القوة وكل هذا الدعم من أجل سلب الفلسطينيين حقوقهم التاريخية والطبيعية، هذه هي أمريكا.

وما يحصل اليوم في لبنان هو أيضاً أحد مصاديق هذا الظلم والطغيان نحن قلنا ونؤكد أن مشكلة لبنان المالية والاقتصادية والمعيشية هي مشكلة فساد ونظام لكن لا ينبغي أن ننسى أن مشكلة اليوم هي مشكلة التدخل الأمريكي الدائم الذي كان وما زال في لبنان أيادي أمريكية. وفي لبنان للأسف حلفاء لأمريكا يتبجحون. أمريكا التي دمرت لبنان في عدوان تموز 2006 وكل التحليلات وكل الآراء التي صدرت بعد هذا العدوان أكدت أن الذي دفع إلى القتال والذي حفَّز على القتال والذي حضَّ على القتال هي الولايات المتحدة الأمريكية. وأرادت أمريكا أن تخرج من هذه المعركة بشرق أوسطٍ جديد، لكن بحمد الله تعالى هُزمت إسرائيل وهُزمت أمريكا. الذي دمر لبنان في تلك الحرب هي الولايات المتحدة الأمريكية. الذي يخرب اليوم لبنان هو الولايات المتحدة الأمريكية، هي التي تمنع وهي التي تعاقب وهي التي تحاصر وهي التي تهدد أي دولة وأي زعيم وأي جهة وهي تتدخل في كل شيء، من يقول لكم غير ذلك هو مخطئ، أمريكا تتدخل وما زالت تتدخل في كل شيء في لبنان.

وبعد ذلك يقولون لك إن المقاومة وحزب الله هم المهيمنين والمسيطرين، أين مهيمنين ومسيطرين؟ لو كان حزب الله هو الذي يهيمن كما تدعي أمريكا أو غير أمريكا على لبنان أو يسيطر على لبنان كان يوجد بنك مركزي كما هو الآن ؟ واحد يحطها ويفكر فيها، كان في بنوك تتصرف على راحتها مثل الآن، كان في ... كان في ... حتى لا نكثر خصومنا وأعدائنا، كان في كل المصائب الموجودة والتي نراها الآن، هذا كله صنع أمريكا بشكل مباشر أو غير مباشر. نعم إن الطغيان الأمريكي الذي أُرِيد من خلاله أن يدمر منطقتنا هو اليوم يستهدف لبنان ويستهدف فلسطين ويستهدف كل مكان فيه ذرة من كرامة وشرف ومقاومة، إلا لأننا أخذنا خيارنا إلى الأبد وهزمنا أمريكا وإسرائيل في 2006، وهزم الفلسطينيون أمريكا وإسرائيل في سيف القدس والأمة بدأت تتلمس طريقها بفضل القرآن الكريم، وبفضل الإسلام المحمدي الأصيل، وبفضل هذه المقاومة التي ستحمل مستقبلاً مشرقاً لكل أمتنا بإذن الله تعالى.

وتقبل الله أعمالكم ووفقكم لما يحب ويرضى ونسأل الله تعالى أن يعطيكم القوة والقدرة لمزيد من الأنشطة والأعمال في خدمة القرآن الكريم، أسأل الله تعالى أن يوفق كل الذين عملوا كل الذين شاركوا وأن يبارك لكل الفائزين في مختلف المجالات في هذه المسابقة الدولية القرآنية الإلكترونية تقبل الله أعمالكم والسلام عليكم ورحمه الله.
 
وتجدر الاشارة الى أن الحفل الختامي للدورة الأولى من مسابقة "أولى القبلتين" الدولية لتلاوة القرآن الكريم وتجويده لعام 1442 هـ - 2021 م أقيم مساء أمس الجمعة 16 يوليو الجاري بالعاصمة اللبنانية "بيروت"، وذلك بتنظيم جمعية القرآن الكريم للتوجيه والارشاد في لبنان، وبالتعاون مع جمعية المعارف الثقافية الاسلامية. 

وتم إعلان النتائج في الحلقة النهائية من التصفيات، حيث تصدر العراق نتائج مسابقة "أولى القبلتين" ممثلاً بالقارئ أسامة عبد الله الكربلائي الذي حصد الدرجة الأولى بـ 88.65/100 علامة، وحاز على الدرجة الثانية القارئ الدولي اللبناني محمد علي عماد قاسم بـ 84.5/100 علامة، فيما أحرز القارئ الإيراني مجيد عنان بور الدرجة الثالثة ونال 83.83/100 علامة.
أخبار ذات صلة
captcha