ایکنا

IQNA

الذکری السنویه لآیة الله العظمی شریف العلماء المازندراني

18:11 - June 23, 2022
رمز الخبر: 3486547
كربلاء المقدسة ـ إکنا: توافق يوم 24 من شهر ذي القعدة، الذكرى السنویّة لوفاة أحد أعظم العلماء والمراجع الدینیه والباحثين والمدربين والمحققین ومؤسس المدرسة الأصولیة الجديدة، هو الراحل آية الله العظمی الشیخ محمد شریف العلماء المازندراني.

وتصدّرت كربلاء في عهد الوحید البهبهانی وتلامذته الحركة العلمية في العالم الإسلامي وبلغت الذروة في تاريخها العلمي وعصرها الذهبی بفضل جهودهم الكبيرة التي بذلوها في سبيل إحیاء مدرسة أهل البيت (ع) العلمية والفقهية.

ويصف المورخون تلك الفترة العلمية المضيئة في تاريخ كربلاء بان كربلاء يومئذ محط رحل أهل العلم، فيه آلاف من الفضلاء والمجتهدین من علماء إيران وغیرها، كانوا يحضرون دروس المجتهدین العظام.

وذلك بجهود متمادیه وتضحيات الرجال الأفذاذ والعلماء الأعلام من زعمائها على مدى تاريخها الطويل, وهؤلاء العلماء الأعلام والمجتهدين العظام فیهم النجوم المنیره مثل العالم والمجتهد الكبير الوحید البهبهانی والسید علی الطباطبائي صاحب الریاض وابنه السید المجاهد وأخیه السید مهدی الطباطبائي والفاضل الاردکاني وصاحب الفصول وشریف العلماء وغیرهم.

حیاته العلمیه 

والشيخ محمد شريف بن حسن علی العلماء المازندراني( 1246 ق) انه (رحمه الله) من أهل آمل في محافظه  "مازندران" بایران .مولده في كربلاء المشرفة وعاش في كربلاء أكثر عمره الشريف واشتغل أولاً على السيد محمد المجاهد الطباطبائی، ثم على السید علی الطباطبائی المعروف بـ"صاحب الریاض" وحضر عنده  تسع سنين في علمي الأصول والفقه،  بعد مدة کان مستغنياً عن الاشتغال، و قابلاً للإفتاء وصار مجتهداً بصيراً وجامعاً لجميع الشرائط المعتبرة. ارتحل إلى ديار العجم وبقي في كل مدينة شهراً أو شهرين أو أشهر، نعرف منها مدینه اصفهان وقم. واشتغل بالسياحة، ومنظوره رحمه الله تحصيل الأسباب والكتب، ولکن لم يتمكن منه، ولم يعنه أحد لا من العلماء ولا من الظلمة والرؤساء.

قیل انه تتلمذ فی قم للمحقق القمي المیرزا ابوالقاسم القمي (1231ق) بقدر سنه أو اقل. وصف استاذه فی بعض تقریرات درسه بـ" افضل المحققین" وعلق علی کتابه "قوانین الاصول" حاشیه مفصلة، طبع حدیثاً.

ثم ذهب الی زیاره مولانا ثامن أئمة الهدى علیهم السلام ورجع مع أبيه إلى كربلاء وفیها حضر مرة اخری مجلس أستاده صاحب الریاض للاستفادة، ولكنه لم ينتفع.

واشتغل هو بالمطالعة والمباحثة، وجد كمال الجد. فهو من العلماء الذین کانوا قلیل التلمذ علی الاساتذه ولکن کثیر التفکر والمطالعه وصار بنبوغهم مراحل الکمال في مدة قلیلة وصار علی اثر ذلك من مؤسسي علم الاصول.

صار مدرساً ماهراً حتی قیل في حقه انه لم يسمح بمثله الأيام، ولم يوجد مثله لا سابقاً ولا لاحقاً في الفقهاء الكرام وصار مجلسه مملواً من العلماء العظام، وببركة أنفاسه الشريفة ترقّی جمع کثير في مدة يسيرة من حضيض التقليد إلى أوج الاجتهاد. 

صح ان یقال ان فضيلة كل من تأخر عنه في القواعد الأصولية مأخوذة عنه وکان براً بتلامذته خاصه البارزین منهم كمال البر والتلطف والمرحمة، وخصهم من بين أقرانهم بالتوصيف والتعريف وإظهار المرحمة.

وصف بانه كان أعجوبة في الحفظ والضبط ودقة النظر وسرعة الانتقال في المناظرات وطلاقة اللسان، لم یر مثله قط، لم يباحث مع أحد إلا وقد غلب عليه، وكان له يد طولى في علم الجدل.

صرف عمره الشريف في تربية الطلاب حيث اسس مدرسة تخصصیة اصولیاً واشرف علیها بکمال الحد، وله اسلوب خاص فیها. 
كان له مجلسان : أحدهما للمنتهين والآخر للمبتدئين  ويدرس في أيام التعطيل لجمع آخر من الطالبين کما یدرس باللیل في شهر رمضان وكان مشغولاً مع الطالبين إلى نصف الليل بالمباحثة.

قیل انه أول من أسس کرسي الدروس الحدیثه المعروفه فی الحوزات العلمیه بالخارج والقی محاضراته کالخطباء ومن دون اختصاص بشرح کتاب خاص بل فیها انظار الفقهاء والاصولیین مع عرض آرائه فی ردهم.

من عادته انه بعد الفراغ من اشتغالاته الکثیره في الیوم اشتغل بالزيارة والعبادة.

وهو كان من أعظم فنون وإنجازات هذا الشیخ المعظم العظيم الجمع بين العبادة والدراسة والتعليم. ويجب أن يقول إن الشيخ كان حقاً سيد الوقت وكان يدير بين العبادة والدراسة والتعليم بأفضل طريقة ممكنة.

وبعد وفاة أستاذه صاحب الریاض (1231ق) صار مرجعاً من المراجع العظام ومدرسي کربلاء و بعد وفاة أستاذه الآخر السید محمد المجاهد(1242ق) عم مرجعیته حتی زمن وفاته سنه 1246ق.

توفي في كربلاء المشرفة یوم 24 ذي القعده في الطاعون الواقع فيه في سنة ستة وأربعين ومائتين وألف (1246ق) علی اصح الاقوال.
 
و جدیر بالذکر انه مات فی هذه السنه و سنه قبلها، کثیر من العلماء البارزين بهذا المرض العام في البلاد العراقیة مثل کربلاء و النجف الأشرف والبصرة وسائر البلاد الایرانیه و غیرها،‏ بلغ عددهم اکثر من خمسین رجلا من العلماء و الادباء.

ودفن في سرداب داره قرب باب القبلة. واليوم اصبحت داره مدرسة لطلاب العلوم الدينية تعرف بمدرسة شريف العلماء.

 من ابرز نشاطاته الثقافیه تربیه التلامیذ الکثیره من اقصی نقاط العالم الاسلامي وصدور الاجازات الروائیه والاجتهادیه لتلامذته وغیرهم من العلماء الاعلام لدعمهم فی بلادهم وتقویه شوکه الاسلام والمسلمین وحمایته عن بعض العلماء وکشف استعدادتهم للآتیه، مثل الشیخ الاعظم الانصاری و السید ابراهیم القزوینی صاحب الضوابط و الملا اسماعیل الیزدی والملا سعید العلماء المازندرانی الذین کانوا من ابرز تلامذته. امتدت مبانیها الاصولیه والفقهیه بید تلامذته خاصه  الشیخ الاعظم الانصاری وصاحب الضوابط حتی الآن. 

من آثاره القیمة:

1-رسالة في جواز النسخ ، طبع فی طهران ، چتر دانش ، 1399 ش ، بتحقیق و تعلیق و تقدیم  الشیخ حسین حلبیان الاصفهانی و طبع ایضا فی مجله "تراثنا".
2-حاشیه قوانین الاصول، و هي حاشیه بعنوان " قوله ... اقول " علی بعض ابواب کتاب قوانین الاصول للمیرزا ابوالقاسم القمي. 
3-بیع الصرف ، وهو کتاب فقهي حول بیع الصرف من مسائل کتاب البیع، والظاهر انه کتبه حین تدریسه لهذا الباب.
4-بیع المعاطاه، وهو کتاب فقهی حول بیع المعاطاه من مسائل کتاب البیع، ویبدو انه قد تم تالیفه حین تدریسه لهذ الباب ایضاً.
5-رساله فی جواز الامر مع العلم بانتفاء الشرط و عدمه، و هی رساله اصولیه من مباحث الاوامر.
6-شرح اللمعه الدمشقیه ، شرح علی ابواب الطهاره والصلاه من کتاب " اللمعه الدمشقیه " للشهید الاول محمد بن مکی العاملی ( 786 ق ). 
7-شرح الخیارت من الروضه البهیه ، وهو شرح مبسوط علی مبحث الخیارات من کتاب " الروضه البهیه فی شرح اللمعه الدمشقیه " للشهید الثانی زین الدین العاملی ( 966 ق ). 
8-حجیه الاستصحاب.
9-رساله فی مقدمه الواجب ، مختصره لها مخطوطات کثیرة.
10-الاجازات والتقریظات ، وهی مجموعه الاجازات و التقریظات منحها للطالبین.

خصائص مدرسة شريف العلماء التخصصية:

صح ان یقال انه اول من اسس المدرسه التخصصیه الاصولیه فیما نعلم وباشر بنفسه علی ادارتها مستمرا بغایه الجد.

الاهتمام الكبير بالطلاب دفعه إلى اتخاذ مبادرات في مجال التدريس والمناقشة واثر ذلک تميزت هذه المدرسة عن المدارس الأخرى.

 إحدى نتائج هذه المدرسة هي التوظيف لمستقبل العالم الشيعي فخرجت منها العدید من المحققیین والمراجع الدینیه.

 بعض هذه الميزات هي:

1-عنایته المستمره في حق تلامذته
2-تشکیل مرحلتین من الدرس الابتدائیه وممتاز
3-الابداع والترویج لسنه کتابه تقریرات الدروس 
4- استخدام الطلاب البارزین لتشكيل جلسات متعددة تكميلية بعد الدروس لمزيد من التفسير وإصلاح الأخطاء
5-دراسه تقریرات ومکتوبات تلامذته والتقریظ علیه
6- الاستخدام الامثل من أیام عطله الدروس مثل شهر رمضان
7- المباحثة العلمیة مع تلامذته فی الدرس أو بعده أو فی سفر الزیاره
8-اعطاء اجازات کثیره لطلابه وغیرهم
9-اعداد الدروس العلیا المسمی بالخارج
10-عنايته لعلم الرجال
11- عنایته الخاصه بتلامذته

captcha