ایکنا

IQNA

الثورة الإسلامية تنقل المدرسة القرآنية بكل تراثها من مصر إلی ايران

15:17 - August 10, 2009
رمز الخبر: 1811772
طهران ـ وكالة الأنباء القرآنية العالمية(IQNA): نجد اليوم القراء المبدعين واصحاب الأصوات الجميلة فی ايران حيث أنهم استطاعوا أن يقلدوا القراء المصريين بصورة مماثلة واستطاعت الثورة الإسلامية الإيرانية أن تنقل المدرسة القرآنية بكل تراثها من مصر إلی ايران.
حصل إتفاق بين وكالة الأنباء القرآنية (ايكنا) ورابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية علی إصدار مجلة بثلاث لغات العربية والإنجليزية والفرنسية بموضوع دراسة ثلاثة عقود من الثورة الإسلامية فی ايران والنشاطات القرآنية من المسابقات والندوات القرآنية ودور القرآن فی مواقف الجمهورية الإسلامية السياسية وتصدر هذه المجلة بنطاق واسع علی مستوی العالم الإسلامی.
وبهذا الصدد أجرت وكالة ايكنا مقابلة مع فضيلة الأستاذ "حسين حمدان" المقریء والحكم اللبنانی للقرآن الكريم وإليكم نص المقابلة:
الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد إنتصار الثورة الإسلامية ببركة الإمام الخمينی (قدس سره)، بدأ القرآن ينتشر انتشاراً كبيراً واسعاً لأن القاعدة الأساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية هی بناء القرآن الكريم بناءً حضارياً وبناءً واقعياً كما جاء علی قلب الرسول الكريم (صلی الله وعليه وآله وسلم).
لأن القرآن الكريم نزل علی قلب النبی محمد(ص) والجمهورية الإسلامية الإيرانية أخذت علی عاتقها هذا النهج وهذه الرسالة وهذا الدستور الإلهی ما يقارب من ثلاثين سنة من انتصار الثورة الإسلامية، بدأت ايران ببث الروح القرآنية علی مستوی الحفظ، التفسير، والتلاوة وقد استطاعت الجمهورية الإسلامية أن تقطع أشواطاً كثيرة فی موضوع القرآن الكريم وأن تحذو حذو تعاليم الرسول الأكرم(ص) وأن تنشر علوم القرآن بشتی أطيافه وأنحائه كما ذكرت علی صعيد التفسير، وعلی صعيد المسابقات الدولية وترويج التلاوة ووصلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلی القمة فی هذا المجال.
الجمهورية الاسلامية الايرانية استطاعت أن توفق بين المرحلتين: المرحلة السياسية والمرحلة القرآنية والعبادية، لأن السياسية فی ايران بعد إنتصار الثورة الإسلامية لاتنفك عن القرآن والقرآن لاينفك عن السياسة فی ايران كما ذكر القرآن الكريم: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا".
قبل إنتصار الثورة الإسلامية لم يكن هناك قراء يحسب لهم حساب كما هو الان، لأن الحكم آنذاك كان حكماً علمانياً ليس له العلاقة بالقرآن وبعد انتصار الثورة الاسلامية فی ايران، بدأ بزوغ فجر القرآن الكريم من جديد، لينطلق صاحب الفكرة الرشيدة سماحة آية الله العظمی السيد علی خامنئی(حفظه الله) وهی فكرة استدعاء القراء المصريين الذی كان سماحته علی التواصل معهم من خلال الاستماع الی أصواتهم الجذابة والجميلة أمثال القراء الشيخ محمد رفعت، الشيخ مصطفی اسماعيل، الشيخ كامل يوسف البهتيمی، الشيخ محمد صديق منشاوی، الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، الشيخ ابو العينين شعيشع والشيخ شحات محمد انور، وأمثالهم وبدأت حركة القرآن الكريم تأخذ منحاً كبيراً فی الجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال إقامة المسابقات القرآنية الدولية، وحتی الان شارك القراء الكبار من مصر والعالم الإسلامی والبلاد الأخری علی امتداد 26 سنة فی المسابقات الدولية القرآنية التی تقام كل عام فی ايران وأرست ايران القواعد الاساسية لهذا البناء القرآنی ولذا نجد اليوم القراء المبدعين فی الجمهورية الاسلامية واصحاب الأصوات الجميلة حيث أنهم استطاعوا أن يقلدوا القراء المصريين بصورة مماثلة واستطاعت الثورة الاسلامية الايرانية أن تنقل المدرسة القرآنية بكل تراثها من مصر إلی ايران ولذلك الان تحتل الجمهورية الاسلامية الايرانية المراكز الأولی فی الإبداع والجمال والفن فی موضوع تلاوة وحفظ القرآن الكريم وبطرق مختلفة من حيث الاداء والفن القرآنی.
الجمهورية الاسلامية بالنسبة إلی موضوع إنتاج وتربية القراء الدوليين والحفاظ قد وصلت إلی الدرجة الأولی فی هذا المجال وأيضاً الجمهورية الاسلامية الايرانية هی التی تقوم بموضوع التفسير وتهتم بها ولكن تحتاج إلی تفعيل دور التفسير القرآنی وتفسير العلوم القرآنية أكثر فأكثر حتی يكون القرآن الكريم شاملاً وكاملاً من حيث كل تفاصيله علی صعيد التجويد أو الحفظ والتفسير وعلی صعيد العلوم القرآنية وكل ما يهم القرآن الكريم.
ايران قطعت شوطاً كبيراً فی مجال التعليم الالكترونی للقرآن الكريم وموضوع عالم الإنترنت، خاصة بث البرامج القرآنية علی صعيد المسابقات الدولية القرآنية فی الحفظ والتلاوة أو علی صعيد التفسير فی المواقع الالكترونية وهذا شیء رائع جداً تنتجه الجمهورية الاسلامية الايرانية من حيث ادخال الروح القرآنی عبر الانترنت حتی يصل هذا العلم إلی كل انحاء العالم للمسلمين أو غير المسلمين.
إضافة إلی موضوع الانترنت وبث البرامج القرآنية علی مواقعها، لايران دور كبير فی نشر علوم القرآن باللغات المختلفة والان تكون الفكرة الاسلامية الايرانية حضارية متكاملة فيها كل ما يطلبه حتی الانسان غير المسلم باختلاف لغاته وهذا انجاز كبير حققته الجمهورية الاسلامية لأن الثورة الاسلامية الايرانية أخذت علی عاتقها هذا العمل وأنها تحمل شعار الجمهورية الاسلامية يعنی أنها مسوؤلة عن كل شیء فی هذا العالم بما يخص القرآن الكريم قولاً وعملاً.
أولاً الجمهورية الاسلامية ليس لديها إشكال أن تتواصل مع العالمين العربی والإسلامی لأن الإمام الخمينی (قدس سره) رفع شعار "الوحدة الإسلامية" وهذا الشعار أخذته الجمهورية الاسلامية علی عاتقها وبدأت بتطبيقه وطبعاً لاننسی أن هناك فتن كثيرة التی تحدث فی العالمين العربی والإسلامی وهذا يدل علی مدی الفتن الشيطانية التی تأتی من الغرب خصوصاً أمريكا واسرائيل من أجل زعزعة الروح والوحدة الاسلامية فی ما بين المسلمين وانهما يلعبان علی وتر موضوع الفتن الطائفية بين الشيعة والسنة وما دامت هذه الفتن موجودة لربما هذه الفتن تعرقل العلاقة بين الدول العربية والاسلامية وايران التی تحمل الفكرة المحمدية (ص) الاصيلة وتحمل فكرة أهل البيت (عليهم السلام) وهذا لايتماشی معه كثير من الأنظمة الاسلامية والعربية.
وعلی الصعيد نفسه اكد الأستاذ حسين حمدان فی حوار مسبق مع وكالة ايكنا أن المسابقات القرآنية التی تقيمها الجمهورية الاسلامية الايرانية متميزة وتختلف عن أی مسابقة فی العالم بحيث أن القاریء والحافظ يشعر أنه يدخل إلی دولة إسلامية وقرآنية بكل ما للكلمة من معنی.
وقال هذا المقریء اللبنانی حول إقامة مراسم تكريم الشيخ شعيشع فی العام الماضی بطهران: لفت نظری نقيب القراء "أبو العينين شعيشع" عندما قال "أننی لم ألمس تكريما فی العالم للأحياء بمستوی هذا التكريم الذی رأيته فی ايران" وقد سماها الشيخ "الجمهورية القرآنية" لأنه لا توجد فی العالم دولة اسلامية بدستورها وعقائدها وأعمالها وأفعالها وبسلوكها علی مستوی الجمهورية الاسلامية.
وأضاف حسين حمدان: عمل التكريم يعطی حافزا كبيرا للدفع القرآنی نحو الأمام ولكثرة دخول الذين يطمحون فی أن يكونوا قراء وحفاظا حتی يكرموا فی المستقبل ولايبقی القاریء فی هامش الحياة وحتی يشعر بأنه موجود وترفع قيمته بين الآخرين لأنه يحمل أقدس رسالة سماوية فی التاريخ ولذلك يقول رسول الله "أشراف أمتی حملة القرآن".
captcha