ایکنا

IQNA

القرآن الکریم یثیر اهتمام الفرنسیین

12:32 - April 07, 2015
رمز الخبر: 3103268
باریس ـ إکنا: یبذل عدد من الفرنسیین جهوداً لفهم الثقافة الإسلامیة بشکل أفضل بعد الاعتداءات التی نفذها إسلامیون متطرفون فی باریس فی کانون الثانی/ ینایر فیبدی بعضهم اهتماماً بقراءة القرآن والمطبوعات التی تتناول الإسلام.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) أنه تزایدت مبیعات الکتب المتعلقة بالإسلام خلال الفصل الأول من السنة بحوالی ثلاثة أضعاف عن الفصل الأول من العام 2014، وفق دراسة تستند إلى أرقام 30 من کبرى المکتبات الفرنسیة.
وهی زیادة ملفتة ولو أنها تبقى متواضعة على صعید الأعداد إذ تمثل کتب الدین أقل من 1% من مجموع مبیعات المکتبات الفرنسیة، بحسب نقابتها.
وغیر أن الاعتداءات التی أوقعت 17 قتیلا ونفذها ثلاثة شبان فرنسیین مسلمین استهدفوا مقر أسبوعیة "شارلی ایبدو" الساخرة وشرطیون ومتجراً یهودیاً، ولا سیما مع اقترانها بالفظاعات التی یرتکبها تنظیم داعش الارهابی التکفیری فی الأراضی التی یسیطر علیها فی سوریا والعراق، أثارت صدمة فی المجتمع الفرنسی الذی یضم اکبر مجموعة إسلامیة فی أوروبا قوامها ما بین أربعة وخمسة ملایین نسمة.
وقال مدیر مجلة "فیلوزوفی" فابریس غیرشیل إن "الفرنسیین یطرحون على أنفسهم أسئلة متزایدة ویقتنعون أقل وأقل بالأجوبة السطحیة التی یجدونها فی الإعلام".
وأصدرت مجلته عددا خاصا لشهر اذار/مارس ونیسان/ابریل بعنوان "القرآن" نفد تقریباً من أکشاک العاصمة.
وأوضحت ماتیلد مایو من مکتبة "لا بروکور" الدینیة فی باریس إحدى أکبر المکتبات المتخصصة فی أوروبا، ان القاسم المشترک لجمیع الذین یقبلون على شراء مطبوعات حول الإسلام هو السعی إلى "الفهم والاستعلام" حتى "یصوغوا رأیهم الخاص" بشان الإسلام.
وقال مدیر مکتبة "سیلوی" فی نانت، ایفون غیلابیر "قصدتنی زبونة کاثولیکیة ملتزمة جاءت تشتری نسخة من القرآن لأنها أرادت أن تفهم بنفسها إن کانت هذه دیانة عنیفة أم لا".
وقال باتریس بینار وهو من الزبائن الأوفیاء لمکتبة "لا بروکور" "اشتریت للتو +الکاهن والإمام+ واعتبر ذلک فی غایة الأهمیة وعلى الأخص فی هذه المرحلة" مضیفا "یجب أن نعرف کیف نتخطى الناحیة المتطرفة الصرفة لنرى .. ما یمکن أن تقدمه الأدیان".
ومع هذه الحاجة إلى فهم الإسلام تجدد الاهتمام الأکادیمی بهذه الدیانة ودشن معهد "کولیج دو فرانس" المرموق الخمیس حصة دراسیة مخصصة لدراسة القرآن.
وقال جان رونی الأستاذ فی السوربون انه بدأ هو أیضاً بقراءة القرآن وقال لوکالة فرانس برس انه "نظراً إلى الوضع السائد أضفت دورتین مخصصتین للأدیان التوحیدیة إلى دروسی فی الثقافة العامة" الموجهة إلى الطلاب الذین یدرسون لیصبحوا قضاة وسجل الإقبال نفسه بین المسلمین أیضاً.
وقال منصور منصور مدیر دار "البراق"، إحدى دور النشر الرئیسیة لکتب الدیانة الإسلامیة باللغة الفرنسیة، ومقرها فی اوزوار لا فیرییر قرب باریس "إن مبیعات المصاحف ازدادت بنسبة 30% فی الفصل الأول .. الأمر نفسه حصل بعد 11 أیلول/سبتمبر 2001".
وهذه المرة تبدو له الظاهرة أکثر استدامة "لأن الإسلام سیستمر فی طرح مشکلة على الصعید الجیوسیاسی".
غیر أن منصور حذر بان قراءة القرآن أمر عسیر على غیر المطلعین على الإسلام وقال "انصح بعدم البدء بقراءته أولا، بل أوجه (الزبائن) إلى سیرة للنبی".
وتابع منصور انه بالنسبة للقرآن "لا بد من امتلاک تفسیر لقراءته" لتفادی التأویلات الخاطئة للآیات وإخراجها من سیاقها، معرباً عن غضبه حیال الإرهابیین الذین "یستغلون" القرآن.
وفیما تتابع فرنسا بذهول وصدمة رحیل مئات الشبان الذین جنحوا للتطرف إلى سوریا، یقر منصور بان داره قامت بحملة تنظیف لمجموعة مطبوعاتها فعمدت إلى "سحب" بعض المؤلفات التی تضمنت تفسیراً "حرفیا للغایة" للقرآن.
وهی بادرة لقیت ترحیبا ولا سیما من الجانب الکاثولیکی وقال کلود برنتی مدیر مطبوعات "بیاتیتود" الدینیة الفرنسیة "کان هناک فی أوساط إسلامیة معینة رفض لتحلیل نقدی للنص، لکننی أرى أن بعض المفکرین المسلمین یتطورون أیضاً".

المصدر: الوسط نیوز

کلمات دلیلیة: القرآن ، الاهتمام ، فرنسا ، الاعتداءات
captcha