وأفادت
وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، قد تفوقت لوحة الفنان التركي عثمان حمدي بك، "درس القرآن"، بذلك على مبيعات لوحات أستاذه الفنان الفرنسي، جان ليون جيروم، الذي عرضت مجموعة من لوحاته للبيع ضمن المجموعة نفسها وبيعت إحداها وهي لوحة "فرسان يعبرون الصحراء" بمبلغ 3.135.000 جنيه استرليني.
كما حققت لوحة أخرى هي "سوق في يافا" للفنان الألماني غوستاف باورنفيند، رقماً قياسياً عند بيعها بمبلغ 3.728.900 جنيه استرليني (نحو 4.3 ملايين يورو)، متجاوزة تخمينات المزاد التي كانت تترواح بين مليونين ونصف وثلاثة ملايين ونصف مليون جنيه استرليني.
وتكشف هذه المبيعات عن عودة واضحة للاهتمام بالفن الاستشراقي، في ظل تنافس واضح في منطقة الشرق الأوسط على شراء هذه اللوحات وعرضها في متاحف المنطقة.
ويأتي ذلك على الرغم من أن سوق الفن الحديث والمعاصر في منطقة الشرق الأوسط قد شهدت انخفاضاً بنسبة 19 في المئة في العام الماضي عن معدلها في العام السابق له، بحسب تقرير مؤسسة "أرت تكتيك" المتخصصة بدراسة وتحليل الأسواق الفنية.
ويتزامن هذا الاهتمام مع موجة اهتمام بفنون العالم الإسلامي، أثارها المعرض الواسع الذي يقيمه المتحف البريطاني حالياً تحت عنوان "مُستلهم من الشرق" عن أثر العالم الإسلامي في الفن الغربي، ويتواصل عرضه حتى مطلع العام القادم.
ومجموعة نجد الكاملة تضم نحو 155 لوحة لفنانين استشراقيين زاروا الشرق في القرن التاسع عشر للميلاد، وسجلوا مشاهداتهم من خلال أعمال فنية تم جمعها واقتناؤها خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بواسطة مقتن وصاحب صالة فنية في لندن، وتعود ملكيتها اليوم إلى رجل أعمال ثري من الشرق الأوسط ( لم يكشف عن اسمه).
وتشهد سوق الأعمال الفنية اهتماماً ملحوظاً بأعمال الفنان التركي عثمان حمدي بك (1842 - 1910)، ويرجع هذا الاهتمام إلى ندرتها (لم يكن حمدي بك غزير الانتاج)، وتصاعد الإقبال عليها في بلده تركيا الذي تعد أعماله ثروة قومية ينبغي الحفاظ عليها، فضلاً عن اهتمام متاحف الفن الإسلامي الأخرى باقتنائها.
وباتت لوحة "درس القرآن" (1890) ثالث عمل لحمدي بك يُعرض للبيع خلال شهر واحد، وهو ما يعد حدثاً نادراً، إذ حققت لوحته "قارئة القرآن" المرسومة في عام 1880 رقماً قياسياً في مبيعات لوحاته بلغ نحو 6.7 ملايين جنيه استرليني (مع أجور المزاد) عند عرضها في مزاد دار "بونامز" الشهر الماضي.