ایکنا

IQNA

"محمد عمر".. مُدرس فلسطيني ينسخ القرآن كاملاً

14:55 - November 04, 2019
رمز الخبر: 3474261
غزة ـ إکنا: بعد عامين من العمل المستمر، أنهى المُعلِم الفلسطيني محمد عُمر (54 عامًا) نسخ القرآن الكريم كاملًا بيده بالخط العربي والرسم العثماني.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، إستخدم المُعلم الذي يسكن رفح جنوبي قطاع غزة في نسخ المصحف الشريف نحو 50 قلمًا للخط العربي.
 

وبدا عمر سعيدًا للغاية وهو يُخرج مجموعة من الدفاتر من إحدى خُزُن مسجد طيبة بالحي السعودي غربي المدينة، وهي التي نسخ عليها أجزاء القرآن الكريم الثلاثين.
 

واتخذ عُمر من أحد أركان المسجد مكانًا لنسخ القرآن الكريم بشكلٍ شبه يومي، بجانب إصلاح جميع المصاحف التي تتعرض للتلف.
 

وما إنّ علم رواد المسجد الذين يتابعون نسخه للقرآن انتهائه من مشروعه، حتى أقاموا له حفلًا ووزعوا الحلوى، وسط أجواء من الفرحة التي غمرت الحضور والمُعلم الذي أمضى أكثر من ربع قرن في مهنته.
 

"بكيت من شدة الفرح وسجدت شكرًا لله أن أعانني على كتابة القرآن وتحقيق حُلم سعيت لتنفيذه منذ سنوات طويلة"، يصف الرجل الخمسيني شعوره بعد أن انتهى من نسخ سورة الناس (آخر سور القرآن الكريم).
 

ولعبت ظروف حياة المُعلم دورًا سلبيًا في تأخير إنجاز مشروعه، إذ دمّرت قوات الاحتلال منزله الواقع على الحدود الفلسطينية المصرية عام 2003، ليتنقل مشرّدًا بين منازل الإيجار.
 

وما إن استقر عمر في الحي السعودي حتى وجد الفرصة سانحة للبدء في "مشروعه الأخروي"، وباشر به في أكتوبر عام 2017، وانتهى في نفس الشهر من عام 2019.
 

اعتاد الرجل خلال العامين الماضيين على نسخ بين صفحتين وأربعة من المصحف بشكل شبه يومي، وكان يُمارس ذلك لمدة نحو ساعتين على طاولة مخصصة لذلك بأحد أركان المسجد.
 

ويقول لوكالة صفا: "نسخ القرآن الكريم ليس سهلًا كأي كتابة، بل تحتاجُ لتنقيط وتشكيل ومتابعة حركات الكتابة ومصطلحات الضبط وعلامة الوقف، وهذه تأخذ وقتًا طويلًا ودقة متناهية".

ويشير إلى أن حبه للقرآن الكريم- كلام الله- حفّزه على نسخه بيده، ووفر ما يحتاجه هذه المشروع بمجهود شخصي ودعم بعض الأصدقاء ورواد المسجد.
 

ويضيف "عندما تنسخ أو تقرأ القرآن تُكلّم الله تعالى ويُكلمك، فأنت تنسخ كلامًا أنزله الله، وهذا فخرٌ عظيمٌ لكل من قرأه ونسخه وتعلمه".


ورغم أن عمر يشعر بالكثير من السعادة بعد انتهائه من مشروعه، إلا أنه يقول إن شعورًا بالحزن ينتابه لانقطاعه عن نسخ القرآن الكريم، ويأمل المُعلم أن يعود إلى النسخ من جديد في مشروع ديني آخر خلال الفترة المقبلة.
captcha