ایکنا

IQNA

معن بشور: ثقافة القدس بالضرورة ثقافة معادية للتطبيع

9:23 - May 23, 2020
رمز الخبر: 3476683
بيروت ـ إکنا: أكد رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن في لبنان "معن بشور" أن ثقافة القدس بالضرورة ثقافة معادية للتطبيع لأن التطبيع هو إعادة الحياة او العلاقات الى طبيعتها، بينما طبيعة العلاقة بيننا وبين هذه الكيانات علاقة من نوع آخر، هذا المشروع يريد أن ينفينا، وبالتالي طبيعة العلاقات معه هي أن نقاومه وأن نهزمه وان لانستسلم أبداً لمخططاته.
معن بشور رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي
ونظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان يوم الخميس الماضي 21 مايو الجاري بالتعاون مع المركز العربي الدولي ومؤتمر الأحزاب العربية ندوة بعنوان "ثقافة يوم القدس في مواجهة التطبيع" عبر الفضاء الإفتراضي، شارك فيها المستشار الثقافي الايراني لدى لبنان الدكتور عباس خامه يار، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة "الشيخ ماهر حمود"، ورئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن في لبنان "معن بشور"، والأمين العام لمؤتمر العام للأحزاب العربية "قاسم صالح"، والكاتب والباحث الفلسطيني تيسير الخطيب.
 

وألقى رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن في لبنان، والرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي كلمة جاء فيها: "الفكرة بالتاكيد التي ينطوي عليها عنوان الندوة والتي اختارها الدكتور عباس خامه يار ، المستشار الثقافي الايراني لدى لبنان فكرة تحمل معان كثيرة ، الثقافة، ثم القدس، ثم التطبيع، ان تكون هذه الكلمات الثلاث تختصر مجمل التحديات التي نواجهها وتواجهها الامة، وانا اعتزّ بان القدس جمعتني بالامام الخميني وبالثورة الاسلامية في ايران قبل انتصارها، ولا انسى ان اول فتوى وزِعَت بعد حرب 78 في لبنان صادرة عن الامام الخميني كان يدعو فيها الى الجهاد المقدس في جنوب لبنان ضد الاحتلال، فادركنا منذ ذلك الحين اي نوع من القيادات ومن الرجال ومن المجاهدين سيقبلون علينا من جهة شرق وطننا العربي. وكذلك جمعتنا القدس يوم رفعوا علم فلسطين فوق سفارة الكيان الصهيوني، جمعتنا القدس في السفارة الامريكية ( بعد مهاجمتها من قبل الثوريين الايرانيين) ايضا مؤكدين على العلاقة بين المشروع الصهيوني والمشروع الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة. وجمعتنا القدس ايضا يوم شعرنا بهذا الدعم غير المحدود من الثورة الاسلامية لحركات المقاومة في لبنان وفي فلسطين وفي كل الاراضي العربية. اقول هذا الكلام كمقدمة لكلامي لكي اقول: ان الكثير يجمعنا وان القدس تجمعنا ، وان القدس حين تجمعنا في الثقافة فان في الثقافة مدخل لمواجهة كل القضايا الاخرى.

 

في مؤتمر الحوار الثقافي العربي الايراني، الذي دعاني اليه ايضا الدكتور عباس في الجمهورية الاسلامية عن الحوار الثقافي العربي الاسلامي، كنا نؤكد ان لابد من حوار متطور متقدم بين العرب وبين الجمهورية الاسلامية ، ولابد ايضا ان يكون هذا الحوار في بدايته ثقافياً، لان في الثقافة ما يجمع اكثر بكثير مما يجمع في السياسة وغيرها ، وكيف حينما تكون وجهة الثقافة القدس وبكل ماتعنيه القدس من قضايا تتصل بوطنيتنا بعروبتنا بايماننا الديني الاسلامي والمسيحي ، تتصل ايضا بانسانيتنا.

 

لذلك هذه الثقافة التي وجهتها القدس هي بالضرورة ثقافة وحدة ، وحين نقول وحدة ، يعني ان نحترم مكونات هذه الامة، هذا الاقليم، وان نتجنب باستمرار في علاقاتنا ان نقع اسرى بهذا المكّوِن او ذاك في وجه المكونات الاخرى.

 

فالوحدة تقتضي احتراما للاخر وقبولا للاخر وقبول بالمساوات مع الاخرين، لكي نبني مع الاخر جبهة حقيقية معادية، القدس وثقافة القدس هي ثقافة المقاومة، لاننا لايمكن ان نحرر القدس وكل فلسطين وكل ارض عربية واسلامية الا عبر المقاومة، هذا هو تاريخ الشعوب كلها التي عرفت الاستعمار وعرفت الاحتلال، وهذا هو تاريخنا فنحن منذ ان واجهنا الهجمات الاستعمارية ونحن نحمل السلاح في مواجهة هذه الهجمات واخرها الهجمة الصهيونية.

 

وثقافة القدس بالضرورة ثقافة معادية للتطبيع لان التطبيع هو اعادة الحياة او العلاقات الى طبيعتها، بينما طبيعة العلاقة بيننا وبين هذه الكيانات علاقة من نوع اخر، هذا المشروع يريد ان ينفينا ، وبالتالي طبيعة العلاقات معه هي ان نقاومه وان نهزمه وان لانستسلم ابدا لمخططاته.

 

من هنا القدس هي دعوة لمناهضة التطبيع ، واذا كانت المقاومة هي مهمة الاقطار المحيطة بفلسطين سواء في لبنان او في سوريا او في الاردن او في مصر فان مناهضة التطبيع تصبح مهمة هذه الاقطار ايضا ، ولكن مهمة كل ابناء الامة العربية والاسلامية، ومن هنا نلاحظ ان اليوم معركة التحرير تقوم على قطبين ، مقاوة الاحتلال من جهة ، ومناهضة التطبيع مع الاحتلال ، وكلا الامرين يصب في القدس ، يصبّ في تحرير مقدساتها ، يصبّ في اعادتها لامتها ، واستعادة فلسطين.  لكن جو القدس جو الاحتفال بالقدس يجب ايضا ان يكون مناسبة لكي نراجع جميعا تجاربنا ، علاقاتنا بعضنا ببعض، اخطاءنا كما قال سماحة الشيخ: حين يقف البعض ويعتبر يوم احتلال بغداد يوم تحرير ، هذا امر يُبعد ابناء الامة عن بعضهم البعض ،يجب ان نراجع تجاربنا ، اين اخطأنا واين اصبنا، ولكن حينما تكون مرجعيتنا القدس ، اي مراجعة تصبّ في صالح القدس وفي صالحنا جميعا.

 

 لقد ارتكبنا جميعا بحق بعضنا البعض اخطاء وممارسات لايمكن الدفاع عنها ، لكن لايجوز ان نغرق في الماضي . الماضي اذا غرقنا فيه يتحول الى سجن، بينما الماضي اذا تعلمنا منه يصبح مدرسة لنا في مستقبلنا وفي تقدمنا وفي حضارتنا.

 

من هنا يجب ان نلتقي جميعاً حول مشروع نهضوي عربي اسلامي ، ينهض بالامة كلها ، بالاقليم كله في مواجهة التحديات، وهذا امر هو في صلب التوجه نحو القدس ، لانني اعتقد ان الاحتلال الصهيوني ما كان له ان يتمكن لولا امرين، هما الدعم الخارجي، وهو الان يتراجع من جهة بسبب المأزق البنيوي للاستعمار القديم. وبسبب نمو الرأي العام المتصل بالعدالة، وايضاً بسبب اوضاعنا الداخلية ، من استبداد ومن تبعية ومن فساد وهذا امر مكّن العدو.

 

وأكدت في النهاية انه هذا المشروع الصهيوني الاستعماري اليوم بين امرين،من انه ليس بالقوة التي كان عليها في السابق ومن ثغرات في علاقتنا في بعضنا البعض ، سواء بين الانظمة والشعوب او بين تيارات الامة كلها التي ينبغي اليوم ان تجتمع كلها على مشروع عربي اسلامي ، لايمكن ان نواجه التحديات من دونه ، هذا النهوض ، النهوض العربي الاسلامي ، يرتكز على فكرة المراجعة ، فكرة المصارحة، فكرة المشاركة وفي الاساس فكرة المقاومة وشكراً.

captcha