ایکنا

IQNA

المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:

كان الإمام الخميني(رض) يدعو النساء الى القيام بدورهنّ في المجتمع/ الامام یعتبر الأم مدرسة إیمانیة

15:01 - June 06, 2020
رمز الخبر: 3476833
بيروت ـ إکنا: أكدت الباحثات المشاركات في ندوة "الأسرة في فكر الإمام الخميني‏ (رض)" الافتراضية التي نظمتها المستشارية الثقافية الايرانية لدى بيروت أن الامام(رض) كان يدعو النساء الى المشاركة السياسية والقيام بدورهنّ في الأسرة والمجتمع ويعتبر الأم مدرسة إیمانیة.
المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
ونظمت المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان عصر أمس الجمعة 5 يونيو / حزيران الجاري ندوة  إفتراضیة بعنوان "الأسرة في فكر الإمام الخميني‏ (رض)"  وذلك بالتعاون مع وکالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) وبمناسبة الذكرى السنوية الواحدة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني(رض).


وشاركت في هذه الندوة كل من  مدیرة مركز  دراسات المرأة في جامعة "الزهراء(س)" الايرانية "الدكتورة بتول مشكين فام" وعنوان مقالها هو "ماذا يقول الإمام الخميني (قده) عن المرأة وحقوقها".

وتحدثت في هذه الندوة أيضاًَ الباحثة ومديرة مركز سكن للإرشاد والأسرة "الاستاذة الفاضلة الحاجة اميرة برغل من لبنان حول "لمحات من الحياة الأسرية للإمام الخميني (قده) كتجربة عملية يُهتدى بلمساتها الدينية ونفحاتها الإيمانية الإسلامية" حيث تناولت الناشطة في العمل النسوي الإسلامي "الاستاذة السيدة نورا بولحية"  من الجزائر "موقف الإمام الخميني (قده) من المرأة ومكانتها وأدوراها في المجتمع".


وتطرقت  الأستاذة والباحثة، والكاتبة في علم الاجتماع "السيدة ايمان شمس الدين" من الكويت في محاضرتها الى "نظرة الإمام الخميني (قده) إلى دور المرأة كإنسانة فاعلة في المجتمع والحياة السياسية"، بالاضافة الى كلمة كريمة الامام الخميني"قدس" السيدة الدكتورة زهراء مصطفوي، وأيضا كلمة ترحيبية للمستشار الثقافي الايراني لدى لبنان الدكتور عباس خامه يار.

 

وأقيمت الندوة عبر تطبيق "Zoom Cloud Meeting" وأدارتها الأستاذة الجامعیة والإعلامیة اللبنانية د. ندی بدران.


والمداخلات:

1)    الدكتورة دلال عباس من لبنان


2)    الدكتورة باسمة زين الدين من لبنان


3)    الدكتورة دلال السلطي من سوريا


4)    الاستاذة الباحثة الحاجة زهرة بدر الدين من لبنان
 
كلمة ترحيبية للمستشار الثقافي الایرانی لدى لبنان الدكتور عباس خامه يار:

"بسم الله الرحمن الرحيم

 السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته

«إنّه من وجود المرأة، يبلغُ الرجلُ معراجَه»


لعلّ مقولةَ الإمام هذه، خيرُ ما نقتبسُه من فلسفته ورؤيته لدور المرأة وأهمية التربية في المجتمع.


لقد رأينا صورةً للمرأة في الجاهلية الأولى، لم تكن سوى تجلٍّ لاحتقار هذا الإنسان- المرأة والنظر إليه بدونيةٍ وعار؛ ولقد رأينا صورةً للمرأة في العصر الحديث، في النموذج الغربي الاستعماري ثم الليبرالي، لم تكن أقلّ من نموذج الجاهلية احتقاراً للمرأة وإهانةً لكراماتها التي منحها إياها خالقُها.


وهذه الثغرة التاريخية في فهم شخصية المرأة وقابلياتِها ودورها في الحياة والمجتمع، لم تنفكّ تصاحبُ السلطات الجائرة والاستكبارية التي وجدت في المرأةِ المربّي والمعلّم الأكثر فاعليةً في البيت والمجتمع، فراحت تأسرُه تارةً بأغلالِ الجهل والظلم والقمع والوأدِ والقتل، وتارةً بأصفادِ التحرّر المسموم الذي لم يحرّر من المرأةِ إلا جسدّها، فبقيَ عقلُها محجوباً أمام إغواء التسليع المادي والنظرة المادية لهذا الكائن المقدّس.


ونحن إذ شهدنا بدايةَ النهوض والإصلاح في هذه النظرة مع علمائنا من أمثال الشهيد مطهّري والدكتور شريعتي تحديداً في رؤيته للمرأة المسلمة الفاطمية، عدنا وشهدنا ذلك القيامَ العظيم ما بعد ثورة الإمام روح الله الخميني (قده). منذ عدّة عقود والمرأة الإيرانية تثبتُ جدارتَها في ساحات العلم والعمل والفنّ والفقه إلى جانب دورها الأساس في التربية. تختلف نظرة الإمام ربما عن الكثيرين في شؤون المرأة التي قد يرى البعض حرجاً أو استحياءً من أن يدعوَها إلى مشاركة الرجل في كافة الميادين. إلا أن الإمام قالها وبدّد تلك الغشاوةَ التي أساءت فهم الإسلام: "إنه من وجود المرأة، يبلغُ الرجلُ معراجَه". وقد حصدت الجمهورية الإسلامية ثمارَ تلك العبارة وتلك الفلسفة التي فيها من العدل والتسامح والإسلام ما يدعو للتأمل ونفض الغبار عن المعتقدات البالية. تلك النظرة التي أكمل مسيرتَها الإمام الخامنئي دام ظله الشريف، الذي لطالما حثّ المرأة على تبوّؤ أهم مناصب السياسة والعسكر والعدل.

المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
والمرأة بعد انتصار الثورة، نالت الكثير من حقوقها التي كانت محرومةً منها طوال عصور. وبذلك، أُعيدَت الصلابةُ لبُنيانِ العائلة الذي يرتكزُ على هذا المحور؛ الأم، نصف المجتمع والمربّي الأساس فيه.


كان الإمام الخميني إماماً فقيهاً وعارفاً متبحراً في معاني الإنسانية الأولى. فكان يرى الأطفال الصغار مظهراً من مظاهر الإنسان الأول، وصورةً عن فطرتنا الأولى الصافية. فكان يشاطرُ الصغارَ اللعب ويشاركهم أحاديثهم التي كان يعتبرها مهمّة. أسلوب الإمام مع الأطفال لم يكن محضَ سلوكٍ لبق. لقد كان انعكاساً لكامل فلسفته ورؤيته للتربية والتنشئة. كان يرى سماحتُه بأن التربية تبدأ من خلال إيجاد "القدوة" في حياة الأفراد. القدوة الأم، الأب. القدوة الحاكم ورجل السياسة، القدوة رجل الدين. وبالتالي، فإنّ بذرةَ إصلاح الأجيال والمجتمعات تبدأ من إصلاح الحاكم لنفسه وإصلاح رجل الدين والفقيه لنفسه، فيكونانِ بذلك قدوةً يحذو الشعبُ حذوها، حيث "كما تكونوا يولّى عليكم"!


لقد كان الإمام قريباً من الطفل ومن المرأة، ليس لضعفهما، وإنما لإدراكه وفهمه لتلك الهوّةِ الهائلة في تاريخ الوعي لوضعهما في المجتمع. فلا يلتبس على المرء بأنّ الغرب قد منح المرأة حقّها وكرامتها، وأحسنَ تربية الطفل وتعليمه! إننا حين نمعنُ النظر في رؤية الإمام – التي تطابق رؤية الإسلام- للمرأة والطفل، ندركُ بأنّ شعارات التحرّر والليبرالية الحديثة لا تختلفُ قيدَ أنمُلةٍ عن زمان الجهالةِ وتاريخ الموؤودة!


شكراً جزيلاً وكلنا اصغاء لاحاديثكم وافاضاتكم


والسلا عليكم ورحمة الله وبركاته".


كلمة كريمة الامام الدكتورة زهراء مصطفوي، ألقتها السيدة فرح طهراني الايرانية:

"بسم الله الرحمن الرحیم

السلام علیکم أيها الأعزاء ، يسعدني أنه يمكنني على الأقل التحدث إليكم بهذه الطريقة ومشاركة آرائي معكم حول موضوع الإمام الخميني وعائلته.

أیّها الإخوة والأخوات

كانت مکانة الأسرة في نظر الإمام الخميني(رض) بالرغم من کل انشغالاته وکفاحاته، قبل الثورة عندما كان في المنفى وبعد الثورة، عندما كان مسؤولاً عن الشؤون، هو من أولويات عمله. من وجهة نظري، كان الإمام، كقائد لحركة ثورية وإيديولوجية یعتبر إنسانًا استثنائيًا في المحاور الثلاثة، النظم في الأمور، والإنتظام والعطف لأفراد العائلة، وكانت هذه الخصائص الثلاثة موجودة و نافذة في جميع جوانب حياته الشخصية تقريبًا.

كانت رسائله الشهيرة لأمنا الراحلة أثناء نفيه وألعابه الطفولية مع أبناء وبنات الأسرة أمثلة على هذا الاهتمام وأهمية الأسرة لدی الإمام.

قد يكون من الصعب قليلاً بأن تتصور زعيم دولة و مفجر ثورة في العالم أن یلعب مع أطفال أو يكون من الصعب قليلاً التفكير أو بعیداً عن الذهن في أنّ أيّ طفلٍ و في أيّ عمر یناسب له أيّ ألعاب يلعب بها . لكن الأفكار الثورية والحكومية العظيمة لم تمنعه ​​من الابتعاد عن مساحة الاهتمام بالعائلة، وخاصة الأطفال وحتى أحفاده.

من کیفیة علاقته مع أمنا الراحلة ومعنا كأولاده، يمكننا أن ندرك شدة اهتمام الإمام الخميني بقيمة الأسرة والعلاقة الزوجیة. المحبة والمودة في ظل الحالة ثوریة في الإمام. إذا انتبهنا إلى أساليبه التربوية والسلوكية تجاه أسرته و دقّقنا فیها، فسنجد بالتأكيد أنّ الشخص الذي يمكنه أن يتولى قيادة الثورة الإسلامية ، یجب أن یکون في بادئ الأمر شخص عطوف وحنوناً وفعالاً في أرکان عائلته.

من حيث النظم السلوكي، کان یمشي الإمام ثلاث مرات في اليوم و لمدة عشرين دقيقة في كل مرة في باحة بیته. كان جميع الأولاد يعرفون متى تکون هذه المرات الثلاثة، لذلك کنا نقترب للقاء الإمام وطرح الأسئلة. أتذكر أن الإمام كان يمشي في أحد الأيام عندما جئت إلى مكتب الإمام لطرح سؤال. و هو کان يقترب من باب غرفته و یظهر من ذلك أن المشي لمدة عشرین دقیقة کان قد انتهی. رأيت أن الإمام قد عاد وأنه مشی مرتین أخريين عرض باحة البیت. سألت يا سيدي ، ألا تريد دخول غرفتك؟ فلماذا عدت؟ فقال: کان قد بقيَ بضع ثوان من وقت المشي. ویظهر من ذلك أهمية النظم في أعمال الإمام.

 بالإضافة إلى الدراسة ، کان یمضي الإمام دائمًا وقتًا أثناء النهار لّلعب مع أولاده. کانت تختلف هذه الألعاب اعتمادًا على عمر الأطفال. على سبيل المثال ، عندما كان الأطفال في سنین الطفولة (7 أو 8 سنوات) ،کان یلعب ألعابًا لمسيّة مثل اللعبة الشهیرة (الذئب و الهواء) أو«الفوق و الإرتفاع» وحتى قراءة العزاء، وفي مثل هذه الألعاب كانوا صبوراً للغاية وعادة ما کان یساعد الجانب الضعيف من اللعبة بلطف و حنان. و في فترة المراهقة، بسبب نموهم البدني والفكري ، کان یحاول الإمام تعلیم الأطفال من خلال الألعاب الفكرية،و المشاعرة وقراءة الكتب.

خلال حياته، خصص الإمام بعض الوقت لقضاء الوقت مع عائلته ، وخاصة مع والدتي. لم يعتقد الإمام بتقدیم المطالعة و الدراسة أولاً ثم الاهتمام بزوجته. بل كان الاهتمام بالزوجة دائماً من الأولويات في برامجه في البيت. كان من أبرز نقاط الإمام الخميني(رض) هو اهتمامه الخاص واحترام أمنا الراحلة. کان یأمر الإمام باستمرار أفراد الأسرة بضرورة الحفاظ على كرامة السيدة واحترامها والاستماع إليها بشکل کامل. حدث هذا في عائلتنا بطريقة أنه حتى بعد وفاته أیضاً،کان یحترم جميع الأحفاد والدتنا بنفس الطريقة. كان الإمام مقيداً للغاية بأن تكون والدتنا سیدة في المنزل لأنه کان یعتقد أن الزوجة يجب أن یتعامل معها بنفس الطريقة التي کانت تتعامل معها في منزل الأب و تحظی بالمکانة و الإحترام. اسمحوا لي أن أذکر من ذکریاتي في هذا الصدد. لم تكن أمنا الراحلة تعتاد إغلاق الباب خلفها عندما تدخل الغرفة ، وكان الإمام على علم بهذه العادة، لذلك عندما کانت تدخل الغرفة،کان ینتظر الإمام أن تجلس أمنا بجانبه، ثم کان یقوم و یغلق الباب. . حتی لم يطلب من الأولاد أن یغلقوا الباب. و کان یتكرر هذا الأمر مراراً و تکراراً ، ولم يطلب الإمام من والدتي إغلاق الباب أبداً.
المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
كان الإمام مثابراً للغاية في مراعاة النظافة الشخصية والجماعية وارتداء الملابس الأنيقة والمرتبة و النظیفة. بعد الثورة ، بسبب عدد الاجتماعات التي یعقدها مع المسؤولين والأشخاص في الحسينية ،کان یقوم بتغيير ملابسه بانتظام حتى لا یسبب للضيوف بعض الازعاج. بالإضافة إلى الاهتمام بزوجته وأطفاله ،کان یهتم الإمام أيضًا بالعاملين في المنزل لمساعدة أمنا ، وکان یزورهم شخصيًا و یسألُ عنْ  أحوالهم.

والإمام لم یمیّز بين أولاده. فساعدني الإمام کثیراً و بشكل خاص في التعلیم وإكماله. كنقطة أخيرة ، وبالنظر إلى أننا في أجواء الذكرى السنوية لرحیله، أود أن أذکر إحدی ذکریاتي في هذا الصدد. في الأيام الأخيرة من حياته وعندما اضطر الإمام لعلاج مرضه إلى جراحة القلب في المستشفى ، وكانت هذه آخر عملية له، كنت على أبواب الخضوع لامتحان الدكتوراه الشامل. أتذكر أن الإمام ذهب إلى المستشفى وعاد ، ولسبب ما لم تُجر العملیة الجراحیة في ذلك اليوم. ولأنه كان یدرك اهتمامي و محبتي له، أخبر والدتي أنه لیس بحاجة إلى إخباري أن العملية قد تم تأجيلها حتى الغد حتى لا أواجه أي مشاكل في الامتحان ولا أتأذى. في صباح اليوم التالي ، عندما وصلت إلى غرفته لتوديع الإمام، عانقني بحرارة و قال لا تقلقي أنا لم أعمل عملیة بعد. قال الإمام هذه الجملة لکي لا أحضر جلسة الامتحان الشامل للدکتوراة بقلق، بينما بعد الوداع مباشرة ذهب إلى المستشفى لجراحة القلب، وكان هذا آخر لقائی معه في المنزل.

اشكركم واستودعكم الله.

الاعلامية الدكتورة ندى بدر الدين:


ونشكر الاخت فرح طهراني لالقاءها كلمة كريمة الامام الخميني الدكتورة زهراء مصطفوي.


بسم الله الرحمن الرحيم

وفي هذه المناسبة العظيمة اخذت قلمي واردت ان اكتب بعض الكلمات التي يجب ان افتتح بها الندوة، لكنني عجزت، ماذا اكتب؟ تركت قلمي وذهبت الى المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران، الذي حمل الراية بعد الامام "قدس". وقلت في نفسي، من يمكنه الحديث عن مفجر الثورة الاسلامية اكثر من القائد والولي الفقيه، السيد علي الحسني الخامنئي، فلقد قال في الذكرى السنوية الواحدة والثلاثين من رحيل الامام العظيم: ترتبط شخصية الامام العظيم الى حد كبير جداً باهمية وعظمة اهدافه، كان صعبا بالنسبة للبشر العاديين، وكانوا يعتقدون ان الاهداف الرفيعة بعيدة المنال، لكن الهمّة العالية والايمان والتوكل والعمل الدؤوب والمواهب العتيدة والقدلرات المذهلة، التي كانت مخبئة في وجود هذا الرجل العظيم، كانت تتجلى وتساهم في تحقيق اهدافه المنشودة، وقد تحققت هذه الاهداف.

المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
السلام على سيدي روح الله الخميني مفجر الثورة وقائدها، ومؤسس جمهورية ايران الاسلامية، السلام عليه يوم ولد ويوم ثار ويوم انتصر ويوم رحل ويوم يبعث حيّا، السلام على معزّ المؤمنين ومذل الكافرين.


وفي هذه المناسبة العظيمة نسلط الضوء على الاسرة في فكر الامام الخميني"قدس" ، وذلك من خلال هذه الندوة التي سيشارك فيها اخوات رائدات في هذا المجال.


لقد قال امامنا العظيم بحق الاسرة: (على الاباء والابناء والامهات بان يدركو بانهم اكثر قدرة من غيرهم على انقاذ ابناءهم من مستنقع الفساد ، ويفترض بهم ان يكونوا عونا لهم وينقذوا المجتمع من الشرك).

الكاتبة والباحثة في الفكر الديني والسياسي من الكويت "ايمان شمس الدين":

"بسم الله الرحمن الرحيم

بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اتقدم الى امام الامة عظيم الاجر بذكرى رحيل الامام الخميني، وخاصة الى فلسطين التي اعاد نبضها الامام الخميني وجعلها بوصلة كل العالم الاسلامي.


طبعا بداية عندما نتحدث عن شخصية عظيمة كالامام الخميني، نحتاج الى ان نتحدث وفق مقتضايت عصره، يعني معطيات العصر التي عاش بها ، والظروف التي كانت تحيط به، سواء كانت ظروف سياسية او اجتماعية، وحتى الظروف الدينية التي كان يعاصرها . طبعا الامام الخميني وكرجل دولة، وقبلها كرجل فقه واصول، طبعا يجب ان نركز على ان الامام الخميني هو رجل فقه واصول قبل ان يكون سياسياً، لانه لولا انه ابن الحوزة لما استطاع ان ينظم لمشروع الدولة وقيام الدولة، هو يتحرك بهدي النص وبصيرة العقل في فهمه للادوار والوظائف على مستوى الدولة في كافة مستوياتها السياسية، ويعرف ايضا وظيفة اعضاء المجتمع الضالعين في بناءه والتفاعل فيه والتاثير في بنيته الفكرية والاجتماعية، هذا فضلاً عن عمق نظرته في فهم نقاط الضعف والقوة والثغرات التي يجب ملؤها حتى يغلق الطريق امام لصوص الفكر والهوية.


من الزوايا التي ادركها الامام خلال تجربته سواء الفقهية او الاصولية او نضاله السياسي هي وظيفة المرأة، والدور المحوري المؤثر في بناء الدولة والمجتمع. دورها هي كدور محوري في ذلك.

 

طبعاً تميز الامام الخميني في زمانه، حيث كانت تهيمن نظرة تقليدية فقهية للمرأة، كما نعلم في الحوزات الدينية. تميز الامام هو بالذات في الخروج عن هذا الجو، هذا المألوف التقليدي والنظرة التقليدية لوظيفة المرأة، فقد بدأ في الخمسينيات من القرن الماضي مناقشة مسألة مهمة جداً، وهي ازمة الوعي لدى المرأة المسلمة، وكيفية وآلية استعادتها  لذاتها وهويتها.

 

ويقول الامام الخميني حول مصطلح السياسة، نبدأ الان من التعريف الاصطلاحي للسياسة للامام الخميني، حتى ندخل من خلاله الى رؤيته لعمل المرأة في المجال السياسي.


هو يوضح المصطلح السياسة في الرؤية الاسلامية، انه يطلق على نوع من الهداية في المجتمع السياسي ، وهي تتم من خلاتل اعتماد افراد يمتلكون شروطا خاصة ومعينة، ولهم اهداف واصول وقيم ومبادئ اسلامية تخدم المصالح الاجتماعية.


اذن هو اعطى الهوية الاسلامية لفكره السياسي، وتقوّى ركائز المجتمع. يرادف هذا المفهوم مصطلح الامامة، والذي يعتبر تعبيراً آخر للسياسة، وهو يُبنى على المعرفة الجماعية وعلى ارتباط الافراد بالمصير المشترك، وكذلك مصطلح المجتمع الذي يرادف مصطلح الامة.

المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
طبعا قضية المرأة لدى الامام الخميني، سواء كانت حقوق، واجبات، دور او مكانة، لاتنفصل عن تصوره للمجتمع الاسلامي عموما، المرأة بالنسبة للامام الخميني هي مفردة من مفردات مشروعه الفكري والاجتهادي. وفي كتابه الاشهر والذي اسس من خلاله نظرية الحكومة الاسلامية،..... يتسائل هنا الامام الخميني قائلاً: ان لم يحدد الله سبحانه وتعالى شخصاً للقيام بامر الحكومة في ظل غياب الامام، فهل يعني ذلك بان نتخلى عن الدين؟ طبعا هو يجيب بالنفي ضاربا مثلا بوجود صفات اساسية متى ماتوافرت وتحققت كفايةً للشخص اثبتت له الحكم وله الولاية. ويكون فيما يلي انه ولي على الامة، ولايختلف دوره عن دور المرأة( هنا يشبه دور الامام او الحاكم بدور المرأة القيّمة على الصغار من الناحية الوظيفية، والدور الجلل الذي تضطلع به، هنا يركّز على هذا الدور ويربط دور الحاكم بدور الام مجليا هذا الدور العظيم.)


طبعا اختلف نهج الامام الخميني الراحل عن نهج الجهات الاسلامية السائدة خارج ايران. اختلف من ناحيتين، نحن قلنا ان الامام الخميني جاء في بيئة تقليدية كانت تنظر الى المرأة نظرة تقليدية فقهية، لاترى لها دوراً في كثير من مؤسسات المجتمع، اي كانت تحصر الدور في بيئة اسرية ضيقة.


هذا في البعد الاول ، البعد الثاني الذي كان في عصر الامام الخميني، او الجهة الثانية التي كانت في عصر الامام الخميني وكانت معاكسة لهذا التيار، كانت تُنَضِّر وتقول ان الاسلام اعطى دورا للمرأة، الاسلام أوجد حقوقا للمرأة ، ولكنها لم تترجم هذه المقولات العامة على واقع الارض، ولم تترجمها كآليات ونظريات عمل على واقع المجتمع.


والامام الخميني تميز بأنه رفع شعارات حقوق المراة ودور المرأة وبيّن بانها ليست مجرد شعارات. ففي مجال العمل السياسي قال: ان الاسلام اعطى حقوق المرأة منذ 14 قرنا ولم يميز بين المرأة والرجل، وميّز بينها وبين المرأة في الغرب، لان المرأة في الغرب لم تدخل المعترك السياسي الا بعد 140 عاماً من تأسيس الدستور الاول عام 1780 دستور ماستوشس ، الذي عرّف المجتمع السياسي بانه تجمّع اختياري للافراد، ويعتبر عقداً إجتماعياً بين المواطن والمجتمع من اجل المصلحة العامة، وعرّف المواطنين بأنهم الذكور من بلغوا الحادية والعشرين، مقصيا بذلك المرأة عن الحياة السياسية ، وعن كونها مواطنا كغيرها من المواطنين.


لكن نضال المرأة استمرّ حوالي 140 عاما ففي عام 1920 نالت المرأة حق الانتخاب السياسي. بينما الامام يثبت بان الاسلام اعطى للمرأة حقها منذ 14 قرنا ، واثبت ذلك ليس فقط شعارا، وانما حوّله الامام الى رؤية عملية بدأت من بدايات الثورة الى يومنا هذا.


وشخّص الامام الخميني قضية المرأة تشخيصاً مركباً، مزج فيه بين مسؤولية النخبة والمجتمع معا عن وضع المرأة. ولهذا كان حديثه عن المرأة بندا ثابتا في كل كتبه ورسائله وخطبه المتعلقة بالاوضاع السياسية، وجاء طرحه في هذا السياق كاطروحة ضمن حركة تمكين المرأة التي بدأت مع نهايات القرن التاسع عشر واستمرّت الى يومنا هذا.

المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
طبعا كان له دور بارز في بلورة الحقوق المتعلقة بالمرأة في خطوة متقدمة في زمانه على جيله كما قلنا. اثبتت الممارسة الاسلامية بعد مرور قرابة اربعين عاماً على الثورة الاسلامية. ماوعد به الامام هو ان وضع المرأة في الجمهورية الاسلامية سيكون وضعاً انسانياً سليماً، وان شخصيتها ستكون حرة على عكس الازمنة التي لم يكن فيها رجالا ولانساء احرار.


وننتقل الان الى اليات تمكين المرأة، نحن قلنا ان الامام الخميني رفع شعارات تمكين المرأة ودورها، ونظر للاسلام وشخصية المرأة في الاسلام، لم تكن فقط مجرد شعارات ولم يستخدم المرأة كأداة.


والبعض عاب على الامام بأن له ازدواجية فقهية، بأنه حرّم على المرأة الخروج والتصويت في حكومة الشاه، الا انه اجاز لها ذلك بعد انتصار الثورة الاسلامية. طبعا ان تحريم الامام كان تحريما سياسيا، بسبب ان عدد الاناث اكثر من عدد الذكور، كان يريد سحب الشرعية عن حكومة الشاه، لانها كانت حكومة غير شرعية، وبالتالي لايحق للمرأة ان تشترك في حكومة تفرض الليبرالية والعلمانية على المرـأة ، وتريد ان تسلبها افضل ما تملك ، وهو الحجاب والعفّة، لذلك لم يكن تحريمه تحريما فقهيا، وانما كان تحريمه ذو بعد سياسي وبعد فقهي ، اتكأ فيه على ان الدولة عندما لاتكون اسلامية وتفرض القيم العلمانية والقيم التي تسلب الهوية الاسلامية وبالتالي يجب سلب شرعيتها، من خلال منع العدد الاكبر الذي كان تمثله النساء كتعداد انتخابي من الذهاب واعطاء الشرعية لهذه الدولة.


نشير الان كيف تمكنت المرأة سياسياً عملانياً وتطبيق نظرية الامام الخميني التي لانظير لها؟


كان للمرأة الايرانية حضورا فاعلا في الحراك الاجتماعي السياسي قبل الثورة.


ــ شاركت في المسيرات، واجهت الرصاص.


ـــ  قدمت في السابع عشر من شهر شهريور وقدمت الاف النساء والاطفال شهداء.


ـــ  كان لها حضور فاعل في مسيرات التاسع والعاشر من محرم في عام 1978 حيث تحولت هذه المسيرات الى مظاهرات ضد نظام الشاهنشاهي.


ـــ كان لها دور فاعل وايجابي في نجاح الثورة، حيث عبّر الامام اكثر من مرة قائلا: انتم اصحاب الثورة وانتم من انجحتم الثورة.


حتى نرى تمكين المرأة في العمل السياسي، نحتاج لان نرى تمكينها في مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة.


الجمعيات النسائية شاركت الى جنب الرجال في اعادة اعمار البلاد، وعمدت على تأسيس جمعيات نسائية خاصة، منها جمعية نساء ايران، وحثّت النساء على الانخراط في مؤسسة جهاد البناء.


ـــ شاركن النساء بعد نجاح الثورة الاسلامية في مواسم الحصاد.


اما المشاركة في مؤسسات المجتمع الاهلي، في عام 86 ورغم وجود حرب ضد ايران، تأسست جمعية النساء في الجمهورية الاسلامية، وصودق على نظامها الاساسي ونالت علما وخبرا من وزارة الداخلية في عام 89 ، وكانت رئيستها السيدة زهراء مصطفوي ابنة الامام الراحل. واسست هذه الجمعية فروعا لنفسها في جميع انحاء ايران، وبدأت عملها بأقامة مؤتمرين عالميين ، وكانوا يقومون بزيارات للاطلاع على تجارب الشعوب وتمكين المرأة.


وتم تأسيس اول مركز للتخطيط لقضايا المرأة الخاصة عام 82، وهو المجلس الثقافي والاجتماعي للنساء، وكان يعمل تحت اشراف المجلس الاعلى للثورة الاسلامية. في عام 94 انشأت الحكومة ادارة مركز التنسيق بين المنظمات النسائية الغير حكومية، تم دعوة عشرات المنظمات للاشتراك فيه، وتمت المصادقة على بيان تقرر النساء على انتخاب رئيستهن بأنفسهن.


على مستوى الحكومة، تم تعيين السيدة زهراء شجاعي مستشارة للرئيس خاتمي، وهي ترأس مكتب مشاركة المرأة الذي قام بتأسيس لجنة مؤتمر بكين، لدراسة برامج الخطة الخمسية للحكومة لتنفيذ مقررات مؤتمر بكين عام 95، هذا المركز هو الذي اعد تقريرا نشر مؤخرا والذي يتعلّق باوضاع المرأة الايرانية.


وتم انتخاب السيدة جوهر الشريعة دستغيب ثلاث مرّات متتالية في مجلس الشورى الاسلامي، عام 2001 تشكل في مجلس الشورى الاسلامي التكتل النسوي ترأسه النائبة فاطمة رافعي وهي عضو مؤسس في جمعية نساء ايران، وصرّحت بأن الدافع من وراء تشكيل التكتل في المجلس هو ضرورة بذل المزيد من الجهود للوصول بالمرأة الى مكانتها اللائقة في النظام الاسلامي.


وشاركت المرأة بعد نجاح الثورة في الاستفتاء على النظام الجمهوري من كلام الامام الخميني في هذا الصدد.


(اذّكركم ايها الاصدقاء الاعزاء بوجوب مشاركة النساء المناضلات الشجاعات في جميع انحاء البلاد في الاستفتاء في النساء اللواتي كان لهن تأثير أساسي الى جانب الرجال بل امامهم في انتصار الثورة، ستُضِمن مشاركتهن الفاعلة في الاستفتاء انتصار الامة الايرانية، ان المشاركة في الاستفتاء واجب ديني ووطني، وانتن ايتها السيدات احرار في اعطاء الرأي الذي ترونه) وهذا تعزيز لمشاركة المرأة في اهم محور من محاور قيام الدولة وهو الدستور الذي يعتبر منه تستلهم القوانين المنظمة لمؤسسات الدولة.


في تحضير لانتخابات المجلس التشريعي في الدورة الاولى والثانية، حضّ النساء بان يكنّ فاعلات في الانتخابات كالرجال، لان مستقبل ايران هو مستقبل للجميع. وفي اول انتخابات اجريت في مجلس الشورى عام1980 بعد نجاح الثورة مباشرة ، شارك حوالي 37 سيدة نجح منهن اربع سيدات للوصول الى هذا المجلس. في المجلس التشريعي الرابع ارتفع عدد النساء الى 9 نائبات وهذا دليل على نضج المجتمع تدريجيا في محورية دور المرأة في العمل الاسلامي، واستطاع الامام فعليا بأن ينتقل بالمرأة من عصر الجاهلية الذي كان يرفع شعار تحرير المرأة ولكن كان يسعى الى استعبادها واستغلال جسدها للاخرين ، ان ينتقل بها ويُشّكل ويكّون مكانه خاصة للمرأة ويرسم المعالم الشخصية للمرأة في النظام الاسلامي، ليس على مستوى التنظير فقط كما فعل الكثر، بل على مستوى التطبيق ، واليوم نرى نجاح المرأة الايرانية في العمل السياسي وفي كافة المجالات الموجودة في الدولة.
 
الدكتورة بتول مشكين فام؛ الأستاذة في جامعة الزهراء في طهران وعميدة كلية الاداب واللغات سابقاً ومديرة مركز دراسات المرأة في جامعة الزهراء:


"بسم الله الرحمن الرحيم 


( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا" )


 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قبل كل شئ اوجه شكري للفريق العامل هناك والمستشارية الثقافية الايرانية على هذه الاستضافة:


المداخلة ستكون حول المرأة في رؤية الامام الخميني وحقوق المراة، سوف اتحدث ضمن اربعة مباحث:


1)    المبحث الاول حول اليات التغيير، الذي كان يعيش عليه المجتمع الايراني والمرأة بالذات، كيف غير الامام واقع المجتمع، وغير مسار حركة المرأة الايرانية.


2)    المبحث الثاني سيكون ، من هي المرأة في رؤية الامام ، المرأة بشكل عام.


3)    المبحث الثالث سيتناول مسؤوليات المراة في رؤية الامام الخميني.


4)    المبحث الرابع والاخير سيكون حول  حقوق المرأة في كلام الامام الخميني.


بالنسبة الى اليات التغيير، قد تحدثت الاستاذة ايمان ولها الشكر عن هذا المحور بشكل مفصل ، وانا سوف اشير الى بعض من هذه الاليات بشكل مختصر.


اولا الامام الخميني كما تفضل الاستاذ الدكتور خامه يار، اعتمد على كتاب الله وسنة نبيه محمد "ص" واهل بيته الاطهار " عليهم السلام" وكان الثقلين اي اعتمادة على كتاب الله والسنة مصدر حركته لتغيير المجتمع ولاسيما تغيير المرأة، ورؤية الامام كما تفضل الدكتور عباس هي رؤية الاسلام للمرأة. اذن المصدر الاول الذي نبحث حوله هو كتاب الله وسنته اهل بيته، ثم ان الامام قد جمع بين الاصالة والمعاصرة، الامام وكما تفضلت الاستاذة ايمان قد نبذ العادات البالية التي لم تكن تمس الى الدين بصلة، والتحجر الذي كان يمس المجتمع باسم الدين، ثم حذّر المجتمع ولاسيما المرأة من الانزلاق في احضان مايسمى بالحضارة الغربية. اذن الامام قد جمع بين الاصالة والمعاصرة، نبذ التحجر وكذلك حذّر من الانزلاق في احضان الحضارة الغربية المزيفة.


وايضا من اليات التغيير عند الامام هي، انه اعاد الهوية الانسانية الاسلامية للمرأة وللامة واحيا المرأة من جديد وبثّ فيها روح الثقة بالذات والانتماء الديني المحمدي الحنيف.
ومن اليات التغيير ايضا ان الامام ومن خلال كلماته وخطاباته والتي طُبعت وجُمعت ولا ادري هل ترجمت الى العربية ام لا، قد شجع المرأة على المشاركة الفعّالة والبنّاءة في صنع القرار، وطبعا مع الالتزام بما فرض عليها الاسلام من الحجاب ومراعات العفة والطهر، حيث كان يؤكد مرارا وتكرارا على دورها في الاسرة والتربية الاسرية ولاسيما الامومة، اذن شجع المرأة على المشاركة في صنع القرار ، ولكن ضمن حدود الاسلام والموازين الشرعية. واخيرا قدّم لها القدوة والاسوة المتمثلة بسيدتنا فاطمة الزهراء"ع"، كان يرى الزهراء"ع" بانها فخر الكون وبيت الرسالة ومعجزة التاريخ، وقال عنها بانها المرأة الانموذج  المثالي الكامل السماوي ، والمرأة التي جمعت ما امتاز به الانبياء والرسل  تعرفون باننا في ايران يعتبر يوم ولادة السيدة الزهراء "ع" هو يوم المرأة ، لماذا السيدة الزهراء"ع"؟ لان الامام رأها القدوة التي تستحق الاقتداء بها.


والمبحث الثاني هو حول ماهي المرأة في رؤية الامام؟ قبل ان اتطرق الى من هي المرأة في رؤية الامام، اسمحوا لي بان اقول : ان الامام في كلماته يتحدّث عن صنّاع البشرية، وهذه مسألة مهمة جدا . من هم صنّاع البشرية، يقول اولا بأن القرآن هو من صنّاع البشرية، ثم الرسل والانبياء عليهم السلام، ثالثاً المرأة بشكل عام والام بشكل خاص والجامعة والمعلم، هؤلاء الستة في الواقع يراهم الامام صنّاع البشرية. اللطيف ان الامام يرى بان المرأة عدل للقرآن في صناعة البشرية، ويتحدث عن هذا الموضوع في خطاباته، ويرى بان عمل المرأة يضاهي عمل الانبياء والرسل.


بالنسبة الى ماقال الامام في المرأة، طبعا هذه الكلمات ربما تحتاج الى تفصيل، ولكنني سوف امرّ عليها مروراً عابراً سريعاً، واتمنى من الذين يتابعوننا ان يقرأوا حول ماتفضّل به الامام حول المرأة.

المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
اولاً: يرى بان دور المرأة وعملها يفوق عمل الرجل، وهذا مهم جدا. اننا نطالب بالمساوات مع الرجل، الامام يقول المساوات محققة في اطار الاسلام ، لكن عمل المرأة ودورها جبّار وبنّاء بل ويفوق عمل الرجل.


ثانياً: يتحدث الامام ويقول بان المرأة صانعة للانسان والمجتمع.


ثالثا: المرأة هي ستحقق آمال البشرية ومايطمح اليه الانسان في المستقبل ( وهذا ما اخذته من كلام الامام)، اي كل مايطمح اليه الانسان يمكن للمرأة بان تحققه. وايضا المقولة المعروفة عن الامام ( من احضان المرأة يعرج الرجال الى السماء، وفي حضنها تربي الاجيال العظام). هذه من الكلمات النيرة التي تحدث عنها الامام واشار اليها في خطاباته.

وايضا يقول بان المرأة مصدر سعادة البشر وشقاءه، اي هي اساس كل الخيرات، لانرى زعيما من زعماء البشرية اليوم من الساسة وغير الساسة يتحدثون بهذه الطريقة عن المرأة. ثم يقول الامام:الى المرأة يعود بناء مستقبل الشعوب وتقدمها ويقول ايضا وبها ( اي بالمرأة ) يستقيم شأن الامم وتنال الامم كل القيم والمثاليات. اذن يعود للمرأة مستقبل الشعوب وكل ماتريده الشعوب من القيم والمثاليات.


عندما كنت اقرأ كلمات الامام حول الام تبادر الى ذهني هذا البيت ، الام مدرسة اذا اعددتها ، اعددت شعبا طيب الاعراق. حقيقة الامام يتبنى هذه الفكرة ويقول بأن المرأة يضاهي عملها عمل الانبياء، ومانهض به الانبياء، ويشير الى مسألة بأن الام اذا ربت ولو فردا واحدا في حجرها فان هذا الشخص لربما يربي مجتمعا بكامله. ان الامام هو ايضا تربى في حضن امرأة واستطاع بنفسه ان يصنع هذه الثورة ويقدم لنا نموذجا للثورات.


المبحث الثالث واشير اليه باختصار: اتناول فيه مسؤوليات المرأة في رؤية الامام الخميني، الامام يؤكد على ان المراة يجب ان تتعلم وتُعلّم وان تتثقف وتُثَقف ، وكما اشرنا سابقا عليها ان تصنع الانسان ، وكيف عليها ان تدافع عن الاسلام بالغالي والنفيس، بالفكر والمال والنفس. وايضا يؤكد الامام على  ضرورة تعلّم المرأة الفنون العسكرية، لان العدو متربص بنا الدوائر، وعلى المرأة إن اقتضت الضرورة ان تدخل الجهاد وتدافع عن الاسلام. ويشير الامام ايضا الى ان المرأة يجب ان تطهر روحها وتزكيها بالتقوى وان تلتزم الطهر والعفة، وان تراعي الحدود الاسلامية في الحجاب ، وان لاتنزلق وراء الشعارات الخلّابة التي يطلقها الغرب. وايضا ان تشارك الرجل في صنع القرار وتؤدي دورها البنّاء في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والافتصادية ولاسيما الثقافية، وان لاتنسى دورها في الاسرة وتربية الاولاد.


ان الهدف الاساسي من خلق المرأة هو تأسيس اسرة مثالية ثم تخرج الى المجتمع، هذه مسألة مهمة جدا. وان تقف الى جانب الولي الفقيه. واخيرا تحاول ان تصنع مصيرها ومستقبلها بنفسها ومستقبل بنات جنسها، اي ان تسعى في سبيل المجتمع بشكل عام وان تسعى بان تصنع مصيرها ومستقبلها ومستقبل بنات جنسها بشكل خاص.
المبحث الاخير اشير اليه باختصار جدا واقول: حقوق المرأة في رؤية الامام كما تفضل الدكتور عباس وكذلك الاستاذة ايمان، ان للمرأة ما للرجل من الحقوق وعليها ماعليه من الواجبات، هي حرّة في حدود ما كتب الله لها وعليها ، لها حق اختيار المهنة والعمل كلها ضمن مراعات العفة والطهروما اوجبه لها الاسلام . والسلام عليه يوم ولد ويوم رحل ويوم يبعث حيا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
الاستاذة والمربية والناشطة والمحاضرة في الشان الاسري والتربوي والارشاد الاجتماعي من لبنان "السيدة اميرة برغل":


السلام عليكم لكم ولجميع المشاركين في هذه الندوة واتقدم بالشكر الجزيل للمستشارية الثقافية في لبنان ولشخص المستشار الثقافي على هذه الجهود التي يبذلونها من اجل نقل ذكرى الامام ورؤية الامام الى لبنان والى جميع ارجاء العالم، ونحن نتقدم بالعزاء للجميع في هذه الذكرى الاليمة، عزاءنا هو ان شمس هذا القائد الكبير لم ولن تغيب كما تفضلتم.


عنوان المداخلة ، لمحات من الحياة الاسرية للامام الخميني"قدس" ،وهذه اللمحات على قلة ماتسرب الينا منها، ولكنها على درجة عالية جدا من الاهمية، وهي بحق كما ذكرتم تجربة عملية يُهتدى بلمساتها الدينية وبنفحاتها الايمانية الاسلامية، وذلك:

 

أولاً: لان الحياة الخاصة الاسرية لقائد كالامام الخميني"قدس" ليست شأنا خاصا به وليست امرا عابرا في حياة شخص، وانما هي جزء لايتجزأ من رؤيته الفكرية العقائدية المشروعة.


ثانياً: ان شخص الامام هذا القائد قد تميز الى جانب الايمان المطلق بأن كل مايلزم البشر لسعادتهم افرادا ومجتمعات جاءت به الشريعة الاسلامية. الى جانب هذا الايمان المطلق، هذا الامام التزم شخصيا التزاما كاملا بتطبيق كل ما يدعو اليه وهذا لم يتوفر في غيره من القادة على جميع الاصعدة وحتى على الصعيد الاسري. كما يعبر البعض فعلا ، هو من التزم بالعرفان العملي وانه يطبق حرفيا وليس في الواجب والمستحب. فهو فعلا كان مثالا للقائد الالهي، كان مثالا للسياسي الالهي، وكان مثالا ايضا للزوج الالهي والاب الالهي.


ثالثاً: الامام لاينظر الى الاسرة على انها مشروع ثانوي، وانما ينظر الى الاسرة على انها هي في صلب المشروع الالهي الكبير، فالحدث الاساسي كما يقول الامام لكل الاديان السماوية بالاخص الاسلام كونه خاتم الرسالات، هو اقامة العدل بين البشر، وان هذه العدالة لايمكن ان تتحقق الا بتربية خاصة للانسان. كما ذكرت الدكتورة بتول ان الاسرة  لها الدور في بناء الانسان ، هذا الدور العظيم الذي يعتبره الامام اساسا لمشروعه ، بانه لايمكن ان تتم العدالة الا بتربية خاصة للانسان تُنمّي فيه الجوانب الخيرة والمحبة للاخرين، وان هذه التربية لايمكن ان تتوفر الا في كنف اسرة فاضلة تتعامل بحب واحترام.

المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
للامام في هذا المجال نصوص كثيرة ولكنني ساكتفي بنص واحد ورد في صحيفة الامام في الجزء الرابع ص 324 و325: (... الاسلام ، فهو دين الجميع بمعنى انه جاء لتربية كل البشر وفقا للصورة التي يريدها من العدالة، بحيث لايعتدي انسان على آخرو حتى بمقدار انملة، لايعتدي انسان على ولده او زوجته ولاتعتدي زوجة على زوجها ولا احد الاخوين على الاخر، ولا الرفاق بعضهم على بعض) انه يتحدث عن الاسلام، يريد تربية انسان عادل بكل معنى الكلمة، بتفكيره وعقله، عقله عقل انسان ، وكذلك ظاهره ظاهرا انسانيا، ومؤدبا بالاداب الانسانية، وهذا مايريد الاسلام تحقيقه.


وفي موضع اخر يقول: ( لهذا فالانسان الذي يُنشّأ في اسرة فضيلة بثقافة وتربية متعادلة...). اذن الاسرة عند الامام ليست مشروعا ثانويا، وانما هي صلب المشروع السياسي الكبير، الذي هو مشروع اقامة العدالة الانسانية، لذلك حرص الامام على ان يجسّد في سلوكه كل الخصال التي تمكّنه ان يقدم ليس فقط النموذج السياسي للقائد وانما ايضا نموذج الاسرة الفاضلة . وفيما نُقل من خواطر حول علاقة الامام باسرته وما سمعته انا، حيث كان لي حظ ان استمع بنفسي هذا الشئ من السيدة مصطفوي وهذا شرف كان لي، في بداية انتصار الثورة كان لنا لقاءات مع هؤلاء القادة النسوة اللاتي كن يقدن هذه الحركة النسائية في الجمهورية الاسلامية. ذكرن لي مباشرة بعض من هذه الخواطر واللمحات من حياة الامام الراحل. وانا استطيع بان الّخص المسألة واقول استطيع بان اللخص هذه العناوين الكبيرة للامام في حياته الاسرية في خمس قواعد اعتمدها الامام في التعامل مع زوجته واولاده.


القاعدة الاولى، بالانطلاق من مبدأه وما اكد عليه جميع المتحدثين قبلي، هي احترام التشريع الالهي واحترام الحقوق والواجبات التي الزم بها الاسلام كل من الزوج والزوجة، الابوين في الاسرة واعتماد المعاشرة الحسنة في تبني المسامحة والابتعاد عن السجال اللفظي وايجاد القيود التي لامبرر لها بين الزوجين، وهذه مسألة مهمة جدا وراقية جدا.

المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
تقول زوجة الامام بأنها في حياتها كلها لم يطلب منها الامام شيئا بصيغة الامر، وثقول السيدة مصطفوي لانه كان ملتزما بالحد الشرعي الذي يعتبر فيه بأن الزوجة ليست ملزمة بخدمة الزوج وانما هذا تطوعا منها ، فكان يطلب منها بصيغة الكناية، فيقول : هل يستطيع احد ان يحضر لي كذا... وانا لم ادخل في التفاصيل التي هي موجودة في كثير من النصوص.


وذكرت السيدة مصطفوي بانه كان يحب عندما يختلي بزوجته ان يغلق الباب ، ولكن عندما كانت زوجته تدخل من دون ان تغلق الباب خلفها كان هو بنفسه يقوم ويغلق الباب من دون ان يطلب منها هذا الامر.


كان يراعي الى حد كبيررغباتها وراحتها، ورد عن سيرة زوجة الامام بانها كانت تحب السفر، وكان الامام يلّبي هذه الرغبة لها بالرغم من حاجته بوجودها الدائم بسبب موقعه واعماله. واكثر من ذلك كان يهتم جدا بترتيب كل شي قبل رجوعها من السفر لكي تاتي وترى كل شيئا جاهزا منسجما مع سرورها وراحتها.


هناك قصص كثيرة جداً يروى بأنه في مرة من المرات كان في الغرفة ويريد سماع الاخبار وكانت نشرة الاخبار في التلفاز، فذهب الى غرفة اخرى لسماع الاخبار، عندما سألته زوجته عن سبب ذهابه الى الغرفة الثانية اجابها قائلا: احب ان اسمع الاخبار بصوت مرتفع اكثر واخاف ان ازعجكم.


نحن لانستطيع ان نذكر كل النماذج ، ولكن على قلتها، تدل كل واحد منها على ادلة وعناوين كبيرة ، يستطيع الانسان المؤمن ان يتأسى به . خاصة في هذه الظروف التي نجد بأن الاخلاقيات التي يجب ان تكون بين الازواج قد اعتراها الكثير من الضعف.


الامر الثاني الذي كان يحرص عليه الامام ويعتبره قاعدة وكان يقوله، وقاله لاقاربه ورواه عنه، هو ضرورة اظهار المودة والمحبة والعشق في الكلمات بين الزوج والزوجة، واهم مالفت لي نظري هو تلك الرسالة التي ارسلها الامام الى زوجته عندما كان في زيارة الى لبنان سنة 1933 ، الكلمات رقيقة جدا التي يعبّر فيها الامام عن فقدانه واشتياقه لزوجته، وعن اسفه لعدم وجودها معه لتنعم برؤية المناظر الجميلة، وهو يعلم بانها تحب السياحة وتحب بان تتعرف على المناظر الجميلة في لبنان، وكانت رسالة حب ، كما قالت السيدة مصطفوي قد يستغرب احد من قائد في هذا الموقع وفي هذه الصلابة وبهذه الحساسية كان يهتم بهذه اللفتات.


تقول حفيدته بان الامام عندما كانت تسافر زوجته كان يبدو مقطبا الوجه، وفي مرة من المرات احبّت ان تلاطفه فقالت له : هنيئا للسيدة بهذا الحب، فقال لها هنيئا لي لانها زوجتي، لانه كان معترف بجميلها بتضحيتها المتواصلة معه في نضاله وظروفه الصعبة التي كان يعيشها، وانها لم تعترض ولو لمرة على هذه الظروف، وهذا يدل على انها كانت امرأة تتمتع بمستوى راقي في التفكير والاهتمام بالشؤون الاجتماعية والسياسية.


كثيرة هي اللمحات. وتقول حفيدته لما كان هو في المستشفى وكان يعتريه المرض، كان كلما افاق من المرض اول مايسال عنه كان يقول : كيف حال السيدة.


ثالثا: من القواعدهي مراعات الاحترام.ان الاحترام مسألة اساسية ، كان الامام يصرّعلى احترام الاولاد للوالدين، واحترام الام قبل كل شئ، وكان يعتبرها قاعدة اساسية في المنزل.


تقول السيدة مصطفوي في مذكراتها : بان الامام عندما كان يجلس عند مائدة الطعام كان لايبدأ بالطعام قبل ان تحضر والدتها. وتذكر انه عندما كانوا في المنزل، كان الامام يصرّ جدا عليهم بضرورة احترام والدتهم، وعندما تزوجوا وخرجوا من المنزل، عندما كانوا يأتون لزيارة  والدهم كان يسألهم هل زرتم الوالدة، هل تفقدتم احوالها؟ وكان يقول لهم قبل ان تأتوا اليّ يجب ان تذهبوا اليها، وهذا منسجم مع ماذكرته الدكتورة بتول ، وهو منسجم مع رؤيته بان الاسرة هي مفتاح التغيير كما ذكرت سابقا، ولكن حتى تستطيع الاسرة ان تكون مفتاحا للتغيير، يجب ان تكون نموذجا للتعامل الانساني بين الزوج والزوجة.


عندما تُسأل السيدة مصطفوي  ماهي الارشادات التي كان يعطيكم اياها الامام: تقول : لم يكن يعطينا ارشادات كثيرة، وانما كان يتصرّف عمليا امامنا. هذه الشخصيات تعلمت بالعمل.هذا كان منهج الامام.


القاعدة الرابعة:بحكم اهتمامي بموضوع الاسرة، والمشاكل التي نجدها في الاسر، نقول ان المرأة هي محور في العملية التربوية في المنزل كما قال الامام : هي صانعة الاجيال، وبقدر ماتحمل من صفات وخصال خيرة تنعكس هذه الصفات لاولادها، وهذا لايعني بأن الاب ليس له دور في العملية التربوية. وهذا خطأ كبير في ان يُتصور، بان يقللوا دور الاباء في العملية التربوية.


الامام كان له في العملية التربوية دورين مهمين جدا. الدور الاول تحدثت عنه السيدة مصطفوي وهو ملاطفة الاولاد وفي الحنان على الاولاد، ولكن، والدور الثاني المهم هو انه كان حارسا للحدود الشرعية، وهذا ماتذكره السيدة مصطفوي وتقول : بانه كان شديد الغضب عندما يتعدى اي ولد الحدود الشرعية والواجبات ، لان المستحبات كانت متروكة لهمتهم . كان حازما لكن كما اوصى الاسلام حزم في لين. اذن الحزم هو دور الاب ولاتستطيع ان تقوم به الام.

المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
وانا اعتقد بأن الخلل الكبير في العملية التربوية الموجودة اليوم هو الحزم، الكثير من الاباء يعتقدون اليوم بانه يجب ان تكون علاقة طيبة بين الاب وابنه او بين الاب وابنته، ولكن هذا لايُلغي دور الحزم.


تصلني استشارات كثيرة من نساء يطالبون فقط ان يأخذ الاب دوره. يعني هو يُدلّع اكثر من الام ويتراخى اكثر من الام، وهذا لايمكنه ان يعطي نموذجا جيدا للاسرة.


كلمة اخيرة: كان للامام حرص وسعيع على متابعة العلم والاشتلااك في كل شئ اسمه نهضة اجتماعية، وهذا عمل مهم جدا تحدّى به الامام فيه النظرة السائدة، كما اشارت الاستاذة ايمان ، وحتى اُعيب على الامام سماحه لبناته الدخول الى الجامعة.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
مداخلة  الدكتور عباس خامه يار:


أنا التقيت قبل ثلاث سنوات بنائبة رئيس الجمهورية في بلغارية وهي باحثة في الشأن النسوي، قلت لها،نحن معشر الرجال نبحث في ايران لتاسيس لجنة للدفاع عن حقوق الرجل، هذه حقيقة، هل تطالبون اكثر مما اعطاكم الامام الخميني، فاذا كانت  بهذه الصورة يجب علينا ان نبحث معشر الرجال في ايران في لجنة للدفاع عن حقوق الرجل.
 
 الباحثة والكاتبة والمهتمة بشؤون المرأة والمستشارة التربوية في عالم الرياضيات من الجزائر الدكتورة الاستاذة نورة بولحية:

"بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين


عنوان مداخلتي هو "موقف الإمام الخميني قدس سره من المرأة ومكانتها وأدوارها في المجتمع".
 
من خلال اطلاعي على تراث الإمام الخميني قدس سره وخاصة في صحيفته الكبرى التي تضم خطبه وكلماته وبياناته وفتاواه [صحيفة الإمام].. استخلصت أنه الشخصية العلمية والدينية الكبرى التي استطاعت أن تعطي المرأة حقها، وفي كل المجالات.


وكان ذلك من أسباب نجاح الثورة الإسلامية، واستمرارها، ذلك أن المرأة تشكل عنصرا أساسيا في المجتمع، وإهمالها، وعدم  الاستفادة منها يؤدي إلى عدم القدرة على التجاوب الاجتماعي مع الثورة.


بناء على هذا سأذكر هنا باختصار بعض التجليات لموقف الإمام الخميني قدس سره من المرأة:

 

1 ـ  اعتراف الإمام الخميني قدس سره بدور المرأة في الثورة الإسلامية:

 

عند مطالعة خطب الإمام الخميني قدس سره، ومثله جميع قادة الثورة الإسلامية الإيرانية أو بياناتهم المختلفة، نجد شهادات كثيرة على الدور العظيم الذي قامت به المرأة، إلى درجة اعتبارها ركنا من أركان الثورة، وأنه لم تكن الثورة لتنجح من دونها، بل إن الإمام الخميني قدس سره يذهب إلى أبعد من ذلك، فيقول: (لو جردوا الأمم من النساء الشجاعات والمربيات للإنسان فسوف تهزم هذه الأمم وتؤول إلى الانحطاط). 


2 ـ جعل يوم خاص بالمرأة:


حيث وضع لها يوما خاصا بها، وبتكريمها، وهو يوم ولادة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ليذكر المجتمع بأن احترام المرأة احترام للزهراء ع، وقد قال مبينا سر هذا الاختيار: (مبارك للشعب الإيراني العظيم، وخصوصاً النساء المحترمات، يوم المرأة المبارك، اليوم المجيد لتلك الجوهرة اللامعة التي كانت على الأساس للفضائل الإنسانية والقيم العالية لخلافة الله في العالم) .


وفي خطبة له بتلك المناسبة في سنة الانتصار بتاريخ 20 جمادى الثانية 1399 هـ قال مخاطبا النساء: (يوم عظيم واجتماع كبير ومحل مبارك، يوم ولادة الزهراء المرضية، يوم المرأة. يوم انتصار المرأة، ويوم المرأة القدوة في العالم .. إن للمرأة دوراً كبيراً في المجتمع. المرأة هي مظهر تحقق آمال البشر، المرأة تربي جمعاً غفيراً من النساء والرجال العظماء .. يوم عظيم، اليوم ولادة امرأة تعدل جميع الرجال، امرأة نموذج للإنسان، امرأة تجلت فيها كل الحقيقة الإنسانية. إذا اليوم يوم عظيم. أنه يومكن أيتها النساء).


3 ـ  تذكيره للشعب الإيراني بقدرات المرأة ودعوته لتوظيفها:


ومن الأمثلة على ذلك قوله في بعض خطبه يذكر الأدوار الثورية للمرأة الإيرانية، فقال: (لقد أثبتت النساء في عصرنا أنهن تعدلن الرجال في الجهاد بل متقدمات عليهم .. إن نساء إيران جاهدن جهاداً إنسانياً عظيماً، وكذلك جاهدن جهاداً مالياً كبيراً .. إن هذه الطبقة المحترمة من النساء من أبناء جنوب طهران ومدينة قم وبقية المدن، هذه السيدات المحجبات، هذه المؤمنات اللاتي يمثلن مظهر العفاف، كنّ سابقات في النهضة في الإيثار بالمال أيضاً .. لقد آثرن المستضعفين بمجوهراتهن وحليّهن).


ولم تقتصر مشاركتهن على ذلك، بل يذكر الإمام الخميني قدس سره أن (مشاركتهن في النهضة أعظم من قيمة أعمال الرجال، لقد خرجن بجلابيب العفاف، واتحدت أصواتهن مع الرجال وحققن النصر، وقدّمن الآن للمستضعفين وبنية خالصة ما ادخرنه في أيام عمرهن .. إن لهذا قيمة، إن الأغنياء لو دفعوا الملايين لما كانت قيمتها كهذه).


4 ـ تصحيحه لمفهوم الحرية:


ذلك أن الشاه كان يدعو إلى الحرية السلبية للمرأة.. ولهذا نجد في خطب الإمام الخميني قدس سره الكثير من الردود على ذلك النوع من الحرية، والدعوة إلى الحرية المنضبطة، وقد قال في خطاب له ردا على أولئك الذين يتصورون أن المرأة التي قامت بالثورة هي المرأة المتحررة من القيم، لا الملتزمة بها ـ: (لقد رأينا أن العضو الفعّال الذي يمكنه العمل، والذي عمل لهذه الثورة وخدمها، هو أنتن [يقصد النساء الملتزمات] .. أنتن اللاتي نزلتن إلى الشوارع بهذا الوضع الذي أنتن عليه الآن وسرتن بالثورة قدماً .. أما اللاتي تربين على ثقافة النظام المباد، وساهمن في هذه الثورة، فهن اللاتي كان لهن وضع يشبه وضعكن. أما البقية اللواتي تمت تربيتهن بذلك الشكل فلم يكن لهن اهتمام بهذه المسائل. كما أن بعض الرجال أيضاً لم يكن لهم دور أبدا في هذه الثورة. وقد جاءوا الآن للاستيلاء على الغنائم. الآن وقد قامت هذه الطبقة المستضعفة، الطبقة التي يعتبرها الآخرون ضعيفة وقد كانت قوية بحمد الله، الطبقة التي يسميها هؤلاء بالطبقة الثالثة ـ وفي حقيقتها هي الطبقة الأولى وهم الطبقة الثالثة لجهنم بل السابعة ـ قامت هذه الطبقة بالعمل من أجل خدمة البلد، وحطمت السد الكبير وفتحت الطريق. فتدفق الآن السادة من أمريكا وأروبا إلى هنا للاستحواذ على الغنائم. بعض النساء اللاتي لم يكن لهن دور أصلًا في هذه الأحداث أتين الآن لجني الثمار .. أما أنتن فلا يوجد لديكن أية توقعات، حفظكن الله ومنّ عليكن بالسعادة، لقد كنتن خدم الإسلام، وكذلك الآن ولم تطالبن بشيء. لقد قمتن بالخدمة، وستقمن بها في المستقبل).

المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
وقال ردا على المغرضين الذين يتصورون أن وضع المرأة الإيرانية في عهد الشاه كان أفضل منه بعد انتصار الثورة: (إن المرأة قد ظلمت في مرحلتين، الأولى في الجاهلية، فالمرأة كانت في الجاهلية مظلومة، وقد منّ الإسلام على الإنسان بأن أنقذ المرأة من تلك المظلومية التي كانت تحت وطأتها .. والمرحلة الثانية لظلم المرأة كانت في إيران في عهد الشاه الأب والشاه الابن، حيث ظلمت المرأة تحت شعار تحرير المرأة .. لقد أسقطوا المرأة من المقام العزيز والشريف الذي كان لها، أسقطوها من ذلك المقام المعنوي وجعلوها سلعة من جملة السلع، وباسم الحرية، حرية النساء وحرية الرجال، سلبوا الحرية من الرجل والمرأة .. لقد أفسدوا أخلاق نساءنا وشبابنا .. لقد كان الشاه يرى بضرورة أن تحتل المرأة مكانها كـ (ساحرة) .. طبعاً كان ينظر للمرأة بتلك العين الحيوانية التي كانت له، بتلك النظرة المادية الوضيعة، يجب أن تكون ساحرة .. لقد أسقط المرأة من مقام الإنسانية إلى مرتبة حيوان، لقد أنزل المرأة من مقامها بحجة أنه يريد إعطاء مقام لها .. لقد جعل من المرأة دمية في حين أن المرأة إنسان، بل إنسان عظيم، المرأة مربيّة للمجتمع .. المرأة مربيّة للإنسان .. سعادة وشقاء الدول رهن وجود المرأة، فالمرأة بتربيتها الصحيحة تصنع الإنسان، وبتربيتها الصحيحة تحيي المجتمع .. والمرأة يجب أن تكون مبدأ جميع السعادات).


وقال: (لو رأيتم النساء في تلك الأوضاع التي كانوا يريدونها لهن باسم (تحرير النساء وتحرير الرجال) لأدركتم أن كل ذلك لم يكن غير خدعة وتضليل، لم يكن الرجال أحراراً ولا النساء، ولا حتى الصحف أو الإذاعة، أو أي شيء آخر، لم تكن الحرية هدفهم مطلقاً، صحيح أن اسمها والحديث عنها والدعاية لها كان يتردد بكثرة، إلا أن الحرية التي تقود شبابنا من الفتيان والفتيات إلى التيه والضياع، أنا أسمي هذه الحرية التي كانوا يدعون إليها بالحرية المستوردة... الحرية الاستعمارية، أي الحرية التي تسود البلدان التي يريدون لها أن تكون تابعة، هذه الحريات يأتون بها هدايا).


5 ـ ربط مكانة المرأة وأدوارها بالشريعة الإسلامية:


وفي ذلك يقول الإمام الخميني قدس سره: (إن المرأة في النظام الإسلامي تتمتع بالحقوق ذاتها التي يتمتع بها الرجل، بما في ذلك حق التعليم والعمل والتملك والانتخاب والترشيح، وفي مختلف المجالات التي يمارس الرجل دوره فيها، للمرأة الحق في ممارسة دورها..


بيد أن هناك أموراً تعد مزاولتها من قبل الرجل حراماً لأنها تقوده إلى المفاسد، وأخرى يحظر على المرأة مزاولتها لأنها توجد مفسدة. لقد أراد الإسلام للمرأة والرجل أن يحافظا على كيانهما الإنساني، فهو لا يريد للمرأة أن تصبح ألعوبة بيد الرجل، وإن ما يرددونه في الخارج من أن الإسلام يتعامل مع المرأة بخشونة وعنف لا أساس له من الصحة وهو دعاية باطلة يروج لها المغرضون، وإلا فإن الرجل والمرأة كلاهما يتمتع بصلاحيات في الإسلام. وإذا ما وجد تباين فهو عائد إلى طبيعتهما).


إن الإسلام لا يمنع من عمل المرأة مع الاحتشام ومراعاة الأحكام الشرعية يقول الإمام قدس سره: (فلتعمل المرأة ولكن بالحجاب. لا مانع من عملها في الدوائر الحكومية ولكن مع مراعاة الحجاب الشرعي والحفاظ على الشؤون الشرعية).
 
6 ـ دعوته لتعليم المرأة:


أكد الإمام الخميني قدس سره  على تعليم المرأة في الكثير من كلماته، يقول قدس سره: (من الآثار العظيمة لهذه النهضة هذا التحوّل الذي حصل لكم جميعاً، للنساء وللإخوة والأخوات، وهذا الشعور بالمسؤولية، إذ أن لدى كل واحد منا مسؤولية في هذا البلد، ومن ذلك مسؤولية التعليم... تعليم ما هو نافع في الدين والدنيا).


فالإمام لم يعتبر العلم حقاً للمرأة بل اعتبره مسؤولية، وبالتالي فهو يدخل في الواجبات لا في الحقوق فحسب، بل نجده يعتبر التعلم للرجال والنساء عبادة، يقول قدس سره: (أيها الأخوة والأخوات في الإيمان، انطلقوا في تعبئة طاقاتكم لإزالة هذا النقص المؤلم، استأصلوا جذور هذه المشكلة، التعليم والتعلم عبادة دعانا إليها الله تبارك وتعالى).


7 ـ دعوته النساء إلى القيام بدورهن في الأسرة والمجتمع:


ومن أقواله في ذلك: (على المرأة أن تساهم في مقدرات البلاد المصيرية)، وقال: (نحن ندعو لأن تحتل المرأة مكانتها الإنسانية السامية، ينبغي للمرأة أن تساهم في تحديد مصيرها).


ويقول: (إنكن أيتها النساء تحظين بشرف الأمومة... وإنكن بهذا الشرف مقدمات على الرجال... إن أول مدرسة يتعلم فيها الطفل هي حضن الأم، الأم الصالحة تربي طفلاً صالحاً. وإذا كانت الأم منحرفة ـ لا سمح الله ـ سوف ينشأ الطفل منحرفاً في أحضان هذه الأم، لأن العلاقة التي تربط الأطفال بالأم دونها أي علاقة أخرى، وما داموا في أحضان الأم، فإن كل ما يفكرون به وكل ما يتطلعون إليه يتلخص في الأم، وينظرون إليه من خلالها. إن كلام الأم وخْلقها وأفعالها تترك تأثيرها في الأطفال.. وسوف ينشأ هذا الطفل على تلك الأخلاق والأفعال بوحي من تقليده لأمه التي هي أسمى من يقلد)16.


8 ـ دعوته النساء إلى المشاركة السياسية:


لقد أكد الإمام على ضرورة مشاركة المرأة في الأمور السياسية وبناء النظام ومؤسساته بفعالية، وفي جميع المجالات، ومن هذه المجالات:


أـ المشاركة في الاستفتاء والانتخابات والترشيح: (من الأمور المهمة التي ينبغي التأكيد عليها مشاركة النساء الفاضلات والشجاعات في مختلف أنحاء إيران في الاستفتاء العام).


ب ـ الخوض في الشؤون السياسية: الشؤون السياسية والأعمال السياسية ليست مختصة بالرجال، بل للمرأة دور في هذا الإطار عليها أن تقوم به، بل يرى الإمام أنه من اللازم على المرأة المساهمة في القضايا السياسية، يقول قدس سره: (مثلما يجب على الرجال المساهمة في القضايا السياسية والحفاظ على مجتمعهم، يجب على النساء أيضاً المشاركة والحفاظ على المجتمع، يجب على النساء أيضاً المشاركة في النشاطات الاجتماعية والسياسية على قدم المساواة مع الرجال، بالطبع مع المحافظة على الشؤون التي أمر بها الإسلام والتي هي بحمد الله متحققة بالفعل في إيران).


9 ـ دعوته النساء إلى المشاركة في دعم الجبهات:


يقول قدس سره : (الجهاد غير واجب على النساء، ولكن الدفاع واجب على كل فرد في حدود القدرة والاستطاعة).


ويقول: (لقد غاب عن هؤلاء الذين يزرعون الخوف في نفوسكن من الحكومة الإسلامية، ويزعمون أنه إذا ما قامت الحكومة الإسلامية فسوف تحجر على النساء في البيوت، غاب عنهم أن النساء في صدر الإسلام كن يخرجن إلى الحرب، وكان معظمهن يعمل طوال الوقت في إسعاف المصابين ومداواة الجرحى).


المداخلات


الأستاذة الجامعية  والباحثة والمترجمة والمؤلفة من لبنان الدكتورة دلال عباس: 
 
وفي الحقيقة ما لدي هو حصيلة الثورة الإسلامية في إيران ، أنا وفقني الله أن أكون لسنة  قبل انتصار الثورة في إيران يعني أنا حضرت كل مقدمات الثورة وعدت إلى لبنان ليلة هرب الشاه من إيران ، بالنسبة لما سأقول لا يمكنني الآن أن أقول أي كلمة يمكن أن تضيف شيئاً إلى مقالات الأخوات يعني الدكتورة إيمان والدكتورة بتول ... الكلمات التي قيلت تكاملت يعني لم يبق هنالك أي كلمة يمكن أن نقولها ، السيدة أميرة سابقاً التقيت بها أكثر من مرة في مقابلات أيضا تلفزيونية معاً، الدكتورة نورا ربما كانت هي قريبة صديقنا الدكتور نور الدين الذي يهتم كثيرا بالشؤون الإيرانية، الكلمات المختصرة التي يمكن أن أقولها الآن ليست إضافة إلى ما قيل أو ربما اختصار لما يمكن أن نقوله عمليا عن الإمام الخميني (قدس) وعن دوره.


وأبدأ بالسلام على الإمام الخميني العظيم، يوم ولادته ويوم عروجه ويوم سيبعث حياً  ، الإمام الخميني لم يغير حياة المرأة المسلمة وحدها ، الإمام الخميني قلب المفاهيم والأفكار والمعتقدات على مستوى الكرة الأرضية أساسا ، ما قدمه للمرأة هو جزئية أو هو وجه من وجوه ما قدمه للبشرية ، المرأة مفردة من مفردات مشروعه الفكري والاجتهادي إذا تحدث عن المرأة أو اذا ضرب المرأة أنموذجا ومثالا  يمكن أن يحتذى.


وجعل إيران التي كانت  دولة ضعيفة تابعة للغرب ، جعلها وحيدة في البداية في مواجهة الاستكبار العالمي يستقطب الآن معها كل أحرار العالم ، المرأة المسلمة عمليا أعطاها القرآن الحقوق، لم تطبق حقوق المرأة عمليا إلا في حياة النبي (ص) وبعدها انتصار الثورة الإسلامية ، هذا أمر مؤكد و أنا اشتغلت على المرأة في العصر الجاهلي والمرأة في عصر الأندلس وليس فقط على المرأة في إيران، وأقول تحدثت عن المرأة الأندلسية قلت للعرب لماذا لم تعط المرأة حقوقها لأن العرب عربوا الإسلام يعني أضفوا على الإسلام معتقداتهم الجاهلية في ما يتعلق بالإجماع، ولم يسلموا بمعنى لم يطبّقوا الإسلام عملياً.


والمرأة الإيرانية اليوم التي تعمل في مختلف الميادين السياسية والعلمية والأدبية  وفي الجامعة، أنموذج للمرأة على مستوى الكرة الأرضية كلها ، من الممكن أن تعمل المرأة في مختلف الميادين وان تكون محتشمة  هذه الدكتورة بتول ... أنموذج عميدة ورئيسة قسم اللغة العربية وأستاذة في الجامعة ، كغيرها من الأستاذات . الآن المشاركات العربيات أنتِ صغيرة في السن لا تعرفين كيف عشنا نحن، قبل انتصار الثورة الإسلامية لم يكن في بيروت أو دمشق أو القاهرة كل هذه المدن الكبرى كل إمرأة متعلمة تعليما متوسطا تحمل الشهادة الابتدائية لا  يمكن أن تضع إيشارب يعني غطاء للرأس لأنو كان الحجاب أو غطاء الرأس أو الثياب المحتشمة  ، كانت دليلا على التخلف ، يعني نحن حين ذهبنا إلى الجامعة قلنا أو الجامعة أو من دون غطاء الرأس ، كان دليلا على أنها قروية او متخلفة وغير متعلمة وغير ذلك، الان المرأة الإيرانية هي النموذج التي يمكن أن يحتذى، أهمية ما قال الامام الخميني، لا كما يقول معظم علماء الدين، ان الإسلام أعطى حقوق المرأة كذا وكذا، فيمكن ان يكون هو نفسه لا يطبقها في بيته.


قدم النظرية وقدم الانموذج، وطبق هذه النظرية عمليا، كما قال الامام علي عليه السلام: من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تعليمه بسيرته قبل تعليمه بلسانه.


وأعطي مثلا على تأثير الامام الخميني  فيما أعطاه للمرأة، ما قالته احدى الصحف، المرأة الإيرانية بعيون غير إيرانية، ذكرت احدى الصحف النمساوية في العام في اواخر عام الفين، يعني كان المقال حديثا: "أن الغرب بقى يعد الحجاب لعشرين عاما، ضغطا على المرأة الإيرانية، وذلك بعد عشرين سنة من انتصار الثورة، ولكن هذا الامر جعلنا ننسى ان المرأة الإيرانية تتمتع بحقوق كاملة، ان المرأة الإيرانية مقارنة بالمرأة في بقية الدول الإسلامية، تحظى بمزيد من الحريات فبامكانها ان تعمل في المجال الإداري، أو نائب في مجلس الشورى، وتأمل النساء الايرانيات حاليا، ان يمنحهن المجلس الجديد، المزيد من الحريات، وقد حصلت فيمابعد. وتضيف الصحيفة ان القوانين الإدارية اتاحت للمرأة الإيرانية  فرصا كثيرة للمشاركة في المشاغل العامة، ومنذ  ان سادت ايران القوانين الدينية، بات الآباء يسمحون لبناته وزوجاتهم بالمشاركة بالعمل العام. يقول ان النساء في العالم يعلمن جيدا ان الانموذج الغربي للمرأة قد فشل".

المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
وهذا مهم بسبب لانه من كاتب غربي،  وكذلك الحركة النسوية قد فشلت، لأنها دمرت العلاقة والاواصر الزوجية بين الرجل والمرأة في الغرب وبين الأطفال وذويهم، وبين الصغار والكبار وتحولت المرأة إلى سلعة  في سوق التجارة من خلال ذاك الانموذج، الذي يستغل في كل الظروف، نحن عندما نقول سلعة ممكن ان يقال انتا نعادى الحضارة الغربية، لكن ان يقولها غربي بلسانه، ان المرأة أصبحت سلعة عندهم، ويرى الغربيون في الحجاب، اهانة للمفهوم الغربي للمرأة، لكن هذا دفع الكثير من الفتيات والنساء في سويسرا والمانيا وغيرها إلى اعتناق الإسلام، بعد الثورة الاسلامية الإيرانية من خلال الكتب التي كتبت عن الإسلام ووزعت في الغرب.


إذن الانموذج الذي قدمه الامام الخميني، عملياً، والمتمثل الان في النساء في إيران، اللواتي يعملن في مختلف المجالات، ورأينا باعيننا على التلفاز مشاهد طبيبات في المستشفيات الان في جائحة كورونا، وغيرها، وهن مرتديات للحجاب، يعني الحجاب هو رمز الهوية الإسلامية، في الوقت نفيه أعطيت المرأة حقوقها كاملة، ولسنا بحاجة إلى الكثير من التوضيح، للتأكيد على هذا الامر.


من الممكن ان نضيف شيئاً عن تجربة هذه السنة والنصف في ايران قبيل انتصار الثوة الاسلامية، فضلا عن الدور الذي ادته السيدة نصرت اميني المجتهدة الفاضلة، هذا الدور الذي ادته قبل الثورة وبعد الثورة.


والسلام عليكم".


الأستاذة المحاضرة في عدة جامعات والبروفيسورة في الجامعة اللبنانية، وعضو اتحاد الكتّاب والاديبة والشاعر والروائية "الدكتورة باسمة زين الدين":


في البداية اود ان اشكر المستشارية وسعادة المستشار على هذه الندوة الهامة، وخاصة انها تبحث في كنه شخصية من عظماء العالم وليس عظماء ايران.


أريد ان اقول ان شخصية الامام الخميني هي شخصية كبيرة والكبار في نظرنا لايرحلون، كما ان الكبار لايمكن ان يكون لهم نهاية، يعني الامام الخميني لايؤذن برحيل، مشواره وعطاءه ومسيرته لاتؤذن برحيل.


أود أن أقول عن الامام الخميني ان مشروعه كان الانسان، الإنسان في كل مراحله في الحياة، لم يكن الأمام الخميني ليخصص دراسة او عناية لأمر دون الاخر، بل كان منكبا على الأمور من كل جوابها، لذلك وهو كإنسان كان يتصرف بحياته، ولم يكن يسمح لحياته ان تتصرف به. بالرغم من ان حياة الامام كانت مليئة بالعواصف والمواقف التي لم يجرؤ البعض على النطق ببعض منها، وكان الامام يقف المواقف الجريئة الهامة.


ايضا الامام الخميني لم يسع إلى منصب، وهذا دليل ان الامام الخميني، لم يتعلق بالدنيا، كان تعلقه الدائم بمعشوقه الدائم، وقد كان الامام متماهيا في هذا العشق الإلهي، فكان لديه عالمه الخاص، الذي انعكس ترجمةً في أفعاله   وفي أقواله وفي مسيرته التي كانت زاخرة بالعطاء.


الامام الخميني قدس سره الشريف، كان يهتم بدقائق وتفاصيل الحياة لانه يؤمن بأن هذه الدقائق وهذه التفاصيل تؤدي إلى تفاصيل كبيرة، وهي التي تعطي أكلها بعد حين، هذه التفاصيل وهذه الدقائق البسيطة، قد لا يلتفت إليها الإنسان، والتي تؤدي متماسكة إلى بناء شخصيته فيما بعد، وقد كشف الامام الخميني عن مظاهر خداع كثيرة ما حول كلمات الامام إلى ثورة بحد ذاتها إلى طلقة من جديد إلى قوة محاربة.


واستطاع الامام ان يخلق الوعي، وهو الأساس في حركته، وهو الذي نشر الوعي، بالكلمة الصادقة المتمرسة، النابعة من العمق، من عمق تجربته وإيمان، ومن عمق استفاده من الواقع الذي كان يعيشه.


اما بالنسبة لموضوع المرأة، فاهتمام الامام بها لم يكن اهتمامها عابراً، ولم يكن لان المرأة ضعيفة، ولم يكن ليقوي المرأة، بل لايمان انه لو ان المرأة قرأت كتاباً، قرأ المجتمع باكمله الكتاب، لأنه يعلم تماما بأن للمرأة دور جبار في تغيير وجهة المجتمع، في الاصلاح الذي يمكن أن تترك له آثار وبصمة اساسية.

المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
أود القول بأن الامام كان على توازن كان ينظر إلى الإنسان، ولم يكن ينظر إلى الرجل بعينه، أو إلى امرأة بعينها، كما أشار انه أخذه من القرآن باعتبار الاية التي تقول "لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون"، عندما يقوم الإنسان بنظر الامام الخميني بدوره الطبيعي لا اظنه يتجاوز دور الآخرين، كان الانسان هو مشروع الامام قدس سره، والانسان تجاوز حدود الزمان والمكان، كان متجاوز كل العصور رضوان الله عليه، كان قد تجاوز عصره لا يقبل في فكره الحصار، لا يمكننا أن نحده في زمان ولا مكان، وحتى في يومنا هذا نرى أقواله وأفعاله، ومواقفه، نحتاجها اليوم وهي مدرسه لنا اليوم في كل لحاظ.


وحقق الامام المعادلة الصعبة عمق الكلام وصدق الأفعال، وهذه المعادلة لا يحققها الا الأنبياء والرسل، إضافة ان الامام حقق حلم الأنبياء، بناء على أنه أقام دولة الإسلام، ونقول أين الشاه اليوم، الشاه اليوم في المتاحف، حتى بيوته ومدخراته، ونسأل أين الامام اليوم، في قلوبنا وفي وجداننا وقولنا، إذن شتان بين الذي وصعناه جانبا، وبين الذي هو قدوة، هذه هي أهمية الامام انه لا يرحل ولا يغيب، وهو الذي آمن ان الكرة الأرضية ليست محمولة على القرن الأمريكي، بل هي محمولة على أكف المستضعفين، وهذه الأرض سيرثها هؤلاء.


إذن إيمانه المطلق بالله تعالى، وعشقه وتماهيه في هذه النظرة، كان مثالا ووريثا حقيقي للحسين عليه السلام، بحيث انه عندما كانت هناك مواقف صعبة، كان يقال له ابتعد او تجاوز، وكان يقول لهم وما حاجتي للحياة، اذا لم أقف هذه المواقف، وهكذا الحسين جده (ع) ، السيدة زينب في حين لم يستطع احد ان يتنفس في مجلس يزيد، خطبت خطبتها المشهورة، وهو حفيد هذه السيدة العظيمة، حيث كان يتكلم عندما جاء الشاه إلى أحد المكنة، ووقف امام الخميني، وداس بجزمته، فوقف الامام وذكره وقال له، لازال الحذاء موجوداً، اذا كنت تريده فنحن بالمرصاد، هذا هو الخميني، الذي كان في قلوب الأطفال قبل الكبار، وهو الذي أشار ان جنودي لا زالوا في بطون أمهاتهم، نحن كاساتذة في الجامعة، ونحن كمربين، وأصحاب مسؤولية، نقول لك نم قرير العين، ستبقى هذه الأقوال والأفعال، وهذه المدرسة العظيمة التي أنشأت، بفضل هذا الحفيد، هذا القائد العظيم السيد حسن نصرالله، سنكمل الطريق معك بالاجيال التي نعلم.


اريد ان اسال الأخوة في المستشارية الثقافية، وفي الجمهورية الإسلامية ولكل محبي الامام، ماذا أخذنا من هذا الفكر العظيم؟ وكيف نستطيع أن نكمل ما بدأه الامام؟ وهل نذكر الامام فقط في ذكراه؟ ام ان الامام الخميني، وعلى مدار الساعة يجب أن يكون واجبا كفريضة الصلاة، لأنه هو الذي انتسل الصلاة وانتسل الإسلام من هذا الغياب العميق الذي كان يراد له، وشكراً.

الأستاذة في الحوزة العلمية ومعهد السيدة الزهراء(س)، رئيسة جمعية "سبع سنابل" للعمل الخيري والثقافي، والمستشارة في الامور التربوية والاجتماعية والنفسية السيدة زهرة بدر الدين من لبنان :


السلام عليكم جميعاً، ونشكر جناب المستشار الدكتور عباس خامه يار وجميع المشاركات والمشاركين والحضور الكريم، وسلامي الى روح الله الخميني الذي جمعنا ويجمعنا دائما، وهذه عبارة اطلقها الشهيد الصدر رحمة الله عليه على الامام الخميني تُلخِص كل مشروع الامام الخميني رحمة الله عليه حيث قال: (ذوبوا في الامام كما ذاب هو في الاسلام)، وليس صلاح وانجاح مشروعا ما انما يرتبط باهداف ومبادئ واسس بقدر ما يرتبط بصفات ذاتية وشخصية وعلمية وجوانب ايضا معنوية تربط الشخص بالله سبحانه وتعالى وبمنهج اهل البيت، وهذا ماساعد وساهم في انجاح مشروعه الالهي، وايضا جعلت من هذا المشروع مدرسة ومنهجا دائماً يقتفي ويرتوي منه كل الاجيال.


ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم، هي بمثابة او بالاحرى جعلها الامام الخميني ينبوعاً فيه ماء سائغ كل من شربه ارتوى ويروي من حوله، وهذا الينبوع ليس خاص بمن حضر الثورة الاسلامية، وليس خاص بمن ذهب الى الجمهورية الاسلامية، وانما هو لكل جيل ولكل انسان يسمع بهذا المشروع ويتعلّم منه.


نعم هذا المشروع الالهي هو جاء به الامام الخميني لكل المناطق الجغرافية، ولذلك نجد الامام اكد على بناء الدولة الاسلامية، ومن احد اهم هذه الاركان في الدولة الاسلامية هي وجود المرأة  في الحكومة الاسلامية، ولولا المرأة  لم تنجح الحكومة، كما عبّر الامام  في كثير من العبارات التي سمعناها من الحضور.


 ان المرأة هي مربية الانسان، ولم يؤكد الامام على المرأة فحسب وانما اكد على الاسرة ايضا، الاسرة هي نواة المجتمع، ولذلك اعتبر المرأة والاسرة من اولويات هذا المشروع الالهي. ان الامام اول ما اقدم عليه هو انه منح للمرأة الثقة بنفسها وبقدراتها، هو آمن بها، آمن بها علميا وعمليا، واطلق لها الحركة ولكن بحدود الحجاب والعفة والحدود الاسلامية. نعم اعطاها الثقة وسمح لها لكي تدخل في المجالات والميادين الاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها، ولكن بشرط ان لايكون على حساب الاسرة او المنزل والابناء، ولذلك نجد وفي خطابات عديدة اكد وقال ان امومة الام هي شرف، وفي حديث لطيف جدا  يقول الامام: ان ليلة واحدة من سهر الام لطفلها تعادل سنين كدح وتعب اب ملتزم، وان الرأفة والرحمة التي تحملها نظرات الام ماهي الا تجلٍّ لرحمة ورأفة الله رب العالمين. وايضا يعتبر الامام الام مدرسة علمية ايمانية، ويعتبرذلك عمل عظيم جداً لاتقدر عليه غير الامهات. من هذا الكلام نقتفي بان دور الام ليس دوراً ثانوياً أبداً لافي الثورة الاسلامية ولافي خارج الجمهورية الاسلامية. نعم هو عمل عظيم ولهذا اعطاها الاولوية وكان لها الصدارة في حركتها في انتصار الجمهورية الاسلامية.

المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
هذه النظرة الجديدة التي تحمل الكثير من الافاق الى المرأة والاسرة. ساهمت في استمرار وبقاء الجمهورية الاسلامية الايرانية . المرأة مربية الانسان مجتهدا كان ام مقاوما ام انسانا عاديا... لذلك ركز على المرأة وعلى الاسرة وعلى دورها ، وعَكَسَ الروايات والايات الشريفة بكلماته التي تدخل القلب وترويه وتظل حافز لاستمرارية الاسرة والام ولكل من يسمع هذه الكلمات.


هذه الكلمات كلما سمعها انسان كلما وجدها جديدة، لانها تنسجم واحتياجاته على مر العصور. نعم هي نقطة جوهرية انعكست وتجاوزت الحدود الجغرافية لتصل الى كل العالم الاسلامي. ولذلك نحن نجد أي امرأة في أي بلد من العالم الاسلامي، تستفيد من هذا الفكر وهذه المدرسة الخمينية. ولذلك فهي تعتبر حركة لكل انسان يريد المعرفة او التفقه او يريد ان يربي اجيال ويمارس حقوقه، في اي مجال وفي اي صعيد من تلك الصعد، انما هي من رحم  تلك المدرسة الخمينية والمنهج المحمدي الاصيل.


نحن اليوم كنساء في العالم الاسلامي والعالم العربي، مسلمات ام غير مسلمات، طبعا نتحدث عن المسلمات بالخصوص لان هذا المشروع مشروع اسلامي.


نحن اليوم من خارج ايران نعتبر ان المرأة الايرانية هي قدوة لكل النساء في العالم، وهذا لايعطيها شرفا وميزة، وانما يحّملها مسؤولية تجاه نفسها وتجاه المرأة خارج ايران.


ايتها المرأة الايرانية ان اي امرأة في العالم تنظر اليك كقدوة، ونحن نقتفي هويتنا من هوية المرأة الايرانية مادامت على نهج الامام الخميني تقتفي اثاره. اذن هي مسؤولية على عاتق المرأة الايرانية تقتدي شكراً وتقتدي حفاظا على هذه النعمة وهذه المدرسةوعلى هذا الارث الالهي، حتىة يصل ليس فقط لنساء هذا الزمن بل لكل الاجيال حتى ظهور الامام المهدي "عج"


شكراً للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هي امنية، نحن  اليوم نتكلم عن الامام الخميني ودور المرأة، اتمنى من الحضور الكريم الذي كان اكثر من  رائع ، اتمنى نحن كمتطلعين بما يجري في ايران ان نحاول بان  نناضل من اجل تأسيس حركة  جامعة لهذه الوجوه الطيبة في وطننا العربي على الاقل لنستفيد، لاننا لانريد ان ننظر فقط ، نحن نستطيع ان ننقل هذه التجربة ونستفيد منهاونستطيع ان نُبيئها مع بيئتنا. فكيف نستطيع ان نبني هذا الجسر.


مداخلة الحاجة اميرة برغل:


ان مشروع الامام هو مشروع انسان، والحديث عن تهميش امرأة او تهميش رجل هو نتاج الثقافة الغربية ، اما مشروعنا فهو مشروع انسان ، ذكر وانثى.


الدكتورة دلال عباس:

وبالنسبة لامريكا اليوم احب ان اذكر شيئاً، ان الامام الخميني عندما احتل الطلبة الايرانيون السفارة الامريكية واحتجزوا افرادها سنة 1979 وجّه الامام الخميني نداء الى هؤلاء الطلبة لكي يسلموا النساء وأصحاب البسشرة السوداء الذين لم يثبت عليهم التجسس الى وزارة الخارجية وتعمل على اخراجهم من ايران فوراً وقال الامام حينها: ان للنساء في الاسلام مكانة خاصة، وان السود هم مظلومون ويخضعون في امريكا للتمييز العنصري وربما اجبروا على المجئ الى ايران، ولذلك ينبغي تخفيف عقوباتهم ولقد قمنا بهذا العمل تطبيقا لمفاهيم الاسلام.

المشارکات في ندوة بيروت يؤكدن:
مداخلة مشارك في الندوة : من استراليا


كل ما لدينا اليوم هو من هذا الامام العظيم، وكل لحظة اسلامية في العالم والعر بي والعالم الاسلامي هي من هذا العاالم الجليل الامام الخميني "قدس" فالسلام عليه يوم ولد ارتقى الى الرفيق الاعلى ويوم يبعث حياً.
 
مداخلة الدكتور عباس خامه يار:


أحب أن اشير كما قالت الدكتورة دلال عباس. بعد اربعين عاما من انتصار الثورة الاسلامية الايرانية، الامام الخميني من منطلق انساني كيف يعامل المرأة الامريكية والزنوج الامريكيين.

captcha