ایکنا

IQNA

المستشار الثقافي الايراني لدى لبنان:

المرأة بعد انتصار الثورة الاسلامیة نالت الكثير من حقوقها

11:07 - June 07, 2020
رمز الخبر: 3476844
بيروت ـ إکنا: أكد المستشار الثقافي الايراني لدى لبنان "الدكتور عباس خامه يار" أن المرأة بعد انتصار الثورة الاسلامية الايرانية نالت الكثير من حقوقها التي كانت محرومةً منها طوال عصور.

ونظمت المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان عصر الجمعة 5 يونيو / حزيران الجاري ندوة  إفتراضیة بعنوان "الأسرة في فكر الإمام الخميني‏ (رض)"  وذلك بالتعاون مع وکالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) وبمناسبة الذكرى السنوية الواحدة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني(رض).
 

وشاركت في هذه الندوة كل من  مدیرة مركز  دراسات المرأة في جامعة "الزهراء(س)" الايرانية "الدكتورة بتول مشكين فام"، والباحثة ومديرة مركز سكن للإرشاد والأسرة "الاستاذة الفاضلة الحاجة اميرة برغل" من لبنان، والناشطة في العمل النسوي الإسلامي "الاستاذة السيدة نورا بولحية" من الجزائر، و الأستاذة والباحثة، والكاتبة في علم الاجتماع "السيدة ايمان شمس الدين" من الكويت  بالاضافة الى كلمة كريمة الامام الخميني"قدس" السيدة الدكتورة زهراء مصطفوي، وأيضاً كلمة ترحيبية للمستشار الثقافي الايراني لدى لبنان الدكتور عباس خامه يار.
 
وأقيمت الندوة عبر تطبيق "Zoom Cloud Meeting" وأدارتها الأستاذة الجامعیة والإعلامیة اللبنانية د. ندی بدران.
 
بداية، ألقى المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الايرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار كلمة ترحيبية قال فيها:
 
"بسم الله الرحمن الرحيم

 السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته

«إنّه من وجود المرأة، يبلغُ الرجلُ معراجَه»

لعلّ مقولةَ الإمام هذه، خيرُ ما نقتبسُه من فلسفته ورؤيته لدور المرأة وأهمية التربية في المجتمع.

لقد رأينا صورةً للمرأة في الجاهلية الأولى، لم تكن سوى تجلٍّ لاحتقار هذا الإنسان- المرأة والنظر إليه بدونيةٍ وعار؛ ولقد رأينا صورةً للمرأة في العصر الحديث، في النموذج الغربي الاستعماري ثم الليبرالي، لم تكن أقلّ من نموذج الجاهلية احتقاراً للمرأة وإهانةً لكراماتها التي منحها إياها خالقُها.

وهذه الثغرة التاريخية في فهم شخصية المرأة وقابلياتِها ودورها في الحياة والمجتمع، لم تنفكّ تصاحبُ السلطات الجائرة والاستكبارية التي وجدت في المرأةِ المربّي والمعلّم الأكثر فاعليةً في البيت والمجتمع، فراحت تأسرُه تارةً بأغلالِ الجهل والظلم والقمع والوأدِ والقتل، وتارةً بأصفادِ التحرّر المسموم الذي لم يحرّر من المرأةِ إلا جسدّها، فبقيَ عقلُها محجوباً أمام إغواء التسليع المادي والنظرة المادية لهذا الكائن المقدّس.

ونحن إذ شهدنا بدايةَ النهوض والإصلاح في هذه النظرة مع علمائنا من أمثال الشهيد مطهّري والدكتور شريعتي تحديداً في رؤيته للمرأة المسلمة الفاطمية، عدنا وشهدنا ذلك القيامَ العظيم ما بعد ثورة الإمام روح الله الخميني (قده). منذ عدّة عقود والمرأة الإيرانية تثبتُ جدارتَها في ساحات العلم والعمل والفنّ والفقه إلى جانب دورها الأساس في التربية. تختلف نظرة الإمام ربما عن الكثيرين في شؤون المرأة التي قد يرى البعض حرجاً أو استحياءً من أن يدعوَها إلى مشاركة الرجل في كافة الميادين. إلا أن الإمام قالها وبدّد تلك الغشاوةَ التي أساءت فهم الإسلام: "إنه من وجود المرأة، يبلغُ الرجلُ معراجَه". وقد حصدت الجمهورية الإسلامية ثمارَ تلك العبارة وتلك الفلسفة التي فيها من العدل والتسامح والإسلام ما يدعو للتأمل ونفض الغبار عن المعتقدات البالية. تلك النظرة التي أكمل مسيرتَها الإمام الخامنئي دام ظله الشريف، الذي لطالما حثّ المرأة على تبوّؤ أهم مناصب السياسة والعسكر والعدل.

والمرأة بعد انتصار الثورة، نالت الكثير من حقوقها التي كانت محرومةً منها طوال عصور. وبذلك، أُعيدَت الصلابةُ لبُنيانِ العائلة الذي يرتكزُ على هذا المحور؛ الأم، نصف المجتمع والمربّي الأساس فيه.


كان الإمام الخميني(رض) إماماً فقيهاً وعارفاً متبحراً في معاني الإنسانية الأولى. فكان يرى الأطفال الصغار مظهراً من مظاهر الإنسان الأول، وصورةً عن فطرتنا الأولى الصافية. فكان يشاطرُ الصغارَ اللعب ويشاركهم أحاديثهم التي كان يعتبرها مهمّة. أسلوب الإمام مع الأطفال لم يكن محضَ سلوكٍ لبق. لقد كان انعكاساً لكامل فلسفته ورؤيته للتربية والتنشئة. كان يرى سماحتُه بأن التربية تبدأ من خلال إيجاد "القدوة" في حياة الأفراد. القدوة الأم، الأب. القدوة الحاكم ورجل السياسة، القدوة رجل الدين. وبالتالي، فإنّ بذرةَ إصلاح الأجيال والمجتمعات تبدأ من إصلاح الحاكم لنفسه وإصلاح رجل الدين والفقيه لنفسه، فيكونانِ بذلك قدوةً يحذو الشعبُ حذوها، حيث "كما تكونوا يولّى عليكم"!


لقد كان الإمام(ره) قريباً من الطفل ومن المرأة، ليس لضعفهما، وإنما لإدراكه وفهمه لتلك الهوّةِ الهائلة في تاريخ الوعي لوضعهما في المجتمع. فلا يلتبس على المرء بأنّ الغرب قد منح المرأة حقّها وكرامتها، وأحسنَ تربية الطفل وتعليمه! إننا حين نمعنُ النظر في رؤية الإمام – التي تطابق رؤية الإسلام- للمرأة والطفل، ندركُ بأنّ شعارات التحرّر والليبرالية الحديثة لا تختلفُ قيدَ أنمُلةٍ عن زمان الجهالةِ وتاريخ الموؤودة!

شكراً جزيلاً وكلنا اصغاء لاحاديثكم وافاضاتكم

والسلا عليكم ورحمة الله وبركاته".
 
captcha