ایکنا

IQNA

أردوغان يصدر قراراً رسمياً بافتتاح "آيا صوفيا" كمسجد للصلاة

10:07 - July 11, 2020
رمز الخبر: 3477310
أنقرة ـ إکنا: أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء أمس الجمعة (10 يوليو/ تموز)، قراراً رسمياً بافتتاح كاتدرائية "آيا صوفيا" كمسجد للصلاة.

وأشارت وكالة الأنباء التركية "الأناضول" إلى أن أردوغان أصدر قراراً رسمياً بتحويل إدارة "آيا صوفيا" إلى رئاسة الشؤون الدينية وافتتاحها مسجداً للصلاة.

وكان القضاء التركي قد ألغى قراراً من مجلس الوزراء التركي يعود لعام 1934، والذي يقضي بتحويل آيا صوفيا من مسجد إلى "متحف".
 
أردوغان: آيا صوفيا سيبقى تراثاً للبشرية مفتوحاً للجميع
 
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، أن مسجد "آيا صوفيا" سيبقى تراثاً إنسانياً، يفتح أبوابه أمام الجميع من مواطنين وأجانب وغير مسلمين.

جاء ذلك في كلمة له عقب إلغاء "المحكمة الإدارية العليا"، قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934، القاضي بتحويل "آيا صوفيا" في مدينة إسطنبول من مسجد إلى متحف.

وقال الرئيس أردوغان: "مثل جميع مساجدنا، ستفتح أبواب آيا صوفيا أمام الجميع من مواطنين وأجانب ومسلمين وغير مسلمين".

وشدد على أنّ "آيا صوفيا" ستبقى تراثاً مشتركاً للإنسانية، وستواصل احتضان الجميع بشكل أكثر صدقا وأصالة.

ودعا أردوغان الجميع إلى احترام القرار الذي اتخذته الهيئات القضائية والتنفيذية في تركيا بخصوص "آيا صوفيا"، معتبرًا أن أي موقف يتجاوز التعبير عن الآراء، "انتهاك للسيادة".

وأشار أنه من المقرر افتتاح "آيا صوفيا" للعبادة في 24 يوليو/ تموز الجاري بإقامة صلاة الجمعة، وأنه سيتم إلغاء رسوم الدخول إلى المسجد عقب رفع وضعية المتحف عنه.

ولفت الرئيس إلى أن حق التصرف بـ"آيا صوفيا" أمر متعلق بسيادة تركيا، مشيرا أن أنقرة تتقبل جميع وجهات النظر الدولية حول هذه المسألة.

وأوضح قائلاً: "هناك أكثر من 453 كنيسة وكنيسا في تركيا، وهذا المشهد يعد تجلياً لإدراكنا بأن اختلافاتنا تزيدنا ثراء".

وأكد أن حق الشعب التركي في "آيا صوفيا" لا يقل عن حق من أنشأه قبل 1500 عام، مضيفا أن "آيا صوفيا" يشهد اليوم إحياء جديدا كالذي شهده مراراً عبر التاريخ.

واعتبر أردوغان أن قرار تحويل "آيا صوفيا" إلى متحف الذي اتخذ إبان حكم الحزب الواحد، "إهانة للتاريخ وانتهاك للقوانين".

وقال إن "عودة العبادة إلى آيا صوفيا، بعث جديد قد تأخر، وإعادة افتتاحه بشارة نحو عودة الحرية للمسجد الأقصى".

واعتبر افتتاح "آيا صوفيا" كمسجد للعبادة هو حفاظ على التراث الثقافي المشترك للإنسانية، مؤكدًا أن "آيا صوفيا رمز عزمنا للحفاظ على أمانات شهدائنا ولو كان الثمن أرواحنا".

وشبه أردوغان منطق المصرّين على إبقاء "آيا صوفيا" متحفاً، بمنطق المطالبين بإغلاق الفاتيكان أمام العبادة وتحويله لمتحف.

وقال إن "آيا صوفيا" بعد 86 عاماً سيعود للخدمة كمسجد كما بُيّن في الوقف التابع للسلطان محمد الفاتح"، متمنيًا أن يجلب قرار إعادته إلى أصله، الخير للأمة الإسلامية والبشرية جمعاء.

وأكد أن وزارة الثقافة والسياحية، ورئاسة الشؤون الدينية في البلاد باشرتا على الفور بالترتيبات اللازمة في هذا الإطار.
 
ردود فعل على إعادة اعتبار "آيا صوفيا" مسجداً

وعلّق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الجمعة، على إعادة السلطات التركية "آيا صوفيا" كمسجد، وإلغاء قرار مجلس الوزراء لعام 1934 بتحويله لمتحف.
 
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، بأن الولايات المتحدة تشعر "بخيبة أمل" إثر قرار أنقرة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد مفتوح للصلاة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس: "نحن مدركون لحقيقة أن الحكومة التركية ستلتزم بإتاحة آيا صوفيا لجميع الزائرين، ونتطلع لسماع خطط أنقرة بشأن إشرافها المستمر على آيا صوفيا بما يضمن إمكانية أن يزور الجميع المكان من دون عائق".
 
من جهته أبدى الاتحاد الأوروبي، أسفه اليوم بشأن قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفتح مبنى آيا صوفيا بإسطنبول للصلاة فيه باعتباره مسجدا.

وقال جوزيف بوريل، كبير مسؤولي السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن "حكم مجلس الدولة التركي بإبطال أحد القرارات التاريخية لتركيا الحديثة وقرار الرئيس أردوغان بوضع هذا الأثر تحت إدارة رئاسة الشؤون الدينية مؤسفان" .
أردوغان يصدر قراراً رسمياً بافتتاح
ووصفت وزيرة الثقافة اليونانية، حكم المحكمة التركية بإعادة آيا صوفيا كسمجد، بـ"استفزاز صريح للعالم المتحضر" على حد وصفها.

وقالت وزيرة الثقافة لينا ميندوني، في بيان: "قرار اليوم، الذي جاء نتيجة الإرادة السياسية للرئيس (رجب طيب) أردوغان، استفزاز صريح للعالم المتحضر الذي يعترف بالقيمة الفريدة والطبيعة المسكونية لهذا المعلم الأثري".
 
بدورها أدانت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، قرار القضاء التركي.
 
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس" عن المتحدث باسم الكنيسة، فلاديمير ليغويدا، قوله: "نلاحظ أنه لم يتم الإصغاء إلى مخاوف ملايين المسيحيين". 
 
أبدت الولايات المتحدة الجمعة "خيبة أملها" إزاء تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، وحضّت السلطات على إتاحة زيارتها أمام الجميع على قدم المساواة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغان أورتيغاس: "خاب أملنا من قرار الحكومة التركية تغيير وضع آيا صوفيا".

وشددت على "تعهّد الحكومة التركية السماح للجميع بزيارة آيا صوفيا"، مضيفة "نحن نتطلّع إلى سماع خططها في ما يتعلّق بالإشراف المستمر على آيا صوفيا لضمان بقائها مفتوحة أمام الجميع من دون أي عوائق".
 
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثفاقة (يونسكو) إنها تأسف بشدة لقرار تركيا تحويل آيا صوفيا إلى مسجد.
 
وعبّرت مديرة المنظمة أودري أزولاي عن "الأسف الشديد لقرارات السلطات التركية، والتي اتخذت من دون حوار مسبق، لتعديل وضع آيا صوفيا"، بحسب بيان للمنظمة.

وأضاف البيان أيضا أن أزولاي عبرت عن قلقها للسفير التركي لدى المنظمة.

ونبهت إلى أن لجنة التراث العالمي ستناقش "حالة الحفاظ" على آيا صوفيا في اجتماعها المقبل.

وأضاف البيان: "تدعو يونسكو السلطات التركية إلى بدء حوار من دون تأخير، لمنع أي تأثير ضار على القيمة العالمية لهذا التراث الاستثنائي".

وحذرت من إجراء تغييرات على المداخل أو هيكل البناء، يمكن أن يعد انتهاكا لاتفاقية حماية التراث العالمي لعام 1972.
 
وألغت المحكمة الإدارية العليا، الجمعة، قرار مجلس الوزاء الصادر بتاريخ 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1934، بتحويل "آياصوفيا" بإسطنبول من مسجد إلى متحف.

وقال مجلس الدولة، إن "آياصوفيا" مدون في وثيقة سند الملكية بتوصيف مسجد ولا يمكن تغييره.
 
وصدر القرار المكون من 19 صفحة، عن "مجلس الدولة"، أعلى سلطة قضائية بالبلاد، وبالإجماع، بعد عقود من التجاذبات، ووسط توترات مع أطراف خارجية بشأنه، ولا سيما اليونان التي تعتبر أن "آيا صوفيا" إرث مرتبط بها. 

وعلى الفور، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المرسوم الجمهوري الخاص، باعتماد قرار مجلس الدولة، بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد.

ونشرت الجريدة الرسمية التركية، القرار الرئاسي بافتتاح "آيا صوفيا" للعبادة وتحويل إدارته إلى رئاسة الشؤون الدينية.

واقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقت سابق، استعادة وضع المسجد لموقع التراث العالمي لليونسكو، وهو نقطة محورية لكل من الإمبراطوريات البيزنطية والمسيحية والعثمانية المسلمة، وهو الآن أحد أكثر المعالم الأثرية زيارة في تركيا.

ودعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)،  أمس الجمعة، تركيا إلى عدم تحويل كاتدرائية آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، مشيرة إلى التزامات تركيا القانونية.

وجاء في بيان المنظمة: "آيا صوفيا، كجزء من مناطق إسطنبول الأثرية، تدخل في قائمة التراث العالمي كمتحف. يلحق بذلك عدد من الالتزامات والواجبات القانونية. بذلك يجب أن تضمن الدولة ألا تتغير القيمة الإجمالية الاستثنائية للمباني على هذه الأرض".

وقام مصطفى كمال أتاتورك بعد مرور عشرة أعوام على تأسيس الجمهورية العلمانية الحديثة، بتحويل المبنى الأثري إلى متحف بعد أن كان مسجدا في عهد الإمبراطورية العثمانية، التي حولته من كنيسة كاتدرائية إلى مسجد بعد فتح القسطنطينة وسقوط الإمبراطورية البيزنطية.

المصدر: وكالات
کلمات دلیلیة: أردوغان ، آیا صوفیا ، مسجد ، متحف
captcha