ایکنا

IQNA

إقامة ندوة الحج السنوية الكبرى الافتراضية في دورتها الـ45

8:41 - July 28, 2020
رمز الخبر: 3477557
مکة المكرمة ـ إکنا: افتتح وزير الحج والعمرة السعودي، الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، أمس الاثنين، أعمال ندوة الحج السنوية الكبرى الافتراضية في دورتها الـ 45 المقامة تحت عنوان "قواعد الصحة العامة وتطبيقاتها العلمية في ضوء التوجيهات والممارسات النبوية".
إفتتاح أعمال ندوة الحج السنوية الكبرى الافتراضية
وافتتح وزير الحج والعمرة السعودي، الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، أمس الاثنين، أعمال ندوة الحج السنوية الكبرى الافتراضية في دورتها الـ 45 المقامة تحت عنوان "قواعد الصحة العامة وتطبيقاتها العلمية في ضوء التوجيهات والممارسات النبوية"، وذلك بمشاركة عدد من الوزراء، والعلماء، ونخبة من الأطباء والاستشاريين، والفقهاء والشرعيين.

وبدأت أعمال الندوة بجلسة افتتاحية بعنوان "من الحج إلى العالم"، أدارها وزير الحج والعمرة، ولفت وزير الحج والعمرة الانتباه إلى أنه في هذا العام، وبالرغم من الظروف الصحية العالمية التي تجتاح العالم جراء تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19) بكثافة، فقد حرصت السعودية على أن يتم أداء الركن الخامس من أركان الإسلام بأمن وصحة وسلامة وتحت رعاية واهتمام وحرص بالغ لمن كتب الله لهم التمكن من أداء الفريضة واستطاعوا إلى الحج سبيلا.
 
وعقب ذلك ألقى وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة أشار فيها إلى حكمة الشريعة الإسلامية بأن جعلت حفظ الأنفس وسلامتها من الضرر عند أداء العبادات والقيام بالواجبات أمر له اعتباره، ولهذا أباحت للحاج ارتكاب محظورات الإحرام خشية أذى متوقع، وأباحت الفطر في رمضان عند الخوف على النفس، وإن المتأمل للنصوص الآمرة بالحج يجد أنها علقت حكم الحج بالاستطاعة، مستشهداً بقول الله تعالى: { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}.

وقال وزير الشؤون الإسلامية: "إن  موسم الحج هذا العام ومع هذه الجائحة يعيش الجميع في حال مختلفة وجديدة، حيث أثّرت على أحكام بعض التصرفات، ومنها الاجتماع والتقارب الجسدي والبقاء في البيوت وعدم الخروج إلا للضرورة، ووجهوا بأخذ أسباب التحرز عند الخروج".
 
وأفاد أن الوزارة قامت بإعداد خططها وتأطير أعمالها بما يتوافق مع التنظيمات والإجراءات الاحترازية التي تحفظ للحجاج صحتهم وسلامتهم، حيث هيأت مسجد نمرة ومسجد المشعر الحرام لحجاج بيت الله الحرام وفق التنظيمات المعتمدة صحياً التي تحقق التباعد الاحترازي، وكذلك تهيئة وتشغيل أنظمة تنقية الهواء داخل مسجد نمرة، إلى جانب تحديد المسارات للحجاج بملصقات إرشادية وبألوان مختلفة تساعد الحجاج على تنظيم دخولهم وخروجهم للمساجد، كذلك جُهز المسجدان بالمعقمات وجميع ما يحقق الاشتراطات الصحية.

وأبان أن الوزارة قامت أيضا بمجموعة من البرامج الدعوية والتوعوية لحث حجاج بيت الله الحرام على القيام بالنسك على الوجه الشرعي مع التقيد بالأنظمة والتعليمات التي تحفظ لهم أمنهم وسلامتهم وصحتهم، موضحا أن الوزارة استخدمت في مجال التوعوية هذا العام عدداً من الوسائل التقنية كالتطبيقات الإلكترونية والهاتف المجاني الذي يخدم ثمان لغات عالمية، والشاشات التفاعلية، وكلفت الوزارة عدداً من أصحاب الفضيلة لمرافقة الحجاج وتوعيتهم.
 
من جهته بيّن المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري أن عنوان الجلسة "من الحج إلى العالم" يهدف إلى الاستفادة من المعاني التي يمكن نقلها من ممارسات الحجيج عند بيت الله الحرام وفي المشاعر المقدسة لأن تكون حياة للمسلمين في جميع أنحاء العالم.

واستحضر معنى التوحيد لإفراد الله جل وعلا بالعبادة والتحلي بهذا الشعار، مؤكداً أن الحاج القادم إلى هذه البلاد المباركة يجد التوحيد شعاراً ظاهراً، والأمن حاضراً في جميع أقطارها، منذ بدء قدومهم وعند تواصلهم الإلكتروني إلى أن يصل إلى هذه المواطن الشريفة، حيث يستشعرون فضل الأمن ومكانته ويسعون إلى نقل هذه التجربة العظيمة التي تقوم بها هذه البلاد إلى بلدان العالم أجمع.

واستعرض عددا من الأمور التي يستفيد منها المسلم في رحلة حجّه المتمثلة في تعلم الحقائق الدينية في المحاضرات والخطب والمواعظ التي تُلقى في الحرمين الشريفين والمساجد وفي وسائل الإعلام، لما في ذلك من الأثر الجميل في تحسين التصورات وجعلها منطلقة بمعانٍ عظيمة مستقاة من كتاب الله عز وجل وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونقلها عبر وسائل الإعلام الأخرى للإسهام في تحسين التصورات.
إفتتاح أعمال ندوة الحج السنوية الكبرى الافتراضية
من جهته بيّن الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في كلمته أن الدين الإسلامي الحنيف تضمن قواعد راسخة في حماية الإنسان والحفاظ على صحته وفق الهدي النبوي الشريف، وأن أجلّ نعمة وأكبرها بعد الإسلام هي نعمة الصحة والعافية، وجعل نعمة الصحة والعافية بعد الإسلام مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم "سلو الله العافية فإنه لم يعط عبدٌ شيئاً أفضل من العافية".

وتناول الدكتور السديس عناية الإسلام بالصحة والعافية وفق ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية معدداً القواعد الفقهية والممارسات النبوية التي تؤكد الحرص على صحة الإنسان، ومنها الاهتمام بالصحة البدنية، وحفظ الصحة من خلال حسن تدبير المأكل والمشرب، والحرص على الصيام، والنهي عن المداومة عليه منعاً لإجهاد الجسم، والاهتمام بالنظافة البدنية واتباع تعاليم الدين الإسلامي الذي يحث على النظافة ويؤكد عليها إلى جانب ضرورة التداوي من الأمراض والعلل، والاهتمام بنظافة البيئة وحمايتها من الأمراض.

وبعد ذلك ألقى وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي كلمة أشار فيها إلى أن عنوان الجلسة الافتتاحية للندوة (منَ الحجِّ إلى العالمِ) يَرتبطُ بالإعلام وبما تحملُهُ وسائلُهُ الإعلاميةُ المختلفةُ من رسائلَ إعلاميةٍ تسهمُ في تحقيقِ المزيدِ من التكاملِ والتآخِي والتعارُفِ بينَ أبناءِ الأمةِ الإسلاميةِ، وكذلكَ تعريفِ العالمِ أجمعَ بسماحةِ ووسطيةِ الإسلامِ.

وقال الدكتور ماجد القصبي: "إن موسم حج هذا العامِ يمرُّ بظروف استثنائية بشأن جائحةِ كورونا، الذي نسألُ اللهَ سبحانَهُ وتعالَى أن يرفَعَها عاجلاً عن الإنسانيةِ جمعاءَ، التي بسبَبِها حرصَتِ  السعوديةُ على إقامته بأعدادٍ محدودةٍ جدًا للراغبينَ في أداءِ مناسِكِ الحجِّ من مختَلَفِ الجنسياتِ الموجودين داخلَ المملكةِ؛ حرصًا على إقامَةِ الشعيرةِ بشكلٍ آمنٍ صحيًا وبما يُحقِّقُ متطلباتِ الوقايةِ والتباعُدِ الاجتماعيِّ اللازمِ لضمانِ سلامةِ الحجاجِ".

وأوضح أنه انطلاقًا من دورِ وزارةِ الإعلامِ لإحداثِ المواكبةِ الإعلاميةِ لهذِهِ الفريضة ونقلِها لمختَلَفِ دولِ العالَمِ، ومعَ مراعاةِ التطورِ غيرِ المسبوقِ في استخدامِ وسائلِ الإعلامِ الجديدةِ (الإعلامِ الرقميِّ ، ومواقِعِ التواصلِ الاجتماعيِّ ) حيثُ أصبحَ كلُّ فردٍ محطَةً إعلاميةً لها تأثيرٌ على المتلقينَ، فقدْ شرَعَتِ الوزارَةُ في تنفيذِ خطةٍ إعلاميةٍ شاملة تراعِي التغطياتِ الإعلاميةِ الدوليةِ الحصريةِ والمباشرةِ مثل كلِّ عامٍ، لها مسارات للتغطيةِ عبرَ مجموعةٍ مختلفةٍ من المنصاتِ كالقنواتِ التلفزيونيةِ والإذاعيةِ، إضافةً إلى وِكالةِ الأنباءِ السعوديةِ بسبعِ لغاتٍ مختلفةٍ، ومركزي التواصلِ الحكوميِّ والدَّوليِّ.

ولفت وزير الإعلام المكلف الانتباه إلى أن الوزارة أطلقت بوابة إلكترونية إعلامية للحج لتكونَ نقطةَ التواصلِ معَ وسائلِ الإعلامِ المحليةِ والدَّوليةِ، يأتي من ضمنها "مركز الحج الإعلامي الافتراضي" الذي يهدف إلى تسهيل الحصول على المعلومات وتَوفير كافَّةِ الموادِّ الإعلاميةِ الخامِ كالصُّورِ والفيديوهاتِ الحصريةِ، واستقبال استفساراتِ الصحفيينَ المحليينَ والدَّوليينَ ومشاركاتهم في المؤتمراتِ الصحفيةِ المختلفةِ بِعدَةِ لغاتٍ، كما تمَّ تأسيسُ إدارةِ غرفةِ عملياتٍ إعلاميةٍ تعملُ على مدارِ الساعةِ لإعدادِ وتنسيقِ التغطيةِ الإعلاميةِ المتكاملةِ، وتزويد اتحادَيْ إذاعاتِ الدُّوَلِ العربيةِ، ووكالاتِ الأنباءِ الإسلاميةِ، وأكثرَ من 2500 منصةٍ إخباريةٍ دَوليةٍ ذاتِ انتشارٍ وتأثيرٍ على مستوى العالمِ بما يحتاجُونَهُ من موادَّ إعلاميةٍ.

وكان نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط قد ألقى كلمة في بداية الجلسة الافتتاحية أشار فيها إلى أن وزارة الحج والعمرة دأبت منذ 45 عاما على إقامة هذه الندوة كمنصة علمية عالمية تستقطب فيها كل عام علماء ومفكرين من كل فج عميق تعزيزا للتواصل العلمي والثقافي البنّاء بين المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي.

وأوضح أن الوزارة تسعى من خلال تنظيم هذه الندوة إلى أن تسهم الأوراق العملية المقدمة فيها وأطروحاتها الفكرية التي ستُعرض اليوم في تقديم حلول ومقترحات صحية مستمدة من الكتاب والسنة مدعّمة بالتجارب العلمية السريرية المتطورة التي يمكن أن تسهم في حل المشاكل الصحية.

المصدر: يونا
captcha