ایکنا

IQNA

ندوة تكريمية للدكتورة "دلال عباس" أستاذة اللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية

14:19 - January 15, 2021
رمز الخبر: 3479793
بيروت ـ إکنا: نظمت المستشارية الثقافية الإيرانية لدى لبنان، ندوة تكريمية للأستاذة الدكتورة "دلال عباس"(أستاذة الدراسات العليا والأدب المقارن واللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية) وذلك بحضور نخبة من أهل الفكر والادب والثقافة في لبنان وايران ومهتمين عبر تطبيق "زوم" (Zoom).
ندوة تكريمية للدكتورة 
ونظمت  المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان ومكتب التعاون العلمي الدولي بأكاديمية العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية في الجمهورية الاسلامية الايرانية،  وبالتعاون مع دائرة معارف العالم الإسلامي، بعد ظهر أمس الخميس 14 يناير الجاري ندوة تكريمية للأستاذة الدكتورة دلال عباس (أستاذة الدراسات العليا والأدب المقارن واللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية) وذلك بحضور نخبة من أهل الفكر والادب والثقافة في لبنان وايران ومهتمين  عبر تطبيق زوم.
 
الدكتورة  شكوه حسینی؛ مديرة مكتب التعاون العلمي الدولي لأكاديمية العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية في إیران

وبداية  تقديم من الدكتورة  شكوه حسینی مديرة مكتب التعاون العلمي الدولي لأكاديمية العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية في الجمهورية الاسلامية الايرانية, حيث  رحبت بالضيوف وقالت: "أفتخر ان اكون في حضرة د.دلال عباس استاذة الادب المقارن والادب الفارسي في الجامعة اللبنانية. واعرب عن فرحتي العارمة في اننا تشرفنا اليوم بتكريم هذه الشخصية العلمية والفكرية".

وأضافت  الدكتورة  شكوه حسینی بأن مكتب التعاون العلمي الدولي لأكاديمية العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية في الجمهورية الاسلامية الايرانية يهدف منذ فترة الى تكريم الاساتذة والقامات الايرانية في الخارج وكذلك الشخصيات غير الايرانية التي لعبت دوراً في الثقافة، الادب والفكر الايراني، وذلك من خلال برنامج بعنوان "ايران، آن سوى مرزها" وهو عبارة عن سلسلة ندوات تكريمية.
 
المستشار الثقافي الایراني لدى لبنان؛ الدكتور عباس خامه يار

ثم تحدث المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية  في لبنان الدكتور عباس خامه يار فأعتبر اننا نجتمع اليوم، في الحلقة الأولى من سلسلة ندوات تكريمية، للاحتفاء بقامة أدبية عربية لبنانية، تلعبُ منذ بداياتِها، دوراً ريادياً في التبادل الثقافي بين لبنان وإيران، أو العالم العربي وإيران. هي الأستاذة الدكتورة دلال عباس السيدة الجليلة التي تعدُّ خيرَ من شكّلَ صلةَ الوصلِ ما بين اللغتين، من أجل تقريب الثقافات وتعريف أبناء لغتها بالحضارة الفارسية والأدب الفارسي والشعر والفنّ الفارسي.

وأضاف الدكتور عباس خامه يار: يُقالُ الكثير عن هذه الشخصية، عن أخلاقها وعن إيمانها وحبها لأهل البيت عليهم السلام والاقتداء بهم وعن سيرتها الأكاديمية التربوية في الجامعة اللبنانية وعن بحوثها القيّمة في سائر مواضيع العرفان والأدب. لكني أودّ أن أشيرَ إلى دورها الأساسيّ في إعادة إحياء مجلة الدراسات الأدبية التي تنطلق اليوم بحلّتها الجديدة ومحتواها الأدبي القيّم ما بين الفارسية والعربية، هذه المجلة التي وضع الدكتور فيكتور الكك رحمه الله حجر بنائه الأول، ثم تسلّمت الدكتورة دلال الإشراف عليها ثم رئاسة التحرير اليوم. هذه المجلة التي تشكل مرجعاً هاماً للباحثين والطلبة في بداية مشوارهم الدراسي، لطالما قدّمت مخزوناً ثقافياً أدبياً كبيراً مترجماً باللغتين الفارسية والعربية، والدكتورة دلال عباس، من خلال شغفها باللغة الفارسية وآدابها وتحديداً في الأدب المقارن، لعبت الدور الأبرز في اختيار البحوث وانتخاب الأقلام العلمية الأدبية المحترفة، ولا ترضى بأدنى من ذلك، فهي تقرأ بعين النقدِ قبل أي شيء، وهو ما يجعلُ كل عملٍ يخرجُ من بين يديها، يكونُ في أرقى وأفضل حلّة وشكل.
 
ندوة تكريمية للدكتورة 
 
وتحدث عن  الدور البارز الآخر الذي يروقني أن أتحدث عنه شخصياً  قال الدكتور عباس خامه يار "هو إبرازُها لشخصية العالمة الفقيهة الإيرانية الإصفهانية السيدة نصرت أمين، وذلك في كتابها "نصرت أمين، مجتهدة عالمة في الزمن الصعب"، هذه العالمة التي ربما لم يسمع عنها العالم العربي الكثير أو لم يسمع عن شخصيتها أبداً، بسبب حاجز اللغة أولاً، غير أن الدكتورة دلال كانت من أوائل بل ربما أول من بلّغ العالم العربي برسالة هذه الفقيهة العارفة. فنجدُ أنها في كتابها تعرّفنا على هذه الشخصية بأخلاقها ومسيرتها وسلوكها، وتقدمها للمرأة العربية اللبنانية نموذجاً للمرأة المؤمنة المجاهدة والفقيهة العالِمة التي تحدّت عصرها القاجاري وما عاشته من ضغوطات كامرأةٍ مفكّرة رفضت التفاهة وانحطاط النساء الفكري في زمانها، وكانت خير داعيةٍ واعظة وعالِمة تحمل فكراً يشيرُ إليها الرجال والنساء ويحسدونها على ما حققته. يكادُ هذا الكتاب الذي وضعته الدكتورة دلال عباس بين يدي القارئ العربي عموماً، أن يكونَ قراءةً علميةً وبحثاً دقيقاً عن هذه الفقيهة، حيث يلمس القارئ بأنه يقرأ لنصرت أمين وليس لدلال عباس، فكأنها كانت نصرت أمين التي عرفتها دلال عباس ورأتها، فأحبّت أن توصلَ اسمَها إلى العالم بأسره، حرصاً منها على بنات جنسها، وعلى المرأة التي ماتزال تعيش بعد قرونٍ مضت، انحطاطاً أورثته إياه الحداثة الغربية حتى غابت عنها هذه الوجوه النسائية الفاضلة والعقول الأنثوية المفكرة التي أثبتت أن المرأة قادرةٌ على الاجتهاد وعلى أن تكونَ فقيهةً عالمةً يتبعها العلماء من الرجال والنساء".

الباحث الايراني  محمد مهدي شريعتمدار

من جهته، الباحث الايراني والمستشار الثقافی الایرانی السابق لدى لبنان محمد مهدي شريعتمدار كانت له كلمة فشدد على أنه شاء القدر أن تأتي المتخرجة من اللغة العربية وآدابها إلى بلدنا في أهم فترة من تاريخ إيران المعاصر عند اندلاع الثورة وانتصارها لتواكب الأحداث وتتعرف على الشيخ البهائي لتكتب عنه لاحقًا أطروحة الدكتوراه وتكون مثله سفيرة التثاقف بين البلدين.

واضاف شريعتمدار: كان من انجازات الدكتورة دلال عباس التعريف بأدب إيران المعاصر والاهتمام بالادب والثقافة والسياسة والقيم الوطنية والدينية والثورية  لايران والحضارة  الاسلامية، و الاعتناء بالتعددية الدينية والسياسية في ايران.

وأشار الى أن بحوثها الدينية والقرآنية كالقرآن والشعر، والقصة في القرآن وترجمة عدة كتب في المعارف الدينية لكتاب ايرانيين تدل على جهدها في صيانة القيم الدينية  والارتباط بين الادب والدين.

الشاعر محمد صالح سرخوه من دولة الكويت
 
وتحدث في الندوة، الشاعر الكويتي "محمد صالح سرخوه" فقال: لااتكلم عن أمي الروحية الدكتورة دلال عباس تحت اطار ومظلّة الاكاديمية، وانما سوف اتحدّث عن والدتي الدكتورة دلال عباس كنموذج لايخفى عن احد، بانه اثناء الانهيارات الاقتصادية والسياسية في البلدان، تنهار ايضا الجوانب الثقافية، تتحول ثقافة الانسان من الثقافة الهادفة والثقافة العلمية والثقافة الجادّة الى ثقافة المستهلك وثقافة الاستعراض، والسبب هو فقدان الانسان الشعور بالذات، بمعنى امام هذا الانهيار الاقتصادي والتسلّط ومصادرة الحياة السياسية والحياة الاجتماعية في مجتمع ما، ونحن نشهد ذلك في مجتمعاتنا الان يفقد الانسان، مهما كان انتماءه ومهما كان لونه وشكله، شعوره بالذات وشعوره بالقيمة، فيلجأ في ذلك الى ثقافة الاستهلاك وثقافة الاستعراض، فنجد على سبيل المثال هذا الكم الهائل من الشعراء والكتّاب ومن المستعرضين، كلّ يمارس دوره الاستعراضي تحت شعار معين، نجد ان فلان من الناس قرأ كتاباً او كتابين في الفلسفة او في الشعر فبات استاذاً يلقي دروساً او محاضرات، علما بان الناس تفقد ايضا المعرفة الجادة في التقييم، اذ لاتفرّق بين الحقيقي والمزيّف، فنجد انهم يميلون في الواقع الى هذا المستعرض واصحاب الثقافة الاستعراضية، لانهم في الواقع يرتقون فتقاً كبيراً في نفوس الناس، بمعنى ان الناس يرون انفسهم بلاقيمة فيلجأون الى المستعرض كي يدرأون هذا الفتق الحاصل في ارواحهم، وكي يشعروا بانفسهم بان الجميع مثلهم، وبانهم ذوي قيمة كبرى وعظيمة.
 
ندوة تكريمية للدكتورة 
 
قامت الدكتورة دلال عباس بالالتفات الى الشعرية الموجودة في القرآن الكريم، وفتح أبواب هذه اللغة المتأججة على الشعر الحديث والمجالات اللغوية الحديثة، مما يعتبر رقماً صعباً في المكتبة العربية التي لم تحظ بهكذا بحوث في السابق.

الأكاديمية اللبنانية الدكتورة  نعيمة محمد شكر

وقالت الدكتورة نعيمة محمد شكر إنه کلمتي ترتكز كلمتي على محاور عدة أهمها: 1 ـ أهمية الترجمة والانفتاح على الثقافات الاخرى، وذلك من خلال رصد انجازات الاستاذة دلال عباس في مجال الترجمة والتعريب، لجهة ادراكها لاهمية التواصل بين الادبين العربي والفارسي، وتوفيرها لقنوات جادّة وفعّالة في مجالات عدّة، فكرية واجتماعية ودينية وثقافية واجتماعية وتاريخية وعلمية وادبية، من خلال تقريبها بين الثقافات المتباينة، ومدّ جسور التاريخ الثقافي بين الشعبين، ودورها البارز في نقل كمّ هائل وكبير من النتاج الادبي الفارسي الى العربية، ايمانا منها في ان الادب القومي يتكامل مع الآداب الاخرى بوصفه صلات فنية تربط مابين الشعوب والدول بروابط انسانية.

2- قواعد الاختبار ( الجودة ـ الموضوع): ادركت الدكتورة دلال عباس حجم الدور الذي تؤديه ترجمتها في نقل النتاج الفارسي الى اللغة العربية، فاعتنت في اختيار موضوعاتها بما يتوافق ورؤيتها للواقع العربي، فتناولت في ترجماتها الدقيقة ولغتها البليغة، وذهنها الثاقب مواضيع وعناوين من جوهر المضامين الحداثية.

3- غيض من فيض ترجماتها: حققت الدكتورة دلال عباس نجاحاً كبيراً منذ أن ترجمت كتاب "التدين والنفاق بلسان القط والفأر" للشيخ البهائي، لتسهم بعدها اسهاماً فعّالاً في تعزيز التعاون بين الامتين، ولتتربع على عرش الادباء والمترجمين المحترمين، وذلك شهادة كبار الاساتذة والادباء ولتكون صلة وصل ما بين لبنان وايران، ولتغوص بعدها بشكل اعمق في جواهر النثر، الشعر، والسياسة، والفقه، واستجلاء خفايا النصوص، لتنجح ايضاً في نقل كتابات كبائر الادباء الابرانيين، امثال بروين اعتصامي التي حاربت الفقر والظواهر الاجتماعية الظالمة، ونيما يوشيج و ..... ، وليكون لها دور بارز في تحقيق مئات المقالات التي تزخر بالتراث الادبي في موسوعة "دائرة المعارف الاسلامية"، ولتُوكل اليها مهمة ترجمة كتاب "ولاية الفقيه الديمقراطية"، و"الاسلام والمسلمون في فرنسا"، و"جدلية الحرية والعبودية".
 
الدكتور محمد فراس حلباوي، المدرس في قسم اللغة الفارسية وآدابها بجامعة دمشق
 
ثم تحدث الدكتور فراس حلباوي من سوريا, وكان عنوان كلمته:" دلال ... منمنمة ثورية، عاملية صوفية", ومما جاء في الكلمة: "في مقطع زمني عايشته الأستاذة دلال كانت تباشير فجر جديد ترتسم إشراقاته في سماء إيران، فأمواج الثورة العاتية كانت تضرب صخور الاستبداد والظلم الصلدة، وكانت جموع الثوار آنذاك تصدح في سوح النضال بصرخات مدويّة مناوئة للظلم والاستبداد والعمالة، وكما تخبرنا السيدة دلال فإن هذه الثورة كانت قد تأججت على وقع دندنات أوتار فكرية وثقافية ومعرفية، فكان الثائرون يرددون شعارات مستلهمة من الشعر العرفاني الفارسي لحافظ الشيرازي.

وأضاف أن "الأستاذة دلال" هذه السيدة القادمة من جبل عامل كانت قد سمعت وعايشت بأحاسيسها وعواطفها هذه الوقائع وتماهت معها فكان أن تعرفت على الشيخ البهائي الذي كان قد جاء من جبل عامل أيضا وجعلته أستاذاً ومراداً لها متمثلة كما هو حال الشعب الإيراني بهذا البيت الشعري أيضاً لحافظ الشيرازي:

"قطع اين مرحله بى همرهى خضر مكن      ظلمات است بترس از خطر گمراهی".

وأنست به وغدا صديقها وملازمها ومعلمها وحين عادت إلى موطنها كانت ثمة رغبة جامحة تلح عليها لإكمال هذا المشروع المعرفي، وبالفعل أتمت ما كانت تبتغيه وأينعت ثماره، وتابعت دلال رحلتها فقد كان أجدادها كما تروي في خاطرة لها بعنوان جبل عامل – أرض الشهداء والعلماء سليلي قبيلة عاملة التي هاجرت موطنها إثر انهيار سد مأرب وأن ثائراً من أرض الحجاز بعد قرون من الزمن همّ بالرحيل والتوّجه نحو الربذة فودّعه أمير البيان -الذي شغفت به دلال وأحبته منذ نعومة أظفارها-ليقول له:

"يا أبا ذر إنك غضبت لله فارجو من غضبت له، إن القوم خافوك على دينك فاترك في أيديهم ما خافوك عليه واهرب منهم بما خفتهم عليه .... " وكان ذلك الغضب والروح الثورية لدى أبي ذر منطلقاً لجموع من العلماء وقوافل الشهداء ولقاء كان قد هيّأ له القدر بين الشيخ البهائي والسيدة دلال".
 
ندوة تكريمية للدكتورة 
 
وفی تفاعل آخر لها مع القرآن الكريم تمخر سفينتها عباب القصص القرآني فتتحدث عن الحسن والجمال المتمثل بيوسف عليه السلام وتحلل هذه القصة التي لطالما كانت محط انظار الظامئين والتواقين للوحات الوصال والهجران، فنجد أنفسنا تارة أخرى مع دلال تروي لنا حكاية تناولها العشاق والأدباء الإيرانيون، فيوسف سوف يعود إلى كنعان وإلى مسقط رأسه فلا تحزنن وبيت الأحوان سوف يغدو روضة من الورد فلا تحزنن...

"يوسف گم گشته باز آید به کنعان غم مخور    کلبه احزان شود روزی گلستان غم مخور".

فیوسف لديها رمز الروح الجميلة الوديعة التي هي من أمر ربها "قل الروح من أمر ربي" لكنها هبطت وأقصيت وأبعدت عن منبتها ومسقط رأسها وها هي تشعر بالغربة والفراق ولا زالت تحن إلى معشوقها الأزلي:

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى     ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى         وحنينه أبداً للمنزل الأول

الاعلامي والكاتب والمحلل السياسي اللبناني الدكتور حبيب فياض

أما الدكتور حبيب فياض  فألقى كلمة أكد فيها على أنه كان لديّه خمس عناوين سيتحدّث عنها، ومن هذه العناوين:

العنوان الاول هو: دلال عباس الام وربة المنزل

العنوان الثاني: دلال عباس المربية

العنوان الثالث: دلال عباس الاكاديمية

العنوان الرابع: الشخصية المعنوية لدلال عباس

العنوان الخامس: الشخصية الفكرية لدلال عباس

وقال الدكتور حبيب فياض: واكبت الدكتورة دلال عباس في الجامعة اللبنانية حيث عملنا معاً وكنّا معاً، من دون مبالغة، ومعروف عني بأنني لا احب ان ابالغ في الوصف للاشخاص. طوال مسيرتي الاكاديمية لم اجد استاذاً جامعياً حريصاً على مصلحة الطلاب، خادماً بكل ما للكلمة من معنى الطلاب في امورهم البحثية والتعليمية، كما كانت الدكتورة دلال عباس، بل استطيع ان اقول بان الاساتذة في الجامعة وانا واحد منهم  بكل بساطة يقولون للطالب "لا" عندما يطلب الطالب خدمة معينة، ولكن استطيع ان اجزم بان الدكتورة دلال عباس كانت تضع من وقتها وجهدها وامكانياتها في سبيل خدمة الطلاب، سواء من ناحية التعليم او الارشاد او التوجيه او الاشراف او المتابعة، او تقديم النصح على المستوى الاكاديمي.
 
وأشار الى أن علاقة الدكتورة دلال عباس مع الطلاب لم تكن مقتصرة على الجانب التعليمي والاكاديمي، بكل بساطة لايمكن ان يكون هناك طالب قد تعرّف على الدكتورة دلال عباس ودرس عندها، الا واستفاد منها في امور خارج اطار البحث الاكاديمي والتعليم، وبعبارة اخرى، التجربة الحياتية التي خاضتها الدكتورة دلال عباس، استطاعت ان تقوم بعملية اعادة توصيف لها ووضعها في خدمة الطلاب.
 
رئيس أكاديمية اللغة الفارسية وآدابها الدكتور غلام علي  حداد عادل

والكلمة الاخيرة وقبل كلمة المحتفى بها كانت لرئيس أكاديمية اللغة الفارسية وآدابها، والرئيس الأسبق للبرلمان الايراني، وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام والمجلس الأعلى للثورة الثقافية في الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور غلام علي حداد عادل  والذي أشاد بانجازات الدكتورة دلال عباس فقال:  قامت الدكتورة دلال عباس بترجمة 12 كتاباً من أعمالي الـ27 في دائرة المعارف للعالم الإسلامي الى العربية. ومن هذه الاعمال اشرفت الدكتورة دلال عباس علمياً على تصحيح كل هذه المقالات، وقامت بترجمة 1000 مقالة من اصل 1200 مقالة بنفسها.
 
ندوة تكريمية للدكتورة 
وأضاف  حداد عادل وقد كان لها الدور البارز في التبادل المعرفي بين ايران والعالم العربي الاسلامي حيث شكلت الدكتورة دلال عباس دائماً  صلة وصل بين الثقافتين العربية والفارسية.
 
الدكتورة دلال عباس؛ أستاذة اللغة الفارسية في الجامعة اللبنانية

وفي الختام وكانت كلمة للمحتفى بها الدكتورة  دلال عباس فقالت: "بدأت حكايتي مع اللغة الفارسيّة وآدابها، وإيران وثقافتها، مذْ كنت طالبةً في الجامعة اللبنانيّة في أواخر العقد السادس من القرن العشرين الميلادي، في قسم اللغة العربيّة وآدابها، كنا ندرس اللغة الفارسيّة: بمعدّل ساعتين أسبوعيًّا، كان لأستاذنا الدكتور أحمد لواساني طريقة تدريسه، والمعلوماتُ الإضافيّة التي كان يستطرد إليها، جعلتني أعشق هذه اللغة وأعشق الشعراء الذين أسمعنا بعضَ شعرهم. كانت أمنيةً صعبة التحقّق فكرةُ السفر حينها إلى إيران لمتابعة الدراسة، تابعتُ دراستي العليا في الأدب الأندلسيّ، ونسيتُ موضوع إيران واللغة الفارسيّة".

وبعد عشر سنوات شاءتِ الأقدار أن تتحقق الأمنية القديمة، قبل انتصار الثورة الإسلاميّة بسنتين، في أواخر العام ١٩٧٦ في حمأة الحرب الداخليّة في لبنان والاعتداءات الإسرائيليّة  على الجنوب حيثُ نقيم. سافرنا إلى إيران زوجي لعملٍ هناك ندَبته إليه الشركة الألمانيّة التي كان يعمل فيها، وأنا بنيّة التسجيل للدكتوراه وفي إيران سمعت لأوّل مرةٍ في حياتي اسمَ بهاء الدين العامليّ، فقرّرتُ في اللحظة عينها أن يكون موضوع أطروحتي الدكتوريّة، وبدأت العمل وجمع المعلومات والتوثيق.
 
وأضافت الدكتورة  دلال عباس وفي الوقت نفسه كنت أتابع من قرب ما كان يجري في إيران في تلك المرحلة التاريخيّة المفصليّة قُبيل انتصار الثورة الإسلاميّة، التي عرفتُ من قربٍ مقدّماتها وتفاصيلِها كلّها، كان المبنى الذي نسكن فيه ملك عائلة من مؤيّدي الثورة الاسلاميّة، عرّفت منهم الكثير ممّا كان يجري. وقبل شهر من عودة الإمام إلى إيران، عدنا إلى الجنوب اللبناني المعرّض باستمرار للاعتداءات الإسرائيليّة.
 
والسنتان اللتان عشتهما في طهران، أتاحتا لي معرفة واسعة بالأوضاع الثقافيّة والسياسيّة والتاريخيّة، من خلال التلفاز لاسيّما التلفزيون التعليمي، وقراءة الصحف ومحادثة الأساتذة والطلاب الإيرانيين والأجانب والجيران وعامة الناس، وفي لبنان تابعت التحقيق والبحث حول موضوع بهاء الدين العاملي، وبدأت ترجمة النصوص التاريخيّة والأدبيّة المرتبطة بموضوع اطروحتي التي عدتُ وأنجزتها في لبنان  بإشراف أستاذي المرحوم الدكتور أحمد لواساني أيضاً.
 
ندوة تكريمية للدكتورة 

وأكدت الدكتورة  دلال عباس انه "بات في ما بعد لزامًا عليّ أن أوصل ما أعرف عن إيران ثورةً وثقافةً إلى المهتمين الذين لا يعرفون الفارسيّة، أو لتصحيح أفكارٍ مغلوطةٍ في أذهانهم عن إيران وعن الثورة الإسلاميّة".

وختمت الدكتورة  دلال عباس كلمتها "ظلّ الشيخ البهائي صلة الوصل بيني وبين إيران الإسلاميّة، عرّفني الفرق بين التيارات الفقهيّة، والمعنى العملي للتمييز بين الظاهر والباطن في الإسلام... فهو كان عنوان التيار الاجتهاديّ في إيران؛ حاملًا إليها تراث الشهيدين الأول والثاني العامليّين، وأستاذا للملا صدرا ومحسن فيض الإيرانيّين ، هذا التيار الاجتهاديّ في الإسلام، الذي ركّز علماء جبل عامل في إيران ركائزه، هو الذي ينتمي إليه الإمام الخمينيّ والسيّد الخامنئيّ.  كان الشيخ البهائي كذلك صلةَ الوصل بيني وبين الشعراء  العرفانيّين الذين تأثّر بهم... والثورةُ الإسلاميّة عزّزت لديّ فكرة الصراع الدائم بين الحقّ والباطل بين النبيّ (ص) وعتاة قريش، بين الحسين (ع) ويزيد، وبين فنزويلا وأميركا الشيطان الأكبر".
captcha