وأكد المرجع الديني آية الله الشيخ جعفر السبحاني على ضرورة العمل لمنع تحول منطقة قره باغ المحررة في أذربيجان، إلى بؤرة للوهابية والجماعات التكفيرية وذلك في ظل ما قام به أنصار الوهابية في هذه المنطقة الاستراتيجية من استثمار ونشاط تبليغي.
وجاء ذلك في بيان للمرجع السبحاني وجهه لمؤتمر عالمي حول منطقة قره باغ أقامه في مدينة قم المقدسة مركز إدارة الحوزات العلمية في إيران أمس الاثنين.
وأشار سماحته إن البلدان الإسلامية شهدت في القرون الأخيرة ظهور العديد من التيارات التي ساهمت في تقسيم أو احتلال البلدان الإسلامية من قبل دول غير إسلامية.
وبين المرجع السبحاني أن أذربيجان لطالما كانت مهداً للتشيع فقدمت ثلة من كبار العلماء مثل الميرزا مجتهد القره باغي، وزين العابدين الشيرواني، وعبد الحسين اللنكراني، والميرزا مهدي النخجواني.
وتابع أستاذ الحوزة العلمية في قم، وفقاً للبيان، إن الجمهورية الإسلامية وقفت إلى جانب الشعب الأذربيجاني منذ أن فتح الاتحاد السوفييتي حدوده أمام إيران، فكانت داعمة للتوصل بين البلدين ثقافياً وعلمياً ودينياً.
وأضاف سماحته بالقول: الآن وبعد أن سيطرت جمهورية أذربيجان على المناطق المحتلة، أود أن أذكركم بالنقاط التالية:
لطالما كانت أرض قره باغ تابعة لأذربيجان وكان احتلالها غير شرعي، ويجب إعادة الأراضي المحتلة إلى الدول الإسلامية ويجب أن يلتزم الجانبان بالمعاهدات الدولية.
يجب توخي الحذر من عدم تحول هذه المنطقة إلى بؤرة للوهابية والجماعات التكفيرية والإرهابية. فلا يخفى علي إن الوهابيين بادروا ومنذ عدة سنوات إلى الاستثمار والتبليغ في هذه المنطقة الاستراتيجية.
إن أعداء الإسلام يحيكون المؤمرات ضد استقلال وعقيدة هذا البلد. فتاريخ التشيع فيه يضرب في القدم، فاحذروا من شرهم ومن مؤامراتهم.
عاملو الأرمن في المناطق المحررة بخلق إسلامي فلا تضطهدوهم وتسببوا لهم الأذى، فالله تعالى قال في القرآن الكريم: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون).
وفي ختام بيانه، دعا المرجع السبحاني، الرحمة والمغفرة لأرواح جميع الذين حموا هذه الأرض والمياه، وخاصة للطلاب الأذربيجانيين، الذين استشهد عدد منهم في الدفاع عن قره باغ. حقق بعضهم أيضًا الاستشهاد بنعمة عالية.
وبدوره، قال نائب رئيس مجلس الشورى الإسلامي الايراني "علي نكزاد" ان النظام الإسلامي من حيث المعرفة التقنية والهندسة العالية بامكانه أن يتخذ تدابير قيمة في أذربيجان لإعادة بناء وتحديث ونقل التكنولوجيا التقنية إلى البلد الجار.
وأوضح علي نكزاد ، صباح أمس الاثنين في كلمته امام المؤتمر الدولي في مدينة قم برعاية ادارة الحوزات العلمية في البلاد، بعنوان "قرة باغ 17 ربيع، افضل خطاب حول قرة باغ" أن مبادئنا الثابتة في السياسة الخارجية تقوم على الحكمة والمصالح، والنظام الإسلامي بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين يدعم المظلوم في مواجهة الظالم أينما كان.
وأشار رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الإيرانية ـ الأذربيجانية الى الوجود الاقتصادي للجمهورية الإسلامية في جمهورية أذربيجان وناغورني قره باغ، قائلاً: "لا شك في أن ناغورني قره باغ محتلة من قبل أرمينيا ويجب تحريرها. وأي حرب تلحق الضرر بجميع البلدان وان قره باغ هي ملك للمسلمين، ووفقًا للمبادئ الدينية، يجب علينا الحفاظ على أمن الأرمن وحقوقهم المشروعة.
المصدر: وكالات