ایکنا

IQNA

محاضرون في مؤتمر بيروت يؤكدون:

الدبلوماسي الراحل "شيخ الإسلام" كان مهتماً بالقدس والمقاومة/ بذل ما بوسعه لتوحيد المسلمين

14:08 - March 11, 2021
رمز الخبر: 3480464
بیروت ـ إکنا: أكد علماء وسياسيون مشاركون في مؤتمر تأبيني نظمته جبهة العمل الإسلامي في لبنان والمستشارية الثقافية الإيرانية لدى بيروت، لإحياء ذكرى مرور عام على رحيل الدبلوماسي الإيراني "حسين شيخ الإسلام" أن الراحل كان كان أنيساً لفلسطين ولبنان، وبذل ما بوسعه لتحرير القدس، وتوحيد وتقريب كل العالم الإسلامي.
الدبلوماسي الراحل
ونظمت جبهة العمل الإسلامي في لبنان والمستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، يوم الإثنين الماضي 8 مارس / آذار 2021 للمیلاد، في مقر الجبهة في بيروت حفلاً تأبينياً لإحياء ذكرى مرور عام على رحيل الدبلوماسي الثوري الإيراني حسين شيخ الإسلام بعنوان "عام على الرحيل.. شيخ الإسلام مآذن الأقصى تفتقدك...". حيث جمع هذا اللقاء بين الحضور الشخصي في مركز الجبهة وعبر برنامج "الزوم" الافتراضي، حيث شارك بالحضور في مركز الجبهة عدد من العلماء والشخصيات والاعلاميين والمهتمين وكذلك عبر المشاركة بمنصة الزووم وعبر البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب وصفحات الجبهة والمستشارية.

وكانت كلمات لكل من وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور محمد جواد ظريف، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة العلامة الشيخ ماهر حمود، والأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية حجة الإسلام والمسلمين الدكتور الشيخ حميد شهرياري، ومنسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ الدكتور زهير الجعيد، ورئيس الهيئة الإدارية لتجمع العلماء المسلمين في لبنان الدكتور الشيخ حسان عبد الله، والمستشار الثقافي للجمهورية الايرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء التصوف الدكتور مازن الشريف، ومفتي الجمهورية العراقية الشيخ الدكتور مهدي الصميدعي، وعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام.

وقدمت الحفل الأستاذة الإعلامية الدكتورة ندى بدران، متحدثة عن عظمة هذا الرجل الطيب المتواضع المجاهد، الذي واكب المقاومة الإسلامية في لبنان منذ تأسيسها والذي كان خير داعم ومعين لها في كل المراحل.

وافتتح الحفل فضيلة الشيخ حسام رحال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم.

الشيخ زهير الجعيد

وبدأ الحفل بكلمة لمنسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ الدكتور زهير الجعيد الذي قال: "نحن اذا أردنا أن ننظر للثورة الاسلامية المباركة كيف تتجسد واقعاً، لنظرنا الى حسين شيخ الاسلام في تقلبه في المواقع الكثيرة".
 
وأكد "ان ذهاب حسين شيخ الإسلام في بداية الثورة للسفارة الأميركية لم تكن خطوة للدفاع عن الشعب الايراني فقط إنما كان يذهب دفاعاً عن العرب والمسلمين جميعاً، بل أقول عن المستضعفين كافة في كل العالم، لانه منذ البداية كانت هذه الثورة التي أطلقها الامام الخميني(ره) هي ثورة للمستضعفين في العالم في وجه كل المستكبرين".
 
الدبلوماسي الراحل

وأضاف الجعيد: "كلنا مسلمون، وكلنا موحدون ونؤمن بأن الله عز وجل حين قال: "وإن هذه أمتكم أمة واحدة"، كان هذا خطاب للجميع وكل من يقول "لا إله الا الله محمد رسول الله".

وختم كلمته بالتوجه للذين يكذبون على شاشات التلفزة ويقولون نحن مقاومون كذبا ودجلا، ونحن نتساءل ولا ندري أين هم في الميدان ولا ندري أين هم في المسيرات الداعمة أو بذل النفس والولد والمال".

الدكتور عباس خامه يار

ثم كانت كلمة المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار فتحدث عن سجاياه الأخلاقية وطبيعته الإيمانية.

وأشار خامه يار إلى أن "حسين شيخ الإسلام كان قد عرف نظام الهيمنة منذ بداية شبابه عندما كان يدرس في كاليفورنيا، لذلك كان بارزًا في حركة الطلاب المسلمين المناهضين ضدّ الاستكبار والاستعمار، ومشاركته في اقتحام وكر التجسس في هذا الصدد قابلة للتحليل، وفي إشارة متكررة إلى نافذة مكتبه التي كانت تُفتح بوجه مبنى وكر التجسس، قد قال: إن الله قد قدّر لي أن أقف آخر أيام حياتي بوجه الشيطان".
 
الدبلوماسي الراحل

وأكد خامه يار على انشغال شيخ الاسلام بقضية القدس وفلسطين والمقاومة التي أخذت كل مساحة عقله وجغرافيا فكره وشعوره".

وبهذه الطريقة، اعتبر الدكتور خامه يار في هذا المسار ان شيخ الاسلام كان لا يُصالح ولا يُهادن مع أيّ أحد ولا يخاف من أيّ سلطة. 

الدكتور محمد جواد ظريف

ثم كانت كلمة وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية المتميز الدكتور محمد جواد ظريف. فتوجه بالشكر إلى من نظم هذا الحفل التأبيني والتكريمي وشاكراً الحضور والمشاركين على تقديرهم لهذا الشخص الذي أمضى عمره بكامله حاملًا فكر المقاومة، فحقّ تقديره.

وأشار الى ان شيخ الاسلام حمل بفكره فلسطين ولبنان وسوريا، وأضاف "انا ممتنٌ لأنكم أحييتم ذكرى هذا الرجل العزيز التقيّ، هذا الدبلوماسي الثوري، هذا الفرد الذي طالما سعى من أجل ارتقاء المسلمين وتحرير القدس الشريف من نير الصهاينة، وأشكركم إذ أنكم تساهمون من خلال هذا البرنامج، في تعزيز الوحدة والتضامن بين دول وشعوب محور المقاومة المختلفة".

 وأضاف ظريف: ان حسين شيخ الإسلام منذ البدايات، "مذ تشرفتُ بمعرفته خلال المرحلة الجامعية في بيركلي، كان دائماً ينظر إلى الثورة الإسلامية بصفتها ظاهرةً عالمية وبصفتها نهضةً في كل العالم الإسلامي. وكان يسعى دائماً من أجل توحيد الشعوب المسلمة، سواءً حين كان طالباً جامعياً أم عندما أتى إلى إيران وأصبح المعاون السياسي لوزارة الخارجية أو حين أصبح معاون  وزير الخارجية في شؤون الدول العربية وأفريقيا، أو حتى عندما كان يمارس فعالياته سفيراً للجمهورية الإسلامية الإيرانية في سوريا، أو عندما كان قائمقام وزارة الخارجية أو عضو مجلس الشورى الإسلامي أو مسؤول العلاقات الدولية في مجلس الشورى الإسلامي".
 
الدبلوماسي الراحل

وأضاف: "ان حسين شيخ الإسلام كانت آخر مسؤولياته مدير عام مؤتمر الدفاع عن مقاومة الشعب الفلسطيني. فكان أنيساً لفلسطين والقدس ولبنان، ولم يتوانَ يوماً عن بذل ما بوسعه في طريق السعي لتحرير القدس الشريف، ومن أجل توحيد وتقريب كل العالم الإسلامي".

وتقدم ظريف بالعزاء لجميع أًصدقاء الفقيد في لبنان وسوريا وفلسطين وفي كل العالم الإسلامي وكل محور المقاومة بهذه المناسبة الفاجعة برحيل حسين شيخ الإسلام، رحيله المبكر. وختم قائلاً: "لقد خطفت كورونا حسيناً سريعاً جداً منا. لكننا راضون لرضى الله ونسأل له الله علوّ الدرجات ولكم الثبات في الطريق الذي نسيرُ فيه برسوخٍ جميعاً، وكان شيخ الإسلام نموذجاً بالنسبة لنا جميعاً في هذا الطريق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

الشيخ ماهر حمود

بعدها كانت كلمة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة العلامة الشيخ ماهر حمود فقال: "لقد عايشت وعاشرت هذا الراحل الكبير في مرحلتين، المرحلة الأولى وهي الأهم كثيراً، للبحث عن مخرج من الفتنة التي عصفت في لبنان في أواخر الثمانينات وما سمي بوقتها حرب المخيمات، وفي الحقيقة في تلك المرحلة لمست من المرحوم الكبير التواضع أولاً وهي اهم صفة في الحقيقة دون أي مبالغة كأني أرى المسؤولين الايرانيين بشكل عام وخاصة الذين هم في السلك الدبلوماسي وأيضاً الذين هم في السلك العسكري والأخوة في الحرس الثوري"، وأضاف حمود "ان ايران أثبتت مرة اخرى ان موقفها يعتمد على الحق ضد الباطل وليس على الانتماء المذهبي".  
 
الدبلوماسي الراحل

الشيخ حسان عبد الله

بعدها كانت كلمة رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ الدكتور حسان عبد الله. فقال: "كثير هم الرجال الثوار المجاهدون الذين تذخر بهم ثورة الاسلام في ايران، وفقدانهم يكون بمثابة فقد ركناً أساسياً من اركان هذه الثورة".

وأكد عبد الله "ان هذه الثورة لا يمكن أن تمحى والدليل انه مر اثنان وأربعون سنة ولم تستطع لا أمريكا ولا اوروبا ولا الكيان الصهيوني أن يهزمها بل علمت العالم أنها تستطيع أن تحول الحصار والضغط الى فرصة للتطور والتحسن".

وذكر عبد الله بعضاً من محطات حياة حسين شيخ الاسلام، فقال: بداية كانت  في الأداء العملي في الولايات المتحدة الأمريكية فكان قائداً لإحتلال وكر الجاسوسية، ثم واكبها بمواكبة اعداد وتأسيس المقاومة الاسلامية في لبنان، والمحطة الثالثة  أنه ختم حياته بالوحدة الاسلامية كسبيل وحيد لترسيخ الأمر الأول وتكريس المبدأ الأساسي الذي بنيت عليه الثورة الاسلامية في ايران وهو: يجب أن تزول إسرائيل من الوجود، والتي ما زالت موجودة في جسم بلادنا ولم يقو هذا الجسم على مواجهة أي خطر من الأخطار إلا بالمقاومة". ولفت لملاحظة مهمة جداً وقال: "نا توسمنا خيراً بانتفاضة الشعب في مصر وكلنا أمل في بناء دولة إسلامية في العالم العربي في مصر، فذهبنا نحن في تجمع العلماء المسلمين إلى مصر لنتحدث مع الأزهر الشريف وشاءت الصدف أننا نزلنا في نفس الفندق الذي نزل فيه حسين شيخ الإسلام، وكأن القلب على القلب والعقل على العقل والكتف على الكتف، أيضاً هو كان هناك ويتوسل خيراً من الله، جلسنا على الفطور وتحدثنا وكان قلبه على مصر ويخاف أن تضيع هذه الثورة والسبب أن هذه الثورة تحتاج إلى أمور أهمها القيادة الواضحة والمباشرة".
 
الدبلوماسي الراحل

الدكتور مازن الشريف

ثم ألقى الدكتور مازن الشريف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء التصوف كلمته فقال: "ان قضية حسين شيخ الاسلام هي قضية أمّة، قضية ثورة، هي قضية مقاومة، قضية رؤية للعلاقة بين المسلمين".

وأشار الدكتور شريف الى ان "هذا الجيل الذي قاد الثورة الاسلامية في ايران، هذا الجيل الذي تمرّد على خنوع الأمة بعد خيانات عانت منها مصر، وعان منها جمال عبد الناصر، وبعد معارك وهزائم، وبعد احلام كثيرة وأغاني وقصائد، ثمّ نكسة وخيبة ، وبعد اتفاقات مع العدو ودخول التطبيع في موجات جديدة".
 
وتحدث الشريف في سياق حديثه عن محاور ثلاث: محور المقاومة، ومحور الحوار المذهبي، ومحور الحوار الذي يختص بالأمور السياسية والاعلامية؛ وقدم في سياق هذه المحاور حلولاً منها، ضرورة التذكر والتعرف على التاريخ وتاريخ فلسطين، والقيام بأعمال توعوية فكرية من أجل مواصلة شيخ الاسلام والرباط المحمدي.

وحذر من العمل على تفريق المذاهب نفسها، مؤكداً ضرورة القيام بتخصص منابر اعلامية وسياسية من أجل معرفة من هو العدو ومن هو الصديق، وأيضا من أجل الحد من الجهل السياسي والتضليل الإعلامي.
 
الدبلوماسي الراحل
 
الشيخ مهدي الصميدعي

ثم كانت كلمة مفتي الجمهورية العراقية الشيخ الدكتور مهدي الصميدعي الذي ألقاها الناطق الرسمي بإسم دار الإفتاء العراقية الشيخ عامر البياتي فقال: "إن المصيبة تكمن "حسين شيخ الإسلام كان مثالاً من المبادىء والقيم التي ثبت عليها من أجل تحقيق الهدف المنشود الذي يبتغيه كل مسلم شريف يدافع عن مبادئه وعرضه ومقدساته، لقد كان في قلب وضمير شيخ الإسلام علامات مضيئة في تاريخ هذه الأمة منذ البداية وحتى تسلمه المناصب، علينا أن نسير بنفس الطريق الذي سار عليه، طريقاً لا يعرف التكاسل بل يهدف لتحقيق أهداف الأمة التي أراد الله تبارك وتعالى لنا خيراً بها، وإنما العزة لله ولرسوله".

الشيخ حميد شهرياري

ثم كانت كلمة الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية حجة الإسلام والمسلمين الدكتور الشيخ حميد شهرياري فتحدث عن "أهم ما يميز الفقيد حسين شيخ الإسلام هو إخلاصه لرّبه ورسالته، لقد كان قوّاماً في الليل ذاكراً في النهار، متواضعاً في تعامله مع الآخرين، لا يغضب إلّا لله ولا يرضى إلّا لرضى الله، مشيراً إلى تواضعه مع العاملين معه".

وأشار الى "دوره الفاعل في التأكيد على الحضور الفلسطيني في مؤتمرات الوحدة الإسلامية، التي يُقيمها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب سنوياً في طهران، وذلك لإيمانه بأن وحدة الأمة الإسلامية بمختلف مذاهبها لا يمكن أن تتحقق إلّا بأن ترتفع الأمة إلى مستوى أهدافها الكبرى وعلى رأسها القضية الفلسطينية".

الشيخ نافذ عزام

وختم هذا اللقاء التأبيني التكريمي بكلمة فلسطين والمقاومة الفلسطينية ألقاها عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام. فتحدث عن لقاءاته واجتماعاته الرسمية بشيخ الإسلام والذي كان دائماً يلمس مشاعره الكبيرة تجاه قضايا الإسلام والمسلمين في كل مكان، وبشكل خاص تجاه القضية الفلسطينية، التي كان يؤكد دوماً أنها قضية الأمّة الأولى، وأنها القضية المركزية، بالنسبة لإيران وبالنسبة لكل مسلم على وجه الأرض. وشهد الشيخ عزام "أن حسين شيخ الإسلام حرص دائماً على تقديم كل أشكال الدعم للقضية الفلسطينية في كافة المواقع التي عمل فيها". 
 
الدبلوماسي الراحل

وأشار عزام الى "أن هناك صعوبات كبيرة تواجه القضية الفلسطينية اليوم في ظل الموقف المتبلد للغرب و أمريكا تحديداً، وفي ظل هرولة بعض العرب للتطبيع مع إسرائيل، لكن هذا لا يمكن على الإطلاق أن يفت في عضدنا وسنكون دائماً عند حسن ظن إخواننا وأهلنا وأصدقائنا وحلفائنا، وسنحقق ما كان يصبو إليه شيخ الإسلام، ستعود فلسطين إلى أهلها، بإذن الله، والمسألة هي مسألة وقت فقط".
captcha