إن الإنسان منذ خلقه في الدنیا یعاني من عراقیل ومشاکل وصعوبات ممزوجة بالحیاة کلها فلا حیاة دون مشقات وإن هذه الصعوبات هي الإبتلاء الإلهي للبشر وإنها الإمتحان الذي یشرف علیه البارئ عز و جل. 

ویهدف الابتلاء الالهي الى تربية الانسان وتنشئته وصيقله، كما قال الله سبحانه وتعالى في الآیة 154 من سورة "آل عمران" المباركة "وَ لِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ".

هذا هو القانون الإلهي والسنة الجاریة في الخلق وبها ینمی البارئ المربي مواهب البشر کما أن الفولاذ بحاجة إلی الحرارة لیصبح فولاذاً بتلك القوة فإن الإنسان بحاجة إلی هذه الإبتلاءات حتی یصبح مقاوماً قویاً. 

ویقول الإمام علی (ع) في أهمیة الإبتلاء وسبب الإمتحان الإلهي للبشر رغم علمه تعالی بذات الصدور "و إنْ كانَ سبحانه أعلَمَ بهِم مِن أنفسِهِم، و لكنْ لِتظْهرَ الأفعالُ الّتي بِها يُستَحَقُّ الثّوابُ و العِقابُ".  

قد ذكر القرآن الكريم أمثلة من الأشياء التي يبتلي بها الانسان كما قال تعالى في الآية الـ155 من سورة "البقرة" المباركة وهي "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ"كما أن قضايا مثل الأولاد والأنبياء وأوامر الله وحتى الشر والخير تعتبر من الابتلاءات الالهية.