ويعتبر الفقيد أحد أبرز من قاموا بترجمة وتفسير القرآن الكريم باللغة الفرنسية في 10 مجلدات، هذا ووضع بن شقرون معجماً لمباني القرآن الكريم لتغيير الصورة النمطية المغلوطة التي تداولها الغرب حول الإسلام في كتابه "الإستشراق والإسلام".
كما وأضاف بن شقرون 30 كتاباً آخر باللغتين الفرنسية والعربية لمكتبته، كلها حول عظمة الإسلام وتاريخ المغرب المجيد.
و"محمد ابن أحمد بن شقرون" هو اسمه الكامل، وكان مفكراً مغربياً، ولد في العام 1932 للميلاد بمدينة مراكش المغربية، له عدة مؤلفات في مجال الفكر واللغة والأدب، وهو أول من قام بترجمة القرآن الكريم وتفسيره باللغة الفرنسية في عشرة مجلدات من مجموعة عالمية.
وحفظ بن شقرون القرآن الكريم في كُتّاب بالمغرب، مع بعض الأبجديات النحوية والفقهية كالآجرومية، كما تلقى دراسته الإسلامية على يد والده وأساتذة في كلية بن يوسف بمراكش من بينهم: العلامة المختار السوسي، والعلامة الرحالي الفاروقي، والعلامة بن الحسن الدباغ والعالم الفلكي محمد بن عبد الرازق والفقيه محمد عماد الدين والفقيه المحجوب السباعي والعلامة الفقيه ابن الفضيل والعلامة بالقزيز و مولاي الصديق العلوي والعلامة الدكتور عبد العزيز بن عبد الله، وبفرنسا كل من هنري تراس وريجي بلاشير وشارل بلا وجاك بيرك وهنري لاؤوست.
وشغل الراحل عدة مناصب مسؤوليات، كوزير للتربية الوطنية فجر الاستقلال، كما عين في مناصب دبلوماسية كاليونيسكو، ومنظمة غوث اللاجئين، وله عشرات المجلدات والمؤلفات، في الفقه وتاريخ المغرب.
ونال حظاً وافراً من العلوم الشرعية الأصيلة، والعصرية وفي مقدمتها اللغة الفرنسية، وهو الأمر الذي ساعده على ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، كما حاز بن شقرون على شواهد كبرى، أبرزها دكتوراه السلك الثالث في فرنسا، ودكتوراه الدولة في الآداب من باريس سنة 1974، ومارس التدريس في فترة من حياته، وتنقل بين عدد من المؤسسات، بمراكش والرباط وباريس.
حاز الراحل على عدد من الجوائز التقديرية المهمة، ومنها جائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية سنة 2013.
ورحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.
المصدر: snrtnews.com