الرجاء: أن يطلب العبد من الله حصول شيء، ويبذل جهده، ويحسن التوكل على الله مع إمكانية حصول هذا الشيء في الحقيقة. كحال من يشق أرضه ويُفلحها ويَبذرها، ويرجو طلوع زرعه وجمع خيرات أرضه، قال تعالى :(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) 110 سورة الكهف.

وقال سبحانه :(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) 218 سورة البقرة.

أما التمنِّي: هو طلب الحصول على شيء لا يُرجى تحقيقه.. أي يصعب الحصول عليه أو يستحيل، كحال من يتمنى أن تفيض أرضه بالخير الوفير دون أن يزرعها بالأساس، ودون أن يأخذ بأسباب الزراعة الناجحة.

والتمني يكون مع الكسل، ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد.

وقد تكون لديه المعرفة الأكيدة بصعوبة تحقيق هذه الأمنية، مثلما يتمنى شخص الحصول على جائزة أو مكافأة في العمل، لكن دون وجود أي دليل أو إثبات على أحقيَّته في الحصول على هذه المكافأة أو الجائزة، أو الحصول على ثروة دون وجود مؤهلات للحصول عليها، كوجوده في وظيفة لن تمكنه من تكوين هذه الثروة.

وقال تعالى :(لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) 123 سورة النساء.

المصدر: الراية