ایکنا

IQNA

أبو زكريا.. خمسون عاماً في خدمة المصحف واللغة

11:59 - July 09, 2019
رمز الخبر: 3473019
عمّان ـ إکنا: خمسون عاماً قضاها "محمد سالم العياصرة" في خدمة القرآن الكريم واللغة العربية باحثاً عن المصاحف والكتب التي تلقى هنا وهناك أو أي قصاصة ورق مكتوب عليها باللغة العربية لغاية اتلافها بطريقة تليق بقدسيتها.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، يبحث أبو زكريا عن المصاحف والكتب، يلتقطها ويزيل الاوساخ عنها ويحنو عليها بروح مفعمة بالطاقة والنشاط ليذهب بها الى منزله محاولا ترميمها لاعادة استعمالها من جديد، والتي يعجز عن ترميمها يضعها داخل محرقة اعدها لهذه الغاية.

وقال انه منذ سبعينيات القرن الماضي عاهد نفسه على جمع الاوراق المكتوبة باللغة العربية سواء أكانت مخاطبات عادية او اوراق التقويم السنوي او الصحف لغاية حرقها بطريقها تتناسب مع مكانه اللغة لدينا.

وبين ابو زكريا انه منذ نحو 7 سنوات وتقديراً لما يقوم به، جمع الأهالي في بلدته ساكب تبرعات لغايات عمل فرن يقع غرب البلدة لحرق المصاحف والكتب المدرسية التالفة بمساحة ثلاثة امتار مربعة وبارتفاع 2.5 متر ولها 4 تهويات واطلق عليه اسم مشروع صرخة عامل وطن لتكريم المصاحف واللغة العربية.

وأوضح ابو زكريا انه يجمع ويستقبل المصاحف والكتب المدرسية التالفة من جميع مناطق المملكة واخرها كان 200 كرتونة من المصاحف استلمها من دور القرآن في منطقة جبل عمان كما قام العام الماضي بارسال 500 نسخة من المصاحف المرممة للمسلمين في اوغندا وحاليا لديه 2000 يسعى لتأمينها للمسلمين في افريقيا ليتمكنوا من قراءة كتاب الله عدا عن التوزيع المجاني للمصاحف والكتب العلمية لمن يرغب، اذ يحتوي منزله مكتبة علمية جمعها خلال جولاته، توزع محتوياتها مجانا لطلبة العلم الراغبين اقتنائها.
أبو زكريا.. خمسون عاماً في خدمة المصحف واللغة
ومن أسوأ ما شاهده ابو زكريا خلال جولاته وجود مصاحف ترمى وكتب تفسير لكبار علماء المسلمين عدا عن بطاقات الافراح التي تتضمن ذكر لفظ الجلالة داعيا الاهالي إلى الانتباه لما يلقونه من الاوراق.

ولان عمل الخير لدى الخيرين لا ينتهي فهو كالماء الجاري دائمًا يمشى ولا يقف بل يمتد إلى الامام ويتحرك باستمرار يقوم ابو زكريا بمبادرة اخرى لحفظ النعمة تتمثل بجمع الطعام الزائد عن الحاجة لدى المواطنين وتوزيع الصالح منه على الفقراء والمحتاجين والذي لا يمكن توزيعه ينثره لتأكل الطيور والحيوانات فضلا عن قيامه خلال موجات الحر بتوزيع اواني معبأة بالمياه لتشرب الطيور منها.

وعن أمنيات ابو زكريا، قال انه يتمنى ان يساعده مجموعة من الشباب في عمله الخيري حيث اغلب ما يقوم به بمجهود شخصي وبمساعدة من عائلته واقاربه ولضمان استمراريته وديمومة المحرقة يتمنى ان تجد تمويلا شهريا بمقدار 100 دينار.

ويأمل ابو زكريا على وزارة التربية والتعليم اعادة النظر بموضوع الكتب المدرسية واعادة تدويرها حفاظا عليها من التدنيس غير المقصود وحماية للبيئة وتوفيراً على موازنة الوزارة، في ظل المبالغ الكبيرة التي تنفق على طباعتها.
 
captcha