ارتباط الجزائريِّين بالقرآن قديمٌ، وحبُّهم له أصيلٌ، وذلك منذ أن دخل الإسلام أرض الجزائر وفي كل البلدات الجزائرية، يحرص عدد كبير من العائلات على إرسال أبنائها إلى المدارس القرآنية، وخصوصاً في تلك الريفية، ويلجأ الناس إلى إلحاق أطفالهم بهذه المدارس لتعلم الحروف وحفظ سور من القرآن.
وتستقبل هذه المدارس الفتية لحفظ القرآن وتعاليمه في فترة ما بعد الظهر. وتُلحق الكثير من العائلات أبناءها في الكتاتيب خلال العطل الدراسية الرسمية، من أجل حفظ القرآن وتعلم أصول الدين، بغية الاستفادة وتعزيز ثقافتهم الدينية وإبعادهم عن الألعاب الإلكترونية وما يرونه سلوكاً انحرافياً.
ولا يزال الكثير من المدارس القرآنية يعتمد على القراءة الجماعية في تعليم القرآن. ويقول إمام ومدير المدرسة القرآنية في منطقة مناصر بمحافظة تيبازة زين الدين بلمهدي إن "هذه المدارس تنقل الطفل إلى جو روحاني وتزيد من تركيزه في قراءة القرآن، وتساهم في توطيد العلاقة بين الطلاب من خلال التلاوة المشتركة.
وتعد هذه الطريقة متوارثة منذ سنوات طويلة"، مضيفاً أنها "ساهمت في تحفيظ الكثير من الأطفال القرآن". ويرى أن القراءات الجماعية ضرورية وتساهم في تحقيق النطق الصحيح للآيات القرآنية وتصويب مخارج الحروف من خلال التعلم من الأخطاء. وهذه الحلقات تحصل عادة بين صلاتي العصر والمغرب أو حتى صلاة العشاء في بعض الأيام".
المصدر: العربی الجدید