وقال عضو مجلس خبراء القيادة في إیران وأستاذ الحوزة العلمية "آية الله الشيخ عباس الكعبي" في محاضرة رمضانية ألقاها في الحلقة الرابعة من سلسلة حلقات "الصيام وتزكيه النفوس" الخاصة بوكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا) التي تم تسجيلها بمناسبة شهر رمضان المبارك   إن الشهر الفضیل هو شهر الرحمة والكرامة الإلهية، مؤكداً ضرورة توظيف شهر رمضان لحلحلة مشاكل الناس، ومساعدة الفقراء،  والقضاء على التخلف والفقر والفساد والتمييز والتهميش.

ومن الأمور المهمة التي ينبغي أن نلتفت إليها في الشهر  الفضيل وهذه الأجواء النورانية هي الإهتمام بالصلاة في المساجد، وتلاوة القرآن وفهم آياته، وتحويل مفاهيم القرآن إلى ثقافة عامة بين أبناء الأمة، على سبيل المثال إن القرآن يدعو إلى الوحدة حیث يقول الله تبارك وتعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).

فالأمة المتفرقة لم توظّف هذا الشهر الفضيل لحلحلة مشاكلها، هذا مفهوم من المفاهيم (مفهوم الوحدة) کما يقول الله تبارك وتعالى "لَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" فإذا تركنا الوحدة بين أبناء الامة فقوتنا تتحول إلى ضعف.

والمفهوم الآخر الذي نحتاج أن نركّز عليه في هذا الشهر الفضيل هو مفهوم الحركة الإجتماعية من منطلق الودّ والمحبة والإخاء والرحمة، كما يقول الله تعالى للنبي الأكرم(ص) (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عنهم).

يعني هذا الخطاب موجه إلى كل المدراء والمسؤولين وكل القيادات الصالحة والنخب والخواص بين أبناء الأمة حیث ينبغي أن  يتحملوا الناس خصوصاً المحرومين والمستضعفين ويكونوا معهم ولا يكون بينهم وبين المجتمع حاجب.

ويقول أمير المؤمنين(ع) لمالك الأشتر في خطابه المعروف (وإنما عماد الدين وجماع المسلمين والعدة للأعداء العامة من الأمة، فليكن صغوك لهم وميلك معهم) يعني الخواص والكبراء والمسؤولين والمدراء والزعماء والقيادات ينبغي أن يستمعوا للناس خصوصاً في  شهر رمضان وأن يكون ميلهم مع المؤمنين الصالحين الاتقياء.

ومن الخطأ وتضييع الفرصة أن نواجه هذا الشهر مواجهة تشريفية، مع الأسف الشديد البعض من أبناء المجتمع الاسلامي فقط يحيون ليالي رمضان بالمسلسلات والافلام والجلسات الطويلة من دون أن يستفيدوا منها لحلّ مشاكلهم وللرقي وللقضاء على التخلف والفقر والفساد والتمييز والتهميش ومساعدة الفقراء وحلّ الفاصل الطبقي بين الغني والفقير والضعيف والقوي وأمثال ذلك هذا مما يسبب أننا نبتعد عن أجواء الرحمة الالهية.

رمضان هو شهر الرحمة والكرامة الإلهية، وتتحقق الرحمة والكرامة من خلال المواساة والاهتمام بحلّ مشاكل الناس، وحمايتهم، وخدمة الناس بصدق وإخلاص. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المزيد من التفاصيل بالفيديو المرفق..