ایکنا

IQNA

دهستاني 2

8:52 - March 05, 2013
رمز الخبر: 2506238
سلام دكتر
الإعدام شنقاً في "اليرموك" وإنتحال محور المقاومة
خبر إعدام اثنين من الفلسطينيين في مخيم "اليرموك" في دمشق أمس الأول، طرح هذا السؤال مرة أخرة: "في الواقع، ما هي طبيعة الصراع في سوريا؟". وقعت هذا الإعدام في حين إنتقد أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في كلمة ألقاها قبل أربعة أيام في إفتتاح مؤتمر "إئتلاف الحضارات" بعاصمة النمسا "فيينا"، إنتقد الأوساط الدولية، داعياً دول العالم إلي الإلتزام بمهامها و"تقف إلي جانب الشعبين السوري والفلسطيني". هل يعاني الفلسطنيون والسوريون ظلماً مشابهاً؟ كما تقوله دول مثل تركيا وقطر.
أين وقع اليرموك؟!
ماذا حدث أمس الأول؟ "في أي مكان" و"بيد من"؟ أفادت وكالة فرنسا للأنباء أن جماعة "جبهة النصرة" المسلحة شنقت رجلين إثنين من المتشردين الفلسطينيين في مخيم اليرموك، وذلك بتهمة التعامل مع النظام السوري. من جانبه، أيّد هذا الخبر أنور رجا الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقال: «جبهة النصرة هي السبب الرئيسي لهذه الجرائم».
يذكر أن مخيم اليرموك الواقع في 8 كيلومترات من مركز "دمشق" تم تأسيسه بيد الفلسطينيين عام 1957؛ إضافة إلي أن هذا المخيم بدأ قبل 56 عاماً يصبح جزءاً من دمشق. أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(UNRWA) أنه يعيش في مخيم اليرموك أكثر من 100 ألف فلسطيني بعضهم "من خريجي الجامعات" فيشتغلون بالطب والهندسة في سوريا، إلا أنهم قد قد أحرزوا هذه النجاجات خلال سنوات إقامتهم في هذا البلد.
ماهي جبهة النصرة؟
تأسست جبهة النصرة في يناير لعام 2012م. قد أعلن رئيس هذه المنظمة أبومحمد الجولاني في رسالة صوتية أنه ومرافقيه قدجاؤوا إلي سوريا من "ساحة جهادية أخري" لكي يساعدوا أبناء شرق البحر الأبيض المتوسط في النضال مع بشار أسد. إضافة إلي أن الجولاني وبعد عدم قبوله المساعدات الغربية أعلن "الجهاد ضد بشار أسد" في 24 يناير.
أصدرت جبهة النصرة بعد خمسة أشهر من تأسيسها أي 20 يونيو بياناً وصفت فيه نفسها بأنها "جبهة مقدسة قدجمعت أفضل المجاهدين من جميع أنحاء المعمورة في مجموعة واحدة في شرق البحر الأبيض المتوسط، لكي تقضي علي بشار أسد وجنوده وتقيم "حكومة الله" في هذه المنطقة. إن الجبهة لاتكتفي بتغيير الأشخاص كما شاهدناه في كل من مصر وتونس وليبي واليمن بل تهدف إلي تغيير نظام الحكم وإقامة العدل والحرية والمساواة، وذلك بنفس الطريقة التي أمر الله ولابالطريقة التي يروجها الغرب".
النموذج المزور لمحور المقاومة
بالطبع أن هناك حقيقة من أن الفلسطينيين الساكنين في الأراضي السورية لديهم وجهات نظر مختلفة بشأن الحكومة السورية. ليست هذه هي المرة الأولى التي يشهد مخيم اليرموك مثل هذه الأحداث إذ أن هناك إشتباكات وقعت في هذا المخيم بين الجماعات المسلحة والجيش السوري قبل عدة أشهر مما أدي إلي أن يستهدف المعارضون الجيش بتهمة قصفه الجوي هذا المخيم، فرددت دمشق بأن هذه العملية جاءت أولاً لإخراج المسلحين من هذا المخيم ومن ثم تفويض مسؤولية توفير أمن المخيم إلي الفلسطينيين اللاجئين. هذا وأن المعارضين الداخليين والخارجيين للنظام السوري وقنواتهم الإعلامية مثل "الجزيرة" و"العربية" حاولوا الإيحاء بأن النظام السوري ليس صادقاً في إدعائه بمساندة الفلسطينيين بل سيجعلهم عند الضرورة ضحايا لمراميه السلطوية.
لكن إنسحاب الجيش السوري وإعدام رجلين من الفلسطينيين في الحادث الثاني باليرموك يشيران إلي أن معارضي الحكومة هم الذين يحاولون إستغلال موضوع فلسطين في الأزمة السورية، ويتشدقون بـ"الجهاد في سبيل الإسلام" إلا أنهم لا يترددون في إعدام أكثر المسلمين مظلومية وذلك بجريمة الدعم للحكومة السورية. من الطريف أن الدول المناصرة للجماعات المسلحة من جملتها قطر وتركيا تدعي أيضاً بالدعم للفلسطينيين؛ وهو إدعاء يهدف في الحقيقة إلي تقديم النماذج المزورة للإسلام السياسي و"المقاومة". من المؤشرات البارزة للمحاولات الرامية إلي إنتحال "محور المقاومة" هو ما صرحه به أمير قطر ورئيس وزراء التركي في مؤتمر "إئتلاف الحضارات" في فيينا، اللذين يدعيان بالدعم للشعب الفسطيني في محاضراتهما لكنهما يتنافسان معاً في زيادة مستوي التبادلات الإقتصادية مع الكيان الصهيوني.
من اليرموك في سوريا حتي اليرموك في العراق
لم يكن اليرموك في سوريا الوحيد الذي لفت أنظار الإعلاميين إليه. إذ أن وكالة فرنسا للأنباء أعلنت بالتزامن مع حادث اليرموك عن تفجيرات ببغداد مما أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من العراقيين بينما تم إنتقال 10 بينهم 3 نساء وأطفال إلي مستشفي "اليرموك" ببغداد، إضافة إلي أن أمس الأول شهد أيضاً عملية تفجيرية إرهابية وقعت في منطقة بين مرقدي الامام الحسين و أخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام).
بإمكاننا أن نجد في هذه الأخبار دبلوماسية دامية تنتهجها دول عالمية وإقليمية بهدف إستغلال الجماعات المسلحة التي لديها "أسلحة ملئية بالرصاص وأفكار فارغة"، وهي تعبّر عن وجود مجموعات تفكيرية مشابهة تهدد أمن سوريا، وأمن العراق الذي لم تلبّ حكومته الجديدة دعوة بعض الدول للإنضمام إلي "محور التسوية مع إسرائيل".
captcha