وقد حظى التأریخ البشری بأهمیة قصوی في القرآن الکریم حیث 25 سورة من القرآن تحمل أسماء وعناوین تاریخیة منها سور لقمان، والأنبیاء، والقصص، والکهف، واختیار هذه العناوین لهذه السور یلفت نظر أي مسلم.
وقد قال الله سبحانه وتعالی فی محکم کتابه "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ" (النمل ـ الآية 69) اذ قال المفسرون بما فیهم المفسر الايراني الكبير الراحل العلامه الطباطبائي فی تفسیر الآیة المشار الیها ان الله یدعو فیها أهل البصیرة للإعتبار من عاقبة من ألحق الأذی بأنبیاء الله (عليهم السلام).
وقد احتلت جماعة داعش الإرهابیة مدینة تدمر السوریة قبل عام حیث قامت بإزالة کل المعالم التاریخیة لها خلال الفترة التی کانت تخضع لها وهی آثار تأریخیة کانت راسخة في أرض تدمر منذ 2000 عام لم یقتلعها مجرم سوی مجرمي داعش.
ولم یختصر إجرام مرتزقة داعش علی مدينة تدمر السوریة إنما بحسب التقاریر فإنها قد دمرت خمس الآثار التأریخیة فی مهد حضارة بین النهرین فی فترة سیطرتها علی أجزاء من أرض العراق وتظهر صور نشرتها وسائل الإعلام ان داعش لم تدع شیئاً من الآثار التأریخیة في تدمر والمناطق التی تخضع لهیمنتها فی العراق.
کما ان التقاریر تفید بأن داعش عندما سیطر علی مدينة تدمر العراقیة قام بصلب ونحر المؤرخ السوری، والمدير العام للاثار ومتاحف تدمر قبل احتلالها علی ید داعش "خالد الأسعد" وقاموا عناصر الزمرة الإرهابیة بنهب متاحف تدمر التی کانت تعرف بـ "لؤلؤ الصحراء" وانهم قاموا بتدمیر معالم المعبد التأریخی الذی یعود الی قبل المیلاد.
والجدیر بالذکر هنا ان داعش هو عنوان لجماعة تدعی انها تتبع القرآن الکریم ولکن الواقع الذی تعمل علیه یظهر انها تسیر عکس التعالیم القرآنیة وتدمر التأریخ والموروث البشری علی الرغم من ان القرآن یوصی بالإعتبار منه.