ایکنا

IQNA

علماء مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:

التطبيع هو أحد ركائز مشروع تصفية الحق الفلسطيني/ ضرورة تأسيس صندوق لتحرير القدس

10:06 - May 23, 2020
رمز الخبر: 3476687
بيروت ـ إکنا: صرّح العلماء المشاركون في ندوة "ثقافة يوم القدس في مواجهة التطبيع" عبر الفضاء الإفتراضي أن التطبيع مع العدو هو أحد ركائز مشروع تصفية الحق الفلسطيني وصهينة القدس الذي جاءت به صفقة القرن، مؤكدين أنه يجب أن هناك صندوق تحت عنوان "تحرير القدس".
علماء مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
ونظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الخميس الماضي 21 مايو / أيار الجاري بالتعاون مع المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن ومؤتمر الأحزاب العربية ندوة بعنوان "ثقافة يوم القدس في مواجهة التطبيع" عبر الفضاء الإفتراضي، شارك فيها المستشار الثقافي الايراني الدكتور عباس خامه يار، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، ورئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن معن بشور، والأمين العام لمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح، والكاتب والباحث الفلسطيني تيسير الخطيب.

أدار الندوة الاعلامي الكتور محمد شمص.

المستشار الثقافي الايراني لدى لبنان الدكتور عباس خامه يار:

بداية، ألقى المستشار الثقافي خامه يار كلمة جاء فيها: "أسس مشروع يوم القدس الذي أعلنه الامام الخميني في السنة الاولى لانتصار ثورته لمشروع نهضوي ثقافي بامتياز، وتعبوي شعبي، لايجاد اليقظة في ضمير الامة، ولعل اختيار يوم الجمعة من آخر رمضان يعني وتسميته بيوم القدس ايضا و"قدس الاقداس" يمثل في حد ذاته ثقافة مواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني لاعتبارات متعددة منها، اولا: صاحب هذا المشروع ومهندسه الابرز الامام الراحل الذي له استراتيجية ورؤية شاملة لهذا الطرح. حسب هذه الرؤية، من السذاجة النظر الى "الوجود الاسرائيلي" على انه شكل من اشكال الاحتلال، بل انه استعمار بامتياز؛ باعتبار أن مقولة "من النيل الى "الفرات" مشروع استعماري متكامل بامتياز.
 
وأكد أن "القراءة الاستراتيجية للامام الخميني لقيام اسرائيل واستمرار هذا "الوجود" يقوم على هذا الفكر وهذه النظرية"، مشيرا الى "المفاهيم الايديولوجية التي طرحها الامام الخميني الراحل في هذا الإتجاه على مدى خمسين عاما من نضاله، والذي اعتبر "اسرائيل غدة سرطانية في جسد الامة الاسلامية. فمن المستحيل ان يتعايش الانسان مع غدة سرطانية".
 
وقال: "إن القراءة الاستراتيجية للامام الخميني تستشرف بأن للوجود الاسرائيلي استراتيجيات وطموحات ومخططات أعمق بكثير مما يتصوره البعض، معتبرا انه "تهديد للوجود الاسلامي وليس استهدافا لمنطقة او ارض عربية فقط.

ورأى ان "كل مواقف الامام الخميني وموقف قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي، هي مواقف تؤكد ان الكيان الصهيوني هو العامل الاساس في تفجير الصراعات وتهديد استقرار المنطقة".

وقال: "بحسب رؤية الامام فأن استمرار وجود اسرائيل، يعني استمرار وجود الاستعمار والهيمنة الغربية على الانسان والعقل العربي والاسلامي".

واعلن "ان الثورة الاسلامية في إيران قامت اصلا على مواجهة الاستعمار والتوسع الاستعماري الاسرائيلي، وإن أحد أبرز انجازاتها هو الحيلولة دون تثبيت "اسرائيل" وجودها رسميا في فلسطين والمنطقه".

ولفت الى ان "المخطط الاستعماري البغيض لا يستهدف الاراضي الاسلامية والعربية فحسب وانما يوجه رأس حربته الى حضارات وثقافات شعوب ودولِ هذه المنطقة التي قدمت مساهمات غير عادية لحضارة العالم. ومن هنا نرى ان تدمير المواقع الاثرية والحضارية في منطقتنا هو في مقدمة اهداف الحروب والفتن المشتعلة في هذه المنطقة".
 
وقال: "من هنا يجب ملء الخلل الثقافي الكبير لمواجهة التطبيع باشكاله وخصوصا الثقافي منه، والذي يعتبر الحجر الاساس للتطبيع في اشكاله الاخرى"، مؤكدا ان "التعبئة الثقافية للشعوب لمواجهة الاحتلال والتطبيع هو المنتج الاساس لمقاومته العسكرية، وهذا ما حدث بين 1982 الى 2003 من خلال تثقيف الشعب اللبناني".

اضاف: "ان إعلان يوم القدس يدخل في صلب استراتيجية المقاومة والمواجهة مع التطبيع الثقافي ومع المحتل، وحضورنا اليوم في هذه الندوة يؤكد أن القدس لن تكون سائبة يضيعها خونة ومطبعون، وهي تجدد بأهلها الفلسطينيين والمقدسين حضورها مسرى الصراع ما بين قوى الحق والباطل وفي المواجهة الثقافية المحتدمة مع الاحتلال، الساعي الى انهاء الوجود الفلسطيني في القدس وتفريغ الارض من اصحابها الحقيقيين وسلب الهوية الفلسطينية هويتها وحق الفلسطينيين في الوجود".

رئيس الاتحاد  العالمي لعلماء المقاومة ، الشيخ ماهر حمود:

ثم تحدث الشيخ  ماهر حمود رئيس الاتحاد  العالمي لعلماء المقاومة  مشيرا الى "ان يوم القدس بالنسبة للامام الخميني هو إعلان هوية". وقال: "لا يمكن أن نتخيل إسلاما من دون فلسطين، ومن دون الجهاد الذي هو ذروة سنام الاسلام.

ورأى "ان الإمام الخميني أحيا الوظيفة السياسية العالمية للإسلام المنطلقة من دور تاريخي أدته الأمة الإسلامية في وجه الطواغيت الذين كانوا يحكمون العالم"، وقال: "ان يوم القدس بالنسبة لإيران وعلى امتداد 41 عاما هو التزام حقيقي بدعم المقاومة وليس مجرد شعار سياسي".

اضاف الشيخ حمود أن يوم القدس بالنسبة للإمام الخميني رحمه الله، هو إعلان هوية، كأنه يقول للجميع: هذه هُويتي، هذه هوية الثورة، ثم إن هذه الهوية تأتي من القرآن ومن الإسلام، حيث لا يمكن أن نتخيل إسلاما من دون فلسطين، ومن دون الجهاد الذي هو ذروة سنام الاسلام، المهم أن  الإمام الخميني أطلق هذا الكلام عام 1963 في نصوص خاصة عن فلسطين أو القدس، ثم أعلنه عند انطلاقة الثورة وقبل أن يثبت أقدامه في الحكم، ورغم التحديات الداخلية والخارجية، وهذه الهوية هي أبعد من أن تصنف مذهبيا أو قوميا لأنه ليس على سبيل المثال ليس في الفقه الجعفري الإمامي نصوص خاصة عن فلسطين أو عن القدس، وبالتالي التزام إيران بفلسطين والقدس ليس نابعا عن التزام معين بمذهب أهل البيت مثلا، بل هو التزام بالفقه الإسلامي عامة، والذي يشترك فيه السنة والشيعة على قدم سواء.

وقال الشيخ حمود " إن الإمام الخميني أحيى الوظيفة السياسية العالمية للإسلام المنطلقة من دور تاريخي أدته الأمة الإسلامية في وجه الطواغيت الذين كانوا يحكمون العالم... ويستند هذا الدور على القرآن حيث يقول: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا). ومن هنا رأينا الإمام الخميني يجدد هذا الدور الإسلامي التاريخي العالمي، فرفع الصوت في وجه الاستكبار العالمي، الأميركي خاصة، في الوقت الذي يطأطئ الملوك والرؤساء والحكام الرؤوس، بل يركعون عند أقدام الأميركي ومن خلفه الصهيوني...
علماء مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
وشدد الشيخ حمود على انه في هذا الجانب الإمام الخميني إسلامي فوق المذهبية وفوق الفئوية... وهذا أهم ما في يوم القدس، كما أن يوم القدس بالنسبة لإيران وعلى امتداد 41 عاما هو التزام حقيقي بدعم المقاومة وليس مجرد شعار سياسي. وجعلها الله بديلا عن الذين خانوا أو تساقطوا على الطريق: (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يمونوا أمثالكم)... بديل استمر ويستمر، فيما من أمسك قضية فلسطين سابقا لم يصمد أكثر من عشرين عاما على أبعد تقدير، ثم تراجعوا إلى الدولتين أو أوسلو أو التطبيع أو الاستسلام وما إلى ذلك.

وختم حمود كلامه بالقول إن هويتنا أعلن عنها الإمام الخميني فيما يتجاوز الانتماء المذهبي والقومي والزمني، وهؤلاء المطبعون ركبوا عل رؤوس دولهم ولم يأت بهم الشعب أو يستشر بهم، من هنا ضعف هؤلاء كما أعلن ترامب دون خجل أنهم لا يستطيعون أن يستمروا من دون أمريكا 15 يوما، وفي نهاية هذا الأمر فلنركز على نقاط محددة:

        -الكيان الصهيوني وفق النظرية الصهيونية كيان فاشل، لأنه لم يحقق الأمن حتى هذه اللحظة، الذي هو أولى أولويات الحركة الصهيونية

        -الصهيونيون أنفسهم يؤمنون بزوال كيانهم أكثر مما نؤمن.

        -خرجت مصر أكبر دولة عربية مثخنة بالجراح من الصراع في تشرين الثاني 1978، وفي شباط 1979، أي بعد حوالي 4 أشهر.

رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن في لبنان "معن بشور":
 
بدوره، قال بشور: "اليوم، نشارك عبر هذه الندوة الرقمية في احتفالات يوم القدس العالمي التي تضم العديد من عواصم أمتنا العربية والإسلامية والشعوب الصديقة، لنؤكد أن القدس هي دعوة لتحرير الأرض، ومقاومة المحتل، ووحدة الامة..و لتكون القدس مفتاحنا لولوج باب المصالحات والتفاهمات التاريخية بيننا".

وقال بشور "حين تداعينا في المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن مع الصديق العزيز الدكتور عباس خامه يار، المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، والمسكون بعشق فلسطين وحب العرب، والرفيق المناضل قاسم صالح الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية والمقاوم العريق أبن مدرسة النهضة القومية الاجتماعية،  لإقامة هذه الندوة الرقمية بمناسبة اليوم العالمي للقدس، واحياء لذكرى الامام الخميني الذي دعا اليه قبل عقود، كنا  متفقين جميعاً  أن القدس ليست مجرد مدينة مقدسة بالنسبة للمؤمنين في العالم فقط، وليست عاصمة أبدية  لفلسطين المحررة فحسب، بل هي عنوان  جامع يلتقي حوله كل شرفاء العرب والمسلمين، وكل أحرار العالم ، بل هي رسالة إنسانية مخضبة بقيم العدالة والايمان".

وأضاف بشور "وحين أخترنا باقتراح من الدكتور عباس، عنواناً لهذه الندوة، "ثقافة القدس في مواجهة التطبيع"، كنا نؤكد ايضاً علىأن القدس ثقافة تستمد أريجها من عمق تاريخنا وحضارتنا، فهي ثقافة للوحدة العابرة لكل الانقسامات، وثقافة للمقاومة الرافضة لكل المساومات، وثقافة للايمان بكل تجلياته".

وأوضح بشور" ولأن التطبيع مع العدو،  بعد الاحتلال والتهويد، هو أحد ركائز مشروع تصفية الحق الفلسطيني وصهينة القدس الذي جاءت به صفقة القرن، فالدفاع عن عروبة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية هو دعوة لمواجهة التطبيع الذي يمتلأ اليوم عالمنا العربي والإسلامي بمنتديات وملتقيات ولقاءات وكتابات مناهضة للتطبيع ولمحاولات شيطنة المقاومة، ادراكاً من نخب الأمة العربية والإسلامية ان الهدف الصهيوني والاستعماري وأدواتهما هو في تهويد القدس عبر تطبيع يطمس هوية المدينة المقدسة، وعبر شيطنة المقاومة باعتبرها السلاح الأمضى لمقاومة الأحتلال وحماية القدس وتحرير فلسطين".
علماء مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
واكد بشور على ان الملتقى الافتراضي الذي دعينا اليه قبل أيام لمناهضة التطبيع وشارك فيه أكثر من 379 مشاركة ومشاركاً من كافة الأقطار العربية ومن التيارات والمشارب الفكرية والسياسية تنوعها،  ما هو إلا أحد التعبيرات الواضحة ضد مؤامرة التطبيع التي تستهدف أول ما تستهدف القدس ومقدساتها، لذلك لم يكن من قبيل الصدف أن يفتتح ترامب دعوته لصفقة العار باعتبار القدس عاصمة للكيان الغاصب لينطلق بعد ذلك الى ورشات تطبيعية ومؤتمرات تطبيعية أنزلق اليها بعض الحكام الذي يعتقدون، مخطئين، إن نيل رضى واشنطن عبر تل ابيب هو ضمانة بقائهم في كراسيهم وعروشهم.

 وختم كلامه "واليوم، اذ نشارك عبر هذه الندوة الرقمية في احتفالات يوم القدس العالمي التي تضم العديد من عواصم أمتنا العربية والإسلامية والشعوب الصديقة، فلكي نؤكد على أن القدس هي دعوة لتحرير الأرض، ومقاومة المحتل، ووحدة الامة بكل الوان طيفها الفكري والسياسي ومكوناتها القومية والدينية والعرقية، بل أن القدس هي دعوة لنا جميعاً أن نراجع بتجرد وجرأة تجاربنا فنطور ما فيها من إيجابيات، ونتخلص مما علق بها من سلبيات، لتكون القدس مفتاحنا لولوج باب المصالحات والتفاهمات التاريخية بيننا، بل لتكون القدس الجامعة مدخلنا الى خلافاتنا لنعالجها، والى أولوياتنا ونصححها.

فشكراً لكل الزملاء المشاركين معنا، وفي المقدمة شيخ المجاهدين سماحة الشيخ ماهر حمود الأمين العام لاتحاد علماء المقاومة، والباحث المتعمّق في قضية فلسطين الأخ المجاهد تيسير الخطيب، دون أن ننسى شركاءنا في هذه الدعوة الطيبة.

الباحث والكاتب الفلسطيني الدكتور تيسير الخطيب:
 
وقال الكاتب الخطيب: ان "يوم القدس العالمي" والذي انطلق منذ عقود قليلة ليتجدد فيه المعنى الروحي والحضاري والاستراتيجي لهذه الارض المقدسة قد أصبح ثقافة راسخة في العقول والقلوب والضمائر، للتأكيد على رفض العدوان والاحتلال والهيمنة.

وشدد الخطيب على ان القدس ليست  أرضا وكفى فالصّراع فيها وحولها وعليها إنّما يتّصل ويمتدّ لأنّها أكثر من أرض ، فهي كانت وما زالت عقدة الصراع الدولي منذ تلك الحروب التي شنها الغرب  قبل مئات السنين على هذه المنطقة والتى عرفت بالحروب الصليبية  وصولا الى وقتنا الراهن فمن يملك السيادة على القدس ، يملك مفاتيح القوة ومقاليد الحرب والسلام  في هذا العالم.

واعتبر انه عندما نتحدث عن القدس انما نتحدث عن عموم فلسطين وسائر بلاد الشام والتي هي " حوض الحضارات" والارض التي سار على ترابها الانبياء  وانطلقت منها مشاعل  النور الى اصقاع الدنيا ولذا فلم تعد القدس قضية الفلسطينيين والعرب  والمسلمين والمسيحيين فقط   بل بات يتضح   لنا يوما بعد يوم انها قضية حرية المستضعفين في هذا العالم ايا كانت انتماءاتهم الدينية  والروحية فعندما تكون القدس حرة يعم السلام، وعندما تقع في الأسر كما هو الحال الان تختل موازين العدالة الدولية و يصبح  العالم كله في خطر.
علماء مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
كما راى الخطيب ان "يوم القدس العالمي" والذي انطلق منذ عقود قليلة  ليتجدد فيه  المعنى  الروحي والحضاري والاستراتيجي لهذه الارض المقدسة  قد اصبح ثقافة راسخة في العقول والقلوب والضمائر فلم تتأكد استراتيجية القضية الفلسطينيه ومحوريتها  وأهميتها كما صار يؤكده هذا اليوم والذي  نجتمع فيه في كل عام رفضا للعدوان والاحتلال والهيمنة  ومن قبل  كل الشعوب التي تعاني من الظلم والعسف  والاستكبار والتي أصبحت تدرك ان عذاباتها ومعاناتها، أشد ما تكون ارتباطا بقضية القدس وفلسطين
وختم كلامه بالقول في كل عام وعلى الرغم من التضحيات الجمة التي تقدمها شعوبنا نزداد يقينا اننا نقترب خطوة أخرى  من حرية القدس ومن تحرير الأرض المقدسة  "فلسطين" وانعتاق العالم كله من هيمنة الاستكبار وتسلطه على أقدار الشعوب ومصائرها .

وكما هي القدس، كانت وما زالت درب الشهداء  والتضحيات فهي وفي نفس الوقت درب الحياة والكرامة وتحقق وعود الحرية  للمستضعفين وانكسار شوكة المستكبرين وفجر الخلاص لمن ينشدون  الحرية في هذا العالم

أمين عام مؤتمر الاحزاب العربية قاسم صالح:

وقال صالح "تجمعنا اليوم عاصمة المقاومة والتحرير بيروت، لإحياء يوم القدس العالمي، في أجواء تفوح بعبق النصر المظفر الذي سطر مجاهدوه ملاحم البطولة والعزة، وهزموا الكيان الصهيوني، وحطموا أسطورة جيشه الذي ظن المستسلمون انه لا يقهر، فاندحر عن لبنان صاغرا يجر اذبال الخيبة والمهانة، وتم رسم معادلة توازن رعب وقواعد اشتباك جديدة وحافظ على سيادة لبنان واستقلاله، واصبحت يد المقاومة هي العليا، وتنعم شعبنا في الجنوب بالامن والاستقرار.

واضاف صالح "تحية إلى أبطال المقاومة، وشهدائها الأبرار الذين روت دماؤهم تراب الوطن، وآل تهنئة والتبريكات إلى سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله حفظه الله وإلى روح القائد المجاهد الحاج عماد مغنية الّذينِ قادا وبشجاعة عزّ نظيرها هذه الحرب المفصليّة تحقق النصر الإلهي بفعل هذه القيادة الرشيدة وبوهج المعادلة الذهبية معادلة الجيش الشعب والمقاومة. وما كان لهذا الإنجاز التاريخي الَّذي حوّل مسار المواجهة في المنطقة، أن يتحقق لولا الدّعم اللامحدود، الذي قدمته الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية الّذينِ قدّما الأسلحة والإمكانيات والقدرات النوعية للمقاومة". 

 ووجه صالح التحية إلى هذين البلدين الحليفين الصادقينِ الّذينِ شكلا العامود الفقري لمحور المقاومة في المنطقة. لقد لعبت إيران دوراً، دوراً بارزاً وأساسياً في مجريات الأحداث في المنطقة وفي التصدي لأعداء الأمة الأمريكية والإسرائيلية وحلفائهما منذ إنطلاقة ثورتها المجيدة عام ١٩٧٨ التي قادها سماحة الإمام الخميني قدس سره. فهو الذي حدد منذ اللحظة الأولى لانتصار الثورة بوصلة الصراع، وأصدر أوامره الحاسمة لإغلاق مقر سفارة العدو الصهيوني وافتتاح سفارة فلسطين ورفع عَلمها بعد تنكيس العلم الصهيوني وتمزيقه، وتوّج هذه الوقفة التاريخية بإعلان الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك لإحياء يوم القدس العالمي عام ١٩٧٩ ردّاً على معاهدة كام ديفد الخيانة الإستسلاميّة وملحقاتها التي وقعها الرئيس المصري السادات مع العدو الصهيوني في محاولةٍ لإسقاط منطق الصراع مع هذا العدو فحول بذلك إيران قاعدة تابعة للإستكبار العالمي ومشاريع المعادية إلى موؤل للثوار والأحرار في العالم .
علماء مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
وشدد صالح على ان المواقف الحاسمة التي اتخذها سماحة الإمام الخميني قدس سره وسارت على هديها الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت من إعادة الإعتبار إلى ثابتة الصراع والمواجهة ومحاربة المشاريع المعادية ووفرت الدعم للمقاومة في جميع ساحاتها، فشكلت بهذه الغاية فيلق القدس الذي أمن المشورة والدعم لقوى المقاومة ما مكنها من دحر الإحتلال الأمريكي وإلحاق الهزيمة بالأعداء الصهاينة و شن حرب ضروس على العصابات التكفيرية وأعوانها ، ما دفع دولة الإرهاب الأمريكية إلى شن غارة قرب مطار بغداد، للثأر من صناع الإنتصارات بأوامر مباشرة من رئيسها المجرم ترامب، أدّت إلى استشهاد قائد فيلق القدس اللواء الشهيد قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، ظنا منه من هذا المجرم ان هذه الجريمة ستضعف محور المقاومة، فجاء رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية حاسما وقويا ، وتم قصف قاعدة عين الأسد بالصواريخ فسقط العشرات من الضباط والجنود الأمريكيين وارتفعت المطالبات بجميع أرجاء المنطقة برحيل القواعد العسكرية والأساطيل الأجنبية منها.
 
فرسمت بذلك معادلة ردع وتوازن جديدين في المنطقة بفضل دماد الشهيدين القائدين المجاهدين ، تعاظمت قدرات المقاومة، وتعمق التنسيق والتعاون بين فصائلها ودولها على مدى ساحات المواجهة،عرى العلاقة والصداقة بين قادة المقاومة ورموزه ، وما شهدناه البارحة من كلمات أطلقها هؤلاد القادة تعبر عن مدى الثقة والتعاون بين هذه الرموز وهؤلاء القادة، هؤلاء القادة في فلسطين وفي لبنان والعراق واليمن برعاية واحتظار من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليُفتح باب الصراع مع العدو الصهيوني وحلفائه على مصرعيه وتوحدت قوى المقاومة لمواجهة المشاريع والصفات المشبوه التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية بهدف إسقاط هذه المشاريع وعلى رأسها صفقة القرن التي أطلقها الرئيس الأمريكي ترامب ، وروج لها بعض الحكام العرب ومجمل القرارات التي اتخذها وسبقت هذا الإعلان الجريمة والتي بدأت مقدمتها بالاعتراف للقدس بأنها عاصمة أبدية للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها والاعتراف بيهودية الدولة واتخاذ قرار بضم الجولان إلى الكيان الصهيوني،وصولاً إلى سلسلة الإجراءات الدوانية التي اتخذها العدو لتهويد القدس ومقدساتها وتغيير معالم المسجد الأقصى لتكريسها عاصمة أبدية له، بالإضافة إلى العمل الجاد لتهويل الحرم الإبراهيمي. كل ذلك يجري لتصفية القضية الفلسطينية وتزوير التاريخ لإحكام قبضة العدو على كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، وطمس معالمهما ، وكل ذلك يتم في ظل تواطؤٍ أممي وتآمر عربي بتجسد في سلوك وسياسات هذه الأنظمة العربية الرجعية التي تشير في ركبِ أمريكا وتخضع لإملاآتها فتناصب العداء لإيران وتساهم بإيصاله دون وازع ديني أو قومي او أخلاقي، وتتخلى عن التزاماتها تجاه القضية الفلسطينية وتسارع إلى التطبيع مع العدو، ويستقبل حكامها رئيس وزراء والمسؤولين الصهاينة ، والبعثات الثقافية والرياضة، وتمول المسلسلات التي تزور وتروج الأضاليل حول حسن العلاقات مع هذا العدو و تشير الرحلات الجوية من الإمارات إلى مطارات العدو بكل وقاحةٍ وسفاقة.

وفي ختام الندوة قال صالح: "تجمعنا اليوم مدينة بيروت عاصمة المقاومة والتحرير لإحياء يوم القدس العالمي في أجواء تفوح بعبق نصر تموز المظفر الذي سطر مجاهدوه ملاحم البطولة والعزة فهزموا الكيان الصهيوني وحطموا أسطورة جيشه الذي ظن المستسلمون أنه لا يقهر، وقد تم رسم معادلة توازن الرعب وقواعد إشتباك جديدة ما حافظ على سيادة لبنان واستقلاله وأصبحت يد المقاومة هي العليا".وبعد الكلمات الرئيسية كانت مدخلات عدة للمشاركين الكترونيا.

الدكتور شمص:

قال الامام الراحل "رض" ( ان يوم القدس يوم عالمي وليس يوما يخص القدس فقط). بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين، يوم مواجهة الشعوب التي رزخت تحت ضغط الظلم الامريكي وغير الامريكي ، يوم يجب فيه ان يستعد المستضعفون لمواجهة المستكبرين.

اعزائنا المشاركين وكما جرت العادة في الندوات التي تشرف عليها المستشارية الثقافية نبدأ بكلمات ومداخلات رئيسية ، ومن ثم نستمع الى مداخلات الضيوف الكرام.

كلمة الدكتور عباس خامه يار المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية في بيروت:

"أسس مشروع يوم القدس الذي اعلنه الامام الخميني(ره) في السنة الاولى لانتصار ثورته لمشروع نهضوي ثقافي بامتياز، وتعبوي شعبي، لايجاد اليقظة في ضمير الامة ، ولعل اختيار يوم الجمعة من آخر رمضان يعني وتسميته بيوم القدس ايضا و" قدس الاقداس " يمثل في حد ذاته ثقافة مواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني لاعتبارات متعددة منها:
أولاً: صاحب هذا المشروع ومهندسه الابرز الامام الراحل(رض) الذي له استراتيجية ورؤية شاملة لهذا الطرح.

 وحسب هذه الرؤیة ، من السذاجة النظر الی "الوجود الاسرائيلي " على انه شكل من اشكال الاحتلال، بل انه استعمار بامتیاز ؛ باعتبار أن مقولة "من النیل الی الفرات" مشروع استعماري متکامل ومتواصل بإمتياز.

وبالتأکید فأن القراءة الاستراتیجیة للامام الخميني لقیام اسرائیل واستمرار هذا "الوجود" يقوم علی هذا الفکر وهذه النظریة، " وهنا يطيب لي أن أعيد الى الاذهان  المفاهیم الایدیولوجیة التي طرحها الامام الخمیني الراحل في هذا الإتجاه علی مدی خمسين عاما من نضاله، والذي اعتبر "اسرائیل غدة سرطانیة في جسد الامة الاسلامية." فمن المستحيل ان يتعايش الانسان مع غدة سرطانية ، فاذن من المستحيل التعايش والتطبيع مع هذا الكيان الغاصب.

ربما اکون اکثر قربا من العرب ، عندما انطلق من خلال ثقافتهم المحترمة ، واستند الی رموزهم بالحدیث عن الاسباب الرئیسیة لهذا "الوجود غير الشرعي للكيان الصهيوني " . 

ومن هنا انطلق من خلال رؤی المفكر الکبیر المناهض للاستعمار مالك بن نبي، والذي قام بتأليف كتابه قبل ستين عاما - تم اصداره بتأخير لحوالي نصف قرن- وتناول فیه "المسألة الیهودیة" وأخطار ومخططات الاستعمار. يقول  هذا المفکر الاسلامي والعربي الکبیر: ان اسرائیل تمثل الخط الامامي للاستعمار الغربي في العالم الاسلامي.

ثانياً: إن القراءة الاستراتيجية للامام الخميني تستشرف بأن للوجود الاسرائیلي استراتیجیات وطموحات ومخططات اعمق بکثیر مما یتصوره البعض .

هذا البعض یرکز علی الواقع الاسرائیلي ویکتفي بالقول بان المشروع الاسرائیلي  مشروع احتلالی للاراضي العربیة او لجزء منها، بینما القراءة الخمينية تنظر الی الموضوع من الناحیة الوجودیة ، اي بأنه تهدید للوجود الاسلامي ولیس استهدافاً لمنطقة او ارض عربیةً  فقط ، وبصرف النظر عن شكلها،  بل إنه وجود استعماري ، استکباري، امبریالي غربي في عمق وقلب العالم الاسلامي والعربي. والفارق بین القراءتين کبیر.

ومن هنا فأن کل مواقف الامام الخميني وموقف قائد الثورة الاسلامية الامام  الخامنئي، هي مواقف تؤكد ان الكيان الصهيوني هو العامل الاساس في تفجیر الصراعات وتهدید استقرار المنطقة.

وللوقوف أكثر على تلك المواقف يمكن مراجعة كتاب اسمه " فلسطين في مواقف آية الله العظمى الامام الخامنئي " صدر منذ سنوات بعدة لغات بينها العربية والانكليزية .

ثالثاً: وبمعنی آخر وحسب رؤية الامام "ره"  فأن استمرار وجود اسرائیل ، یعنی استمرار وجود الاستعمار والهیمنة الغربیة علی الانسان والعقل العربی والاسلامی. الامام الخميني منذ انطلاقة ثورته عام 1963م ، اكد على عدم الفصل بين الاستعمار والاستبداد ، وكان ذلك واضحا من خلال خطابه الشهير عام 1963م. في المدرسة الفيضية في قم المقدسة ، حيث اشار 18 مرّة الى اسرائيل و15 مرّة الى الشاه.

 إن الثورة الاسلامیة في ايران قامت اصلاً علی مواجهة الاستعمار والتوسع الاستعماري الاسرائیلي وإن احد اکبر انجازاتها هو الحیلولة دون "تثبیت اسرائیل " وجودها رسمیا فی فلسطین و المنطقه .و اعادت ایران الكيان الصهيوني من خلال دعم المقاومات ضده الی المربع الاول ککیان یحاول کسب  شرعيته. بعد ان تصور انه من خلال کمب دیفید قد کرس وجوده بلا رجعة في فلسطین. 
علماء مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
رابعاً: إن هذا المخطط الاستعماري البغيض لايستهدف الاراضي الاسلامية والعربية فحسب وانما يوجه رأس حربته الى حضاراتِ وثقافاتِ شعوب ودولِ هذه المنطقة التي قدمت مساهمات غير عادية لحضارة العالم.

ومن هنا نرى ان تدمير المواقع الاثرية والحضارية في منطقتنا هو في مقدمة اهداف الحروب والفتن المشتعلة في هذه المنطقة، فليس من قبيل الصدفة ان يتم تدمير المواقع الاثرية والحضارية في سوريا والعراق وفي دول اخرى وتنهب متاحفها، فی حین تبقى ابنية الوزارات والمؤسسات المالية مصونة من هذه الحملات والغزو الممنهج المدعوم سياسيا ولوجستيا ومالیا واعلامیا من قبل  الدوائر الغربية والصهيونية .  وهل ما حدث و ما کاد یحدث في القاهرة قبیل انتصار الربیع العربي من هجوم علی المتاحف لولا یقظة الثوریین والشباب .

وما حدث بعد ذلك في العراق من تدمیر مدن اثریة بکاملها وفي سوريا (تدمر وادلب و... ) وهدم 60 بالمائة منها فی مشهد من دمار لایقل ضراوة عن الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني علی مدی سبعین عاما من الاحتلال وتهويد القدس والاراضی المحتلة .. هو كله من باب  الصدفة؟؟!!

اجل ، هناك "ابادة حضاریة" بکل ما تحمله الکلمة من معنى ومغزى  تطال  الجغرافیا العربیة برمتها..

ومن هنا يجب ملء الخلل الثقافي الكبير لمواجهة التطبيع باشكاله وخاصة الثقافي منه ، والذي يعتبر الحجر الاساس للتطبيع في اشكاله الاخرى .

التعبئة الثقافية للشعوب لمواجهة الاحتلال والتطبيع هو المنتج الاساس لمقاومته العسكرية، وهذا ما حدث بين 1982 الى 2003 من خلال تثقيف الشعب اللبناني.

فإعلان يوم القدس يدخل في صلب استراتيجية المقاومة والمواجهة مع التطبيع الثقافي ومع المحتل، وحضورنا اليوم في هذه الندوة يؤكد بأن القدس لن تكون سائبة يضيّعها خونة ومطبّعون، وهي تجددّ بأهلها الفلسطينيين والمقدسين حضورها مسرى الصراع مابين قوى الحق والباطل وفي المواجهة الثقافية المحتدمة مع الاحتلال ، الساعي الى انهاء الوجود الفلسطيني في القدس وتفريغ الارض من اصحابها الحقيقيين وسلب الهوية الفلسطينية هويتها وحق الفلسطينيين في الوجود.

في يوم القدس العظيم من الواجب ان يكون الحضور بالتأكيد للفعاليات التي تُلقي الضوء على تداعيات التطبيع الثقافي بين الكيان الصهيوني وعدد من الانظمة العربية والتي بدأت التطبيع منذ اتفاقية كامب ديفيد ومنذ ان منعت إحياء مراسم يوم القدس العالمي.

اجدد شكري لكل المشاركين وللجهات المشاركة بتنظيم الندوة اخص بالذكر مؤتمر الاحزاب العربية بشخص الاستاذ قاسم صالح والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن بشخص الصديق العزيز المناضل الاستاذ معن بشور ، نأمل ان يكون اجتماعنا رسالة دعم ولو متواضعة الى المقدسيين وسائر الفلسطينيين.

آمل ان تكون الندوة فرصة للتداول فيما يمكن عمله لمواجهة التطبيع الثقافي، وان تكون الندوة مقدمة لاستمرار التواصل من اجل القدس وفلسطين، فنحن في الجمهورية الاسلامية الايرانية مستمرون باداء واجبنا تجاه القدس وفلسطين مهما اشتّدت الضغوط علينا، لأن فلسطين هي غدنا وغد الاجيال القادمة، نسأل الله ان يأتي قريبا اليوم الذي نصلّي فيه جميعا في القدس.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

الدكتور محمد شمص

شكرا لك سماحة المستشار على هذه الكلمة القيمة ، وان شاء الله نصلّي جميعا في القدس ، كما وعد الامين العام سماحة السيد حسن نصر الله وقائد محور المقاومة.

هنا ينبغي الاشارة والاشادة لمبادرةٍ هي بحق مبادرة عالمية قامت بها الجمهورية الاسلامية قبل ايام ومجلس الشورى الاسلامي تحديداً، الذي دعا بانشاء سفارة افتراضية  للجمهورية الاسلامية الايرانية في القدس المحتلة ، هذه المبادرة تأتي في سياق:

اولا محاربة التطبيع مع العدو الاسرائيلي ، وثانيا : هي خطوة سياسية وموقف سياسي تجدد فيه ايران موقفها الداعم للقضية الفلسطينية وعدم اعترافها بالكيان الاسرائيلي.

قال الامام الخامنئي : رغم انف الساسة الاسرائيليين ، ستبقى فلسطين ولن تُلَغ عن الوجدان. وان القدس ستبقى عاصمة فلسطين وتبقى للمسلمين.
 
كلمة سماحة الشيخ ماهر حمود رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة:

 "بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. تحياتي الحارة الى الاخ العزيز السيد خامه يار والى جميع الاخوة الحاضرين.


الحقيقة أولاً: يوم القدس بالنسبة للامام الخميني(رض) هو اعلان هوية، كأنه يقول للجميع هذه هويتي، هذه هوية الثورة، هذه هوية القيادة، كما تفضّل الاخ خامه يار قبل قليل، فالامام تحدّث عن فلسطين رغم انه كان منشغلاً في مواجهة الشاه، تحدّث عن فلسطين وعن اسرائيل بشكل واضح. هذه الهوية تأتي من القرآن الكريم، ومن الاسلام، حيث لايمكن أن نتخيل اسلاماً من دون فلسطين، ولايمكن أن يوجد اسلاماً من دون جهاد، فهو ذروة سنام الاسلام. المهم هو ان الامام اطلق هذا الكلام في عام 1963 م ، ركّز عليه عام 1967 م، ثم عند اول انتصار الثورة . الامام يؤكد هوية ارتباط والتزام الثورة بفلسطين، وهذه الهوية هي أبعد من ان تُصَنف مذهبياً أو فارسياً قومياً، لماذا؟ لانه ليس هناك في الفقه الجعفري الامامي الشيعي نصوص خاصة بفلسطين ، ليس هناك شئ نستنبطه من الفقه الامامي الجعفري متميز في هذا النص، لذلك نقول ان الامر في هذا الصدد عن الاسلام ككل، عن الفقفه الاسلامي بشكل عام.

فهو يقول أنا مسلم أولاً، وانا مجاهد ثانياً، ثم يُفهِم العالم بأن هذه الهوية سنواجه بها المؤامرة والمؤامرات ونواجه بها الاستعمار والاعتداءات والنهب ... الخ
هنا كأنه ايضا يقول بأن هذا الاسلام غير اسلام الحكّام، أو كثير من الحكّام الذين اساءوا الى اهم ما في الاسلام الذي هو الجهاد والعزّة والكرامة، اذا اجاز التعبير. وازالوا الالتزامات العامة الكبيرة تجاه العالم، لان الاسلام مهمته عالمية "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" . فهو حمل هذا اللواء العالمي وقال لامريكا وقال للصهيونية وقال للغرب " لاشرق ولاغرب" اخرجوا من بلادنا اتركوا ثرواتنا ، واوضح هذه الهوية واعلن عنها، وان كان الاعلان عن هذه الهوية يكلّف كثير من الثروات الباهضة تدفعها ايران من مالها من اقتصادها من شبابها.

والان وبعد مرور واحد واربعين عاماً على الانتصار استطاعت ايران اثبات هذه الهوية والبقاء عليها.  هنا يخرج من هذه الهوية من يجعل يوم القدس يوما شيعيا، او بالمقابل من يمكن ان يقول : ايها الايرانيون ماشأنكم من فلسطين ، هذا امر عربي او سنّي مثلاً، او مثلا يرّحب ما حصل مع الاسف في فترة من الفترات بالاحتلال الامريكي للعراق باعتبار انه ينقذنا من طاغية محلية، فيقال نرحب بطاغية الطغاة لدفع الضرر والهلاك عن الامة . سمعنا اصوات اناس قالت  ان افضل ما اتى على العراق منذ علي ابن ابي طالب(ع) الى اليوم هو مايحصل اليوم في العراق، لان هذا العقل الضيّق يعتبر ان الشيعة الان يحكمون العراق ، وبالتالي هذا الاحتلال يكون افضل واحسن للعراق.

قد يقول البعض بأن هؤلاء ينتمون الى يوم القدس ، الى خط الامام الخميني(رض)، برأيي ان هؤلاء خرجوا عن هذا الموضوع وليس لهم علاقة بالموضوع.

والاخرون الذين يذهبون باتجاه التطبيع وينظرون لهذا التطبيع ويسعون اليه . سمعت امس برنامجا وثائقيا عبر قناة العربية ، في البداية سُررت جداً، لانهم كانوا يتحدثون عن التطور المميز لليابان وكيف تحوّلت الى منارة صناعية تقنية عالمية، ومن ثم تحدثوا عن التقدم العلمي الالماني، كان المذيع او معد البرنامج يريد ان يقول: ايها العرب اخرجوا من الصراعات العسكرية واهتموا ببلادكم وتصالحوا مع اسرائيل ، لتستطيعوا ان تسيروا في خط النمو والتطور الصناعي. هذا الذي اراد ان يصل اليه ، حيث استعمل مقدمة علمية محترمة ليصل الى نتيجة تناقض وتعاكس ابسط مبادئ الاسلام، مع العلم بأن هناك فرقاً كبيرً، ان اليابان خرجت برغم عنها من حرب، بغض النظر عن قنبلة هيروشيما وناكازاكي ، والمانيا كذلك.

وصل الامر الى ان يحاولوا بان يأتوا بكل الادلة صغيرة او كبيرة ليقولوا بأن هذه الامة لاتخرج من تخلفها العلمي والاقتصادي الا بعد مصالحتها مع اسرائيل.

وهذا نص الكلام سمعناه اليوم ونسمعه كل يوم على محطات التلفزة اللبنانية عندما يتحدثون عن سلاح المقاومة ، يقولون: اننا لانستطيع ان نبني هذا البلد الا بتسليم سلاح المقاومة. وكما من فترة ظهر شعار،  اما هانوي واما هونك كونغ ، ولايمكن ان يكون هانوي وهونك كونغ بوقت واحد.

 وهذا كلام يشوّه الحقائق ولايوصل الى مكان. في النهاية نحن لانصبح دولاً متطورةً ونحن ننتظر من الغرب ان يعطينا ماعنده لاننا في هذه الحالة نكون قد تصالحنا مع اسرائيل والقينا السلاح.

وعلى العكس ايران اليوم بالرغم من كل الحصار وبالرغم من تفردها برفع راية مواجهة العدو الصهيوني نجدها متقدمة في عدة مجالات سواءا كانت علمية او اقتصادية او ... الخ.

أريد ان اؤكد بان هويتنا  أعلن عنها الامام الخميني(رض)، هي هوية تتجاوز الانتماء المذهبي والقومي وحتى الزمني، لان هذا الشعار لايتغير مع مرور الزمن وتغير الاحداث ، فهو ثابت من اربعين او اكثر من الاعوام.
علماء مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
وعلى هذا الشعار وعلى هذه الهوية المطبّعون زُرِعوا في امتنا ورُكّبوا على رؤوس ممالكهم ودولهم ، رُكَّبوا تركيبا لم يُستَشَر بهم الشعب ولم يُستَشَر بهم العرب ، ولم يكن لاحد دورالا للقرار الامريكي الاسرائيلي ، وقبل ذلك كان القرار البريطاني ، ولم يكن لاحد خيار.

كما اعلن ترامب علنا دون اي خجل واي احترام لحلفاءه حين قال: انكم لاتستطيعون ان تستمروا من غيرنا 15 يوماً.

وانظروا الى هذا الفارق الكبير بين العزّة والكرامة التي يعبر عنها سماحة السيد حسن نصر الله او الامام الخامنئي حفظهم الله تعبير واضح ، الصاروخ بالصاروخ والهدم بالهدم ، يعبر عنها اخواننا الكرام في قادة المقاومة الفلسطسنية ، حيث يتحدثون عن هذه المساحة الشاسعة من فلسطين المحتلة تصل اليها صواريخنا واحجارنا حيث ما ارادوا ...

المهم في نهاية الامر نركز على نقاط محددة:

النقطة الاولى: فالينتبه الجميع، لان البعض لديه عقدة امام اسرائيل، امام الكيان الصهيوني. الكيان الصهيوني وفق النظرية الصهيونية، كيان فاشل ، لانه لم يستطع ان يحقق حتى هذه اللحظة اول اولويات الحركة الصهيونية.

النقطة الثانية: اليهود والصهاينة انفسهم يعتقدون بزوال دولتهم اكثر مما نعتقده نحن.

النقطة الثالثة: هناك امر رباني لايمكننا ان نغفل عنه هو : كلّما تخلّف او ضعف احد او خان في هذا الطريق ، طريق فلسطين ، نجد البديل يحضر " وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ......"

قلت بالامس وساعود اليوم واقول: ان مصر خرجت من الصراع اكبر دولة عربية مثخنة بالجراح ( بغض النظر عن التفاصيل) ومن ثم وقعت على اتفاقية كامب ديفيد 1978م . في المقابل في شباط عام 1979م دخلت ايران حاملة راية فلسطين " ويستبدل قوماً غيركم ..." هؤلاء الذين استبدل الله بهم ليسوا كالاخرين ، لايزالون مستمرون على هذا الشعار لمدة واحد واربعين عاماً، بكل الدعم الممكن العسكري والسياسي و.. وكل هذه الكلفة الباهضة.فهي اكثر جهة حملت فلسطين بشكل كامل ‘ حملت القدس بكل معانيها.، اكثر من اي جهة عربية ، استطاعت ان تستمر 40 عاما باقصى الحدود.

نحن على الطريق، فلسطين قريبة جداً، اقرب مما يراها الاخرون، يوم القدس هوية نتمسك بها وقريبا ان شاء الله نرى ثمرات عظيمة على الطريق وعلى الواقع، وليس فقط خلال الشاشات.
 
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

كلمة "معن بشور" رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن في لبنان:

"شكراً اخي العزيز ، طبعا بدون شك ان يتكلم المرء بعد الدكتور عباس امر صعب ، وان يتكلم بعد الشيخ ماهر امر صعب، فكيف ان اتكلم بعد العزيزين معا، وكلاهما قامة كبيرة في عالم الجهاد وفي عالم الفكر وفي عالم الثقافة، وبالتاكيد حينما اتصل بي الدكتور عباس طالبا تنظيم ندوة مشتركة في يوم القدس العالمي ، لم اتردد ثانية واحدة في القبول بهذا المشروع وخصوصا ان شريكنا الثالث هو الاخ قاسم صالح.
 
"الفكرة بالتاكيد التي ينطوي عليها عنوان الندوة والتي اختارها الدكتور عباس خامه يار ، المستشار الثقافي الايراني لدى لبنان فكرة تحمل معان كثيرة ، الثقافة، ثم القدس، ثم التطبيع، ان تكون هذه الكلمات الثلاث تختصر مجمل التحديات التي نواجهها وتواجهها الامة، وانا اعتزّ بان القدس جمعتني بالامام الخميني وبالثورة الاسلامية في ايران قبل انتصارها، ولا انسى ان اول فتوى وزِعَت بعد حرب 78 في لبنان صادرة عن الامام الخميني كان يدعو فيها الى الجهاد المقدس في جنوب لبنان ضد الاحتلال، فادركنا منذ ذلك الحين اي نوع من القيادات ومن الرجال ومن المجاهدين سيقبلون علينا من جهة شرق وطننا العربي. وكذلك جمعتنا القدس يوم رفعوا علم فلسطين فوق سفارة الكيان الصهيوني، جمعتنا القدس في السفارة الامريكية ( بعد مهاجمتها من قبل الثوريين الايرانيين) ايضا مؤكدين على العلاقة بين المشروع الصهيوني والمشروع الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة. وجمعتنا القدس ايضا يوم شعرنا بهذا الدعم غير المحدود من الثورة الاسلامية لحركات المقاومة في لبنان وفي فلسطين وفي كل الاراضي العربية. اقول هذا الكلام كمقدمة لكلامي لكي اقول: ان الكثير يجمعنا وان القدس تجمعنا ، وان القدس حين تجمعنا في الثقافة فان في الثقافة مدخل لمواجهة كل القضايا الاخرى.
 
في مؤتمر الحوار الثقافي العربي الايراني، الذي دعاني اليه ايضا الدكتور عباس في الجمهورية الاسلامية عن الحوار الثقافي العربي الاسلامي، كنا نؤكد ان لابد من حوار متطور متقدم بين العرب وبين الجمهورية الاسلامية ، ولابد ايضا ان يكون هذا الحوار في بدايته ثقافياً، لان في الثقافة ما يجمع اكثر بكثير مما يجمع في السياسة وغيرها ، وكيف حينما تكون وجهة الثقافة القدس وبكل ماتعنيه القدس من قضايا تتصل بوطنيتنا بعروبتنا بايماننا الديني الاسلامي والمسيحي ، تتصل ايضا بانسانيتنا.
 
لذلك هذه الثقافة التي وجهتها القدس هي بالضرورة ثقافة وحدة ، وحين نقول وحدة ، يعني ان نحترم مكونات هذه الامة، هذا الاقليم، وان نتجنب باستمرار في علاقاتنا ان نقع اسرى بهذا المكّوِن او ذاك في وجه المكونات الاخرى.
 
فالوحدة تقتضي احتراما للاخر وقبولا للاخر وقبول بالمساوات مع الاخرين، لكي نبني مع الاخر جبهة حقيقية معادية، القدس وثقافة القدس هي ثقافة المقاومة، لاننا لايمكن ان نحرر القدس وكل فلسطين وكل ارض عربية واسلامية الا عبر المقاومة، هذا هو تاريخ الشعوب كلها التي عرفت الاستعمار وعرفت الاحتلال، وهذا هو تاريخنا فنحن منذ ان واجهنا الهجمات الاستعمارية ونحن نحمل السلاح في مواجهة هذه الهجمات واخرها الهجمة الصهيونية.
علماء مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
وثقافة القدس بالضرورة ثقافة معادية للتطبيع لان التطبيع هو اعادة الحياة او العلاقات الى طبيعتها، بينما طبيعة العلاقة بيننا وبين هذه الكيانات علاقة من نوع اخر، هذا المشروع يريد ان ينفينا ، وبالتالي طبيعة العلاقات معه هي ان نقاومه وان نهزمه وان لانستسلم ابدا لمخططاته.
 
من هنا القدس هي دعوة لمناهضة التطبيع ، واذا كانت المقاومة هي مهمة الاقطار المحيطة بفلسطين سواء في لبنان او في سوريا او في الاردن او في مصر فان مناهضة التطبيع تصبح مهمة هذه الاقطار ايضا ، ولكن مهمة كل ابناء الامة العربية والاسلامية، ومن هنا نلاحظ ان اليوم معركة التحرير تقوم على قطبين ، مقاوة الاحتلال من جهة ، ومناهضة التطبيع مع الاحتلال ، وكلا الامرين يصب في القدس ، يصبّ في تحرير مقدساتها ، يصبّ في اعادتها لامتها ، واستعادة فلسطين.  لكن جو القدس جو الاحتفال بالقدس يجب ايضا ان يكون مناسبة لكي نراجع جميعا تجاربنا ، علاقاتنا بعضنا ببعض، اخطاءنا كما قال سماحة الشيخ: حين يقف البعض ويعتبر يوم احتلال بغداد يوم تحرير ، هذا امر يُبعد ابناء الامة عن بعضهم البعض ،يجب ان نراجع تجاربنا ، اين اخطأنا واين اصبنا، ولكن حينما تكون مرجعيتنا القدس ، اي مراجعة تصبّ في صالح القدس وفي صالحنا جميعا.
 
 لقد ارتكبنا جميعا بحق بعضنا البعض اخطاء وممارسات لايمكن الدفاع عنها ، لكن لايجوز ان نغرق في الماضي . الماضي اذا غرقنا فيه يتحول الى سجن، بينما الماضي اذا تعلمنا منه يصبح مدرسة لنا في مستقبلنا وفي تقدمنا وفي حضارتنا.
 
من هنا يجب ان نلتقي جميعاً حول مشروع نهضوي عربي اسلامي ، ينهض بالامة كلها ، بالاقليم كله في مواجهة التحديات، وهذا امر هو في صلب التوجه نحو القدس ، لانني اعتقد ان الاحتلال الصهيوني ما كان له ان يتمكن لولا امرين، هما الدعم الخارجي، وهو الان يتراجع من جهة بسبب المأزق البنيوي للاستعمار القديم. وبسبب نمو الرأي العام المتصل بالعدالة، وايضاً بسبب اوضاعنا الداخلية ، من استبداد ومن تبعية ومن فساد وهذا امر مكّن العدو.
 
وأكدت في النهاية انه هذا المشروع الصهيوني الاستعماري اليوم بين امرين،من انه ليس بالقوة التي كان عليها في السابق ومن ثغرات في علاقتنا في بعضنا البعض ، سواء بين الانظمة والشعوب او بين تيارات الامة كلها التي ينبغي اليوم ان تجتمع كلها على مشروع عربي اسلامي ، لايمكن ان نواجه التحديات من دونه ، هذا النهوض ، النهوض العربي الاسلامي ، يرتكز على فكرة المراجعة ، فكرة المصارحة، فكرة المشاركة وفي الاساس فكرة المقاومة وشكراً".
 
الدكتور محمد شمص.

اريد ان اشير الى الكلمة المشتركة لقادة محور المقاومة ، وتأثير هذه الكلمة. عندما يتحدث مسؤول في العراق سماحة الشيخ قيس الخزعلي الامين العام لعصائب اهل الحق ، ويتحدث عن زوال حتمي لاسرائيل ، وانهاء الوجود الامريكي والاحتلال الامريكي في المنطقة وفي العراق. ونسمع السيد عبد الملك الحوثي يتحدث بنفس اللغة من اليمن ،والسيد هنية والسيد نخالة وسماحة الامين العام السيد حسن نصر الله وأية الله السيد عيسى قاسم من البحرين، هذه المواقف وهذه المشهدية ، كالندوة اليوم التي تجمع هذا التنوع الكبير في الافكار والاراء وتجمعنا القضية الفلسطينية ، هذا المشهد يحمل في طياته الكثير من الرسائل.

كلمة الاستاذ قاسم صالح، الامين العام للمؤتمر العام للاحزاب العربية:

"تجمعنا اليوم عاصمة المقاومة والتحرير بيروت، لإحياء يوم القدس العالمي، في أجواء تفوح بعبق النصر المظفر الذي سطر مجاهدوه ملاحم البطولة والعزة، وهزموا الكيان الصهيوني، وحطموا أسطورة جيشه الذي ظن المستسلمون انه لا يقهر، فاندحر عن لبنان صاغرا يجر اذبال الخيبة والمهانة، وتم رسم معادلة توازن رعب وقواعد اشتباك جديدة وحافظ على سيادة لبنان واستقلاله، واصبحت يد المقاومة هي العليا، وتنعم شعبنا في الجنوب بالامن والاستقرار.

تحية إلى أبطال المقاومة، وشهدائها الأبرار الذين روت دماؤهم تراب الوطن، وآل تهنئة والتبريكات إلى سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله حفظه الله وإلى روح القائد المجاهد الحاج عماد مغنية الّذينِ قادا وبشجاعة عزّ نظيرها هذه الحرب المفصليّة تحقق النصر الإلهي بفعل هذه القيادة الرشيدة وبوهج المعادلة الذهبية معادلة الجيش الشعب والمقاومة. وما كان لهذا الإنجاز التاريخي الَّذي حوّل مسار المواجهة في المنطقة، أن يتحقق لولا الدّعم اللامحدود، الذي قدمته الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية الّذينِ قدّما الأسلحة والإمكانيات والقدرات النوعية للمقاومة.

فتحية إلى هذين البلدين الحليفين الصادقينِ الّذينِ شكلا العامود الفقري لمحور المقاومة في المنطقة. لقد لعبت إيران دوراً، دوراً بارزاً وأساسياً في مجريات الأحداث في المنطقة وفي التصدي لأعداء الأمة الأمريكية والإسرائيلية وحلفائهما منذ إنطلاقة ثورتها المجيدة عام ١٩٧٨ التي قادها سماحة الإمام الخميني قدس سره. فهو الذي حدد منذ اللحظة الأولى لانتصار الثورة بوصلة الصراع، وأصدر أوامره الحاسمة لإغلاق مقر سفارة العدو الصهيوني وافتتاح سفارة فلسطين ورفع عَلمها بعد تنكيس العلم الصهيوني وتمزيقه، وتوّج هذه الوقفة التاريخية بإعلان الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك لإحياء يوم القدس العالمي عام ١٩٧٩ ردّاً على معاهدة كام ديفد الخيانة الإستسلاميّة وملحقاتها التي وقعها الرئيس المصري السادات مع العدو الصهيوني في محاولةٍ لإسقاط منطق الصراع مع هذا العدو فحول بذلك إيران قاعدة تابعة للإستكبار العالمي ومشاريع المعادية إلى موؤل للثوار والأحرار في العالم.

إن المواقف الحاسمة التي اتخذها سماحة الإمام الخميني قدس سره وسارت على هديها الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمكنت من إعادة الإعتبار إلى ثابتة الصراع والمواجهة ومحاربة المشاريع المعادية ووفرت الدعم للمقاومة في جميع ساحاتها، فشكلت بهذه الغاية فيلق القدس الذي أمن المشورة والدعم لقوى المقاومة ما مكنها من دحر الإحتلال الأمريكي وإلحاق الهزيمة بالأعداء الصهاينة و شن حرب ضروس على العصابات التكفيرية وأعوانها ، ما دفع دولة الإرهاب الأمريكية إلى شن غارة قرب مطار بغداد، للثأر من صناع الإنتصارات بأوامر مباشرة من رئيسها المجرم ترامب، أدّت إلى استشهاد قائد فيلق القدس اللواء الشهيد قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، ظنا منه من هذا المجرم ان هذه الجريمة ستضعف محور المقاومة، فجاء رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية حاسما وقويا ، وتم قصف قاعدة عين الأسد بالصواريخ فسقط العشرات من الضباط والجنود الأمريكيين وارتفعت المطالبات بجميع أرجاء المنطقة برحيل القواعد العسكرية والأساطيل الأجنبية منها.
 
 
فرسمت بذلك معادلة ردع وتوازن جديدين في المنطقة بفضل دماد الشهيدين القائدين المجاهدين ، تعاظمت قدرات المقاومة، وتعمق التنسيق والتعاون بين فصائلها ودولها على مدى ساحات المواجهة،عرى العلاقة والصداقة بين قادة المقاومة ورموزه ، وما شهدناه البارحة من كلمات أطلقها هؤلاد القادة تعبر عن مدى الثقة والتعاون بين هذه الرموز وهؤلاء القادة، هؤلاء القادة في فلسطين وفي لبنان والعراق واليمن برعاية واحتظار من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ليُفتح باب الصراع مع العدو الصهيوني وحلفائه على مصرعيه وتوحدت قوى المقاومة لمواجهة المشاريع والصفات المشبوه التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية بهدف إسقاط هذه المشاريع وعلى رأسها صفقة القرن التي أطلقها الرئيس الأمريكي ترامب ، وروج لها بعض الحكام العرب ومجمل القرارات التي اتخذها وسبقت هذا الإعلان الجريمة والتي بدأت مقدمتها بالاعتراف للقدس بأنها عاصمة أبدية للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها والاعتراف بيهودية الدولة واتخاذ قرار بضم الجولان إلى الكيان الصهيوني،وصولاً إلى سلسلة الإجراءات الدوانية التي اتخذها العدو لتهويد القدس ومقدساتها وتغيير معالم المسجد الأقصى لتكريسها عاصمة أبدية له، بالإضافة إلى العمل الجاد لتهويل الحرم الإبراهيمي.
 
 
وكل ذلك يجري لتصفية القضية الفلسطينية وتزوير التاريخ لإحكام قبضة العدو على كنيسة القيامة والمسجد الأقصى، وطمس معالمهما ، وكل ذلك يتم في ظل تواطؤٍ أممي وتآمر عربي بتجسد في سلوك وسياسات هذه الأنظمة العربية الرجعية التي تشير في ركبِ أمريكا وتخضع لإملاآتها فتناصب العداء لإيران وتساهم بإيصاله دون وازع ديني أو قومي او أخلاقي، وتتخلى عن التزاماتها تجاه القضية الفلسطينية وتسارع إلى التطبيع مع العدو، ويستقبل حكامها رئيس وزراء والمسؤولين الصهاينة ، والبعثات الثقافية والرياضة، وتمول المسلسلات التي تزور وتروج الأضاليل حول حسن العلاقات مع هذا العدو و تشير الرحلات الجوية من الإمارات إلى مطارات العدو بكل وقاحةٍ وسفاقة.

إننا في الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية ، إذ نحيي المواقف الرافضة لهذه المسيرة الخيانة، فإننا ندين وبشدة كل الدول المهرولة والمفرطة للقضية، ونقول لهم : " أن الشعوب التي ترفض الذلّ والهوان والاستلام، لن تقف مكتوفة الأيدي بل ستواجه ببسالة هذا السقوط الأخلاقي، ونؤكد على ما يلي، أولاً إن رهاننا الأول هو على شعبنا الفلسطيني العظيم، الذي عبر عن تمسكه بحرية أرضه وبخير المقاومة والانتفاضة، وباستعادة حقوقه وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.

وأدعو في هذا المجال، جميع الفصائل الفلسطينية إلى مغادرة منطق الاقتسام وبذل الجهود الحثيثة لتوحيد الصف الفلسطيني على قاعدة خيار المقاومة، وإلغاء جميع المعاهدات والاتفاقات الأمنية مع هذا العدو، ثانياً نجدد رفضنا لقرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس وكل الإجراءات المتعلقة بصفقة القرن، التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية كما ذكرنا، وندين كل ما يتعلق بذلك وندعو إلى رفض هذه الصفقة ومقاومتها  بجميع الوسائل  المتاحة، ثالثا ندين خطوات تطبيع المسعورة وكل اللقاءات والاجتماعات التي يعقدها وزراء وسفراء وعدد كبير من المسؤولين الخليجيين والصهاينة وآل تصريحات التي صدرت وتصدر عنها ومحاولة خلق عدو وهمي للأمة يتمثل بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي التي تقف وتدعم قضايا أمتنا، لأن الصهاينة هم أعداؤنا وحربنا معهم هي حرب وجود لا حرب حدود، رابعا ندين ونرفض الإجراءات المتمثلة بفرض حصار اقتصادي ظالم على سوريا وإيران وحزب الله وذلك لأنهم جميعاً يقفون إلى جانب فلسطين وتحرير القدس ، وسائر الدول وقوى محور المقاومة بهدف إضعاف هذه القوى والحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، خامِساً نجدد دعوتنا أحرار الأمة والعالم واحزابه وقواها إلى العمل الجاد لمواجهة التطبيع وإلى دعم قوى ودول محور المقاومة ، وإلى القيام بتحركات وفعاليات في جميع أقطار الأمة والعالم لمساندة الشعب الفلسطيني في نضاله المستمر على مدى ثمانين عاماً دون هوانٍ وبإصرار وإباء يقدم الشهداء ويرمي كل ذرةٍ من تراب فلسطين دماً زكياً وفي هذا المجال فإنني اقترح عقد مؤتمر يضم جميع الفصائل وهيئات مقاومة التطبيع على مستوى العالم العربي والعالم، بوضع استراتيجية مواجهة لهذا السقوط وهذه العملية التي تحاول أن تزوّر الثقافة وتزوّر التاريخ.

في الختام، أتوجه باسم المؤتمر العام للاحزاب العربية بتحية الإجلال والإكبار إلى روح وفكر سماحة الإمام الخميني قدس سره الذي أسس نهجاً ثورياً واضحاً ملتزماً بتحرير القدس وفلسطين ودعم قوى المقاومة، والوقوف بالمرصاد منذ اللحظة الأولى ضد قوات التطبيع المذلة التي تسلبها الأنظمة العربية ، وستبقى شعلة الثورة مضاءة حتى استيعاد فلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وستستمر الحرب مفتوحة ضد الأمريكيين وضد الكيان الصهيوني حتى استعادة الحق إلى أصحابه وتحرير جميع الأراضي المسلوبة الحق والجهاد.

الدكتور محمد شمص :

الضيوف الكرام اشرتم الى حجم الظروف التي تمارس على الجمهورية الاسلامية والاثمان التي تدفعها مقابل دفاعها عن القضية الفلسطينية. اذكر ان وزير الخرجية البريطاني الاسبق خلال مؤتمر صحفي بعد استقالته قال: انني نصحت الايرانيين ان يكوا فلسطين وشأنها ودع مسان حركاتتحرر الاسلامية وسترفع عنكم العقوبات وتتحسن العلاقات مع اروبا والغرب ، لكن ايران متمسكة بقضيتها، اليوم يهددون محور المقاوة في لبنان بنزع السلاح ، وايضا يهددون ايران ويمارسون العقوبات الاقتصادية والضغوط الاقتصادية لثنيها واستسلامها ، واليوم العراق مهدد ، بعد ان اصبح جزء اساسيا ةرئيسيا في محور المقاومة".

المداخلات:

المفكر المغربي الدكتور هاني إدريس:

احيي كم بمناسبة هذا اليوم العظيم يوم القدس العالمي وليس لدي ما اضيفه على ما تفضل به العلماء والحاضرين السابقين، وبالفعل ان ما يجب أن نؤكد عليه هو على المفاهيم والمبادئ بأنني مؤمن بتثقيف الموقف الكفاح وعدم تركه لآفات الزمن، مدخلنا للسياسة كان فلسطين، مدخلنا حتى لمعرفة الجمهورية الاسلامية كان فلسطين، وانا شخصيا اعرف كيف يتحدث الايراني ن في كواليسهم بما يتعلق بالقدس، انني لم احص لهم أي خطإ لأنهم كانوا يدركون كما ندرك ايضا، ان مشكلتنا ليست في التنوع، مشكلتنا هي في التخلف، مشكلتنا هي في الاحقاد التي يجب أن نقف عندها وان نخرج من هذه الحالة التي تسم وضعنا او نفسيتنا الجماعية، وهذا طبيعي في الأمم، الأمم كلها بما فيها العدو، هو التنوع، لكنه استطاع ان يصهر هذا التنوع ويدخله في هذا المشروع.

اذن الحقد هو ليس من ثقافة الاحرار، لكنه من ثقافة العبيد، التآمر البيني ايضا هو من ثقافة العبيد، الاحرار لا يتآمرون على بعضهم البعض، والصراحة تقتضي ان نتجسد او ان نتمثل كل قيم الفرسان ومن دون قيم الفرسان لا يمكننا أن نتحدث عن تلك القدس التي تحدث عنها في يوم من الايام الشاعر مظفر واختبرنا بأن القدس عروس عروبتكم، والان هي عروس كل الاحرار في العالم، لذلك ليس عندي شيء اضيفه الا ان ندرك بأن من لم توحدهم القدس لا يمكن أن يوحدهم شيء على الاطلاق، لذلك كما قليت في لقاء بالأمس، لو كان الشهرستاني حيا، لادخل القدس كمدرسة مستقلة في الملل والنحل، ان القدس هي ملة قائمة، وهي نحلة قائمة، ومن دخلها عليه أن يترك كل أمراض التخلف وكل الاحقاد، لأن القدس كما عرفناها نحن أبناء مقاومة الاستعمار الفرنسي، ويعرفنا المغاربة جيدا، نحن في الحقيقة ندرك بأن القدس الان، هي عنوان الكرامة، وهي عنوان تحررنا، ولا سمح الله، لو حدث شيء ونحن لا نرى تحقق ما يفعلونه اليوم، عبر وسائل التطبيع المتنوعة، حتى اننا ندرك ان هذه الالاعيب لا تنطلي على الشعوب، إنما تحاول عبثا ان تحتوي وعي الاجيال القادمة، ولكن هيهات.
التطبيع هو أحد ركائز مشروع تصفية الحق الفلسطيني/ ضرورة تأسيس صندوق لتحرير القدس
لذلك، نقول بأن التطبيع هو طريق إلى العبودية، حينما نطبع نعترف، وحين نعترف، بماذا نعترف؟ نعترف باننا عبيد، وبأن الاخر هو السيد، وهذه هي معادلة الصراع، وآل معادلة التي تحدث عنها بعض اليمين الأمريكي والمحافظ ن الجدد وسموها بنهاية التاريخ، يعني النهاية التي نجثو على ركبنا ونعترف بالاحتلال، ولا يمكن لمن قاوموا الاحتلالات والاستعمار، الا ان يؤمنوا بالقدس اليوم وتحت سقف ان نكون او لا نكون وغير ذلك كله هراء. وكل ما نعيشه اليوم، من أشكال وعوارض الخلاف، هذا يجب أن نطرحه وان نكبر بفلسطين نكبر بالقدس ونخرج من كل أشكال الولدنة، والتآمر الرخيص، وامراض التخلف، لكي نكون في الواقع فرسانا وتحية لكم جميعا.

الباحث والمحلل السياسي الدكتور أمهز:

انا اريد ان احكي كلاما مختلف كليّا عما دار من الحديث ، ان المتغير في يوم القدس العالمي كان له تداعيات كبيرة ولم يكن يتوقعها العقل الصهيوني الذي بدأ منذ الف سنة. مثل مانعرف انه في سنة 1798 عندما توجه نابليون لغزو مصر كان يحاول تحقق وعد بلفوروذلك  قبل وعد بلفورعام  1918،  وايضا في مؤتمر هرتزل 1897 وعلى اساسه بني وعد بلفور  انطلقت المؤامرة.فيما يتعلق في فلسطين ، ان كان فوق الارض او تحت الارض او على مستوى التاريخ او الجغرافيا او اللغة او...

كل ما ميز حركة الامام الخميتي العظيم"قدس" انه استطاع ان يدمر هذه الهيكلية التي كانت تعمل بافكار شيطانية للغاية. استطاع ان يهدم هذا النظام باكلمة في يوم القدس العالمي،  لان الامام الخميني "رض" كان بنظر الى المستقبل بان الحركة الصهيونية ليست حركة استعمارية تريد ان تدخل الى بلد تسرق خيرات بلاده وتسرق حرية شعبه، او حتى ان تحتل جزء منه.  لكن الفكر الصهيوني اذا اراد ان يدخل الى بلد يريد ان يلغي هوية ذلك المكان. لذلك اعلن الامام الخميني ان للقدس يوما هو اخر جمعة من شهر رمضان المبارك.
التطبيع هو أحد ركائز مشروع تصفية الحق الفلسطيني/ ضرورة تأسيس صندوق لتحرير القدس
هذه الرؤية الاولى التي اربكت الغرب، اربكت الفكر الصهيوني من  العقل الايراني الذي استطاع ان يصل الى ذروته في التصنيع العسكري وعلى مستوى الساحة الاعلامية والسياسية ... بهذا المنحى شعر الغرب بانه امام عدو شرس ، امبراطورية عميقة عبر التاريخ لها اولوياتها السياسية والعسكرية وعلى اساسها يتم البناء الاقتصادي.

هذا الامر الذي جعل كل الغرب يتوجه الى معانات الجمهورية الاسلامية في ايران . هذا امر ، الامر الاخر عندما نسمع دائما بانه هناك حضر اسلحة على الجمهورية الاسلامية في ايران والكل يعلم بان صناعة الاسلحة وخاصة الغرب ، والامبريالية تعلم ، بان صناعة الاسلحة لم تعد حكرا على اي دولة . مثلا ان يكون هناك مصنعا صغيرا يستطيع ان ينتج نوعا من  الاسلحة.

هذا الامر اصبح بديهيا ، لكن الغرب بعد الانتصارات العديدة للجمهورية الاسلامية الايرانية ، وبعد ثقافة الثورة التي اصبحت متواجدة في كل وجدان الاحرار في العالم، وفي كل الاماكن المقدسة في العالم، في كل الاماكن التي تنشد الحرية والعزة والكرامة في العالم ، اصبح الغرب يخشى فيما اذا صدّرت ايران اسلحتها ، حتما سوف تصدّر مع هذه الاسلحة هذه الروح القوية ، كما تكلم امس قادة المقاومة من اننا اصبحنا قاب قوسين او ادنى من تحرير المسجد الاقصى.

الدكتور ابراهيم سعيد:

وأحب ان اشارك في هذا اليوم الذي يشكل اهم محطة فكرية ونضالية في تاريخ الامة ، حقيقة بالتوصيف يجب ان نعرف ان الامة الاسلامية وان الامة العربية وان الفلسطينيين بالتحديد لن يكن لهم حظ من التقدم والتطور ولن يكون لهم اسم تحت هذه الشمس الطيبة دون تحرير فلسطين ، دون القضاء على الكيان الصهيوني، لان الاستراتيجبة الصهيونية هي استراتيجية غربية واستراتيجية استعمارية وامبريالية وقائمة على اساس عدم السماح بامتلاك العلم والتكنلوجيا والحرية لشعوب المشرق وللشعوب الاسلامية بشكل عام وللفلسطينيين، والعرب بشكل خاص ، ولذلك اذا اردنا ان نتقدم الى الامام علينا ان نحرر فلسطين من هذا الكيان السرطاني، هذا اولا. ثانيا : على الفلسطينيين هنا تترتب امور كثيرة، لانهم في الدائرة الضيقة واصحاب القضية، عليهم ان يتحضروا بشكل جيد لتحرير هذه الارض الطاهرة من حيث انهاء الخلافات بين بعضهم البعض والتوجه نحو القاسم المشترك ، وهو توحيد الارض والوطن والكرامة ، بمعنى اخر وهو ايجاد السبل الكفيلة للانطلاق نحو تحرير القدس وتحرير فلسطين كاملة. يعني نبذ الخلافات بين بعضهم البعض ، ثم الانفتاح نحو الشعوب العربية والشعوب الاسلامية لتاخذ مكانها ودورها في تقديم المساعدات للفلسطينيين، انا اقترح هنا بان يكون هناك صندوق تحت عنوان تحرير القدس ، يقدم الدعم للمقدسيين اولا وللفلسطينيين بشكل عام، لان التمسك والبقاء في الارض اهم خطوة نضالية لتحرير فلسطين . هذا اولا،. ثانيا : على الشعوب الاسلامية  ان تضع استراتيجية واضحة اقصد هنا محور المقاومة والشعوب التي تساند بالتاكيد محور المقاومة هذا ، من حيث حشد الطاقات لتحرير فلسطين.
علماء مشاركون في ندوة بيروت يؤكدون:
وتبقى هناك النقطة المضيئة التي حددها لنا الامام الخميني "القدس" بانها تشكل حافزا دائما وحالة استنهاض دائمة في الامة من اجل تحرير كل فلسطين، لان  تحرير فلسطين هو تحرير لنا من العبودية والقهر والظلم ، لان المشروع الغربي قائم على اساس تمكين الصهاينة في فلسطين من اجل ان يكونوا هم السادة، كما قال شمعون بيرسز،بالعقل الصهيوني وبالمال الخليجي وبالعمالة  العربية يمشي الشرق الاوسط . ونحن برأيهم عبيدا لهم.

الدكتور محمد  شمص:

اريد ان انوه الاستاذ محمد صبحا بعث رسالة من فلسطين شكر فيها المشاركين على الكلمات ومشاركاتهم كما شكر الجمهورية الاسلامية والامام الخميني الراحل على هذا اليوم العظيم ، يوم القدس العالمي، الذي كان يضن البعض انه للايرانيين، انه فعلا اصبح يوما للعالم اجمع.
captcha