وأضاف أن “النزاعات التی عصفت بالبلدان العربیة وعدد الناس الذین فقدوا الأرواح والأرزاق والمأوى فی بلدان عربیة مختلفة وخاصة فی سوریا، وهی الجار الأکبر والأوحد للبنان والأکثر التصاقا تاریخیاً بفلسطین أرضا وقضیة قد حازت إهتمام العالم واحتلت الأولویة”.
لکن میقاتی قال إن “من فلسطین تبدأ مسیرة السلام، وفی فلسطین یبدأ تأریخ هذه المنطقة.. فلسطین متجذّرة فی عمق التاریخ، وهی ماضی وحاضر ومستقبل کل المنطقة”.
وأضاف “لیعلم العالم، ولیعلم الإحتلال، أن فلسطین قضیة الأمة وستبقى، ولن تزول من ذاکرتنا، وهی بقیت حیّة لأجیال، وستستمر لأجیال، ولن تستطیع قوة على وجه الأرض أن تطمس قضیة فلسطین.. لا سلام من دون فلسطین.. لا استقرار من دون فلسطین.. لا أمان من دون فلسطین.. لا عدالة من دون فلسطین.. لا حریة ولا دیموقراطیة مکتملة من دون فلسطین..”.
واعتبر أن “السلام العادل والشامل لا یکون إلا بفلسطین.. ومن دونها لا یکون”.
وقال میقاتی “کلنا یعلم بأن المفاوضات الفلسطینیة الإسرائیلیة تجری بإشراف الولایات المتحدة الأمیرکیة التی أظهرت رفضاً واضحاً لسیاسة الإستیطان.. ونحن نزید بدورنا ان لا اتفاق سلام یستطیع أن یحیا الا بضمان حق العودة للفلسطینیین.. کل الفلسطینیین”.
ولفت إلى أن “جوهر السلام هو أن یعیش الشعب الفلسطینی على أرضه فی ظل دولة حرّة مستقلّة وفق القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولی، وکل محاولة لتجاوز هذه الثوابت ستؤدی إلى مزید من الأزمات فی الشرق الأوسط والعالم”.
وأضاف أن “المجتمع الدولی معنی بمنح الفلسطینیین حقوقهم فی دولتهم، وبفرض تطبیق القرارات الدولیة على الاحتلال الإسرائیلی، لأنه من دون ذلک یعنی أن العدالة الدولیة تکیل بمکیالین، وهذا ما یؤدی إلى مزید من المشکلات التی تتوالد فی هذا الشرق”.
واشاد میقاتی بموقف القیادات الفلسطینیة “بأن اتخذت قرار النأی بالنفس عن الصراع الدموی فی سوریا والصراع السیاسی فی لبنان فحمت المجتمع الفلسطینی من اخطار تکرار تجربة لم تولد الا القتل والدمار والخراب على شعب تشرد ولا یزال من أرض إلى أرض ومن شتات إلى شتات”.
وقال ان “لبنان قرر منذ بدایة الأزمة السوریة ان یفتح حدوده وقلبه لکل مظلوم من سوریا ولم یفرق بین سوری وفلسطینی، بل وعلى رغم کل الصعوبات السیاسیة والأمنیة والاقتصادیة والاجتماعیة قام بواجبه الأخلاقی والدینی لیعطی للکون نموذجاً عن کیفیة تعامل البشر مع البشر فکیف اذا کانوا أشقاء؟”.
وتابع “نحن نعتبر ان العالم بأسره مدعو لدعم لبنان وعلى کل الصعد ومدعو للعمل سریعا على إیقاف القتل فی سوریا من خلال عملیة سیاسیة یتوافق على صیاغتها السوریون، تنهی القتال وتعید الى هذا البلد الشقیق راحته وسلامه”.
واشار میقاتی إلى أن لقاء الیوم یأتی وسط تحولات کبیرة وأساسیة تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم لعل ابرزها الاتفاق الذی تم توقیعه اخیراً بین إیران ومجموعة الدول الکبرى الـ6 بشأن البرنامج النووی الایرانی.
ووصف هذا الاتفاق بأنه “یشکل منعطفاً مهماً یمکن البناء علیه لإرساء سلام دائم وحل الأزمات سلمیا”.
واعرب عن امله “أن یستکمل هذا الاتفاق بحوار عربی ایرانی یقود الى تفاهم یحفظ الحقوق ویمنع الفتنة على قاعدة الإحترام المتبادل لسیادة الدول وخصوصیاتها الوطنیة کما نأمل أن یشکل هذا الإتفاق مدخلاً لحل الأزمات المعلقة فی منطقة الشرق الأوسط وفی طلیعتها القضیة الفلسطینیة”.
ومن جهة ثانیة، قال میقاتی “إن النار المشتعلة فی الجوار (اللبنانی) باتت تلفح داخلنا اللبنانی وتهدد بالمزید من الحرائق.. ولنا فی التفجیرات الأخیرة المدانة خیر مثال على حجم المخاطر التی تتهددنا”.
واضاف “اننا ندین کل قتل یتلطى خلف الدین، کما نثنی على ارادة اخواننا الفلسطینیین بالإستمرار بحزم بإحترام أصول الضیافة والرعایة والسیادة اللبنانیة وسلطة القانون من خلال عدم السماح لأی کان بتحویل المخیمات الفلسطینیة فی لبنان إلى بؤر تنطلق منها الأعمال الإرهابیة أو مأوى للفارین من وجه العدالة”.
المصدر: المنار