وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(ایکنا) انه أضاف آیة الله عیسی قاسم، خلال خطبة الجمعة فی جامع الإمام الصادق (ع) فی منطقة "الدراز" بالمنامة، "لو أُخذ بما یذهب إلیه هذا النهج من التفکیر وما ترتاح إلیه تلک الصدور لما أنفتح طریقٌ أبداً إلى حل، ولفسد أمر کل المجتمعات المحکومة بهذا الاتجاه، وإذا حاول أصحاب هذه العقلیة والصدور الضیّقة عن الآخر أن یرفعوا شعار الإصلاح لابد أن یُصاب خطابهم فی هذا المجال بالارتباک".
وتابع "إذا جئنا لخطابٍ یُنکر على المحاصصة الطائفیة لکنه یصر فی الوقت نفسه على وضعٍ أقیم على هذه المحاصصة، فکیف یملک هذا الخطاب الانسجام؟ وکیف لخطابٍ یتعذّر بخصوصیة الترکیبة المحلیة والوضع المألوف وهو طائفیٌ عن قبول مقیاس المواطنة الجامع الذی یساوی بین الکلِّ من الطوائف والفئات والقومیات ثم یدّعی أنه یرفض مقیاس الطائفیة؟".
وأکد أن "لا أخذ بمقیاس الطائفیة ومحاصصتها، ولا تعدد للمقاییس -هناک قضیتان، قضیة أن یکون المقیاس طائفی، وقضیة أخرى أن یتعدد المقیاس الذی یقام علیه الحل- نرفض الاثنین، نرفض مقیاس الطائفیة، ونرفض أن یکون هنا مقیاس آخر، مردفا "الشعبُ فی مسألة الخلاف وحل المشکل هو المرجع وصاحب الکلمة الفصل فی أی حلٍ حتى مع التوافق بین کل الأطراف".
ولفت إلى أن "هناک واقعاً ضاغطاً یتطلب إصلاحاً جدیاً یتناسب مع ظروف المرحلة ومتطلباتها، ولا یمکن لأحدٍ أن یتجاهله، وإذا تجاهله فستجبره الظروف على أن یذعن لمقتضاها".
وأشار إلى أنه "لا یمکن لأحدٍ أن یقول بأن اعتبار المواطنة مقیاساً هضمٌ لطائفة أو لفئة لحساب أخرى، وهو مقیاس نافٍ للمحاصصة الطائفیة التی یرفع الجمیع شعار الرفض لها".
وشدد على أن "شعار التوافق بین جمیع الأطراف والحل التوافقی - هذا شعار آخر قد یطرحه البعض - لا یمکن تفعیله على الأرض من غیر أرضیة المقیاس الواحد للحل والذی یعتمده الجمیع ویرضون به، وإلا لم یکن توافقٌ وإنما هو إکراه، ولیس فی الإکراه حلّ، وفی الأخذ به عودةٌ لما کان منه الفرار"، موضحاً "الشعب یفر من وضعیة الاکراه، وهو یکره على معادلة ظالمة جائرة، فهل یعود إلیها؟".
من جهة أخرى، أکد آیة الله عیسی قاسم أن "أیُ نطقٍ بحکمٍ ظالمٍ ضد "المجلس الإسلامی العلمائی" لو حدث لا یمکن أن یطاله إلا مقراً وتجمعاً علمائیاً فی مقرٍ ثابت، ولا یمکن لأحدٍ أبداً أن یلغی الدین من هذا البلد، ولا الوجود العلمائی الراسخ والواسع الذی ما فارق تاریخها، ولا یمکن تعطیل ممارسته مسؤولیته المناطة به من ربه تبارک وتعالى ولو أرتکبت فی هذا السبیل ملیون محاولة".
وأوضح "النطقُ بحکمٍ من هذا النوع لن یُحمل على أنه استهدافٌ بالاضرار بالوعی الدینی ومقاومة للروح الرسالیة وضیقٌ بکلمة الإصلاح ومضادةٌ للوحدة الإسلامیة والوطنیة على أنه لا یمکن له أن یحقق هذه الأغراض السیئة لمجلسُ سیبقى فاعلاً ومؤثراً، وهادیاً ومصلحاً.
المصدر: المنار