
وجاء في نص رسالة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي إيماني بور الموجهة إلى الشيخ أحمد الطيب:
"بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ
السلام عليكم
مواقفكم العلمية والشجاعة والمسؤولة في دعم الكرامة وحقوق الإنسان، ودفاعكم المؤمن عن
الشعب الفلسطيني المسلم المجاهد والمقاوم، تدلّ على عمق فهمكم للمسؤولية الجسيمة لعلماء الدين والدور البارز لجامعة الأزهر في تعزيز أخوة الأمة الإسلامية. هذه المواقف الحاسمة ناتجة عن فهم ضرورة معرفة العدو وتشكيل صف واحد في مواجهة العدو الصهيوني.
مواقفكم الحكيمة متجذرة في المعتقدات القرآنية واتباع سنة النبي (صل)؛ وهي نفس التعاليم التي علمت جميع المسلمين معرفة العدو وتقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ".
لقد حشد أعداء الروحانية والإسلام والقرآن كل قوتهم لإطفاء نور الحقيقة، ولم يدخروا أي جريمة أو إبادة جماعية أو ظلم أو عدوان في سبيل تحقيق أهدافهم الباطلة والخطيرة. في مثل هذه الظروف، يلعب الإيمان والاعتقاد بالوعود الإلهية، ووحدة وتآلف جميع المسلمين، والبصيرة واليقظة دورًا حيويًا وتاريخيًا للغاية.
لذلك، فإن العلماء الملتزمين والعارفين بزمانهم مثلكم سيوحدون صفوف المسلمين بشكل أكبر من خلال البيان الواضح للمعارف القرآنية. آيات القرآن الكريم الملهمة هي هادية ومنيرة لهذا الطريق المقدس وتبشر بانتصار المظلومين والمضطهدين على جبهة الباطل. الآية الكريمة "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" هي تجلي الوعد الإلهي المؤكد والانتصار الحتمي لجبهة الحق على الباطل وتدمير أعداء الإسلام والإنسانية.
إنني، إذ أشكر وأقدر مواقفكم المؤمنة في تبيان الحق بالاستناد إلى المعارف القرآنية، أؤكد بكل صراحة للأعداء الصهاينة السفاحين مرتكبي الإبادة الجماعية وداعميهم الأشرار، أن ليس فقط 110 ملايين من إخواننا وأخواتنا في مصر، بل كل فرد من أفراد الأمة الإسلامية الواحدة والغيورة في جغرافية العالم الإسلامي الواسعة، يعتبر أي تهديد أو إساءة أدب لكم أو لمكانة جامعة الأزهر الرفيعة بمثابة إعلان عداء للمجتمع المسلم بأكمله، ويحذرون بشدة من ذلك.
أسأل الله تعالى لكم الصحة والتوفيق، وللأمة الإسلامية الواحدة النصر والتمكين.
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
محمد مهدي إيماني بور؛ رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية