صمت العالم الإسلامی حیال حرکة "بوکو حرام" لایعبّر عن رضاه
وقامت حرکة إرهابیة منتمیة إلی منظمة "القاعدة" قبل أسبوع بإختطاف أکثر من 200 تلمیذة نیجیریة، وأعلنت أنها تنوی بیعهن وفق الشریعة الإسلامیة، إلا أن وسائل الإعلام الإسلامیة إلتزمت صمتاً ذا مغزی حیال هذه القضیة کأنه لم یقع حادث.
کان "الأزهر" وهو أعلى مرکز دینی على مستوى العالم الاسلامی، إحتج ضد هذا العمل اللاإنسانی، حیث أصدر شیخ الأزهر الدکتور "أحمد الطیب" بیاناً طالب فیه رئیس حرکة بوکو حرام "أبوبکر شیخو" بالإسراع فی الإفراج عن الفتیات المختطفات، إلا أن بیانه کان قصیراً ومحافظاً بحیث أثار فی کل شخص فضولی السؤال والتعجب. ویبدو أن الدول الإسلامیة خصوصاً الدول المجاورة لنیجیریا قدفضّلت الصمت علی إبداء الرأی لکی تکون فی مأمن من هجمات جماعة "بوکوحرام" الارهابیة.
هذا وبالإضافة إلی أن هذه الدول إما لزمت صمتاً کاملاً حیال هذا الحادث أو إکتفت بإصدار بیانات قصیرة طالبت فیها بالإفراج عن الفتیات، هذا وأن وسائل الإعلام الغربیة أخذت تقرع علی طبل الدعایة، وتعلن عن إیفاد خبراء فرنسیین وبریطانیین إلی نیجیریا لکی یبحثوا عن طریق لإطلاق سراح الفتیات.
إستغلال وسائل الإعلام الغربیة من صمت الدول الإسلامیة
المشکلة الرئیسیة تتمثل فی أن وسائل الإعلام الغربیة وإلی جانب الإشادة بالخبراء ومحاولتهم للإفراج عن الفتیات المختطفات تتحدث عن عدم إکتراث الدول الإسلامیة بازدیاد نسبة الإفراط، وعما تصفه بـ"الإرهاب الإسلامی"، فتدعی أن الدول الإسلامیة والعربیة بوصفها "مناصری الإرهاب" لاتخالف هذا الحادث بل تقدّم بشکل سری دعماً مالیاً لحرکة "بوکو حرام" الارهابیة.
وعلی الرغم من أن صمت العالم الإسلامی حیال الأعمال الإرهابیة التی ینفذها المتشدقون بالإسلام لایکون مصداقاً لمثل "السکوت علامة الرضا" فهناک أسباب أخری وراء هذه الأعمال، إلا أن الصمت هذا لو استمر فإنه سیوجه ضربة قاسیة علی العالم الإسلامی.
فعلی الدول الإسلامیة أن تبادر إلی عقد إجتماع طارئ تحاول من خلالها التوصل إلی حلول مشترکة للتخلص من الإرهاب والتصدی للإجراءات التی تهدف إلی تشویه سمعة الإسلام.
