وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) نقلاً عن موقع "قدس أونلاین" الخبری التحلیلی أنه قال "الشیح "أحمد مبلغی" خلال کلمة ألقاها فی إجتماع "التحدیات الفکریة أمام فکرة التقریب" إنه یمکن تقسیم هذه التحدیات إلی 4 أنواع أولها "الإمکانیة أو الإستحالة"، "المشروعیة"، و"المصلحة"، "عدم الفاعلیة"، مضیفاً أنه لو نظرنا بعین الدقة فی شبهات العدید من معارضی فکرة التقریب لوجدناها عائدة إلی واحدة من هذه التحدیات الفکریة.
واعتبر هذا الأستاذ فی الحوزة العلمیة الإسلامیة بمدینة "قم" الایرانیة، التقریب أمراً مهماً بالنسبة إلی الشیعة والمجتمع الإسلامی، مضیفاً أنه لاینبغی لنا تجاهل هذه الفکرة المهمة والمصیریة حتی تحیط بها الشبهات.
وبشأن التحدی الأول أی إمکانیة أو إستحالة فکرة التقریب، أکّد "الشیخ مبلغی" أن هناک من یدعی بأن التشیع والتسنن لایعتبران مذهبین فقهیین بحتتین، ولدیهما إختلافات فقهیة ناتجة عن أفکارهما الکلامیة، موضحاً أن مذهب التسنن قدبنی علی فکرة الخلافة بینما بنی التشیع علی فکرة الإمامة، فهذه الإختلافات قدأثرت سلبیاً علی الفقه بحیث ینفی کل من هذین المذهبین جزءاً من الفقه لدی الطرف الآخر، وهذا النفی قدأصبح جزءاً من تاریخ وهویتهما؛ الأمر الذی یمنع من التقریب بین المذهبین.
وتابع: من وجهة نظر الوهابیین فإن التشیع والتسنن نقیضان فالوحدة بینهما أمر مستحیل.
وقال بشأن التحدی القائم حول مشروعیة فکرة التقریب: المشروعیة تعنی أن کثیراً من العلماء ربما یؤمنون بأحقیة الشیعة وأن الجمع بین الحق والباطل غیر مشروع ولو کان ذلک ممکناً لکنه لیس مشروعاً؛ هذه هی وجهة نظر عدد من علماء الشیعة والسنة.
وبشأن مصلحة فکرة التقریب أوعدمها، أکّد هذا المفکر والمنظر فی حقل التقریب أن من العلماء من یری أن فکرة التقریب لیست لصالح الإسلام أو لیست لصالح الشیعة، مضیفاً أن القائلین بعدم فائدة التقریب للإسلام فإنهم مخطئون فی رأیهم إذ أنه یعبّر عن الخلط بین أصل الإسلام وفکرة أصیلة.
وتحدث "الشیخ مبلغی" عن فعالیة فکرة التقریب بوصفها التحدی الرابع الذی تواجهه هذه الفکرة، قائلاً: من المفکرین من یری أن فکرة التقریب ورغم کونها فکرة جیدة لیست کاملة وشاملة، ولاتقدر علی معالجة الوضع المأساوی الحالی الذی یعیشه الشیعة والسنة.
واعتبر رئیس مرکز البحوث الإسلامیة فی البرلمان الإیرانی أن فکرة التقریب تعانی من الضعف ولاتقدر علی معالجة الوضع الحالی لأنها وحیدة فی الساحة، مؤکداً أن تفعیل هذه الفکرة یتطلب القیام بالتنظیر حولها.
وفی الختام، أشار "الشیخ مبلغی" إلی أن التقریب یحث الطرفین علی معرفة عقائد وأفکار بعضهما البعض، مما یؤدی إلی التقارب بینهما، ومن نماذج هذا التقارب هو العلاقة الودیة بین العدید من الشیعة والسنة طیلة التاریخ، وذلک بعد تعرفهم علی عقائد بعضهم البعض.