وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه أکد إمام وخطیب جامع الإمام الصادق (ع) فی الدراز بالمنامة، الشیخ عیسى قاسم أن للعالم الاستکباری موقفاً معروفاً من فلسطین والفلسطینیین، وإسرائیل والهدف الإسرائیلی ولا یخفی الاستکبار حرصه على أن تبقى إسرائیل هی الأقوى من بین الدول المحیطة بها.
وعبّر الشیخ عیسى قاسم، عن رفضه لما وصفها المحاصصة الحالیة الظالمة، مطالباً بأن تکون المواطنة هی الأساس فی التمایز بین جمیع المواطنین.
وفی خطبته یوم أمس الجمعة (1 أغسطس/ آب 2014)، تحدث آیة الله عیسی قاسم عن حلّ الأزمة فی البحرین، معتبراً أن طلب الحل للأزمة المرهقة فی البحرین لا ینفصل عن المقیاس الذی یعتمد علیه الحلّ، فما هو نظر الأطراف فی مقیاس الحلّ؟.
وذکر أن المقاییس المتصورة بغض النظر عمّا هو صحیح وغیر الصحیح، منها اختیار مقیاس المواطنة، فالمقیاس المنظور إلیه فی حق أی مواطن هو مواطنته، فلا قسمة للشعب على أساس التمایز القبلی أو الحزبی و الفئوی أو الطائفی مثلاً، وفی مثل المواقع التی تتطلب الکفاءة والأمانة لابد من اعتبارهما بغض النظر عما هو الانتماء من غیر المواطنة من عدمها، والمعارضة تطرح تمسکها بهذا المقیاس وتقدمه على کل ما سواه.
وأضاف: المحاصصة الطائفیة، وهی ثلاثة أنواع: محاصصة طائفیة عادلة، محاصصة طائفیة جائرة مفروضة بالإکراه، محاصصة طائفیة توافقیة قد یسمونها بالدیمقراطیة التوافقیة تقوم على التفاهم البعید عن الإکراه.
وذکر أن ما یُفهم من کلمات المعارضة الاستعداد للمحاصصة الطائفیة التسامحیة التوافقیة القائمة على التفاهم والتراضی بین الجمیع والاستبعاد النهائی للمحاصصة الطائفیة الجائرة، على أن الأصل فی موقف المعارضة کما تقدم لیس هو مقیاس الطائفیة على الإطلاق، وإنما هو الأخذ بمقیاس المواطنة.
المحاصصة الطائفیة التوافقیة لا تلغی أحداً من شرکاء الوطن
ورأى أن المحاصصة الطائفیة التوافقیة لاتلغی احدا من شرکاء الوطن قائلاً: الاستئثار القبلی - هذا مقیاس آخر - أو الجمع بینه وبین الطائفیة الجائرة وهذا ما ترفضه المعارضة علناً وبصراحة قاطعة، وما یُفهم من الموقف الرسمی لحد الآن وإلى حد التشدد وعدم إبراز أی درجة من المرونة إنما هو التمسک بهذا المقیاس، وبذلک تقف على طرف نقیضٍ مع موقف المعارضة.
وأشار إلى أن السلطة تطرح إعلامیاً أنها لیست مع مقیاس الطائفیة، وهی تعنی فی الواقع بهذا الرفض خصوص الطائفیة العادلة التی لا یُفهم من موقف المعارضة الإصرار علیها، ولا تمیل إلیها فی الأصل. وهذا من دون أن تتحدث السلطة عن المقیاس الذی تختاره للحلّ، وإنما تلجأ إلى التعمیة والتشویش والدعایة من کونها لیست مع مقیاس الطائفیة وترمی بتبنیه المعارضة، بینما ما علیه الواقع هو اختیار السلطة لمقیاسٍ مرّکب من الاستئثار القبلی والطائفیة الجائرة.
وتابع: بینما ما تفضله المعارضة وتقدمه هو مقیاس الدیمقراطیة والمواطنة، وهو الأمر الذی تجتنب السلطة طرحه نهائیاً، والتعرض له، فهی فی الواقع تصر على مقیاسها القدیم، الذی أوجد الأزمة ولایزال یدفع بها إلى مزید، السلطة لا ترضى بحکومة منتخبة، ولا مجلسٍ نیابی یعتمد انتخابه على قاعدة صوت لکل مواطن، وله کامل صلاحیات المجالس النیابیة فی النظام الدیمقراطی، وتصرّ على أن تکون الوزارات السیادیة من حق عائلة معیّنة، ولا ترى إدماج الشعب من غیر تفریقٍ طائفی وفئوی ومناطقی فی مؤسسة الجیش والأمن والقضاء، فأین هذا کلّه من الطرح الدیمقراطی وأین التزحزح من هذا کلّه عن مقیاس السلطة القدیم المُشکل، المقیاس القبلی والطائفی.
وبیّن أن للسلطة لغة إعلامیة تتحدث عن وطن الجمیع، ووطن الإخاء والمحبة والعدل والمساواة والأسرة الواحدة، ولغة عملیة ولغة قرار ولغة لاعتماد الحل، تتمسک کل التمسک بالاستئثار القبلی والتفرقة الطائفیة. ومع هذه المفارقة یستمر المشکل ویتعمّق ویمتنع الحل، وذلک مما یؤسف ویُأسى إلیه.
وتحت عنوان «تخلٍّ عن ضعف»، قال آیة الله عیسی قاسم إن غزة وأهلها وبلا تهویل عاطفی یُفتک بهما على ید إسرائیل فتک الذئب بالمعز، لا بطولة من إسرائیل ولا شجاعة، ولا وهناً فی الإرادة الفلسطینیة ولا جبناً، ولکنه السلاح الإسرائیلی القاهر، والبدائیة النسبیة فی سلاح المقاومة، والدولة المزعومة والقوة المعدّة والمال الضخم والجیش الجرّار مما تتمتع به إسرائیل.
وأضاف أن الجماعة المُحاربة المعزولة، والوجود المحاصر، والبلد المدمّر فی بنیته التحتیة من قبل، والسلاح المتقدم المفقود، والانقسام الرسمی الفلسطینی مما علیه واقع غزة ومقاومیها وفلسطین وجماهیرها الممتحنة.
وأردف: للعالم الاستکباری موقفٌ معروفٌ من فلسطین والفلسطینیین، وإسرائیل والهدف الإسرائیلی، موقفٌ إعلامیٌ فیه کذب ونفاق على أنه رغم ذلک لا یخفی حرصه على أن تبقى إسرائیل هی الأقوى وهی الوحیدة المسیطرة من بین الدول المحیطة بها ومن بین العرب والمسلمین جمیعاً، یمدّها بالمال والسلاح والدعم السیاسی والإعلامی وحتى الجیوش الزاحفة عندما یتطلّب الأمر وتشیر الحاجة الواقعة.
وتساءل: «وما شأن العرب؟ وماذا عن الموقف العربی؟»، مجیباً على ذلک بقوله: «إعلامیاً کانت الشعوب العربیة تُغذى بثقافة أن القضیة الفلسطینیة هی القضیة المرکزیة للأمة، وأن إسرائیل هی العدو الأول وإن لم یکن الموقف العملی الرسمی للأنظمة العربیة التی یبث إعلامها هذه الثقافة منسجماً مع هذا الإعلام فیما کان».
المصدر: الوسط