ایکنا

IQNA

مفتی مصر: هناک جذور اقتصادیة واجتماعیة وثقافیة للتطرف الدینی

12:38 - August 23, 2014
رمز الخبر: 1442063
القاهرة ـ إکنا: قال شوقی علام، مفتی مصر إن هناک جذوراً اقتصادیة واجتماعیة وثقافیة للتطرف، ودعا المصریین تجنب فتاوى غیر المتأهلین، مشدداً على رجال الدین ضرورة فهم الشروط التی حددها الشرع فیمن یتصدى للفتوى.

وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه قال الدکتور شوقی علام مفتی مصر إن دار الإفتاء لیست بمعزل عن هموم الشعب المصری، وأن الفتاوى الصادرة عنها تعد ترجمة حقیقیة للحراک الذی یحدث فی المجتمع المصری بکافة شرائحه، مؤکدًا أنَّ سبیل الخروج من حالة البلبلة الناجمة عن فتاوى غیر المتأهلین هو تبصیر جماهیر المستفتین بثقافة الاستفتاء الصحیحة، والرجوع إلى الشروط التی حددها الشرع فیمن یتصدى للفتوى، مشدداً على أن الفتوى دین وعلى کل طالب فتوى أن یبذل الجهد فی التحری والتدقیق فیمن یأخذ عنه الدین والفتوى.
أهم الشروط لمن یتصدر للفتوى
وأشار مفتی مصر فی بیان له أمس الجمعة، إلى أن من أهم الشروط التی ذکرها العلماء فیمن یتصدر للفتوى امتلاکه للعلم الشرعی، وهو ما یعبَّر عنه فی واقعنا الـمعاصر بالتخصص، مشددًا أن التخصص یعنی أن یکون من یتعرض للإفتاء قد دَرَس الفقه والأصول، وإتقانه لمهارات الفتوى التی تتمثل فی الوصل بین الواقع والمصادر الشرعیة.
وأوضح المفتی أن إدراک الواقع بعوالمه المختلفة یعد أحد العناصر الأساسیة التی یقوم بها المفتی للإدلاء بالفتوى سواء الواقع السیاسی أو الاقتصادی أو الاجتماعی فلا بد أن یکون مدرکًا لهذا الأمر وإلا فلا یصح له أن یفتی دون إدراک ومعرفة دقیقة بالواقع.
الفتوى لیست مجرد معارف وإنما صناعة ومهنة
وأضاف المفتی أن من أهم الأشیاء التی یمکن أن نحصن بها الفتوى هو أن نعرف أن الفتوى لیست مجرد معارف وإنما صناعة ومهنة، مشیراً الى أن ذلک یقتضی أن یتوفر فیمن یقوم بها التعلیم والتدریب والتربیة لأن أهل المهنة هم الذین یضعون معاییر هذه المهنة وکل مهنة لها خصائصها التی تتمیز بها عن غیرها من المهن ولها المهارات التی لابد أن تتوفر فیمن یقومون بها.
وحول ظاهرة التطرف الدینى الذی یدفع ببعض الشباب إلى انتهاج العنف أکد المفتی أن هناک جذوراً اقتصادیة واجتماعیة وثقافیة للتطرف الدینى الذی یتشکل فی ظل الفقر والبطالة وفى الأحیاء العشوائیة، وهى بیئة لا توفر ضرورات الحیاة لمن یعیش فیها، ولا توفر له التعلیم الکافى أو النسق الأخلاقى المناسب، مما یسهل اصطیاده وتلقینه أفکاراً خطیرة تنسب إلى الدین، والدین منها براء مثل تکفیر المجتمع وتبریر العنف، موضحاً أن الدراسات العلمیة أکدت أن التنمیة الشاملة هی المدخل الحقیقى لتصفیة الفکر المتطرف، وأن توفیر فرص العمل وضرورات الحیاة تهیئ المجتمع للقدرة على محاصرة الفکر المتطرف.
واستطرد مفتی مصر أن هذه المعالجة الاقتصادیة والاجتماعیة تظل قاصرة عن احتواء الظاهرة ما لم یکملها جهد ثقافى لنشر الوعی الدینی للشباب والفئات المهمشة وتغذیة وجدانهم بالقیم الدینیة الصحیحة.
وأکد المفتی أن وسائل الإعلام تلعب دوراً لا یستهان به فی هذا الصدد لتعریف الناس بما یعیشه المجتمع من مشکلات وأسبابها، وکیفیة علاجها، وتقدیم المثل والقدوة الحسنة للناس، وشرح الدین على نحو صحیح یساعد الناس على السلوک القویم مضیفاً أننا لا یجب أن ننسى دور المدرسة والجامعة والمسجد والکنیسة فی القیام بدور أساسى فی التربیة والتنشئة بهذه القیم وبالفهم المستنیر للدین.

المصدر: بوابة فیتو

کلمات دلیلیة: مفتی ، مصر ، الدین
captcha