وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) أنه ألقى الدکتور عبد العزیز بن عثمان التویجری، المدیر العام للمنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة ـ إیسیسکو ـ، کلمة بمناسبة افتتاح حفل تسلیم (جائزة الإیسیسکو ومرکز اکسفورد للدراسات الإسلامیة للمربین)، الذی تم صباح أمس الاثنین 13 ابریل / نیسان الجاری فی مقر الایسیسکو بالرباط.
وأکد فی مستهلها على أن الحوار بین الثقافات والحضارات والأدیان، لا بد أن یقوم على أساس العدل والسلام والتفاهم والتسامح والتضامن والانفتاح على الآخر، واصفـاً هذه القیم بأنها إنسانیة مشترکة، تدعو إلیها الأدیان، وتتکامل مع قیم حقوق الإنسان المتعارف علیها عالمیاً.
ودعا إلى أن تکون جمیع الأنشطة التربویة الوطنیة الأداة المثلى للحوار بین الثقافات والحضارات والأدیان، سواء تعلق الأمر بتدریب هیئات التدریس العاملة فی النظم التعلیمیة العامة أو الدینیة، أو بالمقررات الدراسیة والجامعیة الخاصة بالتاریخ وعلم اجتماع الأدیان، أو بالتربیة على قیم المواطنة وحقوق الإنسان، اعتماداً على المفاهیم الصحیحة، وتعزیزها وتطویرها، وذلک فی إطار التخصصات القائمة على مستوى المناهج الدراسیة وفی إطار التفاعل بین مختلف التخصصات.
وأبرز أن التربیة على قیم الحوار بین أتباع الثقافات والحضارات والأدیان واحترام التنوع الثقافی والدینی، ضرورة ٌ لا بد منها، وواجبٌ إنسانیٌّ یقتضی منا بذل الجهود لترسیخ قیمها فی مجتمعاتنا. وقال: «إننا لا نجافی الحقیقة إذا قلنا إن غیاب الحوار المتسامح کان السبب الرئیس فی نشوب الصراعات والحروب واحتدامها، وفی ارتفاع موجات الصراع والصدام والکراهیة التی تؤججها الرغبة فی الهیمنة أو فرض نموذج ثقافی على غیره. وکلنا أمل فی أن تسود روح التفاهم والتعاون بین الشعوب، فی إطار المشترک الإنسانی، حیث لا نجاة لأحد منا بمعزل عن الآخر. الأمر الذی یؤکد أن الحوار المتسامح والمتکافئ هو السبیل الأمثـل لنجاتنا جمیعاً من أهوال الحروب والأزمات، وتحقیق السلام وتجنب کل ما من شأن إثارة الفتن وتأجیج الصراعات، التی لن تخدم أحداً، سوى دعاتها ومروجیها والمنتفعین منها».
وأعلن أن هذه الجائزة المهمة، التی تلتئم فی دورتها الأولى الیومَ، فاز بها هذه السنة المتحف البریطانی فی لندن، والکاتبة البریطانیة السیدة کارین أرمسترونج، حیث استحق المتحفُ الفوز بالجائزة عن المعرض الذی نظمه حول مناسک الحج، والذی استقطب عدداً کبیراً من الزائرین، واستطاع أن یشکل نافذةً واسعةً للتعریف بشعائر فریضة الحج فی الإسلام، وأن السیدة کارین أرمسترونج استحقت هذه الجائزة عن جهودها فی تصحیح صورة الإسلام فی الغرب، وتقدیم المعلومات المنصفة عن الرسول الکریم(علیه الصلاة والسلام)، من خلال مؤلفاتها العدیدة فی مقارنة الأدیـان، وعن الإسلام، ولاسیما مؤلفها "محمد: نبی لزماننـا" (Muhammad : A Prophet For Our Time)، الصادر فی سنة 2006، الذی یعرّف بنبی الرحمة علیه الصلاة والسلام، ویساعد على مد الجسور لبناء الأسرة الإنسانیة الواحدة، ویعزّز الحوار بین الثقافات والحضارات وأتباع الأدیان، وإظهار الصور الحقیقیة للآخر، ومراجعة المفاهیم الخاطئة، والتخلص من الصور النمطیة السلبیة.
وذکر الدکتور عبد العزیز التویجری أن جائزة الإیسیسکو ومرکز أکسفورد للدراسات الإسلامیة للمربین تم إطلاقها بالتعاون بین المنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة ـ إیسیسکو ـ ومرکز أکسفورد للدراسات الإسلامیة، مشیداً بالتعاون البناء بین المؤسستین، والذی تم فی إطاره عقد عدد من الأنشطة الهادفة إلى تبادل الخبرات لتعزیز الشراکة بین المربین ومؤلفی المناهج المدرسیة بین الشمال والجنوب، وبلورة منهجیات جدیدة لتصحیح صورة الآخر فی کتب التاریخ فی أوروبا وفی الکتب العربیة الإسلامیة.
المصدر: موقع ایسیسکو