وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أنه جاء ذلک لدى استقبال قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة، سماحة آیة الله السید علی الخامنئی صباح الیوم السبت 23 مایو / أیار الجاری، المشارکین فی المسابقات الدولیة للقرآن الکریم التی أقیمت فی العاصمة الایرانیة طهران واختتمت أمس الأول الخمیس.
أکد سماحة آیة الله السید على الخامنئی، أن مسؤولی بعض الدول الاسلامیة، باتوا یفتقرون للبصیرة ولا یمیزوا بین العدو والصدیق وسیتضررون من جراء ذلک، مشدداً على ان صلاح الأمة الإسلامیة یکمن بتسلیمها للقرآن الکریم ورفضها للجاهلیة الحدیثة.
وفی اللقاء، أکد سماحة القائد ضرورة أن یکون القرآن الکریم حاضراً فی جمیع أبعاد الحیاة الفردیة والاجتماعیة للمسلمین، واعتبر ان الضرورة للوصول الى هذا الهدف السامی هما عنصرا "البصیرة" و"العزم" وقال، ان الوصفة لعلاج المشاکل الراهنة للعالم الاسلامی هی التسلیم لأوامر القرآن الکریم وعدم الخضوع لضغوط الجاهلیة الحدیثة والمقاومة امام غطرستها.
واعتبر تلاوة وحفظ القرآن الکریم مقدمة للتخلق بالاخلاق القرآنیة وتبلور مجتمع على اساس تعالیم القرآن واضاف، للاسف ان العالم الاسلامی الیوم یعانی بشدة من الضعف والفقر والحروب الاهلیة الناجمة عن ضغوط الانظمة الجاهلیة، وان الطریق الوحید لمواجهة هذه الضغوط المفروضة هو التمسک بالقرآن وامتلاک العزم الجاد للتحرک نحو الاهداف السامیة.
واکد قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة بانه لو تم اتخاذ خطوة واحدة نحو الاهداف القرآنیة فان الله سبحانه وتعالى سیمنح قوة مضاعفة وهو امر اختبره الشعب الایرانی اذ توصل بمقاومته امام الغطرسة للمزید من القدرات والامل.
واعتبر سماحة آیة الله الخامنئی الاستفادة من تجربة الشعب الایرانی فی الصمود أمام قوى الهیمنة وصفة العلاج لمشاکل العالم الاسلامی وقال ان اثارة التفرقة والشقاق فی صفوف الامة الاسلامیة هی الیوم احدى مخططات الاعداء الرئیسیة لذا ینبغی على الجمیع الحذر کی لا یطلقوا نداء الخلاف ویصبحوا بوقاً لاعداء الاسلام والقرآن.
واکد سماحته بان ای حنجرة تعمل فی مسار اثارة الخلاف تعد بوقاً للعدو واضاف: ان اثارة الخلافات تحت عناوین الشیعة والسنة والعرب والعجم والاثنیات والشعوب والعصبیات القومیة مدرجة فی جدول اعمال اعداء الامة الاسلامیة حیث ینبغی الوقوف امام ذلک بالبصیرة والعزم.
واعتبر قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة البصیرة والتمییز بین الصدیق والعدو امراً ضروریاً للغایة واضاف: انه حینما تجتمع العزة والارادة الى جانب البصیرة سیصبح من السهولة سلوک الطریق والصمود امام الضغوط والامور المفروضة والمؤامرات، وهذا هو النصر الالهی.
واعتبر سماحته تزاید الاستئناس بالقرآن فی المجتمع أمراً یبعث على الامل واکد ضرورة الاهتمام الجاد من جانب المسؤولین بقضیة القرآن وقال: انه على الشباب والمثقفین المزید من الاستئناس بالقرآن الکریم لان اغناء الذهن بمعارف القرآن سیترک تاثیره على الکلام والسلوکیات واتخاذ القرارات العامة.
واکد بان الاستئناس بالقرآن یضمن مستقبلاً وضاءً ومفعماً بالسعادة واضاف، لحسن الحظ ان التحرک الیوم قد بدأ نحو الاسلام والقرآن فی المجتمعات الاسلامیة ومن برکات ذلک الصحوة الاسلامیة.
واکد قائد الثورة الاسلامیة الایرانیة، بان الصحوة الاسلامیة حقیقة لا تمحى وان آثارها ستتوسع شیئاً فشیئاً، واعتبر مسؤولیة العلماء والمثقفین والکتّاب والباحثین وقراء وحفظة القرآن الکریم بانها مسؤولیة مضاعفة للمزید من تنمیة الصحوة الاسلامیة واضاف: انه ینبغی بث الامل لدى الناس بشان الطریق الذی یبشر به القرآن الکریم.
واعرب سماحته فی الختام عن أمله بان تبادر الحکومات الاسلامیة للتعرف عملیاً على القرآن الکریم والعمل بتعالیمه أکثر من الحدیث عنه.