وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا) أن أحد عمالقة التلاوة وکبار القراء المشاهیر على مستوى العالم، الشیخ محمد محمود الطبلاوی، نقیب القراء المصریین، یحکى فى حوار لـ"الأهرام" هموم القراء والمشکلات التى تعانیها نقابة القراء ولجنة اختیار القراء بالإذاعة والاهتمام بالمحفظ وتقدیم الأصوات الجدیدة وغیرها من القضایا المهمة وإلى نص الحوار:
ما رأیک فى لجنة اختیار القراء بالإذاعة وما یثار حولها؟
أرى أنه لابد أن یمثل نقیب القراء بها کما کان من قبل وذلک طبقاً لقانون نقابة القراء 93 لسنة 1983م فى المادة 89، التى نصت على ضرورة تمثیل النقابة بعضو أو عضوین، ویکون دور عضو النقابة رقابیاً وفنیاً، وأقترح على عصام الأمیر، رئیس التلیفزیون أن یکلفنى کنقیب لقراء مصر بتشکیل لجنة من ذوى الخبرة والتخصص المؤهلین، وعلى درایة کاملة بتقدیر الصوت والأحکام وملمین بالموسیقى والانتقال النغمى وکل ما یلزم للقارىء باعتبارها مهنته وتخصصه، وتکون مهمتها اختیار الأصوات المتمیزة المشرفة لمصر داخلیاً وخارجیاً.
لماذا أحجمت اللجنة عن اکتشاف وتقدیم مواهب جدیدة؟
لم یتم تقدیم موهبة جدیدة أو نجم جدید فى عالم التلاوة منذ فترة، لأن اللجنة تعمل فتره ثم تتوقف وهنا یکمن القصور، واللجنة متوقفة الآن، وأذکر أن القارئ خضر أحمد مصطفى، من المنوفیة وهو قارئ جید ومؤدی، وسجل نصفى ساعة واجتاز الاختبار وقلت لهم نضمه ورغم ذلک لم یتم اختیاره. فاللجنة لابد أن تکون من ذوى الخبرة ولها باع فى مجال التلاوة والقراءات حتى عندما یحکمون على أحد یکون حکمهم جیدا.
نجوم التلاوة أمثال الشیخ الطبلاوى کیف یقدمون لنا مواهب جدیدة؟
اقترحت تحدید یوم فى الشهر فى نقابة القراء لاکتشاف المواهب الجدیدة من الأصوات الشابة فى عالم التلاوة والابتهالات لاختیار أحسن وأفضل الأصوات للقراء الجدد والمواهب المتعددة کالقاریء والمبتهل، وتکون اللجنة برئاستى وعضویة بعض ذوى الخبرة وجاهزین لهذه المهمة، ونقوم باختبارهم وإعطاء الفرصة لأفضل الأصوات دون مجاملة لیکون ضمن قراء الإذاعة والتلیفزیون المعتمدین لتمثیلنا فى الداخل والخارج تمثیلاً مشرفاً من حیث الأداء والتمکن وقوة الحفظ وحسن الصوت، وللعلم الإذاعى، على مسعود مدیر عام التخطیط الدینى بالإذاعة والإعلامى القدیر محمد عویضة رئیس إذاعة القرآن الکریم یرحبان بهذه الفکرة ولیس لدیهما مانع، وبحق هما متعاونان مع النقابة، وأنا والشیخ حلمى الجمل نائب النقیب ومجلس إدارة النقابة نکن لهما کل احترام وتقدیر لما یبذلانه من إخلاص وتفان فى العمل بأمانة لتحقیق العدالة بین جمیع القراء والمبتهلین القدامى والجدد کل حسب فئته ، وندعو لهما بالنجاح والتوفیق والسداد.
حدثنا عن هموم نقابة القراء والمشکلات التى تعانیها؟
أولا نقابة محفظى وقراء القرآن الکریم نقابة مهنیة تهتم بأهل القرآن ومحفظیه فى مصر بالقانون رقم 93 لسنه 1983، ویبلغ عدد أعضائها حوالى 8 آلاف عضو، منهم حوالى 6 آلاف عضو فى جدول المعاشات، والمعاش الشهرى 40 جنیهاً فقط لا غیر .. فهل یعقل هذا فى ظل الظروف المعیشیة الصعبة؟ خاصة من لدیهم التزامات ویحتاجون لعلاج وفى أشد الحاجة لمعاش کریم یلیق بهم فى کبرهم، هذا بالإضافة لعدم وجود تأمین صحى للقراء ونعتمد على الاشتراکات الشهریة وقیمتها جنیه من کل عضو وللأسف بعض الأعضاء یتأخرون فى دفعها وأناشدهم سرعة سداد الاشتراکات المتأخرة علیهم حتى لا یتم فصلهم، هذا بالإضافة لتبرعات أهل الخیر من زکاة المال والصدقات ومجلس الإدارة ومساهمة وزارة الأوقاف البالغة قیمتها 57 ألف جنیه سنویا فقط لا غیر، وأنا لست مقتنعا بقیمة المعاش فهى لا تکفى أى شیء، وهؤلاء أهل القرآن أهل الله وخاصته من أکرمهم أکرمه الله ولابد أن نکرمهم لیستطیعوا الحصول على معاش مناسب تقدیراً لرسالتهم السامیة وتحسینا لمستوى معیشتهم وتقدیرا لدورهم فى الحیاة، ثانیا أنتهز هذه الفرصة لأوجه نداء للسید الرئیس عبد الفتاح السیسى والمهندس إبراهیم محلب رئیس الوزراء لدعم صندوق معاشات القراء والتدخل لزیادة الدعم السنوى المقدم من وزارة الأوقاف لیصل إلى ملیون جنیه أو حتى نصف ملیون جنیه سنویا بدلا من 57 ألف جنیه، لتحسین المعاش لیصل إلى 100جنیه شهریاً بدلاً من 40 ونأمل فى الاستجابة بإذن الله وأن یتم الخیر على أیدیهم لتحصل هذه الفئة على حقها من التکریم، وبمناسبة قدوم شهر رمضان المبارک شهر القرآن أعاده الله على مصرنا الحبیبة وأمتنا العربیة والإسلامیة بالخیر والبرکات أدعو رجال الأعمال وأهل الخیر والمحسنین فى مصر وهم کثیر، بارک الله فیهم إلى تقدیم المساعدة والتبرع من مالهم لتحسین معاش القراء على رقم حساب النقابة ببنک مصر فرع الحسین الإسلامی، تکریما لأهل القرآن فى شهر القرآن، وفى ذلک فلیتنافس المتنافسون وهنیئا للمتصدقین، ثالثا أناشد الدکتور محمد مختار جمعة وزیر الأوقاف، توفیر مقر جدید للنقابة بأحد المساجد الکبرى التابعة للوزارة أو أى مکان یراه فضیلته مناسبا وکلنا أمل فى دعم الوزیر واهتمامه بحل هذه المشکلة باعتباره المشرف على النقابة و یحضر اجتماعاتنا ویتابعنا شخصیا، ونظرا للإصلاحات التى تتم بالجامع الأزهر الآن فقد عقدنا آخر اجتماعاتنا بالمقر المؤقت بالجامع الأزهر السبت الماضى 30مایو ولا ندرى أین سنجتمع بعد ذلک.
کیف یمکن إحیاء دور الکتاتیب؟
إحیاء دور الکتاتیب مهم جدا، فالکتاب کان معمل تفریخ للقراء العظام، وکلنا تخرجنا من الکتاب أنا وفضیلة الشیخ عبد الباسط عبد الصمد والشیخ مصطفى إسماعیل والشیخ المنشاوى من جیلنا وغیرنا الکثیر، وأرى أن أجر المحفظ لا ینبغى أن یقل بأى حال من الأحوال عن 600 جنیه شهریا لیقدر على القیام بمهمته فى تحفیظ الأطفال والنشء القرآن الکریم. والکتاب فى الریف یختلف عن المدینة ویختلف أیضا عن کتاب زمان، وعموما الکتاب مهم جدا فى الریف والمدینة لأن حفظ القرآن لا یکون إلا بالتلقى والتعلم على ید شیخ محفظ ویعلم أحکام التجوید الذى هو حلیة التلاوة وزینة الأداء وإعطاء کل حرف حقه.
آفة التقلید بین القراء .. کیف تراها؟
أنصح القاریء بألا یتقمص شخصیة الشیخ الذى یحبه أو یحب أن یقلده،ولکن لا مانع من أن یأخذ مثلا من الشیخ عبد الباسط «قفلة» ومن الشیخ المنشاوى «قفلة» ومن الشیخ الطبلاوى «قفلة» ومن الشیخ زاهر «قفلة» بشرط أن یکون له طریقته الخاصة الممیزة له.
المصدر: بوابة الأهرام المصریة